"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

23‏/2‏/2014

في أوكرانيا: إتبع انبوب الغاز-1

غارعشتار
ماذا يجري في اوكرانيا؟ ثورة وانقلاب أم انقلاب وثورة ، مثل سوريا ؟ مثل مصر؟ مثل ليبيا؟ المقارنات تجري على قدم وساق. شعب متعطش للحرية؟ رئيس منتخب؟ ورئيسة وزراء في السجن؟ الشعب يريد ..؟ دعكم من كل هذه الخزعبلات.. الأحرى أن نتعقب انبوب الغاز، وسنعرف أن القصة هي نفسها منذ بدء الخليقة: السادة يريدون والعبيد (اسمهم الشعب احيانا) ينفذون.
حتى نعرف مايجري في اوكرانيا،أقدم لكم هذه الخارطة حتى نفهم:
انبوب الغاز الروسي الذي ينقل الغاز الى أوربا يمر عبر اوكرانيا، يمتد عبر شمال غرب اوكرانيا وينتهي فرع اوكرانيا الى البحر الأبيض المتوسط. لاحظوا أن الأنبوب وهو قديم منذ أيام الاتحاد السوفيتي (بني في الثلاثينيات من القرن الماضي) يمر عبر أراض كانت إما ضمن جمهوريات الإتحاد السوفيتي مثل بيلاروسيا واوكرانيا، أوتدور في فلكه، مثل بولندا وجيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية والمجر ويوغسلافيا.
وبما أن اوكرانيا كانت جزء من الاتحاد السوفيتي فإن أهم المرافق والبنى التحتية المصاحبة للإنبوب كانت موجودة في اوكرانيا (منها خزانات لخزن الفائض من الغاز لاستخدامه في اوقات الأزمات) والتي كانت تستخدم الغاز للاستهلاك المحلي وتنقله مجانا. بعد أن تفكك الاتحاد السوفيتي واستقلت اوكرانيا، استمرت تستخدم الأنبوب في سحب الغاز منه لإستخدامها المحلي دون أن تسدد الثمن (مع انها الآن جمهورية مستقلة)، وتسبب هذا في خصومات وعركات مع روسيا، منها امتناع روسيا في وقت من الأوقات ( في 2006 و 2008) عن ضخ الغاز اصلا وحرمت منه اوربا، ولكن الوضع لم يستمر، فقد  توصل الجانبان الروسي والاوكراني (اللذان يحتاجان الأنبوب بشكل حيوي) الى اتفاق غريب لتجاوز العركة على الأنبوب، وهذا الإتفاق هو الذي أدى حاليا الى الاضطرابات التي جرت مؤخرا في اوكرانيا.

الجزء الثاني هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق