"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

29‏/5‏/2014

"فركة كعب" الانتخابات المصرية

غارعشتار
تابعت على مدى 3 أيام الانتخابات المصرية على إيقاع حسين الجسمي، وأستطيع أن أقول أن الشعب نجح في اختبار الانتخاب وسقط الإعلام المصري بامتياز. في اليوم الأول كان الإقبال جيدا حسب المعايير الدولية للديمقراطية البغيضة، ولكن تملّك المذيعين والمذيعات هوس بأنه ينبغي ان يكون على لجان الاقتراع ازدحام الملايين التي خرجت في 30 حزيران ضد  الإخوان، غافلين عن حقيقة أن اللجان في هذه الانتخابات تضاعف عددها مئات المرات وسهلت اجراءاتها فليس من الممكن رؤية طوابير ممتدة تنتظر ساعات طويلة.
ثم أن الخروج الى الميادين في تظاهرات او احتفالات التي كانت تجري أيام الجمع، ليس مثل الوقوف في طوابير للتصويت، فالأولى لاتحتاج مثل الثانية الى إجازات من العمل و إجراءات مثل استكمال الاوراق والتواقيع، ثم أن لعبة صناديق الديمقراطية لاتتطلب حد ادنى او اعلى من المصوتين. لو خرج عشرة انفار واختار 6 منهم مرشحا واختار 4 منهم مرشحا آخر، فسوف يفوز الحاصل على 6 اصوات. ولكن الاعلام المصري وقع في فخ (الجزيرة) القطرية، كانت هذه تصرخ شامتة (اللجان فارغة) والمذيعون المصريون يشدون شعورهم صارخين (اللجان فارغة)!! ثم كان هناك هذا الهوس الإعلامي بالخارج.. (نريد أن نري العالم أن ماحدث في 30 يونيو ليس انقلابا) . .. كانت الفكرة السائدة في رؤوس الاعلاميين في القنوات الخاصة المصرية (المسألة ليست داخلية لانتخاب رئيس فقط وإنما نريد ان نبهرالعالم).  لا أدري من وضع (نقاط الحديث) هذه في أفواه المذيعين والمذيعات. وبعد كل هذا الصراخ والنواح والشتم (بعض المذيعين شتم من قاطع الانتخابات وكأن المقاطعة ليست تعبيرا عن الرأي) ، حين أعلنت النتيجة الأولية أن الحضور كان اكثر من 40% من الذين يحق لهم الإنتخاب وهي نسبة طبيعية جدا في كل دول العالم، وقع الإعلاميون في حيص بيص، وتضاربت توضيحاتهم.
وكنت قد قرأت قبل الانتخابات المصرية مباشرة ، تقريرا عن عزوف البريطانيين عن المشاركة في الانتخابات وخاصة  الشباب منهم، (انظر هنا) ، وتقريرا عن عزوف الأمريكيين عن المشاركة في الانتخابات (انظر هنا)، ويبدو أن هذه ظاهرة عالمية، حتى في الدول التي تعتبر الديمقراطية فيها (راسخة) ، وفي رأيي أن هذا تعبير تلقائي عن يأس الأجيال الجديدة من الشعوب من النظام الديمقراطي، وقد حان الوقت لاختراع نظام آخر للضحك على الناس لإيهامهم بأنهم هم الذين يحكمون. 

هناك 3 تعليقات:

  1. الانتخابات والديموقراطية الغربية لا تأتي بالقادة، ولكن تأتي بحكام وموظفين يستلمون رواتبهم ويحكمون باسم الانتخابات. قد تزور الانتخابات أو لا تزور، ولكن النتيجة واحدة: فئة من الناس تحكم نيابة عن الشعب باسم الديموقراطية. فللاحتلال ديموقراطية كما هو في العراق. والمالكي شخص ديموقراطي تتجدد ولاتبه عن طريق صناديق الإقتراع، وهو الذي خرج من عباءة الاحتلال..

    ردحذف
    الردود
    1. أصلا لايمكن لمن يحكم بالدين او المنتمي لاحزاب دينية ان يؤمن بالديمقراطية، لسبب بسيط: اصل عقيدة الديمقراطية هي (الحكم للشعب) واصل العقيدة الدينية هي (الحكم لله) .

      حذف
    2. اخي أمير المدمنين
      اضطررت لعدم نشر تعليقك الاخير لأسباب لوجستية لا تخفى عليك.

      حذف