"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

12‏/3‏/2014

عن نسوان حرامية بغداد: سبحان من سخر لنا الرولكس

غارعشتار
إليكم صورة الساعة الرولكس لمن يسمع بها ولا يراها حتى في أحلامه. وهي رمز أكيد على أن الوقت من ذهب وألماس. ولكن ليس هذا هو المعنى الذي يريد من يلبسها من محدثي النعمة حرامية بغداد،  ايصاله للرائي، ولكن المعنى أبسط من ذلك بكثير. مثلا إذا كنت قبل الاحتلال تشتغل سرا بتصريف العملة في السوق السوداء، دايح في الشوارع ، تتخفى هنا وهناك، ثم بعد الاحتلال وبقدرة قادر وكرامة الأولياء صرت صاحب مصرف أهلي مهمته الأولى غسيل الأموال القذرة للحرامية الآخرين، وإذا كنت تنهب كل يوم مليون دولار من أموال الشعب من تعاملات مريبة مع البنك المركزي العراقي، فلابد أن تضيعها على شراء (أدوات مظاهر الثراء الفاحش) وعادة تقوم زوجتك وبناتك واولادك القابعون في الأردن أو دبي، بتلك المهمة.
تكتفي أنت في بغداد بالسيارة المصفحة وشراء الملابس الفاخرة وشراء الذمم، مثل توزيع ساعات الرولكس على موظفي وموظفات البنك المركزي العراقي، في حين تفتح زوجتك باب قصرها في عمان أو دبي للصديقات من شاكلتها للتباهي بما فعلنه في ذلك اليوم. تقول واحدة وهي تتحدث بملل عما فعلته ذلك اليوم المضجر:
- والله اليوم من ضوجتي، رحت للصايغ اشتريت 4 كيلو ذهب.
فتقول صاحبة القصر وهي تمد يدها السمينة أمام أعين نسوان الحرامية - هاي الرولكس جابها الله يخليه أبو نهاب هدية عيد ميلادي!
فتشير أخرى الى باب القصر قائلة : آني هديتي من الله يحفظه أبو فرهود كانت السيارة البورش الواكفة هناك.
وتنطلق النسوان في إخراج الآيفونات وطقطة الكاميرات لإلتقاط صور الرولكس في يد أم نهاب، وصورة البورش مال أم فرهود، لأن في توثيق (مظاهر الثروة) سبع فوائد أهمها أن يراها أزواجهن لشراء أحسن منها لهن حتى لاتتفوق زوجة حرامي آخرعليهن. وتتعهد أم نهيبة أن تجمع  النسوان في بيتها في أقرب فرصة لتناول الشاي والكليجة وللفرجة على الاربعة كيلو ذهب.
ثم يتحول الحديث الى الخادمات، لأن قيمة نسوان الحرامية تحددها الخادمات. وإذا كان بينهن - بالصدفة بالصدفة يعني - امرأة لا تملك خادمة، تصاب النسوان بالذعر الشديد لتفجير هذه القنبلة، وتفغر الأفواه وتتنقل العيون بريبة بين الوجوه ، وتكظم نسوان الحرامية مشاعر الغيظ والخوف، وما أن تذهب تلك المرأة الى الحمام ، حتى يتهامسن "هاي منين عرفتيها؟ شجابها؟ معودة.. مو من مستوانا" "زين عدها سايق لو هي تسوق السيارة؟"
 -"ماعدها سيارة" وتشهق نسوان الحرامية وهن على وشك الإصابة بالسكتة القلبية "لاخادمة ولا سيارة؟ لعد شلون عايشة؟ منو ينظف لها القصر؟"
- "مو قصر عايشة بشقة صغيرة"
كانت هذه هي القشة التي قصمت ظهور البعورة، والمطلعة منهن على ثقافة آخر زمن رفعت اصبعها محذرة وهي تهمس (هاي مندسة) والمندسة مصطلح سياسي ثوري يعني هنا: ليست زوجة حرامي. وما أن تعود المرأة التي لاخادمة لها ولا سيارة ولا قصر ولازوج حرامي، الى مجلسهن حتى تلملم النسوان حقائبهن ويتعذرن بضرورة العودة الى قصورهن، مع عبارات مجاملة سريعة ويهرعن شبه راكضات الى سياراتهن الفخمة المنتظرة أمام الباب. ولن تجد المرأة المندسة بعد ذلك مكانا لها بينهن.
++
هذه قصة حقيقية، والأسماء معروفة ولكني لا أريد أن أفضح مصدر المعلومة. وإبشر انت في العراق الجديد.

هناك 8 تعليقات:

  1. افضحي...
    الله يستر على ولايانا

    ردحذف
  2. وينه أمير المدمنين ؟؟؟

    ردحذف
  3. تصلح بان تكون حكايات الحرامية في عراق الاحتلال سلسلة روايات عالمية تضاهي روايات الادب العالمي لشكسبير وجين اوستن فكتور هوجو
    وكذلك في كل نواحي النهب والجشع الاخرى التي يعيشها عراق
    انها فرصة اكيدة للكتاب كي يوثقوا هذه الحكايات الماساوية

    ردحذف
  4. لان الأمير كان يقترح أن تتحولي من النبش في فضائح العملاء الى الكتابة الكوميدية

    ردحذف
  5. كما تلاحظ أخي بغدادي كردي فان عشتار حالة ميؤوس منها. فحتى عندما تتجه للكتابة الكوميدية تختار موضوعا "نبشيا" وفضائحيا. وهذا, كفانا الله الشر وكفاكم, داء عضال لاشفاء منه. وقد احتار الحكماء في سر بلائه واختلفوا في وصف شفائه. فمنهم من زعم انه مرض يصيب اهل العراق لما فيهم من حمية وقلة رضا بالضيم, ولايشفى منه المرء إلا برقية شرعية داعشية تتلى ثلاتا فتقول:" بسم الله أرقي نفسي من كل شيء يؤذيني ومن شر كل نفس أو عين حاسد يشفيني". ومنهم من ذهب الى انه سحر عظيم جاءت به العرب المستعربة لانفة نفوسهم وشراسة خلقهم, وأن البراءة منه تكون بالاغتسال بمزيج من سبع ورقات من السدر الاخضر والماء تقرأ عليه المعوذتين.
    والله اعلم

    ردحذف
    الردود
    1. ِأمير .. ليش أكو كوميديا أحسن من التي تنتجها وتمثلها وتخرجها حكومتنا بحراميتها ونسوانهم؟ ليش أكو حكومة فيها فضايح اكثر من هذه الحكومة؟ كل رجالها وكل نسوانها عبارة عن فضائح متحركة. أين ما نتلفت لا نرى سوى مسرح هزلي، وهذه من علامات الساعة الرولكس.

      حذف