"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

31‏/12‏/2013

حقيقة (ثورة) الأنبار

 غارعشتار
بقلم: عشتار العراقية
نحن اليوم على أعتاب عام جديد، مارأيكم أيها العراقيون أن نفتح باب 2014 بالتصارح وقول الحقيقة؟ دعكم من أحلام الثورة والعشائر والشيوخ وصلاة الجمع وكأن هناك ثورة تنجح بالصلوات!! اسمعوا مني الحقيقة. ومع أني أكررها مرارا ، ولكن يبدو أن تصديق الأوهام أجمل وأسهل.
قلت لكم مرات كثيرة أن الاضطرابات والثورات والقلاقل والقاعدة لاتجتمع إلا في مناطق النفط والغاز. قلت لكم أن خرائط الحروب في هذا القرن هي نفس مناطق موارد الطاقة. عندكم كل الشواهد، وكل الأدلة، فلماذا لاتصدقون أن المسألة من أولها الى آخرها هي النفط والغاز؟
كان في العراق عندنا مظلومية الأكراد ومركزها كركوك (قدس الاقداس عندهم) ومظلومية الشيعة ومركزها البصرة والآن لدينا مظلومية السنة ومركزها الأنبار.  ثلاث مظلوميات تتركز - ياصلاة النبي - حول آبار النفط والغاز. كركوك - البصرة - صحراء  الأنبار. نعم لقد اتضح للأمريكان الذين نصبوا اكبر قواعدهم العسكرية هناك وجاءوا بالقاعدة والصحوات وعقدوا الاتفاقات مع الشيوخ الخ أن الأنبار يمكن ان تحوي - حسب دراساتهم - اكبر احتياطي النفط في العالم والغاز أيضا. هناك أرقام مهولة مثل 100-300 مليار برميل نفط و 7 ترليون قدم مكعب غاز. حقل عكاس يقع جنوب مدينة القائم غرب العراق، ربما يكون أكبر حقل نفطي في العالم. يمتد الحقل من محافظة نينوى في الشمال إلى الحدود مع السعودية في الجنوب.
في عام 2009 فاتحت شركة نفط الهلال الإماراتية وشركة دانة غاز محافظ الأنبار وبعض شيوخ العشائر لإقامة مدينة للغاز غرب البلاد قرب مدينة القائم، تقول الشركة أن المشروع سوف يقوم بتأمين أكثر من 200 ألف فرصة عمل لأبناء المنطقة. نفس الشركتين تلعبان شاطي باطي في حقول الأكراد.
ولكن حكومة المالكي أرست حقول عكاس للغاز لشركة كورية جنوبية، رغم معارضة المسؤولين في محافظة الأنبار. ليش يعارضون؟ طبعا هذه المعارضات التي تتطور الى مظلومية والى حرب أهلية تتلبس لبوس المقاومة  وعصابات وملثمين واسلحة وهوسات ثوار العشائر.. كلها مدفوعة من شركات النفط والغاز الأجنبية المتصارعة على الكعكة الدسمة جدا. كل الحراك في الأنبار هو لهذا السبب، لاحظوا أن أحمد العلواني ورفيقه أبو ريشة ومن لف لفهما يؤيدون إقامة (إقليم الأنبار) والمالكي طبعا ضد استفراد هؤلاء بأكبر احتياطي نفط وغاز. ولو تعمقنا أكثر سنجد أن المعركة بدأت منذ وقت مبكر من أيام  قضية النخيب والذي بدأ النزاع عليها منذ 2009 - نفس  تاريخ مفاتحة الشركتين الاماراتيين شيوخ العشائر لاستغلال حقول الغاز (انظر هنا وهنا).
لمزيد من تفاصيل حقل عكاس انظر هنا وهنا .
متابعة مفصلة هنا

هناك 9 تعليقات:

  1. متطلبات الثورة غير متطلبات حلول المصالح الخاصة وطرق الوصول الى اهدافها تختلف عما نراه الان في العراق والوطن العربي من اساليب لا ترتقي الى مفهوم الثورات وحتى الادوات الخاصة بالثورة ليست في برامجها الاساسية
    الثورة فكر وتنظيم واساليب تتطابق مع الاهداف العامة للشعب وليس لفئة معينة
    الجسم المريض بعدة امراض مزمنة لا يمكن معالجته ببضع حبات من المسكنات لا بد من تشخيص الداء وو ضع العلاج الصحيح وعرفته بشكل دقيق ثم اعطاء العلاج باسلوب صحيح واي خلل في هذه المترابطات الثلاث تكون نقصا قاتلا للمريض ولن يؤدي الا الى تسكين الالام
    لقد اجادت الطبيبة الماهرة عشتار تشخيص الداء وبالتاكيد اصحاب الدواء ومالكيه لا بد لهم من وسائل صحيحة لاعطاء العلاج حسب مقتضيات الحالة

    ردحذف
  2. السؤال: هل شركات الدول الصغيرة لديها القدرة على تمويل صراع يتعلق بمصالح الدول الكبرى التي تدير فعلا هذه الدول الصغرى؟ وان كان كذلك ما هو موقف الدول الكبرى؟ وان كان الامر كله لصالح الدول الكبرى وهي هنا الامبريالية الامريكية لماذا هي بحاجة لخوض صراع بينما تستطيع ان تأخذه بالامر المباشر والعراق لا دولة فيه بل وفق معايير النظم العراق تديره ميلشيات؟

    ردحذف
    الردود
    1. أي دول صغيرة؟ اسرائيل دولة صغيرة وقطر دولة صغيرة ولكنهما تديران الاحداث في العالم. ثم أن الشركات النفطية وشركات الطاقة مثل شركات السلاح هي شركات عابرة للحدود والجنسيات وتمثل مصالح قوى كبرى. أما لماذا الامبريالية الامريكية بحاجة لخوض صراع وانما تستطيع اخذه بالأمر المباشر والعراق لادولة فيه الخ .. لأن الأمر حين يتعلق بالطاقة والنفط والغاز في وقت تتناقص فيه هذه الموارد في العالم وتزداد حاجة العالم الأول (امريكا واوربا واليابان) ومن بعدهما (الصين وروسيا) لهذه الطاقة التي تتركز في منطقتنا، فإنه كما ترون يتعلق بمصالح كل القوى الكبرى في العالم وليس امريكا وحدها، ومن هنا نرى هذا الصراع فيما بين (الميليشيات) الممولة من قبل القوى المتصارعة في العالم ، على أرض البلد الواحد مثل العراق وسوريا وليبيا وافغانستان وكل البلاد التي فيها نفط او غاز او ممر ستراتيجي لهما. فمقولة الصراع بين سنة وشيعة هو في الواقع الاسم الحركي للنفط والغاز. هل فكرتم .. لماذا الحرب في سوريا؟ هل فعلا هي مسألة حرية وديمقراطية ضد الدكتاتورية ، علويين وشيعة وسنة ودروز وما ادري شنو؟ أبدا .. وليش فجأة نشوف قطر والسعودية الرجعيتين تتحمسان لنشر (الديمقراطية والحرية ) في سوريا؟ ماذا لدى قطر؟ غاز .. ماذا لدى السعودية ؟ نفط .. ماذا لدى سوريا؟ لديها غاز ايضا على شواطيء البحر وتتشارك مع العراق في غاز عكاس (صحراء الانبار) ولكن اهم مالديها انها منفذ العراق الى البحر المتوسط. هل اتضح الآن لماذا عناصر القاعدة متمركزين عند القائم بين سوريا والعراق؟ لأن حقول عكاس موجودة هناك. العراق تديره ميليشيات وهذا يجعله اخطر من كونه دولة حقيقية، لأن السيطرة على اي دولة نظامية من قبل قوى اكبر مسالة ممكنة كما رأينا في 2003 ولكن أن تتحكم في فوضى ميليشيات تديرها قوى متعددة؟ فهذا مايشبه المستحيل.

      حذف
  3. يقول أفلاطون " الحرب هي صراع دموي بين اناس لايعرف بعصهم بعضا, لمصلحة اناس يعرف بعضهم بعضا ولكنهم لايتقاتلون".
    مهما كانت دوافع الصراع, سياسية أو اقتصادية, فإن الامر الذي لاخلاف حوله هو اننا نخوض حربا بالنيابة. هذه الدول, الصغيرة منها والكبيرة, دول ذكية وخبيثة تخوض صراعاتها خارج حدودها. أيران تحارب اعداءها في العراق وسوريا ولبنان, وتبني بلدها وتطوره. والسعودية تحارب خصومها في العراق وسوريا ومصر, وشعبها ينعم بالامن والاستقرار. وكذلك تفعل روسيا وامريكا في دول البلقان وفي الشرق الاوسط. شعوبنا حطب حروب لاناقة لها فيها ولاجمل. لذلك لااميل الى التحليلات السياسية التي تحصر تفسيرها للصراعات القائمة على حجم الدول ومصادر الطاقة فيها. نفط ايران وغازها يفوق بما لايقارن نفط وغاز سوريا. ولكنها لم تقع فريسة المليشيات الطائفية او العرقية (القومية). لابد اذا ان هناك عوامل اخرى علاوة على الطاقة والحدود الجغرافية تؤثر في شكل الصراع وتحدد نتائجه. والحديث في ذلك ذو شجون.

    ردحذف
    الردود
    1. وكذلك امريكا لم تقع فريسة للميلشيات العرقية والطائفية على تنوعها لديها، على الأقل ليس بالشكل الذي نراه حاليا في دولنا. طبعا في السابق وقعت فريسة حرب أهلية، بسبب اقتتال السكان (المهاجرين الى الارض الجديدة) فيما بينهم على المناطق والنفوذ. وربما ايران لم يحدث فيها هذا حتى الآن لإسباب منها موقعها الستراتيجي المهم (مضيق هرمز) الذي لا تريد الدول الكبرى والاقليمية ان تخاطر بإغلاقه، ومنها انها تحكم القطيع باسم الله (كما توحد اسرائيل مهاجريها على تنوع اعراقهم باسم الدين) ولكن هذا لايعني أن ايران كانت مرتاحة طوال هذا الوقت من التدخلات والحصار والحرب، والانتفاضات في داخلها. أنا على عكسك ، ارجع كل القلاقل والحروب والصراعات الى العامل الاقتصادي الذي يمنح النفوذ. وعلى أي شيء يقاتل الانسان اخيه الانسان خاصة إذا كان بعيدا عنه بآلاف الاميال إذا لم يكن طمعا فيما يملكه؟ هذا هو الصراع الأبدي وهو الذي يحرك جيوش الامبراطوريات. ألم يقل هارون الرشيد وهو ينظر الى السحابة ( أمطري أنى شئت فسوف يأتيني خراجك ) وهو قول يراه المفسرون على أنه كناية عن عزالدولة الاسلامية وتوسعها ، ولكنه أيضا يعني أن الخراج او (المال) هو الذي تبادر الى ذهن الرشيد عند رؤيته للسحابة. القوة الاقتصادية تعني النفوذ والهيمنة وأحدهما يؤدي الى الآخر. لو كنت غنيا وتملك أراض واسعة، فما الذي يجعلك ترسل حراسك الى بيت فقير في جوارك لطرده والاستيلاء على أرضه؟ سوى أنك تريد ان تبسط نفوذك على كل المنطقة أو أن يكون تحت ارض جارك المزيد من الكنوز؟ أنت لا تقاتل وتتكبد الخسائر بالارواح والمال لأنك تريد ان تمدن او تنشر الديمقراطية وسط بعض الفقراء والجهلاء في بلاد اخرى، إذا لم يكن لديك أي مصلحة مادية سوف تحصل عليها من كل ذلك العناء. حتى المتطرفين دينيا يفعلون مايفعلونه لأن رجل دين ما قال لهم أنهم بذلك يحصلون على قصر في الجنة. ولماذا يذكرون كلمة (قصر) وليس رصيف او كوخ في الجنة؟ لأن هؤلاء اغلبهم فقراء يعيشون اصلا في اكواخ او على الارصفة ويحلمون بالقصور.

