"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

12‏/2‏/2014

جديرة بالقراءة: تاريخ ماقبل وبعد القاعدة -10

غارعشتار
الحلقة التاسعة
بقلم: أندرو غافن مارشال
ترجمة عشتار العراقية
 توقع هجوم
لعدة سنوات قبل أحداث 11/9 ، ;كان ابرز الاستراتيجيين الأمريكيين يقرون بضرورة مايطلق عليه " بيرل هاربور جديدة " بمعنى هجوم تاريخي على أمريكا نفسها، من أجل تعبئة الجماهير الأمريكية لحرب عالمية جديدة من اجل الهيمنة.
كما كتب زبيغنيو بريجنسكي في كتابه الصادر في 1997 ( رقعة الشطرنج الكبرى) قائلا "الاهتمام الرئيسي لأميركا هو للمساعدة في ضمان عدم  سيطرة أي قوة على هذا الفضاء الجيوسياسي (آسيا الوسطى ) و أن لاشيء يمنع المجتمع العالمي من الوصول اليه ماليا واقتصاديا " واعترف بريجنسكي في كتابه أن " السعي وراء القوة ليس الهدف الذي يجمع حوله الحماسة الشعبية، إلا في ظروف تهديد مفاجئ أو تحد يمس استقرار معيشة الشعب"  كما كتب أن " الجمهور أيد المشاركة الأمريكية في الحرب العالمية الثانية إلى حد كبير بسبب تأثير صدمة الهجوم الياباني على بيرل هاربور"
في عام 1999 ، أدلى أندرو كريبينفيتش ، المدير التنفيذي لمركز التقييمات الاستراتيجية والميزانية  بشهادته أمام اللجنة الفرعية للخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ لشؤون التهديدات الناشئة والقدرات (هذا هو اسم اللجنة). وذكر أن  الولايات المتحدة  تواجه   " تحديا غير مسبوق " :
  الحاجة لتحويل قواتنا المسلحة الى نوع مختلف جدا عن تلك التي توجد اليوم، مع الحفاظ على القدرة العسكرية للعب دور نشط جدا في دعم جهود الولايات المتحدة على المدى القريب للحفاظ على الاستقرار العالمي في إطار استراتيجية الأمن القومي للاشتباك و التوسع.  
بعد الدعوة الى  إعادة تصور كبير لدور وطبيعة القوة العسكرية الامريكية، دافعا بفكرة " ثورة في الشؤون العسكرية "، و تسريع وتيرة الطموحات الإمبراطورية، قال للجنة مجلس الشيوخ :
يبدو أن هناك اتفاقا عاما بشأن ضرورة تحويل الجيش الامريكي الى نوع مختلف بشكل كبير من تلك القوة التي خرجت منتصرة من الحرب الباردة وحرب الخليج. ومع هذا فإن هذا الدعم اللفظي لم يترجم بعد إلى برنامج  دفاعي لدعم التحول. وفي حين أن هناك تأييدا متزايدا في الكونغرس للتحول، ولكن ثمة حاجة لدعم  "الكتلة الحرجة" اللازمة [أي دعم شعبي ] لإحداث ذلك   . يمكن للمرء أن يستنتج أنه في حالة عدم وجود صدمة خارجية قوية للولايات المتحدة الأمريكية ، شيء مثل " بيرل هاربور   هذا الزمن"، فإن تذليل العوائق أمام التحول سيكون عملية طويلة وشاقة .
في عام 1999، دعا غراهام فولر ، نائب المدير السابق للمجلس الوطني لاستخبارات وكالة المخابرات المركزية، الى  استخدام  قوات اسلامية لتعزيز مصالح الولايات المتحدة في آسيا الوسطى. وذكر أن سياسة توجيه التنامي الإسلامي ومساعدتهم ضد خصومنا  نجحت بشكل رائع في أفغانستان ضد [ الروس ] . ويمكن استخدام نفس المباديء لزعزعة استقرار ماتبقى من القوة الروسية وخصوصا لمواجهة النفوذ الصيني في آسيا الوسطى.
في شهر حزيران من عام 2000 ، أصدرت هيئة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع الأمريكية تقرير (الرؤية المشتركة عام 2020،) لتحديد الاستراتيجية العسكرية الاميركية التي سوف تتبعها وزارة الدفاع في المستقبل،  وتم التركيز في التقريرعلى مفهوم " هيمنة كامل الطيف " والتي تعني" قدرة القوات الأمريكية على ان تعمل وحدها أو مع الحلفاء، لهزيمة أي عدو و السيطرة على أي حالة عبر مجموعة من العمليات العسكرية " :
الرؤية المشتركة 2020 تعالج هيمنة كامل الطيف عبر صراعات متنوعة من الحرب النووية إلى حروب المسرح الرئيسي الى حالات الطوارئ الصغيرة . كما يتناول حالات غير منتظمة مثل حفظ السلام والإغاثة الإنسانية غير قتالية .
و اصدرت مؤسسة المحافظين الجدد المسماة (مشروع القرن الأمريكي الجديد)  تقريرا في ايلول من عام 2000 بعنوان (إعادة بناء دفاعات أمريكا) دعت فيه إلى توسع هائل للإمبراطورية الأمريكية و " هيمنة كامل الطيف" فضلا عن ضرورة إجراء "ثورة في الشؤون العسكرية "، و القيام بحروب متزامنة متعددة في مناطق مختلفة من العالم . وقد تسنم العديد من أعضاء هذه المؤسسة الفكرية وواضعي التقرير مناصب رئيسية في إدارة بوش بعد عدة أشهر (بما في ذلك ، وليس حصرا، ديك تشيني ، دونالد رامسفيلد ، بول وولفويتز، و زلماي خليل زاد) . ومع الإقرار بضخامة  هذا المشروع، فقد جاء في التقرير :
 "علاوة على ذلك فإن عملية التحول، حتى لو جاءت بالتغيير الثوري، ستستغرق ، على أكثر احتمال ، وقتا طويلا، في غياب بعض الأحداث الكارثية و المحفزة- مثل بيرل هاربور جديدة "

في كانون الثاني من عام 2001، أنشئت لجنة رامسفيلد ،من أجل تحليل ادارة وتنظيم فضاء الامن القومي الامريكي ، برئاسة وزير الدفاع  القادم دونالد رامسفيلد ( الذي كان أيضا أحد الموقعين وعضو في مشروع الأمريكي جديد القرن في نفس الوقت ) . ودعت اللجنة إلى توسيع القدرات العسكرية في المكان (الفضاء) و إعادة التنظيم الكلي للقوات المسلحة و وكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة. وجاء في التقرير ما يلي:
التاريخ مليء بحالات تجاهل علامات التحذير و مقاومة التغيير حتى تضطر البيروقراطيات المقاومة للتصرف بعد وقوع حدث  خارجي "غير محتمل"، والسؤال هو ما إذا كانت الولايات المتحدة سوف تكون من الحكمة بما يكفي للتصرف بمسؤولية و سرعة  للحد من التعرض لهشاشة الفضاء الامريكي، او ما إذا- كما في الماضي- ننتظر هجوما يشل البلاد وشعبها. شيء مثل "بيرل هاربور فضائي" سيكون الحدث الوحيد القادر على حشد الأمة ودفع الحكومة الامريكية للعمل..
في وقت مبكر من عام 1998، حذرت وكالة المخابرات المركزية الرئيس الامريكي من خلال تقاريرها اليومية اليه، من  أن " بن لادن و حلفاءه يستعدون لشن هجوم في الولايات المتحدة، بما في ذلك خطف طائرات." كما أجرت نوراد  NORAD "قيادة أمريكا الشمالية للدفاع الفضائي" تدريبا لمواجهة هجوم إرهابي ينطوي على ارتطام طائرة في مبنى. في آب 1999 حذر فرع الاستخبارات في ادارة الطيران الاتحادية  من احتمال قيام اسامة بن لادن بـ"عملية  انتحارية لاختطاف طائرة"

في تشرين اول من عام 2000 ، أجرت وزارة الدفاع الأمريكية مناورة استجابة لحالات طوارئ كان فيها " تمثيل حادث إرهابي  في محطة مترو البنتاغون و حادث بناء "، و كان ضمن المناورة ايضا "اسقاط  طائرة ركاب " في باحة البنتاغون.

على مدى سنوات كانت نوراد تجري مناورات وتدريبات عسكرية تصور فيها  طائرات مخطوفة  ثم يتم ارتطامها في مبان في الولايات المتحدة  وواحد من الأهداف المقصودة في تدريبات نوراد كان مركز التجارة العالمي.
وفي مناورة اخرى، تقوم طائرات نفاثة بقصف وهمي فوق المحيط الأطلسي لطائرة محملة بالسموم الكيميائية يفترض اتجاهها نحو هدف في الولايات المتحدة. وفي سيناريو ثالث، كان الهدف البنتاغون - ولكن أوقف هذا التدريب حين قال مسؤولو البنتاغون أنه غير واقعي.
++
الحلقة 11 هنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق