"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

7‏/2‏/2014

جديرة بالقراءة: تاريخ ماقبل وبعد القاعدة - 2

غارعشتار
الحلقة الآولى
 هل كانت هذه هي الخطة؟ أنه في حالة الاطاحة بالخميني فسوف تسيطر الولايات المتحدة على الوضع وربما حتى تعيد الخميني الى السلطة؟ مما يلفت الانتباه أنه في كانون الثاني 1979 فيما كان الشاه على وشك مغادرة البلاد، وصل نائب القائد الامريكي في الناتو الجنرال هويسر وقضى شهرا يجتمع باستمرار مع القادة العسكريين الايرانيين، وربما كان تأثيره فاعلا في قرار الجيش للاستكانة وفي نهاية المطاف الاذعان لقوات الخميني ، وإذا صدقت اخبار الصحف فقد هدد الجنرال  او غيره بمنع المساعدات العسكرية إذا حدث انقلاب. ولم يحدث، وجاء  الخميني الى السلطة في جمهورية ايران الاسلامية.
قبل الثورة، حين تصاعد التوتر بين السكان داخل ايران ارسلت امريكا (مستشارين امنيين) الى ايران للضغط  على سافاك الشاه (البوليس السري) لتنفيذ سياسة قمع وحشي بطريقة تزيد من السخط الشعبي ضد الشاه، كما بدأت ادارة كارتر تنتقد علنيا انتهاكات حقوق الانسان من قبل الشاه. في 6 ايلول 1978، حظر الشاه التظاهرات وفي اليوم التالي قتل مابين 700-2000 متظاهر حسب نصيحة برجنسكي له ان يكون حازما.
السفير الامريكي الى الامم المتحدة اندرو يانغ وهو عضو في اللجنة الثلاثية ايضا، قال "سوف يرحب الشعب بالخميني باعتباره قديسا" وقال السفير الامريكي في ايران وليام ساليفان "خميني شخصية شبيهة بغاندي" وفي حين قال جيمس بيل مستشار كارتر ان الخميني كان رجلا "ذا نزاهة وصدق لا تشوبهما شائبة""
كما كان الشاه مريضا جدا في 1978 وبداية 1979 وهكذا هرب من ا يران في كانون الثاني 1979 الى البهاما مما اتاح للثورة ان تحدث. ومن المهم  فهم العلاقة بين ديفد روكفيلر والشاه. كان مساعد روكفيلر الشخصي جوزيف ريد "قد كلف بمصاريف الشاه واحتياجاته الخاصة" وقد ارسل روبرت اراماو الذي كان يعمل لدى نائب الرئيس نيلسون روكفيلر ليكون "وكيل علاقات عامة للشاه" وارسل بنجامين كين وهو مرتبط منذ وقت طويل مع رئيس مجلس ادارة بنك تشيس مانهاتن ديفد روكفيلر وهو ايضا الطبيب الشخصي لروكفيلر الى المكسيك حين كان الشاه هناك ونصح بانه يعالج في مستشفى امريكي.
من المهم ملاحظة ان مصالح روكفيلر هي التي وجهت السياسة الامريكية في ايران منذ الانقلاب الذي دبرته السي آي أي في 1953. بعد هرب الشاه من ايران كان هناك  ضغط متزايد داخل الولايات المتحدة من قبل بعض الاشخاص ذوي النفوذ للسماح للشاه بدخول الولايات المتحدة.كان من هؤلاء هنري كسنجر وزير الخارجية الاسبق وجون ماكلوي عضو بارز في مجموعة بلدربيرغ وعضو اللجنة الثلاثية ومجلس العلاقات الخارجية وايضا كان محامي بنك تشيس مانهاتن وطبعا ديفد روكفيلر.
كان لهذا البنك مصالح في ايران اكثر من  اي بنك آخر. في الواقع كان الشاه قد أمر بأن تودع كل حسابات حكومته الرئيسية في بنك تشيس وان يتم تداول خطابات الائتمان لشراء النفط من خلال هذا البنك حصريا. كما اصبح البنك وكيلا ومديرا رئيسيا لكثير من القروض المقدمة الى ايران. باختصار اصبحت ايران جوهرة تاج محفظة صيرفة بنك تشيس مانهاتن.
انهارت الحكومة الايرانية المؤقتة برئاسة بازركان في تشرين ثاني  1979 اثناء ازمة الرهائن في السفارة الامريكية بطهران. ولكن كان هناك الكثير من الاسرار المخفية في هذا الموضوع. خلال زمن الحكومة المؤقتة (من شباط 1979 الى تشرين ثاني 1979) اتخذت عدة اجراءات هددت بعض المصالح الحيوية للقوى التي ساعدت الخميني للوصول الى السلطة.
كان بنك تيس يواجه ازمة سيولة حيث كان هناك بلايين الدولارات بشكل قروض مشكوك فيها ضخت الى ايران من خلال البنك، والعديد من قروض البنك كانت (ربما غير قانونية حسب  الدستور الايراني) وعلاوة على ذلك ففي شباط 1979 حالما شكلت الحكومة المؤقتة بدأت باتخاذ الخطوات لتسويق نفطها بعيدا عن شركات النفط الغربية الكبيرة. كذلك ارادت الحكومة المؤقتة من البنك ان يعيد الارصدة الايرانية التي قدرها روكفيلر بأنها اكثر من بليون دولار في 1978، رغم ان تقديرات اخرى تذكر مبلغا اكبر، وكان من شأن ذلك خلق ازمة سيولة للبنك الذي كان اصلا يعاني في ذلك الوقت من مشاكل مالية.
ومع الاستيلاء على السفارة الامريكية في ايران، قام الرئيس كارتر بخطوات لتجميد الارصدة المالية الايرانية ، وكما كتب ديفد روكفيلر في كتابه "تجميد كارتر للارصدة الايرانية الحكومية حمى وضعنا في تشيس مانهاتن ولكن لم يلعب احد في البنك دورا في اقناع الادارة فرض التجميد" وإنما اقترح التجميد وليام ملر وزير الخزانة آنذاك وللمصادفة كانت له ارتباطات ببنك تشيس مانهاتن.

