"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

1‏/3‏/2014

الإنقلاب في أوكرانيا والثورة في مصر أو بالعكس

غارعشتار
التاريخ بكل مآسيه والتواءاته لا يعدو أن يكون مسرحية هزلية، ولحسن الحظ أنها تعرض علينا الآن عرضا مستمرا يقفز من بلد الى اخرى، ومع أنها نفس المسرحية ولكن... لماذا لم نعد نفهم شيئا منها؟؟ هذا سوف يأخذنا الى اللغة الماكرة.. واحتلال اللغة الذي يؤدي الى احتلال  العقل ومنه الى احتلال الأرض.
في اوكرانيا .. كان هناك رئيس جمهورية اسمه فكتور انتخب (انتخابا ديمقراطيا) في 2010، يعني حسب اللغة الأمريكانية : رئيس منتخب، دعك من كونه طالحا أو صالحا.. المهم حسب مقاييس ومعايير وموازين اليانكي، جاء الرجل بالصندوق.
وفي مصر كان هناك رئيس جمهورية منتخب (انتخابا ديمقراطيا) في 2012 اسمه مرسي، ودعك من كونه طالحا أو صالحا .. المهم حسب نفس المقاييس والمعايير والموازين ، جاء بالصندوق.
في 2013 خرج ملايين من أهل مصر الى الشارع وخلعوا بمساعدة الجيش (بصنعة لطافة) رئيسهم (المنتخب)، ووضعوه في السجن وأعلنوها (ثورة). أمريكا والدائرون في فلكها واعلامهم السائد أطلقوا على ماحدث في مصر (انقلاب على رئيس منتخب).
في 2014 خرج آلاف من أهل اوكرانيا (لم يكن حجمهم بالتأكيد مثل حجم أهل مصر) واقتحموا البرلمان وقصر الرئاسة ودوائر الدولة مسلحين بكل انواع الاسلحة وملوحين بعلامة النازية حتى هرب الرئيس المنتخب، وأعلنوها (ثورة) وبدأوا يصدرون القوانين، باختصار استولوا على  الحكم قبل أن يفيق العالم. أمريكا والدائرون في  فلكها واعلامهم السائد اطلقوا على ماحدث في اوكرانيا (ثورة) وأعلنوا تأييدهم بشكل قروض وحماية، وهددوا من يمس طرف الثوار. وكانت هناك رئيسة وزراء سابقة فاسدة اخرجت من السجن وصارت ايقونة البلاد.
++
مازال الكثير من الناس يسمون ماحدث في مصر (انقلابا على الشرعية) وماحدث في اوكرانيا (ثورة) ، ومازال الكثير من الناس يصدعون أسماعنا بالشرعية والدفاع عن الشرعية والصندوق والديمقراطية والرئيس المنتخب، مع أنه هنا وهناك كان ثمة صندوق وانتخاب وشرعية ورئيس منتخب: ولكن الفرق واضح، وكما يقول المتأسلمين : الحق بيّن والباطل بيّن. مع أنه على مسار التاريخ لم يكن الحق بينا أبدا ولا الباطل بينا، الجميع يلبسون هذا بذاك، كل حسب مصالحه. أنا مثلا اكتب هذا الكلام واعتبره حقا، وقاريء يعتبره باطلا، فأين الحقيقة؟
المهم الفرق الواضح بين رئيسين متصندقين  (اختراع عشتاري بمعنى جاءا عن طريق الصندوق) هو أن الأوكراني كان من الضالين المغضوب عليهم من قبل الرب الأمريكاني، والمصري كان من الذين اهتدى مبكرا الى صراط الرب الأمريكاني.
++
الشيء العجيب والذي يحتاج الى تأمل هو موقف أصحاب الرئيس المنتخب ثم المخلوع من قبل أهل مصر : مرسي، من قضية خلع الرئيس المنتخب الأوكراني: فكتور .. لم يقارنوا بين الحالين، ولم يغضبوا لخلع رئيس جاء بالصندوق، وإنما اعتبروا ماحدث في اوكرانيا من (انقلاب على الصندوق) هو بشارة للإخوان المظلومين (وهاهي أوكرانيا الحرة تحمل البشريات، وتقدم لكم النموذج، فتقدموا وابشروا) كيف؟ لأن رئيسة الوزراء الفاسدة خرجت من السجن وربما ستصل الى سدة الحكم، وهذه بشارة بخروج مرسي من السجن الى سدة الحكم مرة أخرى. مع أنه يا أخي فعلها من قبل: أي خروجه من السجن الى القصر، ولكن هل في كل مرة تسلم الجرة؟
++

ماذا  تسمون هذا غير أن اللغة مرنة، ومطواعة وماكرة، ويمكن اللعب بها على الحبال.