      حذف
  4. اعجبتني عبارة رصيف في الجنة. تصلح عنوانا لديوان شعر او لرواية.
    أتفق معك تماما بأن اساس ودوافع كل الصراعات ومنذ بدء الخليقة اقتصادي. إذا لم يكن للاستحواذ على ما لدى الآخرين فعلى الاقل من اجل الحفاظ على ما لدينا. قابيل قتل هابيل طمعا.
    السؤال الذي حاولت الاجابة عليه هو لماذا تسقط شعوبنا (العالم الثالث) دون سواها فريسة سهلة للصراعات الطائفية. هذا الامر لايمكن تفسيره بالعامل الاقتصادي وحده. عندما كشف سنودن اسرار تواطؤ الحكومات الاوربية مع امريكا في التجسس على شعوبها, لم يكترث الشارع الاوربي لذلك. شعوب ممالك وامارات الخليج تعرف تماما مدى تواطؤ حكوماتها مع امريكا, ولكنها لاتأبه لذلك. الغالبية الظمى من الشعب الايراني تعارض ولاية الفقيه وتكره حكمهم, ولكنها لاتشكل مليشيات مسلحة مدعومة من الخارج لقتالهم. تفسير ذلك برأيي هو التفكير البرغماتي الوطني أو الجمعي (اذا جازت التسمية). لسان حال هذه الشعوب يقول: لابأس أن تتواطأ حكوماتنا مع حكومات أخرى, ولابأس أن تثير حكوماتنا القلاقل والحروب في دول أخرى, شريطة أن لايؤثر ذلك على امننا ورخاء حياتنا, وأن لاينتقل الصراع الى داخل اوطاننا.
    أوربا أوصلت شعوبها الى هذه الطريقة في التعامل والتفكير عن طريق الغاء الدين والقومية. روسيا الشيوعية (والصين) تمكنت من ذلك عن طريق توحيد الشعب في اديولوجية سياسية واحدة. هتلر حاول سلك الطريق ذاته, وكذلك عبد الناصر. دول الخليج لم تتمكن من الغاء الدين والعشيرة, فعمدت بدلا عن ذلك الى اعتماد دين واحد وطائفة واحدة وعشيرة واحدة. الهند انشطرت الى ثلاث دول لانها لم تتمكن من ايجاد ما يوحد شعبها. والعراق كان اكثر توحدا في عهد البعث بسبب الايديولوجية الواحدة. وساسته اليوم وحدهم عدوهم بالامس وفرقتهم مصالحهم.
    خلاصة القول ان الفرق بين شعوب وحكام العالم الثالث وشعوب وحكام العالم "الاول" هو التفكير البراغماتي الجمعي الذي يتجاوز (مرغما او مختارا) البراغماتية الفردية والطائفية والعرقية. هذا هو سر تأييد المواطن الامريكي لرئيسه حين يخاطب طائراته قائلا (اقصفي انى شئت فإن خراجك عائد الي).
    إذا اردنا توحيد شعوبنا والخلاص من طاعون المليشيات فعلينا "اختراع" ما يوحدها. الدين والقومية لايصلحان لذلك, لاننا خليط متشابك من القوميات والاديان. الاديولوجية السياسة الواحدة ذهب زمنها. فكيف السبيل؟

    ردحذف
    الردود
    1. بالنسبة لسؤالك الاخير فقد اخترعت امريكا مايسمى (الأمة) NTION فهي الأمة الامريكية، ويمكن القول انها (المواطنة). ولكن لكل شعب كعب أخيل يمكن النفاذ منه اليه واصابته بمقتل. أما عن ايران فهل نسيت (مجاهدي خلق) وهي الجناح العسكري للمعارضة الإيرانية وتدعمها دول خارجية؟ أما دول الخليج فأين شعوبها؟ كل شعب لايزيد على عدة آلاف ويطغي عليهم الهنود والباكستانيون والنيبال والايرانيون والبلوش الخ. مرة ذهبت الى الامارات وتجولت في الشارقة ودبي وابي ظبي، لم اجد ولا عربيا واحدا في الشارع، كل من قابلتهم من سائقي التاكسي الى الباعة في المحلات الى المتمشين في الشوارع هم هنود، حتى اني لم اتعلم سوى الكلمات الهندية . يعني لو قامت اي ثورة في اي بلد خليجي فسوف يقوم بها الاجانب هؤلاء.

      حذف
  5. أظن أن مشكلتنا في العالمين العربي والإسلامي تكمن في الجهل والحل يكون في العلم والتعليم الصحيح.

    فقد كنا يوماً مركز العلم في العالم حين نقلنا ما أنتجت الأقوام قبلنا وأضفنا إايه ما أنتجه علماؤنا في الرياضيات والطب والهندسة والفلك والكيمياء والفيزياء. فعلماؤنا أول من اكتشف الدورة الدموية وأول من عرف الفوتون وأعطينا العالم الجبر والخوارزميات. ولم يتدهو وضعنا إلا حين تركنا العلم وانشغلنا بتفسيرات بائسة للدين فانشغل علماؤنا منذ ذلك بالمرأة والحيض والحجاب.

    فكيف نستطيع النهوض بأمة ترضى أن يحكمها رجل لا يستطيع أن يقرأ الخطاب الذي كتب له؟
    وكيف تتطور أمة يقودها فقهاء ما يزال كبيرهم يعتبر الأرض مسطحة غير كروية ويرفض دوران الأرض حول الشمس؟
    وكيف يستقيم وضعنا وعندنا من يعتبر التطبير واللطمية قمة الإيمان؟
    وكيف نحترم الإنسان ونحن نحرم المرأة من أبسط حقوقها ونركض وراء الناس في الشوارع نسوقهم إلى الصلاة؟

    لقد تفوق الغرب علينا بالعلم والمعرفة حيث يحترم عقل الإنسان ويسمح له بالتفكير الحر لا أن يكون مقاداً كالبهيمة يفعل ما يقال له دون تفكير ودون تمحيص. ولا يختلف في هذا في مجتمعاتنا المتعلم من غيره، فكل من يقودنا إلى الجهل والقتل، من الظواهري إلى القرضاوي إلى السيستاني إلى الحكيم وغيرهم، هم ممن درس وتعلم.

    إذا لم نتمكن من احترام عقولنا وقدراتنا ونفكر بالمنطق لا بالمشاعر كما يفعل حتى متعلمونا وسياسيونا، فلن نمنع انحدارنا المستمر.

    ردحذف
    الردود
    1. اختلف معك في أن الغرب تفوق لأنه يحترم عقل الانسان ويسمح له بالتفكير الحر لا أن يقاد كالبهيمة. بل أن الغرب برمج عقول شعوبه حتى صارت تنمط وتصنف ولا تفكر خارج الصندوق. ولقطع كل تفكير حر في مسائل معينة اصدر - بقوته وتسلطه - قوانين دولية لئلا يجرأ احد على تفكير آخر: انظر مثلا مسألة (انكار محرقة اليهود) وانظر مثلا انكار ماحدث في 11 ايلول أو على الاقل مناقشة فاعله حيث يدمغ اي مفكر حر بأنه يتبع نظرية المؤامرة وكأن التفكير بدلك سبة او عار.
      للصدفة كنت اناقش نفس هذا الموضوع مع قاريء سألني سؤالا على الفيسبوك. وأجبته بما يلي: إن العالم - سواء العربي او الغربي - يتكون من قادة (النخبة) والمنقادين (القطيع) وغاية القادة هو تعطيل عقول القطيع ليتمكنوا من قيادته بسهولة. في بلادنا العربية والاسلامية تتم السيطرة بواسطة الدين، في الغرب بواسطة اطلاق حرية الغرائز والعواطف وتلبيتها واشباعها واستخدم الاعلام والافلام وقضية النجوم المشهورين لفرض نماذج وقدوات (آمنة) للقطيع. في مقابل تشويه صور الثوار والخارجين على (النظام) بكل الطرق لئلا يكونوا قدوة (حسنة). في الغرب احسنوا التعامل مع القطيع بحيث استفادوا من طاقاته بتوجيهها التوجيه المناسب لبناء مجتمعات ناهضة ، وضعوا قوانين صارمة وأقامة (الجنة والنار) على الأرض: من يجيد عمله ينال الجنة (السكن والرفاهية والحياة الحلوة) ومن لايجيد عمله ينال جهنم (السجن - الفقر - الاهمال الخ) ، وهكذا خلوا الناس يركضون والعشا خباز. أما في دولنا فإن تخدير القطيع كان بأمل جنة ونار مابعد الموت، يعني اي عمل ينبغي ان يقوم به الانسان على الارض هو من اجل ان ينال جنة ونار لم يرهما احد ولن يرهما الا مابعد الموت. وهكذا عظمنا الغيب وأهملنا الواقع الذي نعيشه. لم يطالب الانسان المسلم في هذه الازمان بأن يبني ويعمر الارض، وإنما إذا كان فقيرا عليه ان (يصبر ويشكر) حتى ينال جنة مابعد الموت. وإذا كان ظالما او مجرما فإن الله سوف يقتص منه وسوف يذهب به الى النار ولهذا لا بأس ان يظل دون عقاب في الدنيا ، وإذا كان غنيا لا يعطي الفقراء فإن امواله سوف تحرقه يوم القيامة.. وهكذا كل شيء مؤجل لما بعد الموت. وكأننا نعيش هذه الحياة فقط في الوقت الضائع انتظارا للموت. هذا هو الفرق.

      حذف