في شباط 1979 كانت ايران تقوم بخطوات لتسويق نفطها بعيدا عن شركات النفط الغربية الكبيرة وفي 1979 كما في 1953 جعل تجميد ارصدة ايران هذا الفعل اكثر صعوبة. وكان هذا مهما لبنك تشيس مانهاتن ليس فقط لترابط اعضاء هيئة الادارة مع الشركات النفطية، ناهيك عن ديفد روكفيلر نفسه الذي كان اسمه رديفا للنفط، ولكن ايضا لأن البنك كان يتعامل حصريا بكل خطابات الإئتمان لشراء النفط الايراني.
ورغم ان  البنك كان يستفيد مباشرة من تجميد الارصدة  الايرانية ، فإن الحجج خلف التجميد اضافة الى الاحداث التي قادت اليه مثل الدور الخفي للأنجلو امريكان في الثورة الايرانية وجلب الشاه الى امريكا والذي تسبب في أزمة الرهائن.، لايمكن عزوها ببساطة الى تربح  البنك الشخصي. كانت هناك خطط اكبر خلف الازمة . وهكذا فإن ازمة 1979 في ايران لايمكن ان تفسر كفعل وليد اللحظة ولكن يمكن رؤيته ضمن الافعال التي تتخذ بسرعة استغلالا لحدث او فرصة مناسبة. الفرصة كانت تصاعد السخط داخل ايران ضد الشاه والافعال السريعة كانت في الدفع في الخفاء الى  احداث ثورة.
في 1979 كان التضييق على وصول ايران الى سوق النفط العالمي وتجميد الارصدة الايرانية هو العنصر الفعال في الزيادة الرهيبة لاسعار النفط في 1979 و 1981. اضافة الى ذلك ففي 1979 قامت شركة النفط البريطانية بالغاء عقود امدادات نفط كبيرة اضافة الى الغاءات قامت بها شركة شيل ، مما ساهم في ارتفاع سعر النفط. ومع اول زيادة كبيرة في سعر النفط عام 1973 (والتي حث عليها وزيرالخارجية هنري كسنجر) ، اضطر العالم الثالث على الاقتراض الكبير من البنوك الامريكية والاوربية لتمويل التنمية. وفي صدمة الاسعار  الثانية في 1979 رفع الاحتياط الفدرالي الامريكي برئاسة بول فولكر (وكان الرئيس الجديد للاحتياطي الفدرالي وقد كان هو نفسه قد خدم في بنك تشيس مانهاتن برئاسة ديفد روكفيلر) سعر الفائدة بشكل كيبر من 2% في اواخر السبعينيات الى 18% في بداية الثمانينيات. ولم تستطع الدول النامية تسديد مثل هذه الفوائد على قروضهم وهكذا انتشرت ازمة القروض في الثمانينيات في كل انحاء العالم الثالث، ليأتي الى انقاذهم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ببرامجهما للإصلاح الهيكلي التي ضمن بواسطتها الغرب السيطرة على اقتصاديات العالم النامي.
سرا، ساعدت الولايات المتحدة حكومة اسلامية متطرفة للوصول الى رأس السلطة في ايران (مركز قوس الأزمة) ثم أثارت فورا بعد ذلك صراعا وحربا في المنطقة (الحرب العراقية الايرانية) . وقبل خمسة شهور من (غزو) العراق لايران، في نيسان 1980 ، أعلن زبجنيو برجنيسكي على الملأ ان الولايات المتحدة ترغب في التعاون الوثيق مع العراق. وقبل شهرين من الحرب، التقى برجنسكي بصدام حسين في الاردن، حيث أيد زعزعة النظام الجديد في ايران. وبينما كان صدام في الاردن التقى ايضا بثلاثة عناصر من السي آي أي بترتيب من الملك حسين . ثم التقى مع الملك السعودي فهد لإعلامه عن خططه للحرب مع ايران ثم التقى مع ملك الكويت لاعلامه بالأمر نفسه. وقد حصل على الدعم الامريكي، مع التمويل والسلاح من الدول العربية المنتجة للنفط.
كان السلاح يصل الى  العراق عن طريق الاردن والسعودية والكويت.استمرت الحرب حتى 1988 ونتجت عن اكثر من مليون قتيل.
كان هذا بداية بزوغ (ستراتيجية التوتر) في (قوس الأزمة ) وخاصة الدعم السري (سواء بالتسليح او التدريب او التمويل) لعناصر اسلامية متطرفة للدفع بالعنف والصراع في المنطقة. كان هو نفس التكتيك الامبريالي القديم (فرق تسد) وسوف يوفر الاسلام السياسي العنيف والراديكالي العذر لتعلن الولايات المتحدة وحلفاؤها الامبريالييون حربا وغزوا في المنطقة في أي وقت يشاءون، مع ضمان مصالحهم الاقتصادية والستراتيجية الواسعة.
++
في الحلقة الثالثة هنا سوف نرى نادي السفاري وهو يعمل في أفغانستان