هناك 16 تعليقًا:

  1. ليس كونه رئيس منتخب له الحق يفسد كيفما يشاء دون محاسبه 25 يناير فى مصر لم تكن ثوره انما احتلال مدنى استخدم فيه جهل الشباب المصرى و تفحل رئيس تعمد تجهيل شعبه مما جعله اول المتضررين مما صنعه و احتلت امريكا مصر فى صوره نشطاء و اخوان و عملاء و طبعا خلال تلك النكسه المزعومه ثوره 25 يناير فعل الامريكان و اليهود ما فعلوه فى العراق من نهب للتاريخ و حرق للحضاره و هدو اركان دول تبلغ من العمر الاف السينين بعد كل ذالك عندما يثور الشعب على ذالك الطاغيه و لو كان منتخبا فهى ثوره حقيقيه و ليست انقلاب اما اكرانيا فالمصلحه الامريكيه تحكم بان تكون ما حدث بها ثوره و ليس انفلات امنى ادى الى انقلاب ف امريكا تغير الحقائق لما يخدم مصالحها هى و اسرائيل الغريب ان العالم كله يعلم حقيقه امريكا و مع ذالك لم يفكر احدا كيف نواجهها انما يقتصر الامر عن كشف حقيقه الامر شفهيا و شجب و اعتراض و شكرا ........ عمرو فتحى زويل

    ردحذف
  2. لا زالت المفاهيم الامريكية السياسية هي التي ينطق بها العالم واللغة التي تريدها امريكا والكيان الصهيوني هي اللغة المتداولة رسميا وشعبيا وتفسيريا لما يحدث على الصعيد الدولي
    فاذا قالت امريكا ثورة يقول الجميع باعععع
    واذا قالت انقلاب فيقول الجميع باععععععععععععععع ايضا
    وهذا امتياز لغوي لمن يصنع الحدث ويديره تماما كالمخترعين يسمون اختراعهم كما يريدون وما على الاخرين الا تبني ذلك
    "يعني حتنباس يا عباس يعني حتنباس "

    ردحذف
  3. تحيتي للجميع... يبدو أن العالم سيفيق في الايام القادمة على بلاد مقسمة جديدة وعلى عشرات الالوف من الفنيدتّات تجتاح العواصم العالمية كما يجتاح الطاعون البلاد ليحصد الارواح. عندي شعور بأن تغييراً/ حدثاً قريبا قادما الى العراق يمكن أن يقلب ساعتنا الرملية من جديد للبدء بحساب عكسي اخر لعشرة سنوات قادمة:
    2014: 11 عام من الدمار
    2003: (إحتلال وتدمير العراك)
    13 عام من الحصار والدمار والعزلة
    1990: إحتلال الكويت و(تدمير العراك)
    8 أعوام من الحرب
    1980: الحرب العراكية الايرانية (المعلنة)
    16 عام حرب الاستنزاف الكردية وحتى 1975
    1959: القضاء على الدولة الملكية الفتية العراقية الاولى الحديثة بعد قتل الملوك الثلاثة وسحل جميع أفراد العائلة.

    لو جمعنا وطرحنا سنتوقف عند 10-11 عام كحدود لفترات تغيير في الاحداث في العراكية...
    والقادم في إعتقادي سيبدأ بعد الانتخابات في رأيي

    ردحذف
    الردود
    1. تصحيح: 1958 وليس 1959
      ولكن بناء على حساباتي الخاصة، الفترة الزمنية الحقيقية هي 25-30 سنة.

      حذف
  4. لا ادري إن كانت شعوب اوربا قد استفحل فيها الغباء الى درجة ميؤوس منها, أم أن قادتهم قد فقدوا آخر ذرة من الاحترام لانفسهم ولشعوبهم.
    أليوم أعدت عقارب ساعة غوغل الى 2003 وقارنت بين تصريحات سياسيي اوربا حول احتلال العراق وبين تصريحاتهم حول احتلال جزيرة القرم. هؤلاء السفهاء شمروا عن سواعدهم وراحوا يدافعون عن جرائم امريكا في العراق ويبررون احتلاله بالحماسة ذاتها التي يهاجمون بها روسيا لاحتلالها جزيرة صغيرة تهدد امنها. يتهمون روسيا باقسى العبارات ويهددون ويرعدون ويزبدون. ولكن احدا منهم لم يجرؤ على نقد امريكا ولو بطريقة دبلوماسيةعندما ارسلت جيوشها المجرمة آلاف الاميال لتدمير بلدان لاحول لها ولاقوة. حتى انهم وعلى الرغم من افتضاح اكاذيب سفاحي اليمين الامريكي مازالوا وبلا حياء يصرون على تسمية احتلال العراق تحريرا. وبالوقاحة ذاتها يصف أولاد الوسخة هؤلاء تدخل روسيا في اوكراينا بالاحتلال. والادهى من ذلك أنهم يتشدقون بالشرعية الدولية واحترام السيادة. الشرعية ذاتها التي داستها احذية المارينز القذرة في العراق وافغانستان بمباركتهم وتشجيعهم.
    أكاد انفجر غيضا لصفاقتهم

    ردحذف
    الردود
    1. لماذا تنفجر؟ ألا تكفي الانفجارات في كل مكان؟ هذه هي طبيعة البشر، ما نريده ونرغب به هو الحق والحلال وما يريده غيرنا - إذا لم ينسجم مع رغباتنا - يكون باطلا وحراما. قس على هذا في كل شؤون حياتنا. أحدهم في تويتر اليوم لفت الانظار الى :
      التدخل العسكري الروسي في جزيرة القرم والذي اعتبر كبيرة من الكبائر، والتدخل العسكري السعودي في البحرين لوأد الاحتجاجات والذي استقبله الغرب بالارتياح والصمت.
      واحتلال العراق للكويت ، يقابله احتلال امريكا للعراق: الأول كان رجسا من عمل الشيطان والثاني كان عملا بطوليا من اعمال التحرير. والارهاب في مكان يعتبر مقاومة والمقاومة في مكان تعتبر ارهابا.. والقاعدة حلال في مكان وحرام في مكان آخر، وهكذا. وهلم جرا، أينما تجرنا المصالح.

      حذف
  5. صراط وليس سراط,, تعلموا عربي شوية
    عقوبتج تكتبين بالبيت صفحة كاملة
    أمر أمير الأمراء أن يحفر بئر في الصحراء,, أو حكم حكيم الحكماء أن بنقب جب في البيداء,,, مالكم تكأكأتم علي كتكأكأكم على جنازة أفرنقعوا عني,,,
    ومنا وغادي تجين من وكت للصف مو متأخرة وإلا أخليج تكتبين ورقة كاملة مو صفحة.
    واللغة مع ذلك في السياسة مرنة ومطاااااااطة

    ردحذف
    الردود
    1. استاد محمود .. حاضر
      .. صراط صراط صراط صراط صراط صراط صراط صراط
      استاد استاد .. القلم انكسر !!!

      حذف
    2. كلا اللفظين صحيح ومقبول عند العرب. فقريش تلفظه بالصاد وغيرها يلفظه بالسين!

      حذف
    3. أين كنت قبل أن انفذ العقوبة؟ وهذا يثبت ان الاخ محمود من اهل قريش وأنا لا ...

      حذف
    4. أعتذر لتأخري، فأنا الآن مغترب عن بلاد غربتي الدائمة ولهذا لا أتابع المدونة كما أفعل اعتيادياً.
      لا بأس في العقوبة فهي تقوي الخط بعد أن كاد الحاسوب ينسينا كيف نكتب!

