"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

19‏/3‏/2014

خطاب بوتين: ضربات في صميم الغرب

غارعشتار
هذا جزء من خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام الجمعية الفدرالية بخصوص ضم منطقة القرم الى روسيا ، وهو خطاب تاريخي، ترجمت لكم بعضه هنا فيما يتعلق بتاريخ انسلاخ القرم من روسيا واسباب إعادة ضمها الآن، ولايهمني الحجج التي ساقها لضم القرم ولكن مافيه من نقد لاذع لازدواجية معايير الغرب فيما يتعلق بأفعال مشابهة فعلتها امريكا والاتحاد الاوربي ضد يوغسلافيا وكوسوفو والعراق وافغانستان وليبيا. كانت ضربات في الصميم. ومن ناحية  اخرى هو تطبيق عملي لقيام دولة غير أمريكا وبدون إرادتها لفعل ماتريد من ضم أراض أخرى لها (حتى لو كانت تاريخيا تابعة لها)  بالاستفادة من نفس الحجج الأمريكية. العبرة انه لم يعد للقانون الدولي أي معنى.
ترجمة عشتار العراقية
انسلاخ القرم عن روسيا 
في قلوب وعقول الناس كانت القرم دائما جزء من روسيا. ويستند هذا الاقتناع الثابت على الحقيقة والعدالة، وقد توارثته الاجيال على مر الزمان وفي كل الظروف رغم التغييرات الدرامية التي مرت بها بلادنا طوال فترة القرن العشرين.
بعد الثورة قام البلاشفة ولاسباب عدة -  الله يسامحهم - بإضافة اجزاء كبيرة من جنوب روسيا التاريخي الى جمهورية اوكرانيا. تم ذلك بدون الاخذ بعين الاعتبار التشكيلة الاثنية للسكان واليوم هذه المساحات تشكل جنوب شرق اوكرانيا. ثم في عام 1954 اتخذ قرار لترحيل منطقة القرم الى اوكرانيا مع سيفاستوبول رغم حقيقة ان المدينة كانت تتبع الاتحاد. وكانت هذه مبادرة شخصية من رئيس الحزب الشيوعي نيكيتا خروشيف. ونترك للمؤرخين التكهن بما كان وراء هذا القرار: الرغبة لكسب تأييد المؤسسة السياسية الاوكرانية او للتعويض عن القمع الجماعي الذي مورس في ثلاثينيات القرن الماضي في اوكرانيا.
مايهم الان هو ان هذا القرار اتخذ في انتهاك واضح للتقاليد الدستورية التي كانت سائدة حتى في تلك الفترة. اتخذ القرار من خلف الستار. ومن الطبيعي انه في دولة شمولية لم يهتم احد في سؤال اهل القرم وسيفاستوبو، بل وضعوا امام الامر الواقع، طبعا تساءل الناس لماذا اصبحت القرم فجأة جزء من اوكرانيا. ولكن  عموما ينبغي ان نعلن صراحة وكلنا نعلم ان ذلك القرار كان نوعا من التخطيطات الإدارية لأن الأرض المنسلخة كانت ضمن حدود دولة واحدة كبيرة (الاتحاد السوفيتي) . في حينها كان من المستحيل تصور ان اوكرانيا وروسيا قد تنفصلان وتصبحان دولتين مستقلتين . ولكن هذا ماحدث.
لسوء الحظ، ماكان يبدو مستحيلا اصبح واقعا وتفكك الاتحاد السوفيتي وتطورت الامور بسرعة حتى لم ينتبه الا القليل  من الناس الى  نتائج هذه الوقائع.
من ناحية اخرى كان يأمل الكثير من الناس في روسيا واوكرانيا، اضافة الى الجمهوريات الاخرى ان (كومنولث الدول المستقلة) الذي شكل في ذلك الوقت سوف يصبح الشكل الجديد الجامع للدولة . قيل لهم انه ستكون هناك عملة واحدة ووحدة اقتصادية وقوات عسكرية مشتركة ، على اية حال، كل هذا ظل وعودا فارغة فيما اختفت الدولة الكبيرة. ولم تدرك روسيا انها سرقت بل نهبت الا حين انتهى القرم ليكون جزء من دولة مختلفة.
في نفس الوقت علينا ان نقر بأنه في زمن هوجة السيادة فإن روسيا نفسها ساعدت في انهيار الاتحاد السوفيتي. وهذا الانهيار تم تقنينه ونسي الجميع القرم وسيفاستوبول وهي القاعدة الرئيسية لاسطول البحر الاسود. وذهب ملايين الناس الى الفراش في دولة ليصحو في اليوم التالي في دول مختلفة، وقد اصبحوا في غمضة عين اقليات اثنية في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. في حين  اصبح الشعب الروسي واحدا من اكبر -إن لم يكن اكبر- مجموعة عرقية في العالم تقسمها الحدود. (سوف يستفيد الكرد من هذا الطرح- ملاحظة من عندي).
والآن بعد عدة سنوات سمعت سكان القرم يقولون انه  في 1991 تم تسليمهم مثل كيس بطاطس. ومن الصعب مخالفة هذا المنطق. وماذا عن الدولة الروسية؟ ماذا عن روسيا؟ لقد قبلت بالوضع خانعة.
كانت هذه البلاد تمر بأوقات صعبة في حينها فلم يكن في امكانها واقعيا الدفاع عن مصالحها. ولكن الناس لم يستطيعوا تقبل هذا الظلم التاريخي. طوال هذه السنوات كان مواطنون وشخصيات عامة كثيرة يعودون الى طرح القضية قائلين ان القرم ارض روسية تاريخيا وان سيفاستوبول مدينة روسية. نعم كلنا نعلم هذا في قلوبنا وعقولنا ولكن كان علينا ان نساير الحقيقة الواقعة ونبني علاقات جيرة طيبة مع اوكرانيا المستقلة ، على اسس جديدة. في هذه الاثناء كانت علاقاتنا مع اوكرانيا ومع الشعب الاوكراني الشقيق وستظل بالغة الاهمية لنا.
ترسيم الحدود
اليوم نستطيع التحدث حول هذا الموضوع علنا واود ان اشارككم في بعض تفاصيل المفاوضات التي جرت في بدايات الألفية الثانية . في حينها طلب مني رئيس اوكرانيا آنذاك السيد كوتشما ان نسرع في عملية ترسيم الحدود الروسية الاوكرانية. في ذلك الوقت كانت العملية متوقفة . كانت روسيا قد اعترفت بالقرم جزء من اوكرانيا ولكن لم تكن هناك مفاوضات لتخطيط الحدود. ورغم تعقيد الموقف، اصدرت فورا تعليمات لهيئات الحكومة الروسية لتسريع عملهم لتوثيق الحدود حتى يكون لكل جهة موقف واضح حيث بالموافقة على ترسيم الحدود نعترف بالامر الواقع وهو ان القرم اصبحت ارضا اوكرانية وبهذا نغلق القضية.
وقد جاملنا اوكرانيا ليس يما يخص القرم فقط وانما ايضا في قضايا معقدة مثل الحدود البحرية في بحر ازوف ومضيق كيرش. وما سرنا عليه منذ ذلك الحين هو ان العلاقات الطيبة مع اوكرانيا تهمنا بالدرجة الاولى ولئلا يقعوا رهائن لخلافات ارض مغلقة لا منفذ لها. ولكن توقعنا ان تظل اوكرانيا جارا طيبا وآملنا ان المواطنين الروس والمتحدثين بالروسية في اوكرانيا خاصة في الجنوب الشرقي وفي القرم سيعيشون في دولة صديقة ديمقراطية ومتحضرة تحترم حقوقهم في إطار القانون الدولي.
ولكن لم يكن هذا ماحدث. تكررت محاولات حرمان الروس من ذاكرتهم التاريخية وحتى اللغة واخضاعهم لاندماج قسري. اكثر من ذلك عانى الروس مثل بقية مواطني اوكرانيا من الازمات السياسية المستمرة التي هزت البلاد لأكثر من عشرين عاما.
ثورة ام انقلاب؟
أفهم لماذا اراد الشعب الاوكراني التغيير. لقد ذاقوا المر من السلطات الحاكمة خلال سنوات الاستقلال. تغير الرؤساء ورؤساء الوزارات والبرلمانيون ولكن نظرتهم للبلاد والشعب ظلت هي ذاتها. لقد حلبوا البلاد وتقاتلوا فيما بينهم على السلطة والموارد والمال ولم يعيروا الشعب أية اهمية . لم يسألوا انفسهم عن سبب هجرة الملايين من الاوكرانيين الى العمل في دول اخرى عمالا مؤقتين بعد ان فقدوا الأمل في عيشة كريمة في الوطن. اود ان اؤكد هذا: لم يهرب المواطنون الى مشروع مثل وادي السيليكون وانما ليعملوا عمالا باليومية. في السنة الماضية وحدها وجد حوالي 3 ملايين شخص عملا في روسيا. وحسب بعض المصادر في 2013 بلغت دخول العمال الأوكرانيين في روسيا اكثر من 20 بليون دولار وهي ما تعادل 12% من الناتج المحلي الاجمالي في اوكرانيا.
أود أن اكرر اني اتفهم اولئك الذين خرجوا الى (ميدان) بشعارات سلمية ضد الفساد، وسوء ادارة الدولة والفقر لقد وجد حق الإحتجاج السلمي والاجراءات الديمقراطية والانتخابات، لغرض وحيد هو استبدال السلطات التي لايرضى عنها الشعب. ولكن اولئك الذين كانوا وراء الاحداث الاخيرة في اوكرانيا كانت لهم اجندة مختلفة: كانوا يستعدون للاستيلاء على السلطة بأي ثمن. استخدموا الإرهاب والقتل والشغب. والقوميون والنازيون الجدد والمصابون بالرهاب من روسيا والمناهضون للسامية هم الذين نفذوا هذا الانقلاب . وهم مستمرون لضبط النغمة في اوكرانيا حتى اليوم.
كان اول شيء فعلته ما يسمى بالسلطات الجديدة هو كتابة مسودة قانون لتعديل سياسة اللغة الرسمية والتي كانت موجهة مباشرة للنيل من حقوق الاقليات الاثنية. ولكن سرعان ماتم (توجيههم) من قبل الرعاة الاجانب. وعلى المرء ان يعترف ان رعاة السلطة الحالية اذكياء ويعلمون جيدا أين تؤدي مثل هذه المحاولة لبناء دولة اوكرانية نقية . وهكذا وضعت المسودة جانبا ولكن بالتأكيد
للاستخدام المستقبلي. فنحن نرى بوضوح مقاصد هؤلاء الورثة الايديولوجيين للمتواطئين مع بانديرا وهتلر في الحرب العالمية الثانية.
من الواضح ان السلطة الان في اوكرانيا غير شرعية وليس فيها من يمكن التحدث اليه. لقد  استولوا على الكثير من الهيئات الحكومية ولكن لاسيطرة لهم على البلاد بعد، وهم انفسهم يتحكم بهم المتطرفون. في بعض الحالات تحتاج الى تصريح خاص من المسلحين في الميدان للقاء بعض الوزراء في الحكومة الحالية . هذه ليست نكتة وانما الواقع.
وقد تم قمع مناهضي الانقلاب. وبطبيعة الحال كان اول المضطهدين هم سكان القرن المتحدثون باللغة الروسية. وفي ضوء هذا استجار سكان القرم وسيفاستوبول بروسيا للمساعدة في الدفاع عن حقوقهم وارواحهم وفي منع الاحداث التي مازالت تقع في كيف ودونيتسك وخاركوف ومدن  اوكرانية اخرى.
ومن الطبيعي لم نستطع ان نترك الاستجارة بدون استجابة . لم نستطع التخلي عن القرم وسكانها في محنة، وإلا كان هذا خيانة من جانبنا.
القرم  والقانون الدولي
اولا - كان علينا ان نساعد في خلق ظروف حتى يتمكن سكان القرم لاول مرة في التاريخ من التعبير بسلام عن ارادتهم الحرة بخصوص مستقبلهم. ولكن ماذا نسمع من زملائنا في اوربا الغربية وامريكا الشمالية؟ يقولون اننا انتهكنا مباديء القانون الدولي. وأمر جيد انهم مايزالون يتذكرون على الاقل شيئا مثل القانون الدولي.. ان تأتي متأخرا أفضل من ان الا تأتي.
