"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

7‏/12‏/2013

مانديلا واحتلال العراق

غارعشتار
منشور في 30 كانون الثاني 2003 في موقع فوكس نيوز
أدان نيسلون مانديلا رئيس جنوب افريقيا السابق بشدة الرئيس بوش لتحضيره لشن الحرب على العراق واتهم بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير بإضعاف مهام الأمم المتحدة وما تمثله.
واتهم مانديلا الولايات المتحدة بارتكاب "فظائع شنيعة" قائلا :"ما أدينه الان هو السلطة الممنوحة لرئيس لايملك بعد نظر ولا يستطيع ان يفكر بشكل صائب، ويريد الان ان يحرق العالم بهولوكوست" وقال "كل مايريده هو نفط العراق لأن العراق ينتج 64 بالمائة من نفط العالم. ومايريده بوش هو الاستيلاء على ذلك النفط"
++
شكرا للأخ "يحيى" لتذكيري بموقف مانديلا .

هناك 4 تعليقات:

  1. دائما وابدا هناك تطابق في الرؤيا بين الثوار الحقيقيين بالنسبة لموضوع الاحتلال الخارجي في كل انحاء العالم
    ومن كان يدعي الثورة لا يمكن ان يتطابق في رؤيته معهم لانهم ثوار مزيفون
    فالحرية ليس لها الا مفهوم واحد هو ضد التدخل الخارجي والديمقراطية لها مفهوم واحد لا يمكن ان تصنعه دبابات المحتلين والاستقلال مع وجود قوى الاحتلال هي كذب وادعاء على الشعوب
    منديلا لم يخن مبادئه وتحليلاته فوقف مع فلسطين والعراق وكل الشعوب الثائرة التي تناضل ضد الاحتلال والتمييز العنصري

    ردحذف
  2. لا أحد يشك بثورية ونقاء مانديلا. ولكن لو أمعنا النظر في تجربته السياسية لوجدنا الكثير التحفظات. ولولا خشيتي من إثارة حفيظة قراء المدونة لكتبت تعليقا طويلا حول ذلك.

    ردحذف
    الردود
    1. لا أحد فوق النقد، لاسيما إذا كنت ستتناول تجربته السياسية. ينبغي ان نكون قادرين على إعادة النظر في اي تجربة طالما أنك لن تقترب من حياة مانديلا الخاصة وعلاقاته المتعددة بالنساء كما قرأنا. هاي ما لنا شغل بيها.

