"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

14‏/6‏/2014

ملاحظات مهمة على هامش داعش

غارعشتار
دعونا ننظر ماذا يحدث في العراق. هذه بعض الاحتمالات:
ثورة وطنية شاملة على ذيول ومخلفات الاحتلال
تقوم بها العشائر وفصائل وطنية مثل حزب البعث وتنظيمات مسلحة، وهي عابرة للطائفية وإن بدأت في المناطق (السنية) ودعمها رجال دين سنة، ولكنها سرعان ما سوف تكتسح بقية مناطق العراق من شماله الى جنوبه.
من اجل تشويه الثورة أطلقت عليها حكومة بغداد ووسائل الاعلام المتواطئة المحلية والاقليمية والدولية اسم (داعش) التي لا وجود لها إلا في افلام مفبركة ومسربة على الانترنيت.
قيادة هذه الثورة التي تتحرك بمباركة اقليمية ربما تركية وخليجية، تتعاون مع الأكراد في (صفقة) ربما يكون ضمنها منحهم كركوك والمناطق المتنازع عليها مقابل المساعدة في سحب الجيش العراقي الحالي من تلك المناطق بالسرعة التي فاجأت وحيرت الجميع.
اقرأوا بتمعن مثلا هذه المقالة للإستاذ صلاح المختار وأنا أتابعه واحترمه ولكن ليس بالضرورة اتفق مع كل كتاباته. ركزوا على النقطة (8) من مقالته (حول دور الأكراد) ويلاحظ أيضا أن المقالة خلت تماما من الاشارة الى أي وجود لتنظيم داعش.
من ناحية أخرى نرى الناطق باسم (المجلس العسكري العام لثوار العراق) الذي ظهر صوته في أحد الفضائيات مرة او مرتين ذكر حين سئل عن داعش، أنها ضمن فصائل اخرى، وليست الكل في الكل. كما أن الرسالة التي وجهها الشيخ حارث الضاري الى الثوار ونشرتها عدة مواقع وفيها 16 نصيحة من ضمنها نصائح بعدم المسارعة بتطبيق الحدود والشريعة الاسلامية والتدرج بها، مع أن الرسالة لم تذكر (داعش) بالاسم ولكن كانت طبيعة النصائح الدينية موجهة الى فصائل متشددة ربما تسلك سلوك مايسمى (داعش).
داعش طروادة
مثل الحصان الخشبي لاختراق المناطق المتنازع عليها، تم الزج بمجاميع مسلحة (ربما قوات كردية، او من اللاجئين الاكراد السوريين الذين تدربوا في اربيل، او قوات خاصة تركية اوعربية) ترتدي السواد وتحمل علما اسود ، لإشاعة الخوف من (الإرهاب) الذي لا يتصدى له بجدارة إلا البيشمركة، في حين يهرب الجيش العراقي خالعا ملابسه مسلما سلاحه.
داعش طهران
هناك بعض الآراء التي تقول أن داعش هذه المرة صناعة ايرانية، من أجل تشويه السنة، ودعم ولاية ثالثة لنوري المالكي، وإطلاق حرب تطهير جديدة ومن هنا الصرخات التي نسمعها من المرجعيات لتشكيل ميليشيات للدفاع عن العتبات المقدسة الخ. ولكن في نفس الوقت هناك هدنة وغزل بين ايران وأمريكا هذه الأيام. هل هي مؤامرة امريكية ايرانية على المالكي؟
++
الموقف الأمريكي؟ 
أعتقد أن أمريكا بصدد دعم إنقلاب او ثورة على نظام بغداد، وهي بصدد إعادة رسم الخرائط في المنطقة، ومن عادة الآمريكان التجريب مرة واخرى وتحريك الساكن و تقليب الأرض ونثر بذور الفتن ثم تجلس في انتظار النتائج، وبالتالي تأييد من يبرز في الساحة، بشرط حماية مصالحها. فعلت هذا في كل الساحات.
نوري المالكي والمؤامرة
لا ندري اية مؤامرة اشار اليها المالكي في خطابه بعد هروب جيشه. هل هي مؤامرة الاكراد؟ مؤامرة امريكا؟ لماذا لم يستطع أن يصرح بتفاصيل المؤامرة كما يراها؟ هل استشعر أن ايران تنفض يديها منه؟ وتريد استبداله؟ ولذلك حين اجتمع في بيت الجعفري استشعر الجميع بأنه لا يثق بهم ولا يستطيع الافصاح عما يعنيه بالمؤامرة!!
نوري المالكي هو المؤامرة (انظر مثلا تحليل د. عبد الاله الراوي هنا)
++
في ظني أن كل الاحتمالات مفتوحة، وتتداخل مع بعضها البعض، ولكن بالتأكيد الفائز في كل الأحوال، سواء حدثت حمامات دم أو نجحت الثورة (إذا كان هذا هو التوصيف) هو الأكراد  الذين سوف يعلنون الانفصال في كل الأحوال، حيث يبدو أنهم مازالوا حجر الزاوية الذي لايستطيع أحد من القوى في الساحة التحرك من دون تعاونهم.

هناك 3 تعليقات:

  1. http://www.irq4all.com/ShowNews.php?id=97429

    البيان الصحفي لرئيس بعثه العلاقات مع العراق في البرلمان الأوربي

    ردحذف
  2. ارى ان هناك فلتان في خيوط اللعبة الامريكية الايرانية في العراق في هذه المرحلة حيث ان الاحداث تتسارع بطريقة تفقد امريكا وايران المتحكمتين بالسلطة بكل خيوط اللعبة وهما يحاولان بكل الوسائل اعادة السيطرة فامريكا من خلال تجمع علاوي تحاول ان تقول انه البديل المناسب حيث صرح اوباما بان الحكومة بقيادة المالكي فشلت في ان تكون لكل العراقيين في حين ان ايران تحاول ان تجد بديلا غير موجود حاليا الا بعد ان تتدخل امنيا وعسكريا وعلى المكشوف بواسطة قاسم سليماني الذي بالغت ايران في اظهار قدرته على اعادة الامور لصالحها في العراق ومن جهة اخرى لا زال الاكراد يلعبون ويمسكون ورقة الجوكر بايديهم وبشكل مؤقت لانهم الاكثر استقرارا في مناطقهم ولكنهم لا يمكنهم البقاء كذلك الا في فترات انشغال العراق بشؤونه الداخلية وفي حالة عدم بروز قوى توحيدية جادة ترفع شعار العراق الموحد
    ولهذا وما دامت الامور لم تتوقف بعد ستبقى صفة الوضع في العراق مفتوح على كل الاحتمالات

    ردحذف
  3. اهل الجنوب قبل فترة كانوا يتكلمون عن وجود "شراية للاسلحة" وفسرت على انها محاولة افراغ مدنهم من السلاح .. اعتقد انها نقطة مهمة .
    ايضا اليوم على قناة التغيير طارق الهاشمي كان يلمح الى ان الانفصال هو الحل .

    ردحذف