"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

13‏/2‏/2014

غسيل مخ أنصع بياضا

غارعشتار
المصدر
ترجمة عشتار العراقية (خصيصا لغار عشتار)


 التحكم بالعقل (غسل الدماغ)
التحكم بالعقل هو التحكم الناجح بأفكار وافعال شخص آخر بدون ارادته. بشكل عام يعني المصطلح تخلي الضحية عن بعض معتقداته الاساسية سياسية  كانت او اجتماعية او دينية، والإيحاء إليه ليعتنق امورا مناقضة. ومصطلح (غسل الدماغ) يستخدم احيانا بشكل فضفاض ليعني الاقناع بالبروغاندا.

مفاهيم وسوء مفاهيم التحكم بالعقل
هناك الكثير من سوء فهم التحكم بالعقل. البعض من الناس يعتبر ان ذلك يشمل جهود الآباء في تربية أبنائهم حسب معايير  اجتماعية وثقافية واخلاقية وشخصية. البعض يعتقد ان التحكم بالعقل هو استخدام اساليب تعديل السلوك لتغيير سلوك شخص ما سواء بالانضباط او الايحاء او من خلال الورش والعيادات. آخرون يعتقدون ان الاعلانات والاغراء الجنسي هي امثلة على التحكم بالعقل. وآخرون يعتقدون أن اعطاء مخدرات لأمرأة من اجل استغلالها هو تحكم بالعقل. وبعض آخر يعتقد ان قيام ضباط الجيش او السجون باستخدام اساليب لتحقير او التقليل من شأن المجندين او نزلاء السجن في محالة لكسر شخصياتهم وجعلهم اكثر خضوعا وطاعة هو تحكم بالعقل. والبعض قد يعتبر ان التحكم بالعقل هو قيام المدربين الرياضيين او ماشاكلهم، بالتهديد أوالتصغير أوالعقاب البدني او الارهاق البدني بتمارين  مفرطة هي محاولة لكسر احساس الطرف الاخر بذاته وبناء روح الفريق او الجماعة او الهوية.
وبعض التكتيكات  التي يلجأ اليها المجندون لجماعة دينية او روحية او جماعات اخرى تسمى تكتيكات التحكم بالعقل. يعتقد الكثير أن ضحية الاختطاف الارهابي والذي يتحول الى متعاطف مع خاطفه ومعتقداته  (مايسمى متلازمة ستوكهولم) هو في الواقع ضحية تحكم بالعقل. وعلى نفس الشاكلة، فإن المرأة التي تظل تعيش حياتها مع الزوج العنيف ينظر اليها عادة على انها ضحية تحكم بالعقل. الكثير يعتقد ان الاعلانات او تسجيلات المساعدة الذاتية هي نوع من التحكم بالعقل، والكثير يعتقد ان التحكم بالعقل يحدث باستخدام اسلحة الليزر او مشعات الخواص او مولدات النبض الكهرومغناطيسي غير النووية، أو بواعث الموجات الدقيقة عالية الطاقة  من اجل ارباك او شل التفكير لدى الناس. والكثير يعتقد أن استخدام تكتيكات (غسل الدماغ) (التعذيب والحرمان من استخدام الحواس الخ ) التي مارسها الصينيون اثناء الحرب الكورية ومزاعم استحضار الزومبي (الموتى بدون ارواح) في سحر الفودو الأفريقي هي محاولات للتحكم بالعقل.
أخيرا ليس هناك من يشك في ان التحكم بالعقل يكون في اوضح حالاته عند القدرة على تنويم شخص ما مغناطيسيا او بواسطة برنامج الكتروني لتتمكن من دفعه الى تنفيذ اوامرك بدون أن يشعر الضحية انك تسيطر على سلوكه.

توضيح المصطلح

حين يكون المصطلح فضفاضا فإنه يفقد قيمته . ومن اجل تضييق دائرة التعريف، علينا في البداية ان نقصي الامثلة التي لاينطبق عليها فكرة التحكم مثل الانشطة التي يختار الشخص ان يقوم بها . التحكم بأفكار شخص ما وافعاله سواء بالانضباط الشخصي او بواسطة اخرين هو موضوع شيق ومهم ولكنه ليس ما يقصد به من غسل الدماع او برمجة الناس بدون رضاهم.
استخدام الترهيب او القوة لإجبار الناس على أن يفعلوا ما تريد لايعتبر تحكما بالعقل. مجالس التحقيق ومحاكم التفتيش لا تنجح في اعتقال عقول الضحايا. فحالما يزول التهديد بالعقاب تختفي المعتقدات المفروضة. انت لا تستطيع  التحكم بعقل شخص سوف يهرب منك في اللحظة التي تدير فيها ظهرك. أما تخدير امرأة  بغرض اغتصابها فهذا (شل قدرة) وليس تحكما بالعقل. استخدام مولد ترددات لاحداث صداع لدى شخص او لإرباكه ليس  تحكما بعقله. انت لا تتحكم بأفكار شخص أو بأفعاله لمجرد انك تستطيع ان تفعل ماتشاء به او انك تشل قدراته عن فعل مايريد. العنصر الاساسي في التحكم بالعقل هو انه يتضمن (التحكم) بشخص آخر ، ليس بشل إرادته او فعل اشياء به لايستطيع التحكم بها.
الخيال العلمي والتحكم بالعقل
بعض من أشيع سوء الفهم للتحكم بالعقل موجود في القصص والروايات مثل فيلم (المرشح المنشوري) في ذلك الفيلم يبرمج قاتل  ليستجيب لمحرض مابعد التنويم فيرتكب جريمة ثم لا يتذكر عنها شيئا فيما بعد.
كتب اخرى تصور التنويم المغناطيسي على انه اداة قوية تسمح للمنوم ان يغتصب ماشاء من النساء الجميلات او برمجتهن لتنفيذ اعمالا اخرى مثل السرقة او القتل الخ. وأحد هذه الكتب يزعم انه مستوحى من (قصة حقيقية) وهو كتاب (التحكم بكاندي جونز-  صدر في 1976 ) بقلم دونالد بين. وفي الواقع ان استخدام التنويم بهذه الطريقة القوية هي مجرد (تمنيات).
وفي افلام خيال علمي اخرى نرى ان ادوية معينة او معدات الكترونية بضمنها شرائح تزرع في المخ،  تستخدم للتحكم في تصرفات البشر. من الثابت علميا ان اي ضرر يصيب الدماغ او التنويم او المخدرات وادوية معينة او الحث الكهربائي للمخ او الشبكة العصبية يمكن ان يكون له لها تأثير على التفكير والحركة الجسدية والسلوك. ولكن الحقيقة هي ان المعرفة البشرية في تأثيرات الحث الكيمياوي او الكهربائي على المخ مازالت بدائية بحيث يمكن القول انه من المستحيل استخدام معارف وتقنيات الزمن الحاضر لفعل أي شيء يقترب من السيطرة على العقل. يمكننا ان نفعل اشياء يمكن توقعها مثل التسبب بفقدان ذاكرة معينة او اثارة رغبة معينة ولكننا لا نستطيع بعد، السيطرة على الافكار بشكل عام او الحركات او الافعال. وبالتأكيد قد نتمكن من ذلك في المستقبل وقد نخترع معدات إذا زرعت في الدماغ سوف تسمح لنا بالتحكم في الافكار والافعال بالسيطرة على محفز كيماوي او كهربائي. ولكن مثل هذه المعدات لم تخلق بعد ولايمكن ان توجد حسب حالة المعرفة اليوم في علوم الاعصاب (ومع ذلك
فإن اثنين من علماء اعصاب جامعة ايموري هما د. روي باكاي و د. فيليب كندي استطاعا تطوير زراعة الكترونية في المخ يمكن تحريضها بالأفكار لتحريك مؤشر الكومبيوتر)
الحكومة والتحكم بالعقل
 
  يبدو ان هناك اعتقاد متزايد بأن الحكومة الامريكية من خلال فروعها العسكرية او اجهزة مثل السي آي أي، تقوم باستخدام عدد من المعدات الرهيبة الهادفة لخلخلة العقل. وقد ذكرت وسائل مثل اسلحة الليزر او مشعات الخواص او مولدات النبض الكهرومغناطيسي غير النووية او بواعث الموجات الدقيقة عالية الطاقة.
ومن المعروف ان وكالات الحكومة الامريكية قد قامت باختبارات وتجارب على البشر (بدون علمهم) في مجالات التحكم بالعقل (Scheflin 1978)
إن إدعاء اولئك الذين يعتقدون انهم كانوا ضحايا رغما عنهم لتجارب (التحكم بالعقل) لايمكن صرف النظر عنها باعتبارها مستحيلة او حتى غير محتملة ، لإنه حسب الممارسات غير الاخلاقية الماضية التي يتصف بها جيشنا والوكالات الاستخباراتية فإن مثل هذه التجارب ممكنة. ولكن على اية حال هذه الاسلحة التجريبية والتي تهدف الى تشويش عمليات العقل، لايمكن اعتبارها اسلحة تحكم بالعقل. ان تربك او تشوش او تشل شخصا من خلال الكيمياويات او الالكترونات ، ليس تحكما بالعقل. ان تجعل شخصا يفقد السيطرة على نفسه، ليس مثل السيطرة على عقله. وأكاد اقول بالتأكيد أن حكومتنا ليست لديها القدرة حاليا للسيطرة على عقل اي شخص، مع انه من الواضح ان الكثير من الاشخاص في الكثير من الحكومات يشتهون مثل تلك القدرة.

على أية حال، بعض المزاعم التي تثارمن قبل اولئك الذين يعتقدون انهم تحت سيطرة الحكومة بواسطة هذه الاسلحة الالكترونية لاتبدو ممكنة. على سبيل المثال، الاعتقاد ان موجات الراديو او الموجات الدقيقة يمكن استخدامها لجعل اشخاص يسمعون اصوات تنقل اليهم هي أمر غير محتمل. كلنا نعلم ان موجات الراديو والموجات بكل انواع الترددات تمر باستمرار من خلال اجسادنا. والسبب الذي يجعلنا ندير الراديو او التلفزيون لنسمع الاصوات او نشاهد الصور وهي تنقل من خلال الهواء هو أن تلك المعدات (الراديو او التلفزيون) لديها مستقبلات (تترجم) الموجات الى اشكال يمكن ان نراها او نسمعها.
ومانعلمه حول السمع والرؤية يجعل من غير المحتمل الى أبعد درجة أنه بمجرد ارسال اشارة الى العقل يمكن ان (تترجم) الى اصوات او صور مما يمكن الانسان من سماع او رؤية اي شيء. ربما في يوم من الايام سوف يصبح من الممكن حث شبكة محددة من الاعصاب كيمياويا او الكترونيا لتحفيز اصوات او صور معينة يختارها القائم بالتجربة في  وعي شخص ما. ولكن هذه القدرة غير موجودة في الحاضر. حتى لو كانت ممكنة فليس من الضروري ان يتبع ذلك ان الشخص الخاضع للتجربة سيطيع امرا باغتيال الرئيس لمجرد انه سمع صوتا يأمره بذلك.سماع الأصوات شيء ولكن الشعور بالاضطرار لطاعة ذلك الصوت شيء آخر. ليس كل امرء يملك ايمان النبي ابراهيم.
++
هذا جزء من مقالة طويلة ممتعة عن كل انواع (غسل الدماغ) (انظر المصدر اعلاه)، ولكني اكتفيت بما ترجمته ردا على موضوع  الشخص المصري الكندي الذي يعتقد أن الحكومة الكندية بمعاونة السيسي تهاجم عقله كهرومغناطيسيا (انظر هنا)

هناك تعليقان (2):

  1. هناك العديد من الكتابات حول موضوع غسيل الدماغ ومن اهمها ما كتبه الباحث الجاد محمد لافي الجبريني نشر ثلاثة اجزاء منها على موقع شبكة البصرة الغراء وعلى صفحات مدونتة "الزعتر اخبار وسياسة" وهي جديرة بالقراءة حقا كتبها تحت عنوان "مالاخ الامريكية "

    ردحذف
  2. التحكم بالعقل أو بالاحرى بالافعال وردود الافعال لايحتاج الى موجات كهرومغناطيسية ولا الى العنف والاذلال بغية التدجين أو التطويع. تكنلوجيا المعلومات والتجسس هي الوسيلة التي تتبعها الحكومات للسيطرة على افعال وردود اغعال مواطنيها. فإذا تمكنت من معرفة أي الكتب تقرأ, وأي الطعام تشتهي, وأي النساء/الرجال تفضل, ومن هم اصدقاؤك, وأين وكيف تقضي اوقات فراغك, تمكنت ايضا من التحكم في افعالك وردود أفعالك دون الحاجة إلى التدخل في حرية اختيارك وقراراتك. هذا ما تسعى الحكومات الى تحقيقه وما تحاول عصبة سنودن ورفاقه الصغيرة المشاكسة التنبيه اليه.
    ثمار هذا المشروع الشيطاني يمكن ملاحظتها في التغير الكبير الذي طرأ على الشعوب في السنوات العشر الاخيرة, وخاصة شعوب اوربا التي فقدت سلطتها وقدرتها على التأثير في سياسات حكوماتها. هل تذكرون كيف تمكنت الحكومة الامريكية من احتواء حركة 99% دون الحاجة الى اللجوء الى العنف؟ وكيف تلاشى دور نقابات العمال والحركات الطلابية والشبابية التي كانت ترعب الحكومات بمجرد خروجا الى الشوارع؟ لم تلجأ حكومات اوربا الى العنف أو التحقير ولا استخدمت الموجات الكخرومغناطيسية للسيطرة على عقول شعوبها وتشويهها. بل اكتفت بجرهم الى فخ تكنلوجيا المعلومات وتمكنت بذلك من معرفة نواياهم قبل أن يعلموا هم انفسهم بها, هذه هي القدرة على التحكم بالعقل أو بالافعال وردود الافعال.

    ردحذف