ثانيا - والاكثر اهمية : ماذا بالضبط انتهكنا؟ حقا ان رئيس الاتحاد الروسي اخذ تصريحا من البرلمان لاستخدام القوة المسلحة في اوكرانيا ولكن اؤكد انه لم يستخدم احد هذا التصريح. فلم تدخل القوات المسلحة الروسية القرم فهم كانوا هناك فعلا في اطار اتفاق دولي. صحيح اننا عززنا قواتنا ولكن على اية حال - وهذا شيء اريد من الجميع ان يسمعه ويعرفه - لم نزد عن حدود عديد قواتنا في القرم وهو 25 الف لأنه لم تكن هناك حاجة لذلك.
وبعد ذلك حين اعلن المجلس الاعلى في القرم الاستقلال وقرر ان يقيم استفتاء فقد رجع الى ميثاق الامم المتحدة الذي يتحدث عن حق الشعوب في تقرير المصير . وبالمناسبة اريد ان اذكركم انه حين انفصلت اوكرانيا من  الاتحاد السوفيتي فعلت الشيء ذاته بالضبط، تقريبا بالنص. اوكرانيا استخدمت هذا الحق ولكن سكان القرم لايستطيعون استخدامه؟ لماذا؟
القرم وكوسوفو : متطابقان
اكثر من ذلك اشارت سلطات القرم الى سابقة كوسوفو المعروفة جيدا. سابقة خلقها زملاؤنا الغربيون بأيديهم في وضع مشابه تماما. حين اتفقوا على فصل احادي لكوسوفو من صربيا، وهو مايفعله القرم بالضبط، كان ذلك شرعيا ولم يتطلب اي إذن بالموافقة من سلطات الدولة المركزية. واتباعا للمادة 2 الفصل 1 من ميثاق الامم المتحدة وافقت المحكة الدولية على هذا الاجراء وقدمت في حكمها بتاريخ 22 تموز 2010 هذا التعليق "لايمكن الاستدلال على حظر من مجلس الامن فيما يتعلق باعلانات الاستقلال، وليس هناك حظر في القانون الدولي العام على اعلانات الاستقلال" واضح  وضوح الشمس كما يقولون.
لا أحب ان الجأ لاقتباسات ولكن في هذه الحالة لااستطيع الا ان افعل ذلك . هاكم اقتباسا من وثيقة رسمية اخرى : مذكرة من الولايات المتحدة الامريكية بتاريخ 17 نيسان 2009 قدمت الى نفس المحكمة الدولية فيما يتعلق بجلسات الاستماع حول كوسوفو "قد تنتهك  اعلانات الاستقلال - وهي غالبا ماتفعل - التشريعات المحلية ولكن ذلك لايجعلها انتهاكا للقانون الدولي" لقد كتبوا هذا ونشروه في ارجاء العالم وقد اجبروا الجميع على قبوله والان يعترضون؟ على اي شيء؟ إن افعال الشعب القرمي تتسق تماما مع هذه التعليمات . ولكن لسبب ما فإن الاشياء التي سمح بها لألبان كوسوفو (مع كامل احترامنا لهم) لايسمح بها للروس والاوكرانيين والتتار في القرم . ومرة اخرى اتساءل: لماذا؟
نظل نسمع من الولايات المتحدة واوربا الغربية ان كوسوفو حالة خاصة. ماهي خصوصيتها في عيون زملائنا؟ اتضح ان الصراع في كوسوفو أسفر عن ضحايا بشرية عديدة. هل هذه حجة قانونية؟ (صرخة الابادة مرة اخرى - تعليق من عندي) ليس هناك شيء في قانون المحكمة الدولية عن هذا. وهذا ليس حتى ازدواجا للمعايير وانما مفارقة مذهلة وبدائية وحادة. على المرء الا يسعى لجعل كل شيء يناسب مصالحه بهذه الطريقة الفجة: يسمي الشيء نفسه اليوم ابيض وغدا اسود. طبقا لهذا المنطق، علينا ان نتأكد من ان يؤدي اي صراع الى خسائر بشرية (وهذا مايحدث فعل من اجل  إطلاق صرخة الابادة لتحقيق مصالح سياسية- تعليق من عندي) .
