"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

6‏/6‏/2014

إخوان صهيون؟

غارعشتار
أريد بهذا الموضوع تعليم الإعلاميين المصريين أبسط الطرق للتحقيق والاستقصاء. من المزعج حقا، أن تكون الحقيقة أمام أعينهم ويغفلون عنها. وقد اهتمت وسائل الإعلام المصرية الخاصة في الأيام الأخيرة بتصريحات واحدة اسمها داليا مجاهد تعيش في الولايات المتحدة وتعمل مستشارة في إدارة اوباما، ولها مؤسسة اسلامية خاصة بها هي (شركة مجاهد للاستشارات Mogahed Consulting) ، ويبدو أنها نالت شهرة كبيرة حيث تصدرت قوائم أهم شخصيات العالم الخ من الخزعبلات. وقيل أنها تشير على أوباما في قضايا التواصل مع المسلمين.
سيرتها الشخصية اللامعة هنا
ويبدو أنها ابنة قيادي من الاخوان المسلمين المصريين اسمه السيد مجاهد. وكان قد هاجر الى الولايات المتحدة في الستينيات.
تصريحات داليا مجاهد في مؤتمر قطر والتي أثارت المصريين .
وينظر الكثير من الشباب الساذج الى داليا مجاهد كقدوة في النجاح.
ولكن لا أحد (خاصة من العرب والمسلمين) ينجح في أمريكا قبل أن يمر باختبار (التسامح)
، وهي الكلمة الطيبة والحلوة لوصف (التطبيع مع الصهاينة)، فالنجوم اللامعة في سماء امريكا تمر عبر الفلتر الصهيوني. سأقول لكم كيف: مثلا أديب أو فنان عربي أو مسلم يراد تلميعه دوليا أو منحه جائزة الخ.. يدس له صهيوني (ليس أي يهودي وإنما لابد أن يكون مؤيدا لوجود وازدهار الكيان الصهيوني وقبل ذلك خرافة الهولوكوست الخ) بشكل صحفي يسأله عن رأيه مثلا في قتل المدنيين الابرياء داخل الكيان من قبل (الارهابيين العرب) أو قد يفاجأ بنظير له في الأدب أوالفن يجلس معه على منصة مؤتمر او حلقة حوار، أو يمثل معه في فيلم او يتنافس معه في مسابقة ما، وأشياء من هذا القبيل. وحين يفشل الشخص المعني في االإختبار، يخرج من دائرة الضوء، وحين يبدي (تسامحه) ينال المجد.
وجهلا بهذه القواعد استضافت مذيعة مصرية في إحدى القنوات اكثر من شخص للحديث عن داليا مجاهد باعتبارها مجرد (اخوانية حاقدة على مصر) ، ومن الغريب أن تعرض القناة صورة من مؤتمر شاركت فيه هذه المرأة ، دون أن تتمعن بها المذيعة او يعلق عليها أحد ضيوفها. تعالوا أعزائي من إعلاميي مصر أعلمكم كيف يكون التحقيق: كان يكفي ان تتأملوا الصورة فهي تقول كل شيء.

كما ترون هناك اسمان ظاهران خلف داليا مجاهد : الاسم الكبير الى اليمين والظاهر منه 3 حروف  هو صاحب المؤتمر ، والاسم الصغير في الخلفية والمكون من 3 مقاطع هو راعي المؤتمر.
للوهلة الاولى تعرفت على اسم الراعي وهو شركة Booz Allen Hamilton وهي باختصار شركة من واجهات CIA ووكالة الأمن االقومي الأمريكي وقد كتبت عنها في عدة مواضيع منها هذا الموضوع، ومنه اقتطع:
بوز ألين تسمى في مجتمعات الاجهزة الاستخباراية "مجتمع مخابرات الظل" ، ومعظم مدراء وكبار موظفي السي آي أي يخرجون من وظائفهم ليعملوا في بوز ألين والعكس بالعكس. والشركة لديها 1000 شخصية من مسؤولي المخابرات السابقين وهناك 10 الاف اخرين يعملون لها.
بوز الين واحدة من اكبر الشركات المتورطة في المراقبة والتجسس وهي واحدة من حوالي عشر شركات امريكية تعمل في هذا المجال. ولكنها اكبرها. وكلما سمعت عن مراقبة استخبارية في أي مكان في العالم او مراقبة هواتف القاعدة واشياء من هذا القبيل عليك ان تدرك ان واحدة من هذه الشركات هي التي تقوم بذلك . وهناك 50% من ميزانية المخابرات البالغة 45 بليون دولار تذهب الى شركات خاصة مثل بوز الين وهي مهمة للعمل الاستخباراتي خاصة مع وكالة الامن القومي حيث تقدم لهم المشورة في دمج الانظمة وايضا تساعدهم في التواصل مع وكالات المخابرات الاخرى.
أما المؤسسة الداعية للمؤتمر فإن اسمها واضح في عنوان المؤتمر في هذه الصورة:
  العنوان هو Aspen Ideas Festival (مهرجان أفكار أسبن) وأسبن هو معهد يضم صهاينة ومحافظين جدد وشخصيات أهم مايميزها تأييدها الحماسي للكيان الصهيوني على رأسهم مادلين اولبرايت وكوندليزا رايس وجين هارمان التي كتبنا عنها هنا (القائمة الرهيبة هنا) ويرأسه يهودي متصهين معروف اسمه والتر آيزاكسون Walter Isaacson .
في الاخبار أن معهد اسبن كان ثاني راع (بعد الايباك) في تمويل ارسال اعضاء الكونغرس في رحلات مدفوعة الاجر الى اسرائيل. وهذا يا أعزائي بالعربي الفصيح يعني أن معهد اسبن هو (لوبي صهيوني) ..
هل هي سذاجة من داليا مجاهد؟ مستشارة الرئيس  الأمريكي ساذجة؟؟؟؟ كلا .. بل هو  العبور الصهيوني للوصول الى النجومية في أمريكا، داليا لم تمر باختبار التسامح فقط وإنما انغرست في مستنقعه : مخابرات مركزية ولوبي صهيوني!!. ولا عزاء للغافلين. 

