"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

21‏/6‏/2014

رأي كردي: داعش ايرانية

غارعشتار
بقلم: هوشنك أوسي
تزامُن احتلال «داعش» محافظة الموصل العراقيّة، مع زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لتركيا، وبدء المفاوضات المباشرة بين واشنطن وطهران في جنيف، ليس محض صدفة. ذلك أن الاختراق السوري - الإيراني لتنظيم «داعش» الإرهابي، لم يعد يختلف عليه اثنان. فكيف لرئيس الوزراء العراقي، والقائد العام للجيش والقوّات المسلّحة، نوري المالكي، أن يرسل الجيش والتعزيزات العسكريّة لمحاربة «داعش» في الأنبار، ويفسح المجال لها لاحتلال الموصل، عبر إصدار الأوامر لقادة الجيش والشرطة بالانسحاب وعدم مواجهتها، إلاّ إذا كان القرار قد اتخذ في طهران؟!. وعليه، أرادت طهران إرسال رسائل عدّة، عبر إفساح المجال أمام استيلاء «داعش» على الموصل، منها:

1- تحذير تركيا من خطورة الضلوع في بيع نفط كردستان، بمعزل عن بغداد - طهران، والإشارة إلى الأكلاف التي يمكن لتركيا أن تدفعها، في حال توفيرها أي نوع من الغطاء أو الدعم الإقليمي، لانفصال كردستان عن العراق. بدليل أن «داعش» احتجزت نحو 80 مواطناً تركياً، بينهم القنصل، بعد اقتحام القنصليّة التركيّة في الموصل.
2- إبلاغ أميركا والغرب بأن إيران شرطي المنطقة، التي يمكنها أن تلجم الإرهاب أو تطلق له العنان، وتغرق المنطقة به، إذا لم تستجب واشنطن وبروكسيل والغرب عموماً للمطالب الإيرانيّة.
3- تحذير كردستان العراق من أن صمت وصبر طهران على الطموحات والمشاريع السياسيّة والاقتصاديّة المتّجهة نحو الانفصال، له حدود، وهو على وشك النفاد. وأن «داعش» يمكن أن تصل إلى زاخو، آخر نقطة من كردستان على الحدود مع تركيا، في حال استمرّت قيادة الاقليم بمعاندة المالكي.
في المقابل، يمكن لهذه اللعبة الإيرانيّة الخطرة، أن تمنح كرد العراق، ليس فقط الحجّة الدامغة والدليل القاطع على تورّط بغداد في استهداف الإقليم الكردي، عبر «داعش»، بحيث «ينقلب السحر على الساحر» ويفرض الكرد سيطرتهم العسكريّة على المناطق المتنازع عليها، التي كان من المفترض أن تعود تابعيّتها لإقليم كردستان، بموجب تفعيل المادة 140 من الدستور العراقي. ذلك أن الكرد، سنة 2003، بسطوا سيطرتهم على كركوك وقضاء سنجار، إلاّ أنهم انسحبوا منها، كونهم أرادوا حلّ هذه المشكلة في سياق دستوري. والمادة 140 من الدستور العراقي واضحة بهذا الخصوص. وكان من المفترض تطبيق هذه المادّة نهاية 2007. وهذا ما عرقلته الحكومات العراقيّة المتعاقبة. وعليه، فمسألة محاربة «داعش» وتحرير المنطقة من مجاميعها، يمنح كرد العراق فرصة ذهبيّة لفرض سيطرتهم العسكريّة على المناطق المتنازع عليها.
ثمّة رأي مفاده أن المالكي، ومن خلفه طهران، يريدان استنزاف إقليم كردستان، عبر وضعه في مواجهة مباشرة مع «داعش»، مع استمرار فرض الحصار الاقتصادي على الإقليم، وحرمانه من مخصصاته من الموازنة العراقيّة العامّة، أو اختبار القدرة العسكريّة التي يمتلكها الإقليم الكردي، كإجراء استباقي لأي عمل عسكري يمكن ان تقوم به بغداد ضد أربيل. وثمّة رأي آخر، يقول: إن كرد العراق، لن يكتفوا باستثمار أزمة الموصل، وتحريرها من «داعش» وحماية الإقليم الكردي وحسب، بل سيتجاوزون ذلك إلى كسب سنّة العراق، إلى جانب زيادة الضغوط المحليّة والإقليميّة والدوليّة على بغداد وحكومة المالكي.
غالب الظنّ أن أحداثاً دراماتيكيّة ستشهدها المنطقة، هي التعبير الأصدق عن صراع الاجندات والولاءات، ستجلب معها مفاجآت واصطفافات، بات فيها كرد العراق رقماً صعباً لم يعد بالإمكان تجاهله أو تجاوزه أو التحايل عليه. وكدليل على التداعيّات الإقليميّة لاحتلال «داعش» للموصل، عقدُ القيادة التركيّة اجتماعاً موسّعاً حول ذلك، ومطالبتها باجتماع عاجل لحلف الناتو بهذا الخصوص، وتهديد داوود أوغلو، بالردّ على «داعش» في حال تعرّض الرهائن الأتراك لديها بأذى. وبما أن إيران باتت ضالعة في أشكال التوتّر والأزمات التي تشهدها سورية والعراق ولبنان ومنطقة الخليج واليمن، فأي حدث جديد في المنطقة، يملي علينا البحث عن إيران فيه. وإذا ثبت ضلوع طهران في احتلال «داعش» محافظتي الموصل ونينوى، فغالب الظنّ أن الهدف منه ضرب السنّة بالسنّة، والكرد بالسنّة والعكس، وخلط الأوراق، ورفد أزمات المنطقة بالمزيد. ولعل أبرز النتائج الخطرة لهذا التكتيك الإيراني الجهنّمي، هو استيلاء «داعش» على كامل محافظات نينوى والموصل وكركوك العراقيّة، وضمّ محافظتي ديرالزور والرقة السوريتين إليها، بغية تشكيل «دولة العراق والشام» العائمة على بحر من النفط. وهذا ما لن يسمح به الكرد وتركيا، ولا العالم بأسره. يبدو أن يوم انقلاب السحر الإيراني على صاحبه، قد اقترب.

* كاتب كردي
المصدر

هناك تعليقان (2):

  1. مثل داعش واخواتها كمثل برامج الحماية من الفيروسات وملفات التجسس التي نستخدمها في حواسيبنا. فالشركات المصنعة والمروجة لهذه البرامج تدعي بأنها تهدف الى حماية حواسيبنا من هجمات الهكرز, بينما تقوم بتجندهم ودعمهم وتتعاون معهم في الخفاء. وكما أن الهكرز اشباح تعمل في فضاء الانترنت, فان قادة داعش واخواتها اشباح ايضا لا احد يعرف لهم تأريخا او اصلا, وكأنهم مخلوقات فضائية. الفرق الوحيد اننا لم نسمع عن هكرز يلقب نفسه "ابو بكر" أو "ابو عمر" (الغريب أن الدواعش لم تستخدم اسم عثمان او معاوية او يزيد امعانا في الطائفية واكتفت بعمر وابو بكر).
    هجمات الهكرز الالكترونية بدأت في امريكا ثم انتشرت بعد ذلك ليصبح لكل دولة جيشها الخاص من مهاجمي الشبكة وجواسيسها. وهكذا هو ايضا حال الدواعش. بدأت في امريكا باسطورة القاعدة ثم بدأت بالانشطار وبات لكل دولة داعشها, من بوكو حرام النيجيرية الى الشباب الصومالية الى داعش العراقية/السورية. ولم يعد بالامكان معرفة جذور هذه التنظيمات ومصادر تمويلها. الامر الوحيد المؤكد هو ان هدف هذه التنظيمات مجتمعة هو الالتفاف على ثورات الشعوب المقهورة ومصادرتها كما حدث في ليبيا وتونس ومصر وسوريا والآن العراق.

    ردحذف
  2. أنا أسف لو قلت بأنني لا أفهم ما يقول الكاكا هوشنك... لأنه ببساطة لا يزال يكذب. بالطبع لا أبريء إيران من أي عمل قذر في العراق ولكني أعلم تمام العلم بأن العلاقة الاستراتيجية التي جمعت إيران والاكراد لعقود طويلة بهدف تدمير العراق لا تزال تعمل حتى بعد إزالة عرابها (المام جلال) لتسليك طريق كردستان-عراق أمريكي. كما و ببساطة شديدة فإن كاكا مسعود يعرف جيداً بأن باباً خلفياً في عالم السياسة يجب أن يبقى مفتوحاً (فقد تعلم من أحداث 1996 الكثير).
    ولكن ليس هذا ما أردت أن أبلغ به السيد هوشنك. بل أردت أن أبلغه أمراً محزناً هو: أن الاستقلال ليس بقريب وأنه على مسافة سنين أخرى ولو حصل اليوم فستكون الكارثة عليكم أكبر من الفائدة وأن نظرية الطرق على الحديد وهو ساخن قد أثبتت فشلها تأريخياً لأن الذي يؤخد بالقوة يسترد بالقوة ولو بعد حين. كما و أنك تعرف بأن الشعب الكردي ليس بارتي – أمريكي بالكامل وإنما يكتي-روسي- إيراني و بي كا كا- ماركسي وبجاك-ماركسي – ولور-إيراني وما البارتي إلا أقلية من هذه المجموعة مما يعني بأنكم تملكون مقومات التمزق من الداخلي. ولك بأن تتعض بما حدث ويحدث في العراق. فبسبب التدخلات الخارجية ومن كل حدب و صوب، لم يستطع العراق أن يكون شعباً يمتلك حساً وطنياً حقيقياً ينئى بنفسه من مشاكل التغاير الديني والطائفي والعرقي وانت سيد العارفين، فبعد 90 عام من العيش المشترك تحت إسم مشترك هو العراق حصلتم خلاله على حقوق أفضل بكثير من نظرائكم في تركيا وإيران وسوريا لم يشفع ذلك بأن تتخلوا عن شوفينيتكم لصالح الوطن والمصير الواحد. ولكم أيضاً أن تروا موضوع الشيعة والسنة (أبناء الوطن والدين والعرق الواحد)، فبمجرد أن دخلت إيران على الخط، نسي الأخوة بأنهم أخوة ولهم مصير مشترك والعدو نفسه مشترك!!!
    ولك أن تعلم بأن الطامة الكبرى هي في نفط كركوك الذي سيصبح نقمة على كردستان مثلما كان نقمة على العراق وستحاربون من أجله وستَقتلون وتُقتلون وستهجرون وستظلمكم أحزابكم الدكتاتورية الحاكمة كما هو لدينا وستحصل إنقلابات وسترمل النساء وووووأسف ولكنننا نعيش هذه المأساة منذ إلبدئ بتسويق النفط.... ولكم نفس الجيران الجشعين أصحاب الاجندات الإستعمارية العنصرية البغيضة إيران وتركيا ... أنا أرثي لحالكم من الان، وأأسف على شعب كردستان حربه الداخلية القادمة، فمنهم أخوة لي وأصدقاء وقرابة، فليس كل شعب كردستان المغيب سيئون كمسعود وجلال.

    ردحذف