"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

4‏/2‏/2014

مبعوثة العناية البريطانية ليست غريبة علينا-2

غارعشتار
الجزء الأول هنا
حتى نفهم كيف ولماذا عينت الست البارونة مبعوثة النهب البريطاني، دعونا نعود قليلا الى تشرين ثاني 2013، حين تشكل وفد اللوبي الكردي في البرلمان البريطاني بقيادة النائب في مجلس العموم ناظم الزهاوي (الذي كان في دائرة رادار الغار منذ 2010 هنا) وكان سبب وصوله الى البرلمان هو علاقته مع البارون المحتال جيف آرتشر كما استعرضنا في أربع حلقات هنا، وكان في عام 1992 في معية وفد الى كردستانهم بقيادة آرتشر، حاملا الكلاشينكوف لحراسة آرتشر. وناظم الزهاوي ولد في بغداد وعاش حتى سن السابعة هناك حين انتقل مع والديه الى انجلترة، ولكنه مع هذا يقدم نفسه في حملاته للضغط من أجل المصالح الكردية ، أنه عانى الظلم والإبادة الخ، كما أذاع في حملاته الانتخابية انه (مسيحي) يصلي في الكنيسة بانتظام، فسبحان مغير الأحوال.
وقد بدأت وفود المجموعة البرلمانية لكل الاحزاب لمنطقة كردستان (All Party Parliamentary Group-APPG)  تقوم برحلات استطلاعية في كردستان منذ 2008، وقد لعبت مجموعة كل الاحزاب دورا رئيسيا في دعم حملة دولية قامت بها حكومة كردستان من اجل الاعتراف الدولي بالإبادة ضد اكراد العراق. واعضاء المجموعة يؤمنون بقوة ان هذه الابادة ينبغي ان تعامل مثل الهولوكوست من قبل بريطانيا والمجتمع الدولي. وقد ساعدت المجموعة في اقامة مناقشة تاريخية في مجلس العموم بتاريخ 28 شباط 2013 وفازت بدعم رسمي شامل من كل النواب بأن ماحدث للأكراد كان جريمة ابادة.
وتؤمن المجموعة بانه من الممكن ان تقوم الحكومة البريطانية المزيد رسميا لإحياء الذكرى السنوية للانفال (14 نيسان) من كل عام حتى تظل في الاذهان . وأخيرا في نهاية 2013 قاد الزهاوي وفد  المجموعة لزيارة كردستان، وحرصوا أثناء الرحلة على زيارة معسكرات اللاجئين السوريين الأكراد في شمال العراق (ويبدو أن أكراد سوريا في شمالنا سوف يلعبون دورا حيويا في مصير انفصال كردستان) وعادوا للمناقشة وكانت التوصيات التي خرجوا بها هي التالية:
1- السعي من اجل الفوز بمناقشة العلاقات البريطانية مع منطقة كردستان العراق في مجلس العموم
2- تقترح ان يقوم مجلس العموم - اللجنة المختارة للعلاقات الخارجية بتحقيق في العلاقات البريطانية مع كردستان العراق ومصير اكراد سوريا وتركيا وايران
3- تقترح المجموعة ان  تقوم الحكومة البريطانية بدعوة رئيس كردستان ورئيس وزرائه في زيارة رسمية الى لندن للقاء رئيس الوزراء ووزير الخارجية
4- تقترح ان تبحث الحكومة البريطانية امكانية زيارة وزير الخارجية الى منطقة كردستان ( بمعنى الاعتراف بها كدولة)
5- حث الحكومة البريطانية على الدخول في مناقشات مع حكومة كردستان حول تزويدها بمعدات امن (غير فتاكة)
6- حث الحكومة البريطانية على تعيين مبعوث تجاري الى منطقة كردستان
7- حث رئيس الوزراء لاقامة ندوة في مقر الحكومة حول المصالح البريطانية  في كردستان
8- السعي الى اجراء مقابلة مع وزير الداخلية لمناقشة نظام الفيزا والعوائق غير الضرورية من اجل زيادة الروابط الثقافية والتجارية مع كردستان.
9- الاستمرار في حث الحكومة البريطانية للاعتراف  الرسمي بجريمة الابادة التي ارتكبت ضد الاكراد والقيام بدور كامل في احياء يوم الانفال السنوي في 14 نيسان
مقابلة الوفد مع وزيرخارجية (كردستان) من اليسار ميج والى جانبها الزهاوي
إضغط على الصورة لتكبيرها
كان الوفد برئاسة مشتركة من ناظم الزهاوي وميج مون Meg Munn وهي محتالة اخرى كشفت متلبسة بتشغيل زوجها باعتباره (باحثا في خدمتها) ليحصل على بعض المبالغ التي يصرفها مجلس العموم للمجموعة ، وهي من مؤيدي تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي لتمكين الاكراد من كركوك والمناطق المتنازع عليها ونائب الرئيس روبرت هالفون والاعضاء مايك جيبس وليو دوشرتي ومدير مجلس المحافظين للشرق الاوسط ومدير المجموعة جاري كنت، وعدد آخر من الأعضاء.
++
وكما رأينا، استجاب رئيس الوزراء البريطاني للتوصية رقم 6 وعين البارونة الأفاقة مبعوثا تجاريا للعراق (بشكل عام) وسنرى في الجزء اللاحق، سبب ذلك، وسنظل نرقب ما إذا سوف تستجيب الحكومة البريطانية لبقية التوصيات.
الحلقة الثالثة هنا

هناك تعليق واحد:

  1. سبحان الله. يبدوا أن بريطانيا مولعة بالمشاريع الانفصالية. فتأريخها مليء بزرع بؤر الفتن وتقسيم البلدان. فبعد أن امتصت دماء الهند وصادرت خيراته قرابة قرن من الزمان, تركت بريطانيا خلفها بلدا فقيرا مقسما الى 3 دول (بالمناسة لمن يريد ان يعرف من أين جاء اسلوب قطع الرؤوس الى منطقتنا انصحه بالبحث في وحشية البريطانيين في الهند). وعندما اضطر البريطانيون الى ترك فلسطين, وهب ملكهم الاخرق جزءا منها لليهود. واليوم يبدوا ان "بلفور" يعود من جديد ممهدا السبيل للحصول على تأييد جلالة الملكة الشمطاء لإنشاء وطن قومي للاكراد. ربما تزامن ذلك مع الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم في 2017.
    العراق تحول الى منجم ذهب مباح. صعاليك الاحتلال يدفعون ثمن بقائهم في السلطة منه. والاكراد يسددون فواتير حلمهم القومي منه. وصغار اللصوص يتطفلون عليه. أما الشعب فقد تخلى عن حقه فيه واكتفي بالنوم في ظلاله.

    ردحذف