"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

15‏/2‏/2014

جديرة بالقراءة: تاريخ ماقبل وبعد القاعدة -11

غارعشتار
الحلقة العاشرة 
بقلم: أندرو غافن مارشال
ترجمة عشتار العراقية
 كما كشفت صحيفة الغارديان في نيسان من عام 2004 :
قبل خمسة أشهر من هجمات 11 ايلول اقترح المخططون العسكريون الأمريكان  مناورة  للتدريب على صد  هجوم إرهابي باستخدام طائرة تجارية  تطير نحو البنتاغون ، ولكن  كبار الضباط رفضوا هذا السيناريو  لأنه " غير واقعي جدا " .
في شهر آيار من عام 2001، اجريت مناورة اشتركت فيها  القيادة المركزية الامريكية ، قيادة العمليات الخاصة الأمريكية و قيادة القوات المشتركة الأمريكية وفيها تنبأت المؤسسة العسكرية بأول حرب في القرن الواحد والعشرين بتشابه حتى أن (نوستراداموس لم يكن ليستطيع ان يتنبأ بأول معركة في الحرب القادمة كما فعلنا) كما قال المسؤول الرفيع السابق في المناورة ديف اوزوليك وكان اسم المناورة (رؤيا موحدة 2001):
قال اوزوليك أن السيناريو كان نابعا من إدراك أن الأخطار آخذة بالتغير، ويعكس خطرا اقليميا كبيرا صادرا من الشرق الاوسط،  لديه القدرة والرغبة لتنفيذ اعمال ارهابية في الولايات المتحدة كجزء من حملته تلك.  وتطلبت المناورة  الانتشار العالمي إلى بلد محصور بدون منافذ بحرية مع  تضاريس صعبة مع عدم وجود  قواعد واتفاقيات مع دول الجوار تسمح  للولايات المتحدة بالوصول الى الخطر للتعامل معه..
 يقول اوزوليك ان العديد من المشاركين في  مناورة رؤية موحدة ، كانوا قد اصبحوا مخططين لحرب في وقت لاحق  بعد 100 يوما،  وكانوا قد تعلموا من تجاربهم في المناورة وهكذا رجعوا بالخبرة والخطط لتصميم عمليتي (الحرية  الدائمة ) و (النسر النبيل)  كانت لديهم فكرة عن التكتيكات والتقنيات والاجراءات المطلوبة  للعمل ضد مثل هذا العدو. .
وكان من رأي اوزوليك أن مناورة  الرؤية الموحدة تدحض النقاد الذين يعتاشون من نقد وزارة الدفاع  "إن أول ما يودون الحديث عنه هو اننا نثبت دائما على المعركة الاخيرة من الحرب الاخيرة. والآن نريهم انه في هذه المرة صححنا المسار. كنا فعلا نتطلع للمعركة الاولى من الحرب القادمة وقد تنبأنا بها بشكل مقارب جدا للواقع.
بعد 11-9 ، في شهر آيار 2002، أعلنت كونداليزا رايس   " أنا لا أعتقد أن أحدا  كان يمكنه أن يتنبأ  بهذا... ان يحاولوا استخدام طائرة مثل صاروخ ، طائرة مخطوفة  مثل صاروخ ". وهكذا فإن كوندي إما حمقاء أو كاذبة، فهذا التصريح  كذب صريح،  لأن جهاز الأمن القومي كان متوقعا ماحدث تماما ، بل حتى  قام بمناورات وتدريبات على هذا السيناريو  بالضبط كما كان متوقعا ومرسوما، وخطط الحرب الموضوعة في الانتظار..
لجنة 11-9
العامل الحاسم في فهم احداث 11-9 هو معرفة طريقة تمويل العملية. حتى الآن لم تستطع حكومة الولايات المتحدة تحديد مصدر الأموال المستخدمة في هجمات 11-9 و الحقيقة هي أن أي تحقيق شامل، جنائيا كان أو غير ذلك، ينبغي له إيلاء اهتمام خاص لدور التمويل؛ اتبع المال. ولم يكن هذا هو الفشل الوحيد للجنة كما تم توثيقه بوضوح.   .
منذ إنشائها واجهت اللجنة المشاكل. فقد قاومت ادارة بوش محاولات لتشكيل لجنة للتحقيق في هجمات 11-9 لأكثر من سنة، وحتى ضغطت على زعيم الاغلبية بمجلس الشيوخ توم داشل لعدم إجراء تحقيق. وفي شهرأيار 2002، أعرب الرئيس بوش علنا عن معارضته لتشكيل لجنة11-9 .
 في شهر ايلول 2002، عكس بوش قراره السابق و دعم اقتراح لتشكيل لجنة " مستقلة " للتحقيق في الهجمات. في غضون شهر من هذا البيان، بدأ البيت الأبيض تقويض العملية، حيث" تم في تشرين أول التراجع عن صفقة لتشكيل لجنة كان الكونغرس على وشك الانتهاء من الاتفاق عليها، بعد أن استلم  نائب جمهوري مشارك في المفاوضات النهائية مكالمة هاتفية من نائب الرئيس ديك تشيني" أدت الى توقف العملية.
في منتصف شهر تشرين ثاني، وافق الكونغرسعلى إقامة لجنة تحقيق في  11-9  مشتركة بين الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)  قوامها  10 من أعضاء الكونجرس، 5 ديمقراطيين و 5جمهوريين، مع رئيس معين من قبل إدارة بوش ونائب رئيس يعينه الديمقراطيون.
اختارت إدارة بوش هنري كسنجر، مستشار الأمن القومي السابق ووزير االخارجية لنيكسون و فورد ، رئيسا للجنة " وهو سياسي مخضرم من كواليس الحكم، ناهيك عن كونه مجرم حرب. حتى  صحيفة نيويورك تايمز اعترفت بعد صلاحيته قائلة:
للأسف، تقاربه مع السلطة ومصالحه التجارية التي رعاها منذ مغادرته الحكومة تجعلانه أبعد مايكون عن (الاستقلالية) التي يحتاجها هذا المنصب المهم، وبالتأكيد من المغري أن يتساءل المرء عما إذا لم يكن اختيار السيد كسنجر من قبل البيت الابيض هو مناورة ذكية لاحتواء تحقيق ظلت الادارة تعارضه لفترة طويلة.
بعد اسبوعين ،  وفي وجه تساؤلات حول تضارب محتمل في المصالح، استقال هنري كيسنجر من رئاسة لجنة 11-9.  وحل محله حاكم ولاية نيو جيرسي السابق توماس كين . وفي شهر تشرين ثاني 2003، قال ماكس كليلاند أحد اعضاء اللجنة أن " التحقيق يتعرض للخطر" من قبل البيت الأبيض.
بعد وقت قصير من الافراج عن تقرير لجنة 11-9  النهائي في عام 2004 ، وصفته مجلة هاربر بأنه " غش وتدليس" وأن التقرير " تمويه .
في عام 2006، نشر رئيسا اللجنة  كتابا قالا فيه أن  إدارة الطيران الفدرالية ووزارة الدفاع وتحديدا نوراد NORAD قد كذبوا على اللجنة. وقال العديد من اعضاء اللجنة (واقوالهم مسجلة) أنهم شعروا ان البنتاغون قد كذب عليهم متعمدا بقصد التضليل. وعلاوة على ذلك ، فإن الكثير من المعلومات التي تلقتها اللجنة وضمنتها تقريرها " كان نتاج عمليات الاستجواب القاسية لعناصر تنظيم القاعدة ". وهي الاستجوابات التي صنفها  العديد من النقاد على انها عمليات التعذيب .

كما اتضح فيما بعد، أن المدير التنفيذي للجنة  فيليب زيليكو، كان رجلا ذا أولويات ومعارف مريبة  وكان  هو مؤلف التقرير النهائي بعد أن سيطر على كادر الباحثين في اللجنة . زيليكو زميل سابق لمستشارة الأمن القومي آنذاك كوندوليزا رايس ، وعين مديرا تنفيذيا للجنة على الرغم من علاقاته الوثيقة مع البيت الأبيض، و ظل على اتصال منتظم مع كارل روف أثناء اشرافه على  اللجنة. وكان زيليكو  يتحدث سرا مع مستشار الرئيس بوش كارل روف وآخرين داخل البيت الأبيض اثناء قيام اللجنة المستقلة (ظاهريا) باستكمال تقريرها. بل كان زيليكو قد شارك سابقا في تأليف كتاب مع كونداليزا رايس . في أعقاب نشر تقرير اللجنة،  عين زيليكو مستشارا لكوندوليزا رايس في البيت الأبيض.
 عائلة بن لادن
 هناك العديد من الكشوفات المذهلة والمهمة فيما يتعلق بالعلاقة المعقدة بين وكالة المخابرات المركزية، ووكالة الاستخبارات الباكستانية، والقاعدة في الفترة التي تسبق أحداث 11-9 مما تستحق تسليط الضوء عليها بشيء من التدقيق..
أولا، دعونا نلقي نظرة على أسامة بن لادن. وعلاقته  مع وكالة المخابرات المركزية في الماضي وهي موثقة جيدا ، ويقال انه بدأ يتغير في تصرفاته بعد حرب الخليج التي شنتها الولايات المتحدة ضد العراق عام 1991 و مرابطة القوات الأمريكية في  قواعد عسكرية في المملكة العربية السعودية. ومع ذلك، هناك تقارير تفيد بأن العلاقة بين بن لادن وأجهزة الاستخبارات الأمريكية استمرت ، على الأقل إلى حد ما، لسنوات عديدة.
علينا أن نتذكر طبيعة تنظيم القاعدة، كمنظمة، أو شبكة، من عناصر استخباراتية  ممولة، ومسلحة ومدربة و موزعة في جميع أنحاء العالم من خلال شبكة معقدة من وكالات الاستخبارات من الولايات المتحدة وفرنسا و بريطانيا العظمى، المملكة العربية السعودية، وباكستان.
أجرت محكمة فرنسية تحقيقا في الشبكة المالية لأسامة بن لادن، الذي  شاع عنه  انه  كان ثريا وهو يمول عمليات القاعدة من امواله الخاصة. . ومع ذلك ، تم الكشف عن أن لأسامة حساب مصرفي مشترك مع أخيه غير الشقيق يسلم بن لادن في سويسرا بين عامي 1990 و 1997. ومايهم المحققين بشكل خاص  كان تحويل 241 مليون يورو الى باكستان في عام 2000 من حساب يعود لشركة اسمها كامبردج وهي فرع لمجموعة بن لادن السعودية والحساب فتح في بنك دويتشة في جنيف. وقد حولت الاموال الى حساب مشترك بين اسامة بن لادن وشخص باكستاني الجنسية.  
كانت دير شبيجل، وهي صحيفة ألمانية كبرى، قد منحت حق الاطلاع على آلاف الصفحات من الوثائق الاستخبارية المتعلقة بعلاقة بن لادن والقاعدة. وذكرت الصحيفة في تقريرها عن الوثائق أن بن لادن حين كان يحتاج الى تمويل كانت النخبة السعودية وعائلته يأتون الى نجدته وكانت قائمة الممولين أشبه بدليل للملوك والامراء في الشرق الاوسط بضمنهم تواقيع وزيرين سابقين و6 صيافة و 12 رجل اعمال بارز. وايضا تذكر القائمة (اشقاء بن لادن)، هل هم ياترى الاشقاء الذين تبرأوا منه فيما بعد ام ان ذلك كان لخداع العالم؟ حتى شقيقة زوجة بن لادن قالت :
لا اعتقد فعلا ان عائلة بن لادن تبرأت منه. في هذه العائلة الاخ يظل اخا مهما عمل. وانا على يقين من ان الشبكة المعقدة والمنسوجة بإحكام بين بن لادن والعائلة المالكة السعودية مازالت فاعلة.
بعد وفاة والد أسامة بن لادن ، اصبح شقيق اسامة،  سالم بن لادن ،  رئيسا لشركة مجموعة بن لادن السعودية . وكما ذكرت دير شبيجل:
رسخ سالم بن لادن علاقة الشركة  مع النخبة السياسية الأميركية، عندما ساعد، وفقا لمصادر المخابرات الفرنسية ، إدارة ريغان للالتفاف على مجلس الشيوخ الامريكي وضخ مبلغ 34 مليون دولار الى متمردي الكونترا اليمينيين في نيكاراغوا. كما طور علاقات وثيقة مع عائلة بوش في تكساس. و حين كان أسامة يقاتل في أفغانستان ضد السوفيي ، كان في كثير من الأحيان  يستقبل الأمير السعودي تركي، رئيس الاستخبارات السعودية، و كان التمويل يتدفق عليه من مجموعة بن لادن والعائلة المالكة السعودية.
  في عام 1990، عندما سمح الملك فهد للمملكة العربية السعودية للأميركيين بإقامة قواعد عسكرية في المملكة العربية السعودية حصلت مجموعة بن لادن على عقد بناء تلك القواعد.(ينقض القول السابق انه انقلب على الأمريكان بسبب تواجدهم في قواعد بالسعودية- ملاحظة مني) .
على الرغم من زعم عائلة أسامة بن لادن بقطع العلاقات معه في أوائل 1990، فهناك دليل قوي على أن أسامة - حين كان في السودان اوائل التسعينيات -  لم يحافظ على العلاقات مع عائلته فقط وإنما، حافظ على علاقاته مع المخابرات السعودية أيضا،     حيث كانت المخابرات السعودية في كثير من الاحيان ترسل اليه عائلته للقائه، وظلت العلاقة وثيقة حتى أن وكالة الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد)، اعتقدت في وقتها أن أسامة جاسوس سعودي. في عام 1994، تحت ضغط الرأي العام الشديد ، تبرأت  الحكومة السعودية وعائلته منه في العلن.
و حتى بعد ذلك، عندما عاد أسامة إلى أفغانستان في منتصف التسعينيات للعمل مع طالبان ، ظل الأمير تركي  مدير الاستخبارات السعودية على اتصال معه وزيارته بين حين وآخر. مصطحبا معه (هدايا) متمثلة بعشرات الشاحنات :
ووفقا لعضو سابق في جهاز مخابرات طالبان ، عقد الأمير تركي و أسامة بن لادن صفقة : أن يدعم السعوديون القاعدة ماليا ، ولكن فقط بشرط ألا  تكون هناك أي هجمات على الأراضي السعودية .
في 9 كانون الثاني 2001، حضر أسامة زفاف ابنه في أفغانستان برفقة والدته و اثنين من اشقائه،  علاوة على ذلك، سافرت اثنتان من اخوات أسامة بن لادن إلى أبو ظبي في شباط  من عام 2001 لإيصال "مبالغ نقدية كبيرة " إلى عنصر للقاعدة. في الولايات المتحدة ، وكانت عائلة بن لادن تسافر بجوازات سفر دبلوماسية ، وهكذا ففي أعقاب هجمات 11-9 ، لم يكن من الممكن التحقيق معهم بل نقلوا خارج البلاد.
  كما كانت عائلة بن لادن على صلة  في مجال الأعمال التجارية مع عائلة بوش من خلال شركة الاستثمار(مجموعة كارلايل) . ويبدو أن أحدا لم يطرح سؤال: لماذا تحمل عائلة بن لادن لجوازات دبلوماسية في حين أنه  ليس لهم علاقة بمناصب دبلوماسية؟.

في مارس 2000، أعلن أن أسامة بن لادن كان مريضا و يعاني من الكلى  أمراض الكبد.  وقال مصدر استخباراتي غربي في حديث لمجلة آسيا ويك ومقرها هونغ كونغ، أن بن لادن كان يحتضر من الفشل الكلوي.
في  تموز 2001، قضى أسامة بن لادن 10 يوما في المستشفى الأمريكي في دبي لتلقي العلاج. سافر من باكستان إلى دبي في 4 تموز2001 ، للعلاج في قسم المسالك البولية . أثناء وجوده في المستشفى، زار أسامة  العديد من أفراد عائلته ، وكذلك مسؤولون سعوديون ، ومن وكالة المخابرات المركزية. كان أحد الزوار السعوديين هو الأمير تركي الفيصل ، رئيس الاستخبارات السعودية، كما زاره  رئيس محطة وكالة المخابرات المركزية في دبي ، والذي استدعي بعد الزيارة الى  واشنطن على عجل.
في 10 ايلول عام 2001، في الليلة التي سبقت هجمات 11-9، كان أسامة بن لادن في باكستان  للحصول على العلاج الطبي بدعم من نفس الجيش الذي تعهد بعد أيام بدعم الحرب الأمريكية على الإرهاب في أفغانستان. وقد اعلنت المخابرات الباكستانية  بأن بن لادن نقل بسرعة إلى المستشفى العسكري في روالبندي لإجراء غسيل الكلى . كما قال عامل طبي " لقد اخرجوا كل الموظفين العاديين في قسم المسالك البولية وجاءوا بدلا منهم  يفريق سري". وصرح الرئيس الباكستاني مشرف علنا  أن أسامة يعاني من مرض في الكلى وأنه على وشك  الموت.
++
الحلقة 12 هنا

هناك 4 تعليقات:

  1. لم يكن هناك قوات أمريكية في السعودية قبل ١٩٩٠؟
    ماذا عن قاعدة الظهران الجوية الامريكية؟

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا للملاحظة المهمة، ربما المقصود المزيد من القواعد؟. أنا ايضا لفتت المسألة نظري حين كنت اترجم النص، ولكن فاتني ان اضيف ملاحظة او تعليقا.

      حذف
    2. استكمالا لردي السابق على السيد محمد حسين. في هذا الرابط تاريخ الاتفاقات العسكرية الامريكية السعودية
      القواعد الأمريكية في السعودية

      حذف
    3. لا أظن بان المقصود هو المزيد من القواعد يا سيدتي..
      ان مجئ الأمريكان الى الخليج بسبب دخول العراق الى الكويت...هذه واحدة من أشنع الكذبات التي ألصقت بالعراق..
      الحقيقة ان الأمريكان أرادو حجة يبررو فيها (كذبة) تحول عميلهم بن لادن الى عدو لهم...فكانت كذبتهم الآنفة الذكر هي الحجة الأمثل..
      يجب ان لا ننسى ان أمريكا في ذلك الوقت كانت بحاجة لبعبع جديد تخيف به شعبها ذلك ان بعبعهم القديم والمتمثل بالاتحاد السوفيتي كان على وشك الانهيار، فكانت الداتا بيس هي البديل الأمثل

      حذف