"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

9‏/7‏/2014

ثورة العشائر الآن: ثوار القرن السادس عشر ميلادي ضد أوغاد القرن السابع !!

غارعشتار
بقلم: عشتار العراقية
أعترفوا معي أن هذا يعتبر تطورا ثوريا عظيما، وتقدما حضاريا لا يضاهى: أن تكون الثورة العراقية الجارية الآن متقدمة تسعة قرون على متخلفي القرن السابع. سيقول بعض المتفذلكين: ولكننا في القرن الواحد والعشرين؟؟ أجيبه: ياسبحان الله في طبعك يا أخي.. من يستطيع أن يجتاز تسعة قرون ، ألا يستطيع بعد ذلك أن يطفر الطوفة خمسة قرون أخرى؟ أصبر شوية وصابر، ماتعرف المثل: يامستعجل عطلك الله؟؟ إش بيه القرن السادس عشر؟ ألم يكن امتداد الدولة العباسية الزاهرة؟
ربما يسأل بعضكم: من هم أوغاد القرن السابع ميلادي؟ أجيبه: هؤلاء هم الذين  توقف بهم الزمن عند غدير خم الذي يعتبرونه الفيصل في التاريخ الإسلامي حينها وبعدها الى أبد الآبدين.. وكل هدفهم من حياتهم البائسة الآن هو الذود بالروح والدم - آباء وأبناء وأحفادا- عن مبايعات غدير خم ولا يعترفون بأي حكم جاء بعدها بل يعتبرونه انقلابا شريرا ضد الشرعية.
طيب سوف تسأل: ومن هم ثوار عشائر القرن السادس عشر ميلادي.. اجيبك: سوف تفهم حين تنهال على بريدك الالكتروني بياناتهم الثورية بقاموسها المتفرد: "الحكومة  الصفوية المجرمة" "الجيش الصفوي المجرم" "الميليشيات الصفوية المجرمة" .. وتعرفون أن الصفويين (نسبة الى اسماعيل الصفوي) اجتاحوا البلاد والعباد وعملوا على تشييع ايران في القرن السادس عشر، حتى وقف بوجههم السلاطين العثمانيون وهزموهم. إذن لايحتاج المرء الى كثير من الذكاء ليستشف أن من يقف في وجه الحكومة الصفوية المجرمة في العراق في هذا القرن السادس عشر المبارك ليس سوى (العثمانيون)، وتأكيدا للكلام وحتى يتيقن النائمون في الشمس أن آلة الزمن الثورية توقفت عند هذا القرن، يطلع على المسرح خليفة عباسي يرتدي السواد في السواد ويخطب بنا خطبة أبي بكر الصديق. صحيح أن هنا خربطة فنية تاريخية بين أواخر الخلافة العباسية في القرن السادس عشر ومبايعة أبي بكر (الأصلي) في القرن السابع أيضا، ولكن هذه هي الاسقاطات الفنية المتضمنة طبقات معقدة من التلميحات والترميز التي لا يفهمها إلا الراسخون في الثورات ولأن (المخرج عاوز كده).
وحتى يكتمل هذا الفصل، نعود الى حكاية (ثوار العشائر) وقد تناولتها قدحا وتجريحا في مواضيع سالفة، ولكني لا أملّ ولا أكلّ من تكرارها.
جميع المتحذلقين عربا وأجانب من الذين يظنون أنهم يفهمون (تركيبة الشعب العراقي) الفذة، يقولون لك أن له خصوصية فهو شعب عشائري. وأجيبهم: وهل هناك (شعب) في أي مكان في العالم عبر كل تاريخ البشرية لم ينشأ عشائريا؟ ماذا تعني العشيرة أصلا؟ هل هي مكون هبط من السماء؟ العشيرة باختصار هي تجمع من البدو الرحل (والبشر كانوا كلهم بدوا رحل يلقطون عيشهم من هنا وهناك) استقروا في مكان ما (حول الكلأ والمرعى) وانغلقوا على انفسهم، تزاوجوا فيما بينهم، وتعاونوا على اساليب المعيشة ونصبوا كبير العائلة (قوة او حكمة) ليدير شؤونهم ويدافع عن حياضهم ويغزو بهم التجمعات المجاورة للحصول على غنائم.
والقبائل هي اصل التجمعات البشرية في كل القارات من القبائل الجرمانية والانجلو ساكسون الى الفايكنج الى الهون الى المغول الى الهنود الحمر الى قبائل افريقيا الخ. ومن ملامح تلك القبائل أن كان لكل منها آلهة متعددة خاصة بها.
بعد اكتشاف الزراعة ، والتوطن في قرى ثم مدن، انتقل الانسان الى طور آخر من (التقدم) وهو الديانات الموحدة التي تتجاوز العشيرة الى مفهوم أوسع للشراكة والأخوة والمواطنة: مفهوم الدين الواحد الذي يجمع ربما عشائرعدة. ومن هنا استلم رجال الدين سلطة شيوخ العشائر وصارت لهم اليد الطولى، وصار رجل الدين (الحاخام او البابا أو أمير المؤمنين) هو الذي يبسط سيطرته على كل البلاد التي يتم غزوها شرقا وغربا.. دين واحد بلا حدود، وتأتي قوة رجل الدين من أنه ظل الله على أرضه والحاكم باسمه والوكيل عنه.. باختصار إله بشري على الجميع الانصياع له، وظل هذا هو الحال طوال القرون الوسطى المظلمة حتى القرن الثامن عشر والتاسع عشر حيث فصل الدين عن الدولة في امريكا وفرنسا وايطاليا ثم بقية أوربا والكثير من العالم.
المشكلة في العراق وبلادنا العربية أننا لم نتخط تلك المرحلة، فما زلنا نعيش في تركيبة خرافية من سلطة العشيرة ورجل الدين، فلا الدين عبر حدود العشيرة ولا الدولة الحديثة قضت على هذه الظاهرة الشاذة. وللأسف لم يفعل حكم حزب البعث (العلماني) طوال فترة حكم طويلة، شيئا للقضاء على هيكل العشيرة وإلغائها، وهي دويلات مبعثرة داخل  الدولة، بل استعان بها في أوقات الشدة، مما قوى شوكتها  التي تزداد شراسة كلما ضعفت حكومة المركز، الى أن وصلنا الى هذا الحال. وكان ينبغي لأي حكومة تريد النهضة الحقيقية لشعب العراق هو مد الثورة والتمدن والعمران والتعليم الى اعماق القرى والمراكز والأقضية والمحافظات ليحول عناصرها العشائرية التي تدين بالولاء اولا لشيخ القبيلة ثم للقبيلة، الى مواطنين عراقيين لا يعرفون كعبة سوى الوطن الواحد.
اليوم في القرن الواحد والعشرين، تعود العشائر لتصدر المشهد بقوة مازجة الولاء الضيق للعشيرة مع الولاء لجزء من الدين (المذهب السني) بما يعني اختصار الوطن الى عشيرة ومذهب، ويقال لنا أن بعض عشائر العراق وبعض سنة العراق بقيادة شيوخ عشائر وشيوخ مذهب يقومون بثورة من اجل (6) ملايين سني في العراق (هذا هو الرقم الذي تذكره ادبيات الغرب)، ضد طوفان (صفوي مجرم) يريد نشر التشيع في العراق.
ماذا كان يحدث لو كان اسم هؤلاء الثوار (احرار العراق) أو (العراقيون الاحرار) أو (ثوار الرافدين) أو (ثوار العراق) مما يمكن القول انهم يمثلون 30 مليون عراقي.
ماذا كان يحدث لو كان اسم هؤلاء الثوار (احرار العروبة) (الثوار العروبيون) (الثورة العربية في العراق) مما يمكن القول انهم يمثلون (85%) من شعب العراق
ولكن (سنة العراق) ؟ والمقصود طبعا السنة العرب فقط في العراق وليس بضمنهم السنة الاكراد  و السنة التركمان. كم نسبة 6 ملايين من 30 مليون؟ هل الثوار إذن يمثلون 25% من شعب العراق؟
لماذا قبلتم بأقل القليل؟ ثم من قال أن النظام العشائري او نظام رجال الدين يمثلون كل (سنة العراق) ؟ أليس من المحسوبين على السنة من وصل الى شيء من التحضر والمدنية بحيث يعتبر نفسه عراقيا ولا يحدد نفسه بالهوية المذهبية؟ كم نسبة هؤلاء؟
ثم لماذا تحددون عملاء المنطقة الخضراء بأنهم (صفويون) ؟ أليس بينهم المسيحي والسني والكردي وغيرهم ممن هو ليس عميلا للشاه اسماعيل الصفوي ولكنه عميل لجهات أخرى؟ لماذا لاتكون ثورتكم ضد كل هؤلاء وكل ما جاء به الاحتلال من دساتير ونظم وقوانين ومؤسسات؟ ألن تكون الثورة أشمل لتضم قطاعات كبيرة من الشعب؟ أم هل هي مشكلة ثورة سنة على شيعة؟ هل هي مظلومية 6 مليون سني يعيشون في بقعة اسمها العراق؟
ثم لماذا تستخدم كل فصائل الثورة والمقاومة اسماء (إسلامية) ، أين ياترى يجد المسيحي الوطني نفسه فيها؟ أو الصابئي؟ أو العلماني؟ أو من لادين له سوى الوطن؟
من ناحية اخرى ، يقول البعض أن ايران اخطر من الكيان الصهيوني ويأتون لك بالأدلة. حسنا هي الأخطر على الأقل لأنها تحادد العراق وهي تسند عملاءها في الحكومة الموالية لها بكل الوسائل ولكن هل ايران وحدها من لديها عملاء في الحكومة؟ على أية حال، ربما تريدون البدء في قتالها قبل الآخرين؟ ليكن، إذن هو قتال الشعب العراقي ضد محتل ايراني .. لماذا علينا ان نستدعي بطون التاريخ ونقفز الى آلة الزمن مرة أخرى الى القرن السابع (والله راح تعطل المكينة) متخيلين انفسنا في لواء سعد بن أبي وقاص ضد رستم فرخزاد هاتفين أن الثورة العراقية هي (القادسية الثالثة) ؟
لماذا هذا الاستدعاء لقاموس القرن السابع والقرن السادس عشر؟ ألا يستطيع الشعب العراقي ببساطة أن يثور ضد حكومة عميلة للاحتلال الأمريكي والاحتلال الصهيوني والاحتلال الإيراني؟ ألا يستطيع شعب الرافدين أن يثور ضد تدمير وتخريب العراق؟ ألا يثور الشعب لقتل ماضيه وحاضره ومستقبله؟ أليست هذه موجبات الثورة ؟ أم أن الإنسان العراقي لا يثور إلا لعشيرته ومذهبه؟ ويصر على أن يتخلف عن العالم كله عشرات القرون؟ إذا كان كذلك فإنه لايستحق الثورة.

هناك 12 تعليقًا:

  1. تريد نسمي نفسنا عراقيين واليحكمنا يكول (ما ننطيها) ويسمي نفسه (مختار العصر) يعني المنتقم من قتلة الحسين تاريخيا, كلنا نعرف من يقصد الشيعة بقتلة الحسين واحفاد يزيد ومعاوية, السنة كانوا دائما في طليعة المنادين بالدولة المدنية والعلمانية بحكم اقليتهم في هذا البلد, والان عادوا وتقهقروا للتفكير القبلي والمذهبي غصب عنهم لانه لم يبقى عندهم اي خيار واخر ووجودهم ذاته مهدد. نعم اصبحنا بالضبط مثل مثقفي الشيعة الذين يتشدقون بالوطن والمدنية ويقبلون يد السيد من جهة اخرى, من ينتقد شريكه في الوطن عليه قبلها مراجعة نفسه والتمعن طويلا فيي شكله في المرآة حتى لا يصبح كالغراب يقول لغراب وجهك اسود

    ردحذف
    الردود
    1. يعني من اجل ان تكافح جريمة ما لابد أن ترتكب مثلها؟ لماذا لايمكن أن تفضح الجانب الطائفي وتبين تخلفه واستخدامه لغة العصر الحجري واستدعاء تاريخ الحسين ويزيد ومعاوية ، بدلا من أن تفعل مثله وتستخدم نفس لغته واساليبه؟ ماهو الفرق بينك وبينه إذن؟ وكيف تقنع بقية الشعب في تأييدك إذا كنت تستخدم نفس اساليب الخصم؟

      حذف
  2. لن يأتي العشائريون ولا الطائفيون بثورة حقيقية، حتى ولو كانوا ضحايا ومضطهدين. لا سبيل لنا للنجاة إلا قارب العروبة الشاملة للوطن كله. فهي العنوان الأكبر والأجل الذي تختفي بسطوعه كل الرايات السوداء والشهباء وغدير خم ولواء معاوية.

    ردحذف
  3. لقد ذهبت إلى الرابط أعلاه حول غدير خم. وللفكاهة فقد وجدت الأسماء التالية مذكورة كشهود. وهي كتبت هكذا:
    سلمان فارسي
    أبو ذر غفاري
    زبير بن عوام
    بينما الموقع عربي!

    ردحذف
  4. المقالة نموذج ممتاز لما يمكن وصفه بنتائج محددة سلفاً نصل إليها من خلال افتراضات محددة سلفاً.
    المشكلة فينا أننا لا نرى إلا ما نؤمن به ولا نريد أن نرى إلا ما نعتقد بصحته.
    بصرف النظر عن الطائفيين الذين يتحدثون عن هوية سنية بالنسبة لي أعتبر الثورة عراقية وإن فضحت مظلومية مجموعة من الشعب وقع عليها الظلم الأكبر. وهذه حقيقة لا يمكن القفز عليها.
    الحديث عن صفوية هو استعارة لمرحلة تاريخية جرى فيها تغيير مذهب أمة كاملة وهذا ما يجري في العراق اليوم. إذ لا يمكننا أن ننكر ان هناك حملة لتغيير ديموغرافي واستئصال حقيقي لفئة معينة عبر وسائل لا تقل إجراماً عن كل بشاعات التاريخ المعروفة بما في ذلك، بل وفي المقدمة، بشاعات العهد الصفوي الذي تميز بقتل مجموعة من الناس في حال رفضوا تغيير معتقداتهم الدينية.
    يا سيدتي يقاتل الانسان دفاعاً عن ماله وعن عرضه وعن هويته الوطنية وعن دينه أيضاً فلم نريد إنكار كل ذلك؟! ولم ننكر أن الدين جزء متأصل في تكوين انساننا الشرقي والعربي خصوصاً؟!
    ثم من قال ان أمير المؤمنين رجل دين؟
    أمير المؤمنين منصب سياسي ولكن بالطبع لا مجال له في الدولة الحديثة المدنية العاقلة التي ندعو لها.
    ومن قال ان سنة العراق وهم يثورون بوجه ظلم وقع عليهم يقولون انهم عثمانيون أو يستدعون ذلك؟!
    هذا المقال برأيي جزء من فكرة مستحكمة عند سيدة الغار مفادها ان مايحدث ليس ثورة وان العراقيين لا يمكن أن يثوروا.
    أنا من ضمن شريحة تقف مع الثورة، التي لا تؤمنين بها، ولكن تتمنى لو أن الأمور تسير باتجاه آخر سواءً في الخطاب السياسي أو في الوجوه المعبرة ولكن هذا هو الممكن في هذه المرحلة، وقد تأتي مرحلة أخرى تتبدل بها الوجوه وتتغير فيها الأساليب.
    من حق كل انسان أن يعتقد ما يشاء ويفكر بما يشاء سواءً بصوت عال أو صوت خفيض. لكنه وهو يفكر بصوت عالٍ عليه أن يتوقع أن ثمة من يفكر بصوت عالٍ أيضاً ولكن باتجاه مختلف.
    ولسيدة الغار وقرائها تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا على مشاركتنا رأيك. طبعا لكل مايرى. وأنا افكر بصوت عال أتمنى من كل جوارحي أن اكون مخطئة وأن تكون انت على صواب. سؤالك (من قال أن سنة العراق وهم يثورون بوجه ظلم وقع عليهم يقولون انهم عثمانيون او يستدعون ذلك) لأن الخطاب الذي يصلني هو وصف الجانب الاخر بأنهم صفويون، وبالتالي فإن الذهن يستدعي مباشرة وبشكل لا ارادي ذكر العثمانيين. مثلما يتحدث عملاء الخضراء عن (ثار الحسين) فيستدعون الى الأذهان واحيانا يصرحون بأن الجانب الاخر أمويون واحفاد يزيد ومعاوية. لايمكن للإذن ان تخطيء جعجعة العصور الغابرة. ثم طبعا من حق الانسان وواجبه ان يدافع عن عرضه وماله ووطنيه ودينه، ولكن لماذا لم يثر العراقي إلا لدينه ، وبالتحديد لمذهبه، لماذا لم يثر من اجل وطنه ؟ والوطن سابق على الدين حتى في عرف الحقائق التاريخية، فالانسان سكن الأرض اولا ثم فكر في الخلق والطبيعة ومن هنا نشأت الاديان. فالسكن والوطن مقدم على الدين غريزيا، وأي تغيير في هذا التسلسل ينبيء بشيء غير طبيعي، وعلى الأكثر يكون استغلال الدين استغلالا سياسيا. شكرا وتحياتي.

