"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

12‏/1‏/2014

هل يضللنا (مجتهد)؟

غارعشتار
تعليق: عشتار العراقية 
بلغ متابعو المغرد السعودي الغامض (مجتهد) اكثر من مليون وربع ، وكنا قد كتبنا عنه هنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا. ويبدو من الظاهر أنه معارض يقيم ربما خارج السعودية ولديه عيون في داخلها مقربة من مصادر القرار. وكانت أشهر تغريداته حين تابع حالة الملك عبد الله في مرضه الأخير وتكهن بأنه سوف يموت لامحالة ولكن الملك مازال حيا يرزق. وقد انشغل بالكشف عن مجتهد الكثير من الناس ولاسيما السلطات السعودية. وفي تغريداته قال الأمير محمد بن نايف وزيرالداخلية السعودي أن مجتهد هو أحد أحفاد الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود ويقيم في بريطانيا  وله علاقة مع المعارض سعد الفقيه. كما نشرت الجزيرة بعض التكهنات عنه هنا.
في آخر تغريداته التي نشرها قبل أقل من ساعة على تويتر تناول (مجتهد) الأحداث في غرب العراق، وقد جمعت لكم كل تغريداته بهذا الشأن وهي كالتالي:
نتحدث الآن عن الموقف السعودي من الأحداث الأخيرة في العراق وتقويمهم للمشكلة وطريقتهم في التعامل معها
أول معلومة هي أن هذه الانتفاضة المسلحة مفاجئة للجميع: المالكي، إيران، أمريكا، السعودية، ولم يستشرفها أي جهاز من أجهزة المخابرات
وكما تعلمون فلإن المخابرات الأمريكية على صلة ساخنة بالمخابرات السعودية وتتبادل المعلومات وتقويم الأوضاع  لكن كان تركيزهاعلى سوريا واليمن
 وكان "تقويم الحالة" في العراق -طبقا للأمريكان- هو أن الوضع سيستمر بعمليات متفرقة للقاعدة لن تخلخل التوازن السياسي والأمني ولا تدعو للقلق
وأكدت المخابرات الأمريكية للسعودية اطمئنان المالكي ومن خلفه إيران بأن السنة لن يحولوا الاعتصامات السلمية إلى عمل مسلح شامل وواسع
ورغم ان المالكي طلب في زيارته الأخيرة لواشنطن عودة بعض القوات الأمريكية لكن تبريره لم يكن خوفا من انتفاضة شاملة بل كان لتتبع القاعدة
وإلى أن اندلعت المعارك في الرمادي والفلوجة كان الجميع منشغلا لحد الانغماس في سوريا لأن الخطط التي نشرناها سابقا قد وصلت مرحلة التنفيذ
وحين انطلقت المعارك في الأنبار أصيبت أجهزة المخابرات بارتباك على ثلاث مستويات 1) سعة انتشار المعارك 2) زخم وعزيمة المقاتلين 3) من الذي يقاتل
ضلل المالكي المخابرات الأمريكية بأنها مناوشات محدودة في أحياء في الرمادي والفلوجة ولم تدرك أمريكا إلا متأخرا أنها انتفاضة مسلحة سنية شاملة
ضلل المالكي المخابرات الأمريكية بأنها غضبة مؤقتة وسيتم قمعها بسهولة وتبين لاحقا أنها مليئة بالإصرار والتحدي ولا بد من تعاون عالمي لقمعها
وكان المالكي الأحمق لايريد أن يعترف أن هناك رفضا شاملا له في المناطق السنية ظنا منه أن هذا يضعف موقفه من الأمريكان لكن الحقيقة كانت العكس
بسبب الصورة المضللة لم تتحمس الحكومة السعودية في الأيام الأولى لإبداء اهتمام كبير بما يجري لكن بعد أن انكشفت التفاصيل صار لها شأن آخر
اتفق الأمريكان والسعوديون على إعادة تقويم الوضع لأن صمود المقاتلين السنة في مواجهة جغرافية واسعة ومشاركة عشائرية ضخمة سيؤدي لنتيجتين خطيرتين
الأولى أن هذه القناعة الواسعة بالقتال عند أهل السنة تعني استعادة القاعدة لحاضنة اجتماعية سبق افتقدتها مما يعني فرصة لها للاستقواء مرة أخرى
الثانية أن إبعاد الجيش العراقي عما يسمى المثلث السني يعني تحويل غرب العراق إلى سند قوي للقاعدة في سوريا وهذا يعني مكاسب هائلة لها في سوريا
كلا النتيجتين تعني بالنسبة للأمريكان مستقبلا خطيرا للقاعدة ومن هنا حسم الأمريكان أمرهم بدعم المالكي رغم أنه ضللهم في البداية بحماقته