هناك 8 تعليقات:

  1. يبدو ان امريكا قررت ان تخوض حرب عصابات جديدة ضد حكم العسكر في مصر او ان تمهد له بتصريحات داليا مجاهد
    المطلوب صهيونيا وامريكيا في هذه المرحلة انجاز اكبر قدر ممكن من التدمير الداخلي في الاقطار العربية وخاصة مصر التي من الممكن ان تكون قد فلتت من هذا المخطط مؤقتا

    ردحذف
  2. الغريب حقا انني حاولت متابعة تصريحات داليا مجاهد من خلال النت الا انني لم اتمكن من ذلك بعبارة time out ولا ادري لماذا العم جوجل يرضى بذلك !!!!!!!!!!!!!!!!

    ردحذف
    الردود
    1. ربما تكون بنت مجاهد محمية بتقنيات الاتصالات والمراقبة التي تديرها شركة بوز الين هاميلتون. بالمناسبة صدق او لا تصدق: لهذه الشركة فرع في أبو ظبي وفرع في الاسكندرية - مصر

      حذف
  3. الغريب في سيرتها الذاتية على الويكيبيديا أن تأريخ ميلادها مسجل كما يلي:
    (ح.1974 في السيدة زينب، القاهرة)

    فماذا يعني حوالي؟؟ ألا تعرف تأريخ ميلادها؟ ألم يكن في مصر قبل أربعين سنة سجل للنفوس؟؟

    ردحذف
    الردود
    1. والله هذه نقطة لم انتبه لها ولكن في سيرتها ان الوالد هاجر الى امريكا في الستينيات، وهي ولدت في السبعينيات، فهذا يعني عدة اشياء:
      1- ان تكون امها الحامل رجعت بها من امريكا لولادتها في مصر وهذا اجراء لا يتبعه العرب عادة فهم يتلهفون على ولادة ابنائهم في بلاد برة لاكتساب الجنسية.
      2- أن يكون الاب هاجر وحده وبقيت الأم حيث حملت بالبنت بعد عدة سنوات (باللاسلكي) وانجبتها هناك.
      3- أن يكون كاتب السيرة شخص آخر لم يضبط التواريخ وحاول الاتصال بها هاتفيا للتأكد فلم ترد عليه لشدة انشغالها في النضال، فكتب حسب مايمليه عليه ضميره.

      حذف
  4. ان قصص وروايات تجنيد العملاء ومصانع تجنيدهم متنوعه وحسب الظروف والمراحل ومن الممكن ان تكون شخصيات حقيقية ترتدي ازياء غيرها واسماءهم
    وايلي كوهين مثالا على ذلك واكيد ان هناك الاف من ابناء ايلي كوهين قد تم اعدادهم عبر هذه السنوات الطويلة
    ولا نريد ان ندخل في عالم الخيال او التكهنات

    ردحذف
  5. رئيس مؤتمر أسبن هو ابن إسحاق وهي بنت مجاهد. هو يهودي صهيوني وهي مسلمة إخونجية ومحجبة. السؤال الذي يحيرني دائما هو لماذا تسود في حياتنا النقائض؟ فالقاضي هو المرتشي، والإمام هو اللوطي، والشيخ هو الزاني، والحارس هو السارق.
    ويأتي الغدر من الأبعد احتمالا، وتكون الخيانة دائما من مدعي الصدق والولاء.
    هل لم نحسن فهم ديننا أو لم نحسن التعلمل معه، فأصبح وبالا علينا، وغطاء لكل ذي عار، وستارا لكل خائن عميل؟

    ردحذف
    الردود
    1. رأيي هو أن ممارسة السياسة باسم الدين هو الذي يأتي بهذه الشرور، فالصهيونية (وهدفها احتلال ارض الغير اعتمادا على وعد من الرب و اساطير توراتية) والصليبية (وهدفها الاستيلاء على ارض الغير باسم الدفاع عن المسيحية) يلتقيان في الاهداف مع الاسلام السياسي الطامع للحكم باسم (تطبيق شريعة الله)، فليس غريبا أن يجمعهم تشابه المقاصد والاساليب. فليس هناك تناقض.

      حذف