      حذف
    2. في حالة معسكري يزيد والحسين هناك تصريح واضح جداً وليس مجرد استدعاء ذهني لجزء مفقود من التصريح (افتراضي). اما استدعاء العثمانيين فهو مجرد صورة ذهنية افتراضية غير حقيقية لأن أحداً لم يصرّح بها وبحسب علمي لا أحد يدعو لها البتة.
      التسلسل عندي لا يمثل ترتيباً في الأولويات بل ربما واو المعية تحسم الأمر. أنا من الذين لا يرون انها مجرد ثورة سنية، فما يجري عندي ثورة عراقية قامت بها طليعة قُدِّر أنها (سنية) لعدة أسباب من بينها أنها غير مقيدة بفتاوى الأصنام الحوزوية الصامتة أو الناطقة.
      لابد من رؤية تمزج الوطنية والمذهبية والقومية في بوتقة واحدة. هذا هو العراق وهذا بتقديري ما يصلح له. مطلوب دولة عاقلة فقط.
      مع تقديري

      حذف
    3. عزيزي المحرر
      طبيعة العقل الانساني انه يستدعي ويقارن ويربط. حين غزت امريكا العراق قلنا عنها (هولاكو العصر) وبدأنا نستدعي ونقارن افتراضا وصراحة بين مافعله هولاكو ومافعله الامريكان من حصار ثم تدمير وتخريب. وحين يذكر اسم (بابل) امام اليهود يستذكرون على الفور نبوخذنصر واسر اليهود في غابر الزمان. وحين نريد أن نصف حاكما يدمر بلاده بيديه نستذكر نيرون الذي احرق روما الخ..وحين نتحدث عن فلسطين نستذكر صلاح الدين الايوبي، وحين نصف عدونا بأنه صفوي لابد ان يستدعي الذهن ان (العثمانيين) هم الذين وقفوا بوجهه، ونسترجع الفترة التاريخية المتعلقة بتلك الاحداث. الفكرة هي لماذا نسقط الماضي على الحاضر؟ لماذا لانسمي الاشياء بأسمائها والأشخاص بصفاتهم الحاضرة ؟ لماذا علينا ان نصفهم بصفات شخصيات غابرة؟ أليس معنى هذا اننا نعيش في الماضي ونبني كل أفعالنا على ماحدث في الماضي؟ لماذا مثلا يطلقون على البعض (خوارج هذا الزمن) أو (قرامطة هذا العصر) .. لماذا نحب ان نربط كل مايحدث امامنا بأحداث مضت عليها قرون؟ هل هو فقر في اللغة العربية؟ أم هل نحن أسرى الماضي بأمجاده وهزائمه؟
      هذا ما أعيب عليه .. ينبغي ان يكون الخطاب مواكبا للعصر الذي نعيش فيه.
      أما قولك ان أحدا من (الثوار) لم يذكر العثمانيين .. قد يكون صحيحا ولكن حين يتكرر ذكر الصفويين لابد ان يستدعي الذهن آل عثمان، ناهيك عن أن تركيا اردوغان بكل احلام استعادة الامبراطورية ، لها يد واضحة في كل الاحداث التي تجري حولنا وتدخلها في ليبيا وسوريا ومصر عيانا جهارا من عقد المؤتمرات واستضافة المعارضين في هذه الدول والتدخل العسكري من خلال الناتو الخ كل هذا يجعل استدعاء العثمانيين في الذهن ليس مجرد (افتراضات)

      حذف
    4. متابعة لتعليقك الأول. كيف يكون أمير المؤمنين منصبا سياسيا وليس دينيا؟ يكفي التسمية (امير المؤمنين) ولم يقل أمير الناس أو أمير الجماهير بل اختص المؤمنين بما يعني انه حتى ليس اميرا على (غير المؤمنين) من شعبه. كما ان أمير المؤمنين هو التنويعة الاخرى على (خليفة المسلمين) وهكذا لايمكن ان يكون منصبا سياسيا فقط لأنه يفترض انه يحكم في بلاد ليس فيها (غير مسلمين) والخلفاء الراشدين اصلا جاءوا باعتبارهم خلفاء للنبي محمد (ص) . صحيح انهم يديرون شؤون الامة سياسيا ولكن دينيا ايضا بالحفاظ على الرسالة وتعاليمها الخ. الفرق طبعا بين ائمة وآيات الله في المذهب الشيعي (الاثنى عشري خاصة) انهم يعتبرون معصومين وبمرتبة الاله فكأنهم يحكمون على الارض باسم الله، بالضبط مثل البابا في المذهب الكاثوليكي. وخلفاء (اهل السنة والجماعة) غير معصومين ولكن منصبهم سياسي وديني في نفس الوقت. باختصار آيات الله لدى الشيعة هم خلفاء الله وأمراء المؤمنين لدى السنة هم خلفاء النبي. هذا هو الفرق.

      حذف
  5. امه بلا تاريخ لا تستطيع ان تحفز ابنائها الى مستقبل افضل ..

    ردحذف
  6. عزيزتي عشتار
    من لا يعتقد بالدين...هاي مشكلته...من قال امير المومنيين اله الله بالارض استغفر الله حسب فهمك مع احترامي...رساله سماويه محكمه معجزه ياتيني انسان تطور تكلونيجيا صار يحجاج الله ...سيدتي لا تتخيليين من يومن هم اغبياء او بالفطره مسلمين وانما زرعت بقلوبهم مهما اراد الانسان الاخر او الشيطان من راس ماليه او اشتراكيه هدم الدين...هناك امور خلطت ما دخل الصفويين بالعثمانيين باحداث العراق اليوم هوليش كل سني يعرف شنو تركيا وتاريخها وشيوخها نحن اصلا مخالفيين للترك كونهم صوفيين وفكار غريبه منها بناء نفس المسجد مرتيين لانه لا يجوز واحد كون الله واحد...ومن هل الخرط اي سني غير متعلم عندما عند يسال يضحك يكول شنوهل التفاهه ...الصفويين انجاس بكل ما اوتييت الكلمه كره اعمئ للدين ومتلحف برداء اهل البيت الكرام ..دخلوا العراق وهدموا قبر ابا حنيفه واصبح مبوله للخيول واخرج ووضع كلب اسود هاي الحادثه موثقه من كتب معتبره وحتئ ولو نظن انها كذب لكن ما نراه اليوم يثبت ان الفرس يعملون انجس اذا كبر ميشيل عفلق نبش خلك علماني فما بال ابا حنيفه....مساله العشيره وكلمه رجل الدين وصف باطل يراد به حق...رجل دين تعني هنا بزنز دين او عمله دين....بينما نقول نحن شيخ دين او طالب علم ...ثم اميير المومنيين الذي لا يعجب اسمه ووصفه العلمانيين والملاحده....انما هو منصب تشريف لعلمه ووووووو.وهناك شورئ ياخذ هذا الاصل اما انفراد الحاكم حدثت رويدا بعد وفاه الرسول الكريم صلوات ربي عليه وسلم...اما العشيره فهي اساس المجتمع ولماذا نعيب العشيره اليست العشيره هي من تحمي الضعيف وتهب لنجدت افرادها...والمجتمع هو بالاصل عشيره لكن بصوره اكبر وسميت مجتمع او دوله...الرجاء عدم الهمز واللمز علئ ان سبب بلاوينا الدين اللي لا يريد الاسلام والله نفرح ان يخرج منه بدل ان يحمل اسمه وقلبه معلق باعداء الدين....اظن وصلت الحجاييه والقصد ....اسالي بصوره واضحه وغيرك من لا يعتبر الدين اساس معتقده...من اخطر علئ الاسلام اليهود او النصارئ ..او المنافقيين من المسلميين...الجواب قطعا المنافقيين...متئ نضفت الامه من المنافقيين صلحت يعني بالجلفي جم مليون يطلعون علنا ويصيرون صادقيين مو ازدواج شخصيه ساعه مسلم بس هو علماني او اشتراكي جم مليون جان صار براسنا خير لكن المنافقيين هم البلاء ومزق البلاد بشرهم وللحديث بقيه ان شاء الله

    ردحذف
  7. أنت تفكرين (و انا أيضا) بمنطق المواطنة و الدولة المدنية الحديثة في حين يفكر "صاحبنا" بمنطقي القبيلة و الأمة المترسخين في مجتمعاتنا منذ قرون٠ البغدادي يعتقد أن الله أوكل له مهمة خلافته على مشارق الأرض و مغاربها و بـعد "فتح" الموصل و الأنبار و الرقة السورية ازدادت شهيته. فهو الآن لا ينوي إقامة دولته على الجزء السني من العراق فحسب و بسط نفوده على الستة ملايين من العراقيين السنة وحدهم. كلا، انه لن يقتنع بـ"ولايتي" العراق و الشام.
    لقد تم إلغاء اسم داعش "الدولة الإسلامية في العراق و الشام" و اصبحت تدعى "الدولة الإسلامية" التي من شأنها أن تمتد من السنغال حتى اندونيسيا و ربما الى "بلاد الإفرنج" أيضا...
    لاحظي ايضا تسلسل الألقاب عند البغدادي، كما روجت لها وسائل الدعاية الداعشية على الإنترنيت: انه يدعى أمير المؤمنين الخليفة الشيخ عبد الله إبراهيم بن عواد بن إبراهيم بن علي بن محمد البدري القرشي الهاشمي الحسيني !
    ابراز النسب القرشي يعني ان البغدادي يوفي بشروط الخلافة من خلال الشرعية الاسلامية التي اجمع عليها "السلف الصالح" و التي حصرت الخلافة في قريش. أما النسبة الى الهاشيين و الحسينيين فمن شأنها ان تقطع الطريق أمام المنافسين المحتملين مثل آل سعود و ملكي الأردن و المغرب، ناهيك عن "الروافض الصفويين"...
    مع الأسف، أتوقع ان يذيع صيت البغدادي بعيدا في مختلف ارجاألعالم الإسلامي و اتمني ان اكون مخطئا في توقعاتي.

    ردحذف