ومن هنا كان القرار الأمريكي بدعم المالكي سياسيا وعسكريا وتزويده بأسلحة على وجه السرعة وانتزاع قرار من مجلس الأمن بتأييد بلا تحفظ
أما آل سعود فإضافة لموافقتهم التلقائية لأمريكا لم يكونوا بعيدين عن موقفها أصلا فرغم كرههم للمالكي لا يمكن أن يقبلوا بتوسع نفوذ القاعدة 
وأول خطوة قام بها الأمريكان هي إلزام المخابرات السعودية باتصال مباشر بالمخابرات والعراقية دون تنسيق أمريكي وإذابة الجليد السياسي بين البلدين
من جانبه بادر المالكي بتقديم هدية للسعودية باعتقال البطاط الذي تبنى إطلاق قذائف هاون على مركز حدود سعودي وتعهد بحل كل المشاكل العالقة
كما تعهد المالكي بالموافقة على أي صيغة تطلبها السعودية لتبادل السجناء بين الدولتين رغم أن الحكومة السعودية لا ترغب باستعادة مواطنيها
وبعد ذلك أسست أمريكا غرفة عمليات مخابراتية سعودية أردنية أمريكية عراقية (العراق هنا تمثل إيران) للتعامل مع التطورات، وتحمست السعودية فورا
كما بادرت السعودية بتشغيل آلتها الإعلامية (قناة العربية وغيرها) وجيش الانترنت المخابراتي لتنفيذ برنامج تضليلي يحقق أهداف الحكومة العراقية
 كما وافقت المخابرات السعودية على إحياء نفوذها لدى العشائر وبذل كل ما تستطيع لتحسين سمعة الصحوات وضخ المزيد من الأموال لشراء شيوخ عشائر آخرين
ورفضت السعودية طلبا أمريكيا باستخدام مشايخها في ذم الانتفاضة المسلحة لأنها تابعة للقاعدة وبينت أنه طلب غير واقعي ولن يقبل أحد بهذه الفتوى.
++
حسنا ، هل ترون معي أن هذه التغريدات مضللة؟
أول التضليل : أن المالكي استطاع أن يضحك على المخابرات الأمريكية وكل اجهزة المخابرات في المنطقة. وكأن المخابرات الأمريكية ليس لديها خبراء وجواسيس وعملاء في العراق وليس لديها في بغداد اكبر سفارة في العالم  وتعتمد - ياعيني - في معلوماتها على المالكي ومن خلفه ايران فقط !!
ثاني التضليل: أن أجهزة المخابرات وعلى رأسها الأمريكية فوجئت بانتفاضة الشيوخ في الأنبار، إذن من أين يحصل هؤلاء على السلاح على الأقل؟
ثالث التضليل: أن هناك رفضا شاملا للمالكي في المناطق (السنية) وهذا غير صحيح، فنحن نعرف أن العشائر (السنية) منقسمة بين مؤيدة له ورافضة حسب مصالحها.
رابع التضليل: أن امريكا والسعودية يرفضان القاعدة ويريدان الخلاص منها، وهما من خلقها ومولها وساندها واحتضنها.
خامس التضليل: أن مخابرات امريكا وايران والسعودية والعراق والاردن تعمل في محور واحد وخندق واحد ضد القاعدة. أين المشكلة إذن؟
سادس التضليل: أنه رغم حماسة السعودية لانقاذ حكومة العراق من القاعدة لكنها رفضت استخدام مشايخها في ذم الانتفاضة المسلحة لأنها تابعة للقاعدة. وهي التي تستخدم مشايخها في دعم توجهاتها السياسية في كل مكان.
سابع التضليل: لم نفهم أصل التحليل الوارد في هذه التغريدات. هل المقصود أن هناك انتفاضة مسلحة (لاعلاقة لها بالقاعدة) وهذه فوجئت بها أجهزة الاستخبارات، وهي تريد القضاء عليها بسبب أن القاعدة سوف تستغلها ويستفحل أمرها؟ أم لأن الانتفاضة هي اصلا خطرة على المالكي وعلى المنطقة؟ أم لأن الانتفاضة هي القاعدة؟ ولماذا تقدم السعودية المساعدات للمالكي وهي تعتبره امتدادا لسوريا التي تتولى (انتفاضتها) ؟ ولماذا يقدم المالكي التنازلات للسعودية (القبض على البطاط - اطلاق سجناء) إذا لم يكن يعرف مسبقا أنها قادرة على تحجيم (الانتفاضة) ؟
ثامن التضليل: أن امريكا والسعودية ومجتهد يتصرفون وكأن (القاعدة) كيان واقعي وليس فرق موت وقوات خاصة أجنبية ترتدي الأقنعة وتأتمر بالرموت كونترول.
++
أكو شي مو تمام.