      حذف
  6. ههههههه.... ذكرتوني بحجي راضي
    رحم الله والديكم

    ردحذف
  7. كتكأكأكم على ذي جنة " مجنون " و ليس على جنازة كما ذكر الاخ محمود النعيمي.....عشتارتنا ..عاقبيه

    ردحذف
  8. حاضر أخي لبيب سأكتب الواجب كعقوبة من دكتاتورتنا العزيزة ولكن فقط أريد القول أنها وصلتني ( جنازةٍ ) ولم يصلني ( ذي جنةٍ ) لأن السيطرات كثيرة ومزدحمة بسبب التفجيرات في بغداد التي أغتربت عنها منذ زمن.

    ردحذف
    الردود
    1. لعد أكيد المسكين " ذي جنة " طكت بيه مفخخة و صار جنازة مادام الوضع بهالشكل...تأسفاتي أفندم لعدم تحديث معلوماتي أخي محمود

      حذف
  9. الربيع الاوكراني
    بعد أن استنفذت وصفة مكافحة الارهاب التي اخترعتها امريكا لاخضاع العالم كل فعاليتها بعد افتضاح زيفها, أخترعت وصفة جديدة اطلقت عليها تسمية "الربيع العربي". والوصفة الجديدة لاتختلف كثيرا عن سابقتها سوى أنها تعتمد على تسلل العملاء الى البلدان التي يراد احتلالها سرا وبلباس مدني بدلا من انزالهم جوا بلباس عسكري كما حدث في العراق وافغانستان.
    وكي تتمكن المخابرات الامريكية من إدخال عملائها في البلدان التي يراد لها أن "تثور" على حكامها, تحتاج الى زعزعة سيطرة تلك الدولة على حدودها بمساعدة دولة أخرى مجاورة. هذا ما حدث في ليبيا وفي سوريا. في الحالة الليبية ساندت المخابرات الامريكية تحرك الشارع المصري واججته كي تربك السلطات المصرية وتضعف رقابتها للحدود مع ليبيا. وربما كان سبب ذلك هو رفض حسني مبارك الموافقة على السماح لعملاء السي آي أي التسلل الى ليبيا عبر حدود فلجأت امريكا الى جماعة الاخوان وساومتهم على ذلك مقابل ايصالهم الى السلطة. وبعد أن تم لها ما أرادت انقلبت عليهم.
    في الحالة السورية حدث الشيء ذاته بعد أن رفض المالكي السماح لعملاء السي آي أي التسلل الى سوريا عبر الحدود العراقية. فالبت عليه عشائر الانبار الذين نصبوا خيامهم على الطريق السريع المؤدي الى سوريا لمنع القوات العراقية من امكانية مراقبة الحدود. فكان لها ما ارادت.
    اليوم تستخدم امريكا الوصفة ذاتها في اوكرانيا. فهي تعلم علم اليقين بأن روسيا سترد بقوة على خلع الرئيس الاوكراني الموالي لها. وتعلم ايضا أن الحركات النازية (مثل اخوان مصر) لا يمكن الوثوق بهم. ولكنها آثرت التعاون معهم مؤقتا كي تخلق حالة من الفوضى تسمح لها بادخال عملائها عبر بولونيا. وهذا ما يحدث الآن. الحكومة المؤقتة في اوكرانيا مهمتها السماح لعملاء السي آي أي بالتسلل الى البلاد لانشاء خلايا نائمة يمكن استخدامها فيما بعد للتسلل الى دول اخرى محاذية وموالية لروسيا (روسيا البيضاء) لاشعال "الثورات" فيها على طريقة الربيع العربي.
    امريكا واوربا سيتوصلان حتما الى اتفاق مع روسيا لتهدئة الصراع في اوكرانيا (والانقلاب على الحكومة الاوكرانية المؤقتة كما فعلوا في مصر) ولكن بعد أن يتمكنوا من تسريب اعداد كافية من العملاء والسلاح الى اوكرانيا وروسيا البيضاء, ومنهما الى روسيا ذاتها. تحدي بوتين الحقيقي ليس جزيرة القرم كما تحاول اجهزة الدعاية الامريكية تصويره للعالم (وربما له ايضا). التحدي الحقيقي يكمن في كيفية منع تسلل العملاء الى اوكرانيا ونها الى روسيا البيضاء. وهو تحد بالغ الخطورة والصعوبة.

    ردحذف