سأقولها بصراحة - لو لم  تسيطر وحدات الدفاع المدني المحلية في القرم على الاوضاع كان سيكون هناك ضحايا ايضا. ولحسن الحظ لم يحدث ذلك. لم تحدث مواجهة مسلحة واحدة في القرم ولم تقع ضحايا. ماهو السبب في اعتقادكم؟ الجواب بسيط: لأنه من الصعب جدا بل من المستحيل عمليا القتال ضد ارادة شعب. وهنا اود ان اشكر الجيش الاوكراني وهو 22 الف جندي مسلح تسليحا كاملا. اود ان اشكرهم لامتناعهم عن سفك الدماء وتلطيخ زيهم العسكري بالدم.
التدخلات الغربية يوغسلافيا و العراق وافغانستان وليبيا
وتحضرني خواطر اخرى في هذا المجال. يستمرون في الحديث عن تدخل روسي في القرم وعن عدوان. وهذا شيء غريب نسمعه . لا استطيع ان اتذكر حالة واحدة في التاريخ لتدخل وقع بدون اطلاق طلقة رصاص واحدة وبدون ضحايا بشرية.
  الحالة في اوكرانيا مثل مرآة تعكس ماحدث ويحدث في العالم على مدى العقود العديدة الماضية. بعد انتهاء القطبية الثنائية في هذا العالم لم يعد لدينا استقرار. والمؤسسات الدولية المهمة بدأت في الضعف والانهيار. يفضل شركاؤنا الغربيون بقيادة الولايات المتحدة الامريكية الا يسترشدوا في سياساتهم العملية  بالقانون الدولي ولكن بقوة السلاح. وقد تولد لديهم اعتقاد باستثنائيتهم وتفردهم حتى انهم يستطيعون التحكم في مصائر العالم، وأنه لاحق ولا صواب الا معهم. انهم يتصرفون كما يشاءون هنا وهناك، يستخدمون القوة ضد دول ذات سيادة ويؤلفون التحالفات اعتمادا على مبدأ (إما معنا او ضدنا) ومن اجل إضفاء الشرعية على عدوانهم ، يستصدرون بالقوة القرارات الضرورية من المنظمات الدولية . وإذا لسبب ما لم يتمكنوا من ذلك ، تجاهلوا مجلس الامن والامم المتحدة برمتها.
حدث هذا في يوغسلافيا. نتذكر 1999 جيدا. كان من الصعب التصديق وحتى بعد رؤيته بعيني، ان تقع احدى عواصم اوربا (بلغراد) في نهاية القرن العشرين ، تحت القصف الصاروخي لعدة اسابيع. ثم بعدها جاء التدخل الحقيقي. هل كان هناك قرار من مجلس الامن حول ذلك مما يسمح بتلك الافعال؟ لاشيء من ذلك. ثم ضربوا افغانستان والعراق. وبصراحة انتهكوا قرار مجلس الامن حول لييا حيث بدلا من فرض مايسمى منطقة حظر جوي بدأوا بقصف ليبيا.
الثورات الملونة والربيع العربي
جرت سلسلة من ثورات (ملونة) مسيطر عليها. من الواضح ان الناس في تلك الدول حيث وقعت تلك الاحداث كانوا يعانون من الطغيان والفقر وانعدام الامال ولكن هذه المشاعر تم استغلالها بضراوة . وفرضت معايير على تلك الدول لا تناسب طرق حياتهم ولا تقاليدهم ولا ثقافاتهم ونتيجة لذلك ، بدلا من الدديمقراطية والحرية رأينا فوضى واندلاع اعمال عنف وسلسلة من الكوارث. لقد تحول الربيع العربي الى شتاء عربي.
++
المصدر

هناك تعليقان (2):

  1. أصبح هناك منافس لعشتار العراقية من قبل عشتار الروسية.
    يعني الشغلة كلها مصالح وما فيش حد أحسن من حد. يا ترى هل يعود نظام القطبين؟ أنه أنه سيتحول إلى نظام أقطاب متعددة؟

    ردحذف
  2. اعتقد ان ورقة القرم بيد روسيا ستكون اول مسمار سبدق فعليا نعش القطبية الاحادية في العالم وستجبر امريكا والغرب على اعادة التفكير في وضع ميثاق دولي جديد يعيد التوازنات الدولية للقوى الدولية القوية من جهة
    وينعش امال كثير من الشعوب المضطهدة بان تطالب بحقها في تقرير المصير ولكن ليس للضعفاء مكان في هذا العالم بعد اليوم للاسف ولو كانت لهم حقوق واضحة كعين الشمس

    ردحذف