"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

9‏/4‏/2014

رغم حاجتنا اليه: المستشار الغائب

غارعشتار
يأتي الى الحكم في دولنا العربية المنكوبة أي حاكم جديد وأي رئيس وزراء جديد، فيبدأ كل منهما باختيار 3 مستشارين: اقتصادي ، سياسي، إعلامي
لايفكر أحد منهم باختيار أهم مستشار تحتاجه البلاد: مستشار علم اجتماع. لإن العلة الحقيقة وسبب تأخرنا ، ليس الاقتصاد، وليس السياسة وليس الاعلام، وإنما في تركيبات مجتمعاتنا. يأتي المستشار الاقتصادي وهو عادة شخص تعلم في جامعات الخارج ودرس فلسفات واساليب اقتصادية تناسب مجتمعات الخارج، ويحاول تطبيقها على مجتمعاتنا، وهذا مايفعله عادة المستشار السياسي والمستشار الاعلامي. ولهذا يفشل الجميع.
من جانب آخر، يأتي جيش الإحتلال وهو يضم وحدة من أهم وحداته العسكرية وبها فقط يستطيع تثبيت احتلاله: وحدة علماء الاجتماع والانثروبولوجيا من أعلى المستويات لدراسة كيفية اخضاع المجتمع الذي يغزونه ويحتلونه.
فإذا كان تدمير مجتمع يحتاج الى علماء اجتماع، أما يحتاج بناؤه الى علماء اجتماع ايضا؟

هذه هي مشكلة مجتمعاتنا العربية وعلة تأخرنا وتقهقرنا الى الوراء.
أين هم علماء الاجتماع العراقيون؟ هل لدينا اصلا علماء اجتماع سوى علي الوردي؟ لماذا لم يقدم هؤلاء -إن وجدوا - طريقة لتفكيك نظام العشائر ، وهو نظام اللادولة ؟ كيف تبني دولة ولديك نظام قوي يعمل ضد بناء الدولة؟ لقد اعتمدت قوات الاحتلال على هذا النظام لغزو العراق وتثبيت الاحتلال والقضاء على أية مقاومة ضده.
كتب البعض بين حين وآخر مقالات وأبحاث عن تعارض النظم العشائرية مع نظام الدولة الحديثة. انظر هنا وهنا وهنا  وهنا
ولكن هل سنتوقف عند الكتابة فقط؟ وحين يجد الجد، يلتزم كل واحد منا عشيرته ويلبد في حضنها؟
وكتب البعض عن مساويء ومحاسن العشائر، وفي الواقع ليس لهذا النظام محاسن. وجود العشيرة والقبيلة في بلاد ما يعني أن (الدولة) لم تصل الى تلك المنطقة. وإذا اقتصرت الدولة على (العاصمة) فقط، فقل على البلاد السلام. هذا سبب تأخرنا وسيظل سبب تأخرنا الوحيد الى ماشاء الله. أما حكاية النخوة والكرم والجود الخ، فليس من الضرورة ان تنتمي لعشيرة حتى تكون لديك هذه الصفات. حين نغادر النظام العشائري والقبلي ، ستكون تلك هي الخطوة الاولى نحو التحضر والتمدن وبناء الدول. وبدون ذلك لن تقوم لنا قائمة. انسوا القرن الواحد والعشرين والقرون القادمة إذا مازلتم تعيشون في قرون ماقبل التاريخ.

هناك تعليق واحد:

  1. في الحقيقة انا اؤيد ما ورد في تحليل السيدة حول حاجة مجتمعنا الى علماء الاجتماع لوضع نظريات علمية اجتماعية تقوم فلسفتها على القيم الحضارية العربية الايجابية وتدخل في صميم المجتمع العربي وتفاصيلة الدقيقة لتعطي الحياة الاجتماعية ثباتا واستقرارا لا ينتهي بتغيير الانظمة او الانقلاب عليها
    ولهذا ارى ان الجانب الاجتماعي هو من اهم الجوانب التي يجب التركيز عليها واعطائها اولوية البحث على ان تكون هذه البحوث منطلقة من الواقع العربي وليس من واقع الدراسات الاجتماعية الغربية

    ردحذف