هناك 10 تعليقات:

  1. آراء مجتهد لاتستحق عناء التحليل. ربما كان هذا الشخص قريبا من بلاط آل سعود, ولكنه بعيد جدا عما يحدث في المنطقة. الصراع كما اشرت في مرة سابقة يهدف إلى عزل غرب العراق عن سلطة المركز لتحقيق امرين (بالاضافة الى العامل الاقتصادي) الأول: لتيسير استخدامه في النزاع السوري (الذي مازال في حالة هدنة), والثاني: ليكون منطلقا لصراعات طائفية قادمة داخل العراق (لضمان استمرار التفتت وخضوع الحكومة) وخارجه (الاردن ولبنان بعد سوريا مثلا). اعلان امريكا عن تأييدها للمالكي لايعني وقوفها ضد متمردي الانبار. انها مناورة الغاية منها تشجيع الحكومة العراقية على المضي في الخيار العسكري حتى يزداد الوضع سوءا وتأزما. عندها يضطر المالكي الى الجلوس الى طاولة التفاوض والقبول بتنازلات اكبر بكثير مما كان يطالب به المعتصمون عند بدء الازمة. لست متأكدا إن كان المالكي يعي مغزى التأييد الامريكي له, ولكنه يقدر بالتأكيد خطورة انفصال الانبار كاقليم لاسلطة له عليه كما هي حاله مع الاكراد.

    ردحذف
  2. الفكرة وعكسها الموقف وضدة مع وضد في ان واحد هي طريقة امريكية معروفة للتضليل وصاحب التغريدات ليس ضد ال سعود ولا ضد امريكا انه مع وضد
    ولكن بتقديري الامور جميعها واضحة في العراق وغيره خاصة اذا وقف الشخص حياديا في رؤيته للاحداث

    ردحذف
  3. اعتقد ان بقاء الوضع في العراق كما تريده امريكا وايران والسعودية هو الذي تتفق عليه هذه الاطراف الثلاثة
    اما اذا حدث شيء اخر فيتحرك الجميع لتطويقه والسيطرة عليه ومهما بدا من خلاف على السطح بين هذه القوى فهو في سياق تحقيق مواقع افضل لها في العراق
    وكلما خرجت الامور عن السيطرة فسنجد ان الثلاثة اطراف ستتفق على اعادة الوضع الى ما كان عليه

    ردحذف
  4. تحياتي للقائمين على غار عشتار اما بعد
    فالمدعو مجتهد تلك الشخصية الشبحية المقاربة لتسربيات ويكليس التي سربتها امريكا للقضاء على الانظمة التي لا تروق لها ومن ضمنها بلد مجتهد عموما مجتهد من اسمه يحاول الوصول لمعلومات من داخل النظام وفي ظني انها اجتهادات ربما تخطئ وربما تصيب بدليل تخبطه في يعض معلوماته اما بالنسبة للعراق فالجميع نسى او تنسانى وبعيد عن القاعدة تلك التي نشئت في هوليود وبطلها ين لادن بأنه يوجد بقايا للنظام الشرعي وان لهذا النظام اجهزة تعمل تحت الارض وفوق الارض بقيادة السيد عزة ابراهيم قائد المقاومة ورئيس العراق في المنفى عموما قادم الايام لن يسر ايران ولا امريكا بدليل تدحرج كرة النار في مناطق العراق التي سوف يحررها بأذن الله ابنائها وليس عملاء المخابرات الاجنبية ولا العربية نقطة انتهى السطر

    ردحذف
  5. ماذا يعني "رئيس العراق في المنفى"؟ هل معنى ذلك أن السيد عزة إبراهيم، بخلاف ما يقال لنا، ليس في العراق بل خارجه ولهذا يقول شمس العربي "في المنفى"؟؟
    بالمناسبة شمس اسم مؤنث ولعل شمس العربي امرأة وليست رجلاً!

    ردحذف
    الردود
    1. أبو هاشم
      وهل هناك مشكلة ان تكون (شمس) امرأة؟ سواء كانت امرأة أو رجلا فألف تحية، ومرحبا في الغار.

      حذف
    2. الاخ أبو هاشم استوقفته عبارة (في المنفى). أنا استوقفتني (كي لااقول استفزتني) عبارة "رئيس العراق".

      حذف
  6. لا يا عزيزتي عشتار ليست هناك مشكلة، فقط أردت التنبيه إلى أن الإسم للأنثى مع أن الكاتب اسمه "شمس العربي" وليس "العربية".
    مسألة لغة فقط، مع تحياتي للجميع، رجالاً ونساءً!

    ردحذف
    الردود
    1. اعتقد ان (العربي) لم تكن صفة وإنما لقب العائلة.

      حذف
  7. المحللون يحللون والمذيعون يعلقون وو
    وهناك مدنيون يتساقطون مضرجون بدمائهم وعوائل مهجرة منكوبة وممتلكات تدمر
    واسماء لامعة تبقى المالكي مخابرات السعودية ايران امريكا
    والى اين المسير يانور عيني؟

    ردحذف