"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

7‏/11‏/2013

سوء ترجمة وسوء نية وراء فبركة خبر قناة السويس في حماية شركة "اسرائيلية"

غارعشتار
بلغت الحرب الإعلامية التي يشنها أنصار مرسي في مصر درجاتها القصوى. آخر واقعة هي ما أذاعته قناة الجزيرة وتلقفه إعلامهم والأسوأ أن تقوم جماعة عراقية معنية بنشر وتوزيع الاخبار على قوائم بريدية بإرسال الخبر لي بعنوان براق مثير "بالمستندات والوثائق: قناة السويس في حماية شركة اسرائيلية". وطبعا لم يكن هناك لا مستندات ولا وثائق ، إلا فيديو للجزيرة وهي تفضح نفسها بنفسها.
فيديو الجزيرة هنا وهو بعنوان (تقرير ناري لقناة الجزيرة يفضح تعاقد السيسي وسلطات الانقلاب بمصر مع شركة اسرائيلية لتأمين قناة السويس)
والخبر مستقى من منظمة اسمها (المنظمة العربية لحقوق الانسان - فرع بريطانيا) وفيه أن شركة اسمها Seagull Maritime Security اسرائيلية ويقود مجلس ادارتها ضباط سابقون في الجيش الصهيوني والموساد. وأن الشركة تذكر أنها اتفقت مع مصر لحماية قناة السويس. 
وحسب الأصول سارعت مواقع أنصار مرسي وصفحاتهم على الفيسبوك ومدوناتهم على نشر الخبر والتعليق عليه مصدقين الجزيرة وكأن ما تبثه وحي يوحى. ومنها هذا الموقع.
وطبعا لم يكن هذا صحيحا. أقصد قد يكون هناك شركة بهذا الاسم (لم ار لها موقعا) ولكن جاء ذكرها في مواقع أخرى. وقد تكون (اسرائيلية) ولكن الصفحة التي صورت ونشرت من تعريف الشركة المقتبس من مواقع اخرى وليس موقع الشركة ، تقول بالنص :
Seagull Maritime Security is capable of embarking/disembarking armed guards at the following 
locations, all approved of by the local government authorities
وترجمتها بالنص "شركة سيجال ماريتايم سكيورتي قادرة على صعود وهبوط حراس مسلحين في الأماكن التالية ، بموافقة من سلطات الحكومة المحلية." ومن الأماكن التي تذكرها قناة السويس.
يعني بالعربي الفصيح الشركة تروج لقدراتها في حماية سفن الركاب او البضائع المارة في تلك الأماكن، اثناء عملية الصعود والهبوط. هي تعرض بضاعتها على السفن التجارية والسياحية المارة بالموانيء المذكورة، ومن ضمن الميزات التي تذكرها انها يمكن ان توفر حراس أمن يساعدون الركاب او البضاعة في عمليات الصعود والهبوط. 
وهذه مسألة عادية وتختلف تماما عن قضية (قناة السويس في حماية شركة اسرائيلية) لأن الشركة لا تقول انها تحمي قناة السويس وانما تحمي ركاب او بضائع السفن المارة. 
وهو نفس ماقالته شركة هندية تعمل في الموانيء المصرية في اعلانها هنا حيث تذكر من ضمن خدماتها البحرية : Agent of security teams (embarked & disembark) اي فرق أمن في الصعود والهبوط. 
طبعا لا اعرف بالضبط هل معنى هذا ان يكون الحارس الأمني على ظهر  السفينة او انه يقف في الميناء يطلع وينزل الناس والبضاعة؟ في الحالة الأولى ليس للسلطات المصرية ان تعترض ، ولكن في الحالة الاخيرة يمكن الاعتراض على وجود حراس أمنيين اسرائيليين على الموانيء المصرية، ولكن ليس معنى هذا ان الموانيء او القناة هي التي في حماية الشركة الصهيونية.
وقد كذب رئيس هيئة قناة السويس الخبر هنا. واستمعت اليه في مداخلة هاتفية مع المذيع محمود سعد، كان من ضمن ماقاله أن المصريين هم الذين يحمون قناتهم منذ تأميمها، فماذا استجد الآن حتى يسندوا حمايتها لشركة اجنبية ناهيك عن انها اسرائيلية؟
وهنا موقع اسمه حقوق يكشف الكذبة بالصور.
ومع هذا عادت الجزيرة لتأكيد الكذبة بطريقة واهية جدا. انظر هنا. تقول: رغم نفي رئيس هيئة قناة السويس، فإن (سلطات الإنقلاب حتى الآن لم تكذب خبر أن شركة اسرائيلية تقوم بحماية قناة السويس).
وهكذا يصنع الخبر في جزيرة قطر. والأجمل أن الإخوان يدعون غدا الجمعة الى مظاهرات (الاستقلال من احتلال شركة اسرائيلية قناة السويس) !! 

هناك تعليقان (2):

  1. بعيدا عن المهاترة ودفع الاتهام بالتهام والتذكير بان قطر كلها محمية امريكية, فان حملة الجزيرة الاعلامية بائسة وغبية. يبدوا أن الاخوان والجزيرة لم يفهموا بعد سر دفاع المصريين عن انقلاب السيسي. محاولة تخوين الجيش المصري واتهامه بالعمالة لاسرائيل تنم عن جهل في كيفية ادارة الدعاية الاعلامية المضادة. وربما كان لها نتائج عكسية على الاخوان وعلى الجزيرة.
    الاخوان ضيعوا على انفسهم فرصة كسب تأييد الشارع المصري عندما اختاروا المواجهة مع الجيش.وقبل ذلك عندما اختاروا قيادة اول حكومة بعد الاطاحة بمبارك. كان عليهم التحلي بالصبر وترك عبئ التأسيس للديمقراطية لغيرهم وعدم التسرع في اعادة اطلاق لحاهم بعد ان حلقوها في ميدان التحرير. هذه كانت غلطتهم التكتيكية الاولى. وبدلا من تدارك الامر والتخلي عن الحكم طواعية والاحتفاظ بشرعية وجودهم كحركة سياسية, اختاروا مواجهة عدو يعلمون من خلال تجربتهم الطويلة معه ان لاطاقة لهم على مواجهته. والآن, وبعد أن خسروا السلطة وحضر تنظيمهم وزج بقادتهم في السجون, عادوا لارتكاب اخطاء قد تؤدي الى خسرانهم لما تبقى لهم من تأييد في الشارع المصري. محرج الاخوان الوحيد الان برأيي هو التزام الصمت والاختفاء من الساحة السياسية. هذا سيمنحهم فرصة اعادة تنظيم صفوفهم والتهيؤ لاختراق السلطة القادمة بهدوء. ناهيك عن ان اختفاءهم المفاجئ سيوقع اعداءهم في ارتباك وحيرة, وربما دفعهم ذلك الى اتخاذ قرارات خاطئة.
    الجزيرة عموما فقدت مصداقيتها وشعبيتها القديمة. أوراقها انكشفت وبات تخبطها واضحا للجميع. ويبدوا ان فشلها في مصر وسوريا افقدها توازنها واسقط عنها قناع الحيادية الذي خدعت به الكثيرين.

    ردحذف
  2. قال من شاهدُك يا أبا الثعيل؟ قال ذنَبي! الأخوان والجزيرة وجهان لعملة كاسدة واحدة.

    ردحذف