"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

3‏/12‏/2013

الشاعر البندقية مات

غارعشتار
توفي صباح هذا اليوم شاعر العامية المصري أحمد فؤاد نجم عن عمر 84 عاما. يعيش وراءه تراث هائل من الشعر المقاوم.
سيرته هنا
قصائده هنا

هناك 9 تعليقات:

  1. عنــدما يـرحـل العظمــاء
    يتـركون مساحات واسعة من الفراغ والقلق والمتاهة كانت تملئ حياتنا حتى وإن كانت بكلمــة
    لكنهـا كانــت تعنــي الحياة بكل معانيها بحلوهـا ومُرهــا ، كلمات لم تكن تشغل القلب فقط بل
    تشغـل العقــل والتفكيـر والتدبير لما يحدث وما هو آت ، من كان يحمل فوق أكتافه هموم الأُمــة والشعب الذي يتلظى بلهيب الحاكميــن ونزواتهم وكأنهم مُنزلون من عند الباري للبشر.
    جميلة كانت هي مشاعره التي يسطرها بكلمات أجمل بالرغم من قبح الواقع ومرارته حتى يستفزنا للضحك والنفوس تتوجع من جروح الحياة وهو يتألم ومن الحزن يتئاكل ويضمر .
    من بين الكثير من أجمل قصائده لسان حاله يقول وهو ينطق عن حال مصر وكأنه يصف حال عراقنا الجريح من الحاكمين الأنــذال أولاد الحــــــرام في هـــذا الزمـــن ألوضيــــع ،

    الأولــه آه
    والتانيـه آه
    والتالتـه آه
    ***
    الأولــه آه
    والغــدر لَمَّــن حكــم
    صبــح الأمــان بقشيــش
    والتانيـــه آه
    والنــدل لمــا أحتكـــم
    يقـــدر ولا يعفيــــش
    والتالتــــه آه
    والحُــــر مهمــا أنحكـــم
    للنــــدل مــا يوطيــــش
    الأولــــه غربتــــــــي
    والتانيـــــه بلوتـــــي
    والتالته كلمتــــــــي

    اللـــه يرحمـــه ويرحـــم كل شهيـــد مات من أجل أن يقول كلمة حــق بوجــه الباطـــل .


    ردحذف
    الردود
    1. لست معك في اول حديثك. العظماء حين يرحلون لا يتركون فراغا بل يتركون فضاء مزدحما بكلماتهم التي تعيش آلاف السنين بعدهم. انظر حتى رجال الكهوف البدائيين في بدايات الحضارات تركوا رسومهم التي رووا لنا من خلالها تاريخهم وخبراتهم ، ومازلنا نعرف عنهم الكثير بسبب محاولات الكتابة تلك.

      حذف
    2. كنــت أعنـــي بفراغهـــم ألحسّـــي وليس المعنـــوي
      ولولا خزائــن تركاتهـــم لنـا لأصبحـــت حياتــنا جحيـــم تفتقــد لكل ما عانوا
      منـه وأوصلــوه إلينــا حتى تتفتح عقولنا وعيوننا ونهتدي ولو ببصيص نورهم
      والأمل في الفضاء الذي تركوه لنا من سعة خيالهم من بعــد رحيلهـــم .

      حذف
  2. عندما يتوافق المبدع مع احاسيس شعبه ويعبر عن رغباتهم بصدق وعفوية وتجرد من المصالح يبني له الشعب قصورا من الحب والوفاء ويبادلونه نفس الشعور ويديمون ذكراه في اجيالهم
    والمرحلة التي عاشها الشاعر المرحوم احمد فؤاد نجم تجعل من المبدع شخصية مرموقة
    رحمه الله وتجاوز عن سيئاته

    ردحذف
  3. توقيت مناسب !
    فمن الجيد أن يرحل الإنسان حين يفلس .
    فحياة الإفلاس إماتة " مظفر النواب أنموذج " .

    ردحذف
    الردود
    1. لم أجد ما أعلق به على رحيل سفير الفقراء الفاجومي, فقد اعيتني الكلمات. ولكن أحزنتني التعليقات التي اتهمت الشاعر الراحل بالافلاس والانحياز للدم, فوجدتني مضطرا للتعليق.
      إذا استثنينا بعض شعراء المقاومة الفلسطينية فلن نعثر في طوابير شعراء العرب على شاعر واحد له تأريخ الفاجومي النقي والمشرف. وأنا هنا لاأتحدث فقط عن مقارعة الانظمة الديكتاتورية والانحياز للفقراء, ورفض اغراءات البلاط. وإنما اتحدث عن المثقف والشاعر الذي كرس موهبته لتوعية الجموع وتحشيدها ضد الظلم والقهر والاستبداد. أشعار نجم صارت أهازيج ترددها حناجر المستضعفين وتثير حماستهم. ويا لبؤس شعراء العرب (مثل مظفر النواب) الذين عجزوا عن كتابة سطر واحد له صدق وعفوية اشعار نجم. لقد تجلى ذلك واضحا في ما يدعى بالربيع العربي حين اضطر الشارع العربي الى استعارة اشعار نجم ورفاقه حين لم يجدوا ما يرددونه في تظاهراتهم واعتصاماتهم.
      في أواسط التسعينيات حضرت امسية شعرية لمظفر النواب في احدى المدن الاوربية. أدهشني حينها "جيش" الحماية الذي كان يتحلق حوله وهو يلوح بكفه لمعجبيه من وسطهم وكأنه جيفارا. في المقابل, وخلال إحدى زياراتي للقاهرة التقيت نجم رحمه الله وهو جالس في زاوية مقهى شعبي يدخن نرجيلته ويتحدث الى اصدقائه من حوله ببساطة وتواضع. لاحماية ولاهم يحزنون. مع أنه كان يتحدى نظام مبارك ويعاديه نهارا جهارا.
      ستحتاج شعوبنا البليدة الكسولة الى عقود وربما قرون عديدة لتلد فاجوميا آخر.

      تحياتي

      حذف
    2. شكرا أمير المدمنين على صدق مشاعرك ونبلها.

      حذف
  4. محزن ان يختم تاريخة النضالي بدعم انقلاب دموي

    ردحذف
    الردود
    1. اخي بدر
      ينبغي الا تغطي اختيارات المبدع الشخصية في السياسة او النساء او اي اتجاه في الحياة على عظمة انتاجه. فلم يكن كل المبدعين في التاريخ اشخاصا مثاليين كما نحب ونرغب. مثلا الشعراء الكبار في العصور الذهبية للدولة الاسلامية كانوا يتقربون من الخلفاء بالنفاق والتملق من اجل العطايا والذهب. أي كانوا ممن نصف الان استنكارا أي شاعر او اديب مقرب من نظام حكم معين (شعراء السلطة) أو (بوق السلطة) وكانوا في الحروب بين القبائل يختارون هذا الجانب ضد ذلك الجانب وبالتأكيد كان لهم اعداء كثيرون، ولكن مع ذلك نحن الان لانذكر لهم مواقفهم السياسية او الاخلاقية ، كل الذي نذكره ونستذكره هو اشعارهم ، نحفظها وندرسها في المدارس ونستعيدها في المناسبات المهمة ونتعلم الحكمة منها. هذا التراث هو الذي يبقى من الشعراء او العظماء بشكل عام.

      حذف