"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

30‏/4‏/2014

الجثث الصالحة لكل مجزرة

غارعشتار
هذا كشف عن حقيقة مؤجل منذ شهر بسبب إغفالي قراءة رسالة وصلتني في 28 مارس 2014 من الصديق (محمد عواد) يقول فيها:
لقد نشرت صفحات الفيسبوك صورة على اساس انها لجريمة بهرز (العراق) واتبعت طريقتك في الكشف عن الصور فوجدت انها لجنود مصريين كانوا في اجازة  و قتلوا على الطريق بين العريش و رفح في ايلول2013  و كتبت لمعظم هذه الصفحات سواء بالتعليق او برسالة خاصة  و لكن لا حياة لمن تنادي. تصوري ان احدى الصفحات يكتب لي انه ربما المصريين اخذوا الصورة و جعلوها للجنود فقلت له يا اخي انظر للتاريخ و اخرهم صاحب موقع ( .....) الذي ارسلت له رسالة خاصة و لكنه نشر الصورة مرة اخرى في موضوع لاحق فارسلت تعليقاً و لكنه لم ينشره فهل انا مخطئ ؟
تصوروا حين يكون السير على درب الحقيقة خطيئة!!! لم تكن مخطئا يا صديقي، ولكننا نعيش في غابة يكتنفها الضباب والدخان الأسود ولا يريد أحد فيها أن يعرف أي شيء.. ويكفيك فخرا بنفسك أن تكون قد وصلت للحقيقة. أن يعرف الحقيقة شخص واحد يكفي. 
الفيلسوف ديوجين كان يمسك مصباحا لينير درب الحق الموحش لقلة سالكيه.
ديوجين ومصباحه
الصورة التي يشير اليها الاخ محمد عواد كانت هذه:
وهي إحدى صور ضحايا مجزرة رفح (شمال سيناء بمصر) التي قتل فيها الإرهابيون 27 مجندا مصريا كانوا في إجازة في النصف الثاني من شهر آب 2013. والصورة منشورة هنا مثلا في 1 ايلول 2013، وفي مواقع أخرى، وهي تفصيل من صورة أوسع ملتقطة من زاوية اخرى هي هذه:
وهذه الصورة نشرت هنا في 19 آب 2013 وهنا في 20 آب 2013.
ولكن الناشطين العراقيين المتحمسين نشروا الصورة الأولى (حيث هي اكثر تأثيرا بسبب كادر اللقطة والدماء الخ) باعتبارها صورة لضحايا مجزرة بهرز الأخيرة في مارس 2014. انظر مثلا هنا وهنا .
وهكذا يستمر مسلسل (خزانة الجثث الصالحة لكل مجزرة)، وهو برأيي ليس استهتارا بالحقيقة فقط ولكن الأفظع أنه استهتار بكرامة كل ضحية من ضحايانا على أرصفة دولنا العربية. أولا يسلبوهم حقهم في الحياة، ثم يسلبوهم حقهم في الاعتراف بهم وتكريمهم على الأقل بصورة أخيرة خاصة بهم تبقى للذكرى. أي نوع من البشر يسرق جثة ميت ويتاجر بها، في حين أنه لايعدم وسيلة في عصر الانترنيت أن يتأكد من الحقيقة في لمح البصر؟

هناك 3 تعليقات:

  1. نعم صحيح هذه مشكلة كبيرة
    انا شخصياً نشرت الصورة الأولى بادئ الأمر ولكنني قمت بحذفها بناءً على ما تفضل به السيد محمد عواد من تنبيه لي وشكرته على ذلك. وها انذا اليوم أكرر شكري له من على صفحات الغار.
    تحياتي

    ردحذف
  2. بعد عشر سنوات من متابعتي لعشتار العراقية و إعجابي أراها اليوم تستعير من قاموس المحتل ( الإرهابيون ) هكذا دون تعريف من هم الإرهابيون ؟!بالضبط كما يستعملها بوووش
    و بعد أن كانت ملكة التقصي و التحري أرها اليوم تأخذ التهم المعلبة على محمل الصدق دون تحقق و تسلم عقلها لإعلام متدن ،ولو حققت و تحرت و تقصت ( كالعادة )عن الحادثة المذكورة لخرجت بملف عريض غني
    في رأيي هكذا نستهين بكرامة الموتى و نهدر دمهم مرة أخرى ...

    ردحذف
    الردود
    1. اخي سفيان
      ماذا تسمي اذن في قاموسك من يقتل كل هذا العدد من الناس بدم بارد؟ مهما كانت الجهة التي ينتمي اليها. ثم هؤلاء مصريون قتلوا على ارض مصرية ، اين المحتل في الموضوع؟ هل لديك تفسير آخر عدا استخدام الكلام العام المعلب؟ ثم عشتار العراقية لم تفتح غارها الا في 2008 ، أين هي العشر سنوات؟
      أما إذا كان قصدك أن هذه مقاومة وجهاد، فكيف يكون قتل جنود بلادك الذين لا ينتمون للجيش برغبتهم وإنما بتجنيد اجباري؟ وإذا كنت من اصحاب الرأي أن من قتلهم هو الجيش نفسه او الشرطة من اجل الحصول على مكاسب سياسية او ايجاد اعذار لقتال الجماعات المتأسلمة ، فتلك الجماعات لم تترك على مدى تاريخها عذرا لمتعذر، وهي ليست حمامات سلام بل انها تستخدم السيف شعارا لها ويكفي تهديداتها وبياناتها المخضبة بالدماء لتجريمها. هل رأيت احدا من هؤلاء يمشي في مظاهرة بدون عصا او مطواة او مولوتوف؟ انت مثل الاخرين المتحيزين.. حين تكون ابحاثي وتحقيقاتي على هواك تعجب بي وحين تمس ماتعتقده وتراه ، تبدأ في انتقادي. ومع هذا قد اكون مخطئة.. فإذا كانت لديك معلومات غير ما أملك في موضوع هذه الجريمة ارجو موافاتنا بها.

      حذف