"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

12‏/2‏/2014

موعد في الفجر قبل 23 سنة

غارعشتار


 إنها الساعة الثانية،
وثلاثون ..من بعد منتصف الليل ..
بغدادُ نائمة .. والهزيع ثقيلْ ..
وحده النهر مستيقظ .. والمنائر ..
والقلق المتربص، خلف جذوع النخيلْ ..
فجأةً
صرخت طفلةُ الخوفِ في نومها ..
 وتخبّط في العش فرخُ يمام ..
وصاح المؤذن في غير موعده:
- استيقظوا ..أيها النائمون
وماد المدى .. وتجعّد جلدُ الظلام
واقشعرّ السكون:
ترى أما كان يمكن إلا الذي كان؟
ماكان يمكن إلا الذي سيكونْ..؟
كانْ، لامناص، سوى أن تُخان،
على صدق حبك، ياصاحبي، أو تخونُ؟
هو ذا قمر من دم، قد التصقت كسرُ الخبز فيه ..
دم، وترابُ
وهرُّ على منكبيه .. غرابُ
ولقد نظرتُ بمقلتيْ ذئب الى وطني،
وأحسستُ العزاء، يجيئني، دبقا .. يبللّه اللعابُ
ورأيتني، أتشممُ الجثث الحرام.
أفتشُ القتلى عن امرأتي ..
لكنْ .. صاح غرابُ البين 
فانشقًّ المشهدُ قسمين:
مشهد، عن يسار ضريح الحسين ..
وآخر، في ملجأ  العامرية .. 
ورويداً.. حتى يبتديء القصفُ،
وتصعدُ، من بين شقوق الإسمنت المحروق،
تراتيل الخوف، ترافقها أصواتُ مخاض
تسقطُ قنبلةٌ .. تسقط أخرى .. أخرى
ينفجرُ الملجأ .. ينهدم  السقفُ .. وتحترقُ الدنيا
فنموت ..
ونسمع بين الموت، وبين اليقطة..
صوت جنين .. يضحك في  الأنقاضْ
+++
         يوسف الصائغ

الزمن: إنها الساعة الثانية وثلاثون دقيقة بتوقيت بغداد
 قبل 23 سنة
في 13 شباط 1991 
 المكان: ملجأ العامرية


لن ننسى هذه الجريمة مهما طال الزمن حتى يتم عقاب مجرمي الحرب

هناك 3 تعليقات:

  1. جرائمهم لم تتوقف منذ بداية القرن العشرين ومنذ وعد بلفور المشؤوم على الامة وعلى فلسطين
    واستمرت في لبنان والعراق والصومال واليمن وليبيا وسوريا ولحد الان
    كل جريمة تاتي اكبر من اختها فالاحتلال هو اكبر الجرائم بل اكبر الكبائر وما يقوم به عملاء الاحتلال هو اسوا من المحتلين انفسهم
    ولو فتحنا صفحات الجرائم ضد هذه الامة لقرانا مجلدات لا زالت مفتوحة على مساحة جغرافيا الامة وقسم كبير من هذه الجرائم تحدث بسبب العملاء والمنافقين وتجار الشعارات الذين استبدلوا سيوفهم بكلمات باردة على صفحات الجرائد والمجلات لدغدغة مشاعر الجماهير
    وعزاؤنا في اننا نعلم ان الامة التي يستشهد قادتها ورؤساؤها هي امة حية صابرة لن تندثر ولن تموت ولكنها ستنتصر باذن الله

    ردحذف
  2. لعنة الله عليهم ما دامت السماوات والأرض. وأن ثأرنا لن تمحوه الأيام أبدا. سيأتي يوم ننتصف فيه منهم بقدرة العزيز الحكيم، وبما تحمله أمة العرب في رحمها من عزة ونخوة كامنة تستنهض بإذن الله في موعدها، مستلهمة ما بثه فيها خير أبنائها البررة الذين ضحوا بأرواحهم من أجلها، من حب للفداء ومقاومة الظلم والقهر والامتهان.

    ردحذف