ملاحظة: ظللت الفقرة الخاصة عن الحرب العراقية الإيرانية والتي أظن فيها تحاملا على العراق، وأرجو من القراء المطلعين على مجريات الحرب الايرانية العراقية تصحيح او تأكيد المعلومات الواردة فيها. الذي أعلمه أن الحرب بدأت باستفزازات من الجانب الايراني ولكن الفقرة تصور وكأن العراق تعمد شن حرب و(غزو) باتفاقات مع أمريكا.

هناك 5 تعليقات:

  1. الرئيس القائد صدام حسين يوضح اسباب حرب ايران : فيديو
    https://www.youtube.com/watch?v=YK-gPU01oqw

    ردحذف
  2. من بعض ما قاله الرئيس القائد فى الملف
    كتبه كلنا جنود
    http://articles.abolkhaseb.net/ar_articles_2008/0708/sadam_010708.htm

    ردحذف
  3. خميني ظن أنه مسقط للنظام في العراق خلال فترة وجيزة. وقام بمخاطبة المقبور الصدر بالقيام بالثورة فورا. يضاف إلى ذلك قصف المناطق الحدودية العراقية. وبعد أن هدأت نوعا ما المحاولات الخمينية لزعزعة النظام العراقي، نتيجة اصطدامها بالواقع، كان هناك لقاء لصدام حسين مع بعض أشبال البعث، وذكر (والشريط موجود عندي) أن حجم الخطر قد قل من إيران رغم نواياهم الخبيثة، وأن الملالي قد التهوا ببعضهم البعض وخبا شرهم. وهذا يدلل على عدم وجود النية ادى العراق لبدء حرب ضد إيران.
    الإعلام الغربي ما كان يوما بصفنا، وقد وضع العراق نفسه في موضع الاتهام نتيجة صدق نواياه وتطابق ما يعلنه مع ما يفعل. فلو أن العراق قام بالضربة الجوية الاستباقية الدفاعية دون إعلان، لربما اختلف الأمر.
    التدخل الأجنبي ربما كان موجودا ولكنه كان من خلال الجانب الإيراني. حزب البعث بأهدافه وشعاراته المعروفة لا يمكن أن يكون أداة في يد الغرب لضرب نظام الملالي "المسالم جدا" و"الداعم لقضايا الأمة العربية"!!!

    ردحذف
  4. النص المظلل صحيح ويوثق الحقيقة ومثبت في مجلس الامن ان العراق هو المعتدي رغم ان الاعلام العراقي والعربي الذي ظلل الشعوب العربية بان ايران هي من بدأت العدوان ، كما انه معروف ان السعودية والكويت كانت تدفع تكاليف الحرب وان السعودية تحديدا هي من تكفلت بدفع مبلغ مقابل كل جندي عراقي يقتل في هذه الحرب وهذه المبالغ - او الاصح جزء صغير منه- كان يعطى لاهل الجندي بشكل مبلغ مالي قدرة مسة الاف دينار عراقي وسيارة فلوكس واكن برازيلي

    ردحذف
    الردود
    1. عزيزي غير معرف
      لايهم من بدأ الحرب. اكثر من مرة قلت أن الحرب مثل الحب يلزمها طرفان للاستمرار لمدة 8 سنوات. هل يستمر الحب من طرف واحد؟ وكذلك الحرب لابد لها من اثنين يتصارعان لتستمر. أي حرب هي دمار للبشرية وليس هناك منتصر فيها. الكل يخسر في الحرب.

      حذف