"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

21‏/2‏/2014

جديرة بالقراءة: تاريخ ماقبل وبعد القاعدة - 14

غارعشتار
الحلقة 13
بقلم: أندرو غافن مارشال
ترجمة : عشتار العراقية
  الخطر المقتدر: تتبع ارهابيي 11-9
كشف اللفتنانت كولونيل انتوني شافر، وهو ضابط في الاستخبارات العسكرية، عن معلومات معمقة حول عمله في برنامج البنتاغون فائق السرية " الخطر المقتدر Able Danger". بدا البرنامج في عام 1999 بناء على طلب من الجنرال هيو شيلتون  وكان حينذاك رئيس هيئة الأركان المشتركة، وتحت الإشراف المباشر للجنرال بيت شوميكرالذي كان آنذاك  قائد قيادة العمليات الخاصة. ولكن وكالة المخابرات المركزية رفضت التعاون مع البرنامج والذي صمم لتعقب الارهابيين مع التركيز على القاعدة . وكانت شركة المقاولات العسكرية الخاصة رايثيون مشتركة في برنامج الاستخبارات العسكري هذا والذي مهمته التنقيب عن البيانات، وحالما كشف شافر معلوماته عن البرنامج على الملأ  قام نائب مدير العمليات في وكالة الاستخبارات العسكرية آنذاك بإبعاده عن العمل في البرنامج.
في شهرايلول عام 2000، قبل أكثر من عام  من 11-9 ، تعرّف البرنامج وكان في حينه وحدة استخابراتية عسكرية صغيرة وبالغة السرية،على محمد عطا وثلاثة من الخاطفين المستقبليين باعتبارهم اعضاء محتملين لخلية للقاعدة تعمل في الولايات المتحدة. وفي صيف 2000، أوصى البرنامج بمشاركة تلك المعلومات مع الاف بي آي من اجل قيامها بتفكيك تلك الخلية. ولكن على اية حال لم يتم ابلاغ الاف بي آي بالمعلومات واهملت التوصية وكما يبدو كان السبب (ان السيد عطا والاخرين كانوا على الاراضي الامريكية بموجب تأشيرات دخول صالحة) وعلاوة على ذلك: أكد  متحدث سابق باسم لجنة 11 ايلول وهو آل فلزنبرغ بأنه تم ابلاغ  اعضاء من اللجنة بضمنهم المدير التنفيذي فيليب زيليكو [ صديق كوندي رايس الذي انضم في وقت لاحق الى ادارة بوش ] عن البرنامج اثناء قيامهم  برحلة بحرية في الخارج في تشرين اول 2003  شملت التوقف في محطات في افغانستان وباكستان.
وقال متحدث باسم البنتاغون ان لجنة 9/11 نظرت في القضية خلال جلسات استماع اللجنة، إلا أنها اختارت "عدم إدراجها في التقرير النهائي" وقد تقدم  ضباط  مخابرات ومصادر أخرى للكشف عن البرنامج وتأييد وجوده بضمنهم جي دي سمث وهو مقاول عسكري اكد ان برنامج (الخطرالمقتدر) كان قد تعرف على مجمد عطا. واكثر من ذلك اعترف كابتن البحرية سكوت فيلبوت مع شافر انهما واجها عرقلة امام القيام بمزيد من التحقيق في محمد عطا وان محاولاتهما لاطلاع الاف بي آي على المعلومات قد احبطت. ثم بدأ الكونغرس عندها التحقيق في برنامج (الخطر المقتدر) وطبقا لشهادة امام الكونغرس، أمر محامو البنتاغون أثناء إدارة كلينتون بتدمير التقارير الاستخباراتية التي تعرفت على زعيم 11 ايلول محمد عطا قبل اشهر من الهجمات على مركز التجارة العالمي والبنتاغون.
علاوة على ذلك، في عام 2004 ، قامت وكالة استخبارات الدفاع بتدميرملفات برنامج التنقيب عن البيانات، المتوفرة على كومبيوترالجيش، المسمى برنامج (الخطر المقتدر) لتجنب الكشف عن المعلومات.
وقد شهد ميجورالجيش المتقاعد إريك كلاينسمث، المدير السابق لمركز حرب المعلومات البرية في الجيش الامريكي، امام اللجنة في الكونغرس انه تلقى توجيهات من محاميي البنتاغون لمحو 2 تيرابايت من البيانات الحاسوبية - وهو ما يعادل ربع المعلومات في مكتبة الكونغرس - المتعلقة ببرنامج الخطر المقتدر فى آيار او حزيران 2000 بسبب مخاوف قانونية حول  معلومات تتعلق بمواطنين أمريكيين.
في ايلول 2005 ، اثناء تحقيق مجلس الشيوخ في برنامج الخطر المقتدر، اتهم العديد من أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين  وزارة الدفاع "بعرقلة التحقيق في ما إذا كان برنامج استخباراتي سري للغاية يعرف باسم  الخطر المقتدر قد حدد بالفعل محمد عطا وخاطفين مستقبليين آخرين باعتبارهم خطر محتمل قبل الهجمات الإرهابية في 11 ايلول2001 . حدث هذا بعد ان منعت وزارة الدفاع الأمريكية العديد من الشهود من الإدلاء بشهادتهم أمام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ في جلسة علنية.

بل أن البنتاغون اعترف بأنه "منع العديد من ضباط الجيش و محللي الاستخبارات من الإدلاء بشهاداتهم في جلسة استماع علنية في الكونغرس حول برنامج استخباراتي سري للغاية " وقال متحدث باسم البنتاغون ان الشهادات العلنية " لن تكون مناسبة"

 على الرغم من شهادة العقيد شافر وغيره من الأفراد حول البرنامج  فقد أغفلته لجنة 11-9  مبررين ذلك بأنه "ليس ذا اهمية تاريخية "، ونص التقرير النهائي على أنه" لم تكن وكالات الاستخبارات الأمريكية على علم  بوجود السيد عطا قبل يوم وقوع الهجمات." وكتب لويس فريح ، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، في مقالة في صحيفة وول ستريت جورنال "أن هذا التأكيد من قبل لجنة 9/11 هو خطأ محرج ، وخصوصا بعد اعتراف اعضاء اللجنة  في عام 2005 (بعد مرور عام على نشر تقرير لجنة 11-9) ، بأنهم قد اجتمعوا مع مسؤولين في برنامج الخطرالمقتدر حيث افادوا بأنهم كانوا يتعقبون عطا قبل 9/11 .
علاوة على ذلك، تم الكشف عن مزيد من المعلومات بشأن العلاقة التي كان يفترضها الكثيرون بين الخاطفين و أجهزة الاستخبارات الأميركية ، كما كشفت  مجلة نيوزويك في عام 2002 ان وكالة المخابرات المركزية قد حددت اثنين من الخاطفين المستقبليين في كانون الثاني 2000 حين كانا يحضران اجتماعا للقاعدة في ماليزيا. ومع ذلك ،  ذهب الرجلان الى سان دييغو حيث حضرا دورات لتعليم الطيران واقاما في منزل رجل مسلم تعرفا عليه في المركز الإسلامي المحلي، وكان يصلى معهما بشكل منتظم و حتى ساعد احدهما في فتح حساب مصرفي، ولكن الحقيقة أن صاحب المنزل المسلم كان ايضا مخبرا لدى الاف بي آي، ومع هذا لم يتخذ اي اجراء.   .
(ملاحظة: من الواضح ان الرجل كان مدسوسا عليهم كما في القضايا المشابهة التي رويناها سابقا لقراء الغار، ومنها قصة الحاج اوراكل)
في أعقاب هجمات 11-9 مباشرة، نشرت مجلة نيوزويك ان الجيش قدم معلومات لمكتب التحقيقات الفدرالي تتضمن أن 5 من خاطفي الطائرات " تلقوا تدريبا في  منشآت عسكرية أميركية حصينة في التسعينيات " علاوة على ذلك، "ادرج ثلاثة من .الخاطفين عنوانهم على رخص قيادة ورخص سيارات على أنه المحطة الجوية البحرية في بينساكولا " واضافت المجلة :
ولكن هناك اختلافات طفيفة بين سجلات التدريب العسكري وقائمة مكتب التحقيقات الفدرالي بأسماء المشتبه بهم بخطف الطائرات، إما في هجاء أسمائهم أو تواريخ ميلادهم . وقال مصدر عسكري انه قد يكون سبب هذا ان الخاطفين ربما سرقوا هويات افراد من جنسيات اجنبية من الذين كانوا يدرسون في المرافق الامريكية .
هل يكون استخدام هويات مزيفة أو هويات مزدوجة هو السبب في انه في أواخر ايلول 2001 ، أذيع  أن أربعة من الخاطفين المزعومين في هجمات 11-9 قد وجدوا على قيد الحياة وبصحة جيدة، و يعيشون في الشرق الأوسط؟ نشر مكتب التحقيقات الفدرالي لائحة بأسماء 19 خاطف يشتبه بأنه وراء احداث 11-9 ، و بعض الاسماء والصور على اللائحة تبين الناس الذين وجدوا  على قيد الحياة، وهو انجاز رائع  بالنسبة لشخص متهم بتحطيم طائرة في مهمة انتحارية!! و حتى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي في أواخر ايلول 2001 أكد أن هوية العديد من الخاطفين ماتزال موضع شك. ومع ذلك ، لم تثر لجنة 11-9 هذه الأسئلة.
يجب مواجهة ومعالجة دوراجهزة الاستخبارات الامريكية والغربية الاخرى في خلق ورعاية مايسمى القاعدة بشكل اكثر عمقا وحسما. و نظرا لفهمنا التاريخي للقاعدة بأنها " قاعدة بيانات " العناصر المخابراتية الذين تم تجنيدهم للقتال في الحرب الأفغانية السوفياتية، و فهمنا الاكثر حداثة عن العلاقات بين وكالات الاستخبارات المختلفة تاريخيا وحاليا، وهذه الجماعات والأفراد ، ألا يبدو من المعقول أن عملية القاعدة كفرع سري للسياسة الأمريكية مازالت مستمرة؟ بالتأكيد، هناك حاجة لمزيد من الابحاث ولكن ماهو واضح ان كل التحقيقات الرسمية حتى الان لم تكن سوى اكاذيب مطبوخة، اي خداع عن سبق اصرار وتعمد بهدف اخفاء الحقيقة وليس كشفها.
و ايضا في سياق فهم الصلة العميقة بين الاستخبارات والإرهاب في العلاقات الدولية  والحيل الإمبريالية (اي الخداع الاستراتيجي) ، يجب علينا أن ننظر الى صعود ودور وتطور وهدف (الحرب الكونية على الارهاب) وهي الان في سنتها التاسعة  تنفق تريليونات  الدولارات لإرسال الأميركيين الفقراء لقتل المسلمين الفقراء في  الشرق الأوسط وأفريقيا ، ووسط وجنوب آسيا.
++
انتهى البحث الذي نشر في المصدر الأصلي في 3 أجزاء ، واستغرق في الغار 14 حلقة الله يعينكم على قراءتها.
المصدر:
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث

هناك تعليق واحد: