"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

1‏/2‏/2014

الأشياء حين لا تبدو كما هي

غارعشتار
في نهاية 2003 لبست عشتار قناع رجل وأدارت موقعا لنشر أخبار المقاومة العراقية، كان اسم الموقع مميزا، وكان شعاره (الكلمة طلقة مقاومة) لم يكن على الساحة من أمثال تلك المواقع سوى موقع (شبكة البصرة) ثم تكاثرت فيما بعد المواقع. وكان (مدير الموقع) اللي هو أنا، من  الحكمة والحنكة والحسم والشجاعة وقول الحق، أن صار له مريدون وأنصار، ولكن حدثت الطامة الكبرى حين وقعت في (غرامه) فتاة خليجية، رقيقة المشاعر، كانت متحمسة للعراق ومقاومة أهل العراق، وكان يمكن أن تمر الأمور مرور الكرام، وتنتهي المسائل بردود من عندي من نوع (لست من تظنين)، أو (لقد نذرت نفسي لمهمتي)، لولا أنها فاجأتني بأن وضعت نفسها على طائرة وحطت رحالها حيث أقيم لتلتقي بي. وكانت مفاجأتها أكبر!
ولكن هذه قصة خارج الموضوع. وربما تكون من صلبه. لأني أريد التحدث عن الأشياء حين تبدو لنا على غير حقيقتها.
في تلك السنوات التي أعقبت الغزو والاحتلال، كانت تردني بيانات المقاومة وأفلامها، وكنت انشرها متحمسة، ولم يكن لدي مهارة (الاستقصاء) وحس (الشك) اللذان اتمتع بهما الآن، والناتجان بلا ريب، من هذه التجربة السابقة. ثم بدأت ألاحظ ثلاثة أمور محيرة: الأول - كانت فصائل المقاومة في معظمها إن لم تكن كلها تحمل أسماء (اسلامية)، والثاني - كانت الأفلام أحيانا مكررة ولكن تحمل شعارات فصائل مختلفة، والثالث - كانت البيانات بلغة لا أرتاح اليها حيث بدأت تنحو منحى طائفيا.
كانت ورطة لمصداقية الموقع، وأهدافه. لم أكن قد تعرفت بعد على قضية المواقع المزيفة التي تديرها أجهزة استخبارات العالم، والتي تختلق صفحات لكتائب وفصائل لا وجود لها إلا على الانترنيت. ولم اكن قد اكتشفت بعد النشطاء الهواة الجالسين على الكيبورد يخترعون مواقع (جهادية) ويديرون معارك وهمية ويلطشون فيلما من هنا ومن هناك، ويستعرضون صورا ارشيفية. (فيما بعد أعلن أحد أعضاء موقعي موجها حديثه للفتاة الخليجية المتحمسة أنه أنشأ فصيلا مقاوما في بلدة عراقية وسماه باسمها وضرب اول عبوة ناسفة بعد أن كتب اسمها عليها، ولتأكيد مصداقيته نشر صورة جدار خط عليه بالطباشير اسم الفصيل، ثم أعلمتني انه راسلها على بريدها الخاص وطلب تبرعا لفصيله).
 وللخروج من ورطة اختلاط الحابل بالنابل، قررت أن أتوقف عن نشر البيانات والافلام وأكتفي بنشر (آثار المقاومة). كنت مؤمنة بأن هناك مقاومة حقيقية، وإلا فهذا ليس احتلالا. ولكن ربما لا تكون تلك المقاومة هي نفسها التي تنشر افلاما مكررة وربما لا تكون لديها كاميرات في مواقع الجهاد، وربما لاتكون لديها حتى تنظيمات ومواقع وقابلية لاصدار بيانات. ولكن أصدق مكان يمكن أن تعتمد عليه في معرفة جهود المقاومين هو البنتاغون والجيش الأمريكي. وبدأت ألاحق رامسفيلد وتصريحاته ومطالباته المستمرة من الكونغرس بتعويض الخسائر في العراق، كانت الارقام التي يذكرها لهم في تقاريره عن المعدات المدمرة مهولة (وصلت الى 36 ألف كما أذكر) ولكنه كان في نفس الوقت يقلل من الخسائر البشرية في جنوده، وكنت أحسبها بشكل آخر: يعني حتى لو قتل في كل مركبة من هذه السائق فقط لأصبح لديهم 36 ألف قتيل، بل لنفترض نصف هذا العدد، ولكن ظل الرقم الرسمي الكاذب في حدود 4000 قتيل، حتى فهمت الحيلة التي يمارسها الجيش الأمريكي في دفتر تسجيل قتلاه. فهو يسجل القتلى في الميدان فقط. أي من سقطت على رأسه قنبلة او رصاصة ومات في لحظتها، أما من اصيب وحمل في طائرة ومات في الطائرة من أثر جراحه، فلا يسجل. كما أن الجيش الأمريكي كان يحتشد بالأجانب الذين لم يحصلوا على الجنسية الأمريكية بعد، وكان الجيش يعدهم بحصولهم عليها إذا شاركوا في الحرب، وهؤلاء حين يقتلون لادية لهم ولا ذكر في السجلات، ومثلهم المرتزقة الذين يلتحقون عبر شركات الأمن التي تخدم الجيش في معسكراته وتنقلاته.
ثم بدأت أرصد عمليات تدريع مركبات الجيش الأمريكي المكلفة من أجل تفادي تأثرها بالعبوات الناسفة. والتقارير التي تقول أن القاتل رقم واحد للجنود هي تلك العبوات بدائية الصنع، التي بلغت من تطورها شيئا فشيئا أنها كانت رغم كل التحصين والتدريع للمركبات تهزها هزا يصيب الجنود المتحصنين فيها بقلقلة أدمغتهم داخل جماجمهم، ولهذا فأكثر الإصابات التي حصلت بعد ذلك كانت في تخريب رؤوس العائدين من الحرب. كانت صور مقابر المركبات والدبابات والطائرات المحطمة، أبلغ دليل على نشاط المقاومة العراقية. إذن بدأت أنشر أخبار المقاومة العراقية من خلال بيانات الجيش الأمريكي بالعمليات التي يقر بها (ولابد أن يفعل ذلك  أمام الكونغرس) ، ولم تكن قليلة.
القصد من هذا الموضوع؟ 
اقرأوه هنا

هناك 13 تعليقًا:

  1. سننتظرك ... رغم انك اطلت غيبتك هذه المرة... ومع الاخذ بنظر الاعتبار تواترات موقعك الجغرافي ..
    " ظل بالنا عليج" .


    عراق

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لانتظارك عراق، لم اغب سوى اسبوعا واحدا. أحيانا يحتاج الانسان الى أن يفرغ عقله من أي تفكير ويجلس للفرجة فقط.

      حذف
    2. اختي عشتار حيا الله اطلالتك المنتظرة دائما. أعرف أن موضوع "دورية العراق" كان عارضا، ولكن اسمحي لي أن استجلب بعض الذكريات الجميلة عن ذلك الموقع المجاهد. وقد كنت أحد الأعضاء في الموقع. نعم كنت لا أشك بأنك رجل، لولا أن أبلغتني أحد الأخوات أنك ربما كنت أنثى. وما كان ذلك يهمني بقدر ما كانت تهمني مصداقية الموقع وتوجهاته. ومرت الايام وصرت لفترة قصيرة أساعدك في بعض شؤون الموقع. وأذكر مرة أن وقع على الموقع هجوم من خلال سيل من الرسائل كادت تخنق الموقع. وتسابقنا سويا من أجل حذف تلك المشاركات المؤذية. وكانت تلك الرسائل انتقامية من أحد أعضاء الموقع، ولعله صاحبنا المجاهد الذي ذكرتيه.
      نعم، كنت تحت اسم رجل نظرا لظروف المرحلة. واليوم أنت عشتار العراق،. وانتقلت من دورية العراق إلى غار عشتار، والموقف هو الموقف والهدف هو الهدف. ولكن حدث تطور نوعي في المنهج، هو أكثر تمحيصا وأدق تحليلا وفرزا للغث من السمين.
      وفقك الله أخت عشتار، ونحن معك بإذن الله.

      حذف
    3. شكرا اخي ابن العروبة على استرجاع تلك الذكريات، ولكن صاحب تلك الرسائل الانتقامية لم يكن ذلك (المجاهد) وإنما كان للأسف شخصا وثقت فيه وجعلته مساعدا لي على شؤون الموقع. كان عربيا وليس عراقيا، وقد خان الامانة بكل الاشكال وبطرق لم افصح عنها حتى الان والله يسامحه. لقد كانت ادارة الموقع تجربة ثرية لي، تعلمت منها الكثير عن الناس، مثل ذلك الاخ العراقي الذي عهدت اليه بالنسخة الانجليزية من الموقع، وإذا به يغيب فجأة ويفتتح موقعا باسم فصيل من فصائل (المقاومة) ثم فجأة وجدت صديقة ايطالية له تطاردني لمعرفة اخباره فقد غاب عنها ايضا، وكانت تراسلني من نفس البريد الخاص بالموقع الانجليزي الذي عهدت به اليه، اي انه كان يسمح لها باستخدام بريد مدير الموقع الخاص، ومن شدة غيظها منه وكان قد وعدها بالزواج واختفى، ان بدأت تروي عنه بعض الفضائح، حتى صرت ألوم نفسي لثقتي بأناس لا أعرف عنهم شيئا، ومن ساعتها، وأنا أعمل وحدي...

      حذف
  2. تحياتي للقائمين على غار عشتار غار المعرفة والبحث عن الحقيقة

    ردحذف
  3. نورتينا يا سيدة عشتار عودة ميمونة وان شاء الله في غيابك كان الفائدة للجميع

    ردحذف
  4. سيدة غار عشتار المحترمة... كلنا أمل أن تستمري دون كلل، فموقعك قد غير لنا طريقة رؤيتنا للأمور فأصبحت أوضح بكثير و أكثر واقعية. إننا نقرأ الان ما بين سطور الاحداث من خلال غارك المصون بعد أن كنا نجلس نبرم في عشرات القنوات الإخبارية كي نصل الى تحليل منطقي للأمور. فشكراً لك على وقتك الثمين ودمت للعراق والحقيقة.

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا اخي لتشجيعك ولكن (دون كلل) صعبة شوية.

      حذف
  5. اول مرة اعلم انكى انتى مدير الدورية اخت عشتار كنت اعتقده رجل
    لكن بصراحة كان من اقوى المواقع وافضلها فى نصرة العراق وقضاياه وكشف التضليل الاعلامى
    ان احن شوقا لهذا الموقع وهذه الايام رغم انها كانت ايام غزو واحتلال للعراق فرج الله كربه وكنت اشتركت فيه اكثر من مرة بنفس الاسم واسم اخر
    لكم اتمنى ان اعرف اخباره يا اخت عشتار وهل ما زال يعمل؟
    اتذكر الادمن وطلعت الراشدى وصدام الطائى وغيرهم الله يرحم هاى الايام

    ردحذف
    الردود
    1. واعتقد ان اسمك الاخر كان (عصام الدين) .. أم هل أنا مخطئة؟
      الموقع تعرض للتخريب اكثر من مرة واضطررت الى تغيير شكله وهيئته اكثر من مرة، ثم حين رأيت تكاثر المواقع الاخبارية المقاومة ، قررت اغلاقه بعد أن أدى دوره، ويكفي انك مثلا وغيرك من قراء الموقع مازالوا يتذكرونه .. والحمد لله أنكم - في بحثكم عن الحقيقة - وصلتم الى الغار. وهنا احاول ان استمر في فضح التضليل الإعلامي ، واعتقد أن جهدي لم يذهب سدى.

      حذف
  6. اى صحيح عصام الدين واتذكر مرة انى من كثرة عدم التسجيل لم استطع التسجيل اخذت اسم صديق لى كان بالدورية ودخلت به (هو معنا الان بالغار) وانتى غضبتى من ذلك جدا وفتحتى موضوع وثبتيه وقلتى منوع تبادل المعارف والعضوية وجمدتى عضويتى وعضويته
    عشقت هذا الموقع والمواضيع التى فيه ونقلتها اكثر من مكان وتعلمت الكثير منه الله يحيك اختنا
    ولكن كما يقال دوام الحال من المحال الله يقويكى اخت عشتار انت وامثالك الكاشفين للتضليل الاعلامى ويرحم هالايام ويجعل الايام القادمة بردا وسلاما على العراق واهله

    ردحذف
    الردود
    1. لابد أن أشكرك على دورك - مع آخرين ايضا - في نقل مواد الدورية الى مواقع اخرى، لأني بهذه الطريقة استطعت حاليا تجميع الكثير من مواضيعي السابقة التي نشرت والتي لم احتفظ بها بنسخ، وبطبيعة الحال لم استطع ان احافظ على الموجود على السرفر بعد تخريب الموقع اكثر من مرة.

      حذف