"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

3‏/4‏/2014

انتخابات العراق: ذاك الطاس وذاك الحمام

غارعشتار
ليس لي في الانتخابات التي تجري في العراق المحتل ناقة ولا جمل ولا حتى د. ماكس الذي كان ينوي الترشح لمنصب رئيس الجمهورية الخالي منذ سنتين لإسباب خفية، ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة حين علم أن شروط الترشح أن يحمل جنسيتين واحدة محلية  واخرى أجنبية (من دولة عظمى) وأن يكون على صلة وثيقة بمخابرات عدة دول، وأن يكون يحمل شهادة الدكتوراه في خيانة الوطن. وقد نصحت العراقيين في كل الانتخابات السابقة أن يمتنعوا عن الذهاب الى صناديق الديمقراطية هرولة على اثنين أو اربعة (في حالة الزحف من شدة الشوق انظر الصورة في أدناه حتى تصدق)، لأن مجرد المشاركة حتى مع الرغبة بوضع ورقة بيضاء لم يمسسها بشر، يعني انك تؤيد العملية، وأنك - والعياذ بالله - من معتنقي (الديمقراطية) بالعنبة والصمون.
ومن مصيبة العراقيين أنهم يصابون كل أربعة سنوات،  بطاعون الصناديق، وفي كل مرة يظنون أن الصندوق سيتمخض ويلد فيلا، فإذا بالفئران نفسها تتدفق من توابيت الديمقراطية.
انظروا قائمة المشاركين في انتخابات مجلس الدواب (ومن اسمه لا يدخله إلا الدواب والدابات القادمون على الدبابات) سترون نفس الطاس ونفس الحمام.
الحركات والاحزاب والتجمعات محشورة في نفس التصنيفات الرذيلة: دينية وطائفية وعنصرية وميليشياوية وعشائرية ومناطقية. أو انها تستخدم اسماء فنطازية : الفضيلة والعدالة والحرية والديمقراطية والسلام والأمن والبناء والمساواة الى آخر قائمة الأكاذيب، وخذوها مني: مجرد  استخدام هذه التسميات تعني أن صاحبها يفتقر اليها ولم يسمع بها او يسعى اليها إلا في كوابيسه، مثل البقال الغشاش الذي يغش في كل شيء من البضاعة الى الميزان ومع ذلك يسمي دكانه (بقالة الأمانة)!!
ربما دخلت قوائم الترشح أسماء جديدة، مثل محمد الطائي صاحب قناة الفيحاء،  الذي يعلن في أول برنامجه الانتخابي انه يسعى الى تحويل (الشوارع والازقة الى عيون استخباراتية تكنولوجيا وبشريا) فمن يريد ان يتحول الى بصاص يقف على ناصية الزقاق حاملا معدات تكنولوجية للتجسس على الرايح والغادي، عليه ان يسارع الى انتخاب الطائي. أو مشعان الجبوري الذي شارك في العملية الاحتلالية منذ بدايتها ولما استبعد ظل يبتز صنائع الاحتلال في المراعي الخضراء بزعم النضال والمقاومة حتى احتضنوه مرة أخرى.
ونصيحة للمرة الأخيرة : أيها العراقيون، إن مجرد وقوفكم في صفوف أمام توابيت الديمقراطية الأمريكية يضفي شرعية على العملية الاحتلالية، وفي كل الأحوال ليس هناك شريف أمين ومخلص غيور عليكم وعلى وطنكم يشارك في الترشح لمجلس دواب في بلد محتلة. الشريف حقا يقاوم الاحتلال وصنائعه واحد أشكال المقاومة هو العصيان والامتناع. وليس من بين  المقاومة مطلقا المشاركة حسب شروطهم بأمل (التغيير) . هذا تغييب للعقول فأفيقوا يرحمكم الله. دعوا العالم يشاهد يوم 30 نيسان 2014 كيف تسحبون الشرعية عن العملية برمتها. اجلسوا في بيوتكم واتركوا الصناديق فارغة. بالتأكيد سوف يملؤونها غشا وخداعا، ولكن على الأقل إذا امتنع الجمهور عن الوقوف في طوابير أمام (بقالة الأمانة) ورأى العالم كله ذلك، لن يستطيع البائع الغشاش أن يزعم انه استطاع في ذلك اليوم بيع بضاعته المغشوشة على سيل لاينقطع من الزبائن.
بشر عراقي مغيب يزحف الى جنة الديمقراطية في 2005  
مقالة جديرة بالقراءة تصب في نفس الاتجاه

هناك 7 تعليقات:

  1. عندما رفعت شعار المقاومة السلبية او الصامتة ودعوت العراقيين الى مقاطعة الانتخابات لتلقين مهرجي البرلمان درسا في الديمقراطية التي يتشدقون بها, انهالت علي الشتائم والاتهامات بالخيانة من كل حدب وصوب. لذلك ابدلت شعاري وصرت اقول لمن يصر على المشاركة في هذه المسرحية الهزلية زاحفا الى صناديق الاستغفال, إذهب وامنح صوتك لمن تشاء, ولكن لاترجع غدا الينا باكيا شاكيا حظك العاثر لاعنا السياسة والسياسيين. تحمل تبعات قرارك ولاتبحث لنفسك عن تبريرات تواري بها عورة خيبتك وموافقتك طوعا على لعب دور المغفل للمرة الالف. وتأكد بانك ستكون حينها شريكا في الجريمة ولن يجديك القاء اللوم على السياسيين الفاسدين, وان بطاقتك الانتخابية هي صليبك, وطريقك الى المركز الانتخابي طريق الجلجلة.

    ردحذف
    الردود
    1. الخديعة الكبرى التي يفحمون بها الشعب المظلوم لدفعه الى تكرار المهزلة هي "هل نتركها لهم؟"
      وأنا أقول لهم: نعم اتركوها لهم.

      حذف
  2. ماذا نفعل إذا كنا نستلذ بالعمبة والصمون؟
    والله صمونة بيها عمبة أفضل مليون مرة من انتخابات الطاس والحمام ولو الحمام التركي مفيد للصحة.

    ردحذف
    الردود
    1. اشجاب طاري الحمام التركي بالموضوع؟ وهو مثل السونا ، الكثير منه قد يخنق الغاطس في الحمام .

      حذف
  3. كلام مضبوط و في الصميم......بس جيب اللي يقرأ و يكتب و ....يفهم

    ردحذف
  4. من المقولات التي تزعجني جدا وتكاد تخنقني هي " لازم ننتخب قابل نتركها الهم؟" وفوقاها يشجعونه احنا ان ننتخب مثلهم ، عمي اتركوها الهم أتركوها ولاتصدقون بالسياسين اللي يقنعوكم انهم يمثلوكم .. هاي شلون قهر وية عقليات كثير من الناس ، الى متى تبقى الناس تصدك ؟ كافي 11 سنة شفنا الويل!

    ردحذف