      حذف

  3. تأريخ نظام جنوب افريقيا العنصري ليس بعيدا ولا يمكن تزويره أو نكرانه. ولكن وللأسف الشديد تمكنت آلة الرجل الابيض (الاصطلاحي) من تجميل صورتها مستغلة تطرف مانديلا في سياسة عفى الله عما سلف. ولعل تطرف مانديلا هذا هو احد أهم التحفظات التي تحسب عليه رغم اعتراف الجميع بثوريته وبدوره الايجابي في حصول ملوني جنوب افريقيا على حقوقهم السياسية.
    مانديلا لم يقم بثورة, لاحمراء ولابيضاء ولا زهرية. مانديلا أختير ليمثل الملونين في محادثات طويلة ومعقدة مع الحكومة العنصرية التي لم ليكن لها خيار آخر غير قبول التفاوض. ففي الفترة بين أواخر ثمانينيات وأول تسعينيات القرن الماضي اشتد ضغط الشارع الداخلي والحصار السياسي العالمي على نظام بريتوريا العنصري ولم يعد له من اصدقاء سوى امريكا وبريطانا وبعض دول المحور الرأسمالي. هذه الدول تنكر اليوم عار دعمها غير المشروط للنظام العنصري واستخدامها الفيتو مرات عديدة ضد قرارات الامم المتحدة بادانة نظام بر يتوريا. وهي ذاتها التي تذرف اليوم دموع التماسيح على مانديلا وسيقف قادتها غدا دون حياء خلف جنازته. هؤلاء لايبجلون مانديلا لثوريته, ولكن لأنه ترك اصدقاءهم المجرمين يفلتون دون حساب, بل ومنحهم فوق ذلك حق الاحتفاظ باقطاعياتهم ومصانعهم وثرواتهم (وعبيدهم).
    مانديلا حاول الاستفادة من اضطرار حكومة بريتوريا الى الجلوس الى طاولة الحوار بدلا من اللجوء الى العنف الذي لم يعد خيارا متاحا لها. ولكن وللأسف الشديد وقع مانديلا (عن قصد أو عن قلة خبرة) في فخ رأس المال العنصري مكتفيا بمكاسب سياسية محدودة. ووافق على ان يحتفظ الاقطاعي الابيض بسلطته الاقتصادية دون مساس علاوة على حقوقه السياسية الدستورية. حتى أنه اختار وزير مالية دي كليرك ليكون وزيرا للمالية في اول حكومة للملونين. والادهى من ذلك هو موافقته على أن لاتتم محاكمة أو حتى محاسبة احد من رجال العهد العنصري على المجازر البشعة التي ارتكبت بحق الملونين المستعبدين. ولم يمانع في استمرار الحزب العنصري الذي كان يدبر ويينفذ تلك المجازر بنشاطه السياسي العلني.
    لست من دعاة العنف ولا من مؤيدي الثورات الحمراء. ولكنني أرى في سياسة مانديلا المتسامحة تطرفا مجحفا بحق آلاف الملونين الذين دفعوا حياتهم ثمنا لحريتهم في الوقت الذي كان فيه مانديلا في مأمن من عنف الدولة ورصاص الشرطة العنصرية. ثم ان سياسة التسامح المتطرفة هذه تسببت في عجز دولة الملونين المستضعفين عن تحقيق الرفاهية والعدالة والمساواة التي كانوا يحلمون بها. اليوم يملك 10 في المئة من الشعب (جلهم بيض) 80 في المئة من رأس المال وواردات الدولة. حفنة صغيرة من الانتهازيين الملونين الذين استفادوا من الفترة الانتقالية تمكنت من الارتقاء الى الطبقة الوسطى. عدد الملونين الذين يعيشون تحت خط الفقر وفي الزابل ضعف ما كان عليه قبل عشرين عاما. نسبة البطالة والجريمة في ارتفاع مستمر, والغالبية الملونة المسحوقة مازالت ترزح تحت وطأة الاستغلال والعبودية, وشرطة دولة الحرية التي مات في سبيلها آلاف الثوار تقتل عمال المناجم المطالبين بحقوقهم بدم بارد.
    مانديلا, وعلى الرغم من تصريحاته المناهضة للاستعمار وللحروب, ورغم تخليه الطوعي عن السلطة, فتح ذراعيه معانقا اعداءه واعداء الانسانية في مناسبات عديدة. صافح بلير مبتسما وتلقى ميدالية من بوش الصغير وتعاون مع سياسيين ومشاهير من ذوي الظمائر الوسخة. لقد منح مانديلا بسياسته المتسامحة الفرصة لدول ظالمة وقادة مجرمين كي يجملوا صورتهم ويزوروا تأريخهم القذر.
    مانديلا كان ثوريا. ولكنه كان أقل ثورية من شافيز الذي لم تذرف امريكا دموعها المنافقة لرحيله. مانديلا كان مناضلا, ولكن نضاله لم يرق الى مستوى نضال لومومبا الذي لم يشيع جثمانه اقطاعيو الرجل الابيض.
    أرجوا أن لايفسر كلامي على أنه نكران لدور مانديلا المهم في تحرير جنوب افريقيا من النظام العنصري. ولكنني أعتقد أنه كان بامكان هذا الرجل أن يقدم لحركات التحرر في العالم اكثر بكثير مما قدم مستفيدا من النجومية التي نالها (عن استحقاق), لو أنه لم يقع اسير تلك النجومية ولو أنه تعامل بمسيحية أقل.
    والله أعلم

    تحياتي

    ردحذف