"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

24‏/11‏/2013

الى كل العراقيين الغشم في أمريكا: اعتبروا بقصة وعد ومهند

غارعشتار
هذه ليست قصة رومانسية ، بل مأساوية جدا. أهديها أولا لمنظمات حقوق الانسان عامة والانسان العراقي خاصة، ثم أتمنى أن يقرأها كل العراقيين والعرب والمسلمين بشكل عام الذين يعيشون في أمريكا وخاصة من وصلها بعد 11 ايلول 2001 ليتعظوا، مع نصيحة مخلصة مني: فروا من التالية اوصافهم كما يفر السليم من المجذوم:
1- من يتقرب اليك عربيا كان او مسلما أو حتى من اهل بلدك أو يكون اوربيا يزعم رغبته في اعتناق الاسلام، وإذا كنت من مرتادي الجوامع ، ورأيت من يلحف في معرفتك وانشاء صداقة بك. على الأكثر هذا مخبر من الإف بي آي.
2-  وإذا وجدت احدا يحدثك عن الجهاد، ويطلب رأيك فيما يحدث للمسلمين في أنحاء العالم ، فسد أذنيك ولا تبدي رأيا.
3- إذا أسرك احدهم أنه ينوي مساعدة المجاهدين في العراق مثلا، وسألك عن رأيك ، وعما إذا كنت تعرف أحدا هناك، وتباسط معك بالحديث في جلسة ودية واستفسرعن كيفية صناعة العبوات الناسفة التي يجيدها العراقيون العفاريت ، فلا تتباهى بأية معرفة .. هذا ماحدث للشابين وعد ومهند في أمريكا.
العبرة : هي .. حسنا .. حققت أحلامك باللجوء الى أمريكا؟ ياسوء ما اخترت!! عليك أن تعرف أنها أرض اللاعدالة واللامساواة واللاضمير. وهي باختصار دولة بوليسية .. وأفضل طريقة للحياة فيها (خارج سجن الولاية) هي الا تثق بأحد. إليكم القصة:
مهند شريف ----- وعد رمضان
وعد رمضان علوان شاب كان عمره 30 سنة حين بدأت القصة. متزوج وله طفلان. كان يعمل في محطة كهرباء في محافظة صلاح الدين، وحصل على اللجوء الى أمريكا في نيسان 2009. واستقر مع أسرته في منطقة باولنج جرين وعمل في سوبرماركت يملكه صديق له ومنذ اب من ذلك العام بدأت الاف بي آي تراقبه.
مهند شريف حمادي حمادي كان عمره 23 سنة حين بدأت القصة . دخل امريكا في تموز 2009 وانتقل للعيش في باولنج جرين في نهاية عام 2009 حيث عمل في محل تربية دجاج.
هكذا تعرف الاثنان على بعضهما البعض. في آب 2011 تم إلقاء القبض عليهما بعشرات التهم الملفقة ولكنهما اعترفا بها.

تكشف وثائق المحكمة الخاصة بهذه القضية أن مكتب الاف بي آي في منطقة باولنج جرين بدأ متابعة وعد رمضان علوان بعد 4 أشهر من وصوله الى امريكا ، باستخدام مخبر موثوق فيه (ملاحظة: لم يكشف عن ماهية هذا المخبر ولكن على الأكثر يكون كما اعتقد في هذه الحالة عراقيا أو عربيا يزعم تعاطفه مع المقاومة العراقية) وقام هذا بلقاء علوان وسجل لقاءاتهما والاحاديث التي دارت بينهما منذ آب 2010. وكان المخبر قد قدم نفسه لعلوان على انه يعمل مع مجموعة لشحن اموال واسلحة للمجاهدين في العراق (انظروا التوصيف: المجاهدين تعني لدى اي عراقي على انها المقاومة، ولكن في عرف امريكا هي القاعدة) . ومن ايلول 2010 الى آيار 2011 ساهم علوان في 10 عمليات منفصلة لارسال المال والاسلحة التي كان يعتقد انها ذاهبة الى (الارهابيين) في العراق. بين تشرين اول 2010 وكانون الثاني 2011 رسم علوان  اشكالا لانواع مختلفة من العبوات الناسفة وعلم المخبر كيف يصنعها. في كانون الثاني 2011 جند علوان مهند حمادي وهو مواطن عراقي يعيش في نفس المنطقة للمساعدة في عمليات الدعم المادي هذه. ومن كانون الثاني 2011 الى اعتقاله في اواخر آيار 2011 ساهم حمادي مع علوان في مساعدة تحميل المال والاسلحة التي كان يعتقد انها ذاهبة الى (الارهابيين) في العراق.
وتصف الوثائق بالتفصيل عمليات الدعم المادي  قبل وجود حمادي، حمل علوان المال والاسلحة في 5 مناسبات من ايلول 2010 الى شباط 2011 وقد تداول 5 منصات اطلاق صواريخ و5 رشاشات و بندقيتي قناص وصندوقي متفجرات سي فور ومبالغ كان يعتقد انها 375 الف دولار. بعد ان انضم اليه حمادي في كانون الثاني 2011 حمل الرجلان اموالا واسلحة في 5 مناسبات من كانون الثاني الى آيار 2011. في هذه المرات حملا 5 منصات صواريخ و 5 رشاشات و5 صناديق متفجرات سي فور وبندقيتي قناص وصندوق فيه 12 قنبلة يدوية وصاورخين ستنجر ارض جو وماكان يعتقدان انه 565 الف دولار. وسجل لهما فيديو خلال هذه العمليات.
في الاحاديث المسجلة مع المخبر تحدث علوان عن جهوده لقتل جنود امريكان في العراق قائلا (تغدينا وتعشينا بيهم)  اما حمادي فقد اخبر المخبر بأن خبرته في العراق هي مع الستريلا (صواريخ روسية محمولة على الكتف ارض جو) وناقش شحن صواريخ ستريلا في المرات القادمة.
(الحيلة التي اتبعها المخبر هي كالأتي: استخدم الشابين في تحميل لوري او شاحنة عدة مرات بما قال انه صناديق اسلحة للمجاهدين في العراق، أثناء التحميل كان يسجل لهما فيديو وهما يفحصان بعض الاسلحة - لزوم التصوير فقط لأن الإف بي آي التي وفرت هذه الاسلحة كانت قد أعطلتها- كما كان يريهما نقودا ويقول لهما هذه كذا الف دولار. كل هذا لسبك تهمة انهما على علم بماسوف يشحن ، ثم قد يقول مهند حمادي: لا اعرف هذا السلاح ولكني كنت اعرف في العراق صواريخ الستريلا، فيسأله المخبر: مارأيك ؟ قد نوفر الستريلا في المرة القادمة لارسالها الى العراق؟ فيجيب مهند بالاستحسان لهذا المقترح.)
العراقيان يتفرجان على الاسلحة لتصويرهما من  اجل اثبات التهمة
المحققون منذ أول لحظة ساوموا الشابين الغافلين بالتغاضي عن حقوق ميراندا، وهي الجمل التي يتلوها الشرطي وهو يعتقل المتهم : "من حقك ان تلتزم الصمت ولاتتكلم الا بحضور محام وكل كلمة تتفوه بها سوف تتخذ ضدك في المحكمة".. ولا  ادري لماذا تنازل العراقيان عن ذلك ، ربما جهلا، ربما لصفقة، ولكن المحكمة فيما بعد عينت لهما محاميين. ولكن عدم وجود محام معهما اثناء التحقيق حدد مصيرهما للأسف .. يبدو أن وعد رمضان علوان كان يعلم شيئا عن القانون الأمريكي او وصلته نصيحة من مصدر ما، فقد ابدى تعاونا مع المحققين واعترف بكل التهم مقابل التخفيف عن الحكم عليه وهذا ماحدث. في حين أن الاصغر سنا مهند حمادي  انكر ولم يعترف إلا بعد مرور سنة على سجنه، وهكذا فقد حكم عليه القاضي بالمؤبد.
 ++
قاضي المقاطعة توماس راسل حكم على مهند شريف حمادي البالغ من العمر 25 سنة بالسجن مدى الحياة ،  بعد ساعات من الحكم بسنوات اقل على زميله في الاتهام وعد رمضان علوان بسبب تعاونه مع المحققين بعد اعتقاله في آيار 2011 وكان يمكن ايضا ان يحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
(وعد علوان الذي وجدت بصمات اصابعه على عبوة ناسفة لم تتفجر في العراق، اقر بالذنب في وقت مبكر (منذ 16 كانون اول 2011) في كل التهم البالغة 23 . اقر بالتآمر لقتل امريكيين في الخارج، والتآمر لاستخدام سلاح دمار شامل (متفجرات) ضد مواطنين امريكان في الخارج، توزيع معلومات حول صناعة واستخدام العبوات الناسفة، محاولة تحسين الدعم المادي للارهابيين وللقاعدة، والتآمر لنقل وامتلاك وتصدير صواريخ ستنجر.
في حين ان مهند حمادي اقر بالذنب في 21 آب 2012 لـ 12 تهمة تتضمن محاولة توفير دعم مادي للارهابيين وللقاعدة والتآمر لنقل وامتلاك وتصدير صواريخ ستنجر وتقديم معلومات كاذبة لادارة الهجرة . وفي حكم اليوم وحسب طلب الولايات المتحدة استلم علوان حكما مخففا بسبب تعاونه مع سلطات القانون الفدرالي ولم تطلب الولايات المتحدة تخفيفا في حكم حمادي.
حسب المعلومات المقدمة من قبل الولايات المتحدة فيما يتعلق بالاحكام فإن حمادي وعلوان اعترفا في مقابلات الاف بي آي بعد التنازل عن حقوق ميراندا في المشاركة في عمليات الدعم المادي في كنتاكي وقدم الاثنان تفاصيل عن تورطهم السابق في انشطة التمرد حين كانا في العراق.  واعترف وعد علوان بمساهمته في هجمات بالعبوات الناسفة ضد الجنود الامريكان في العراق واعترف مهند حمادي بالمشاركة في 10-11 هجمة بالعبوات الناسفة اضافة الى اطلاق النار على جندي امريكي في برج حراسة.) المصدر
 ++
محامي مهند شريف حمادي الذي عينته المحكمة واسمه جيمس ايرهارت  يقول بأن القضية هي فخ نصب لموكله ويستشهد بدراسة اكثر من 500 قضية ارهاب منذ 11 ايلول كان ثلثها نتيجة قيام المخبرين التابعين للاف بي آي برسم الخطط وتقديم الاسلحة والاموال والنقل للايقاع بالضحايا.  وقال ان موكله كان عاطلا ولايملك المال ولا الاسلحة ولا وسائل النقل حين جنده مخبر سري  طالبا مساعدته مع وعد رمضان علوان لتحميل شاحنة بمال واسلحة قيل لهما انها ستذهب الى العراق.المصدر
يعني كل الشغلة انهما اشتغلا حمالين لتوفير بعض المال، ولكن مع شوية احاديث جانبية لايعرف صحتها من كونها مجرد ثرثرة في الوقت الضائع وشوية صور مع اسلحة، ثم الاحتيال القانوني على الشابين الغريبين واجبارهما على (الاعتراف) بدون وجود محام، ثم يقضيان بقية عمريهما خلف قضبان الحلم الأمريكي.
يبدو ان التصوير جرى في نفس الشاحنة المقفولة التي حملت صناديق اسلحة
++
حين قرأت ملابسات القضية اصابني الغضب وأنا لا أغضب بسرعة:
1- الغضب لأني لم أعد أفهم العراقيين.. لو صح أن هذين الشابين ساهما في اعمال المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي، كيف يطلبان اللجوء الى بلد المحتل، إذا كان لأمريكا ان تكون وطنا بديلا فلماذا حاربوا جنودها من الأصل؟
2- الغضب لهذه الطريقة الحقيرة التي تتبعها الإف بي آي لإيقاع ضحايا كل الذي يطلبونه من الحياة لقمة عيش هنية وبال مرتاح.
3- الغضب لأن (العدالة) الأمريكي هي قمة الظلم الإنساني.
4- الغضب لأن حياة شابين عراقيين في مقتبل العمر سوف تذوي في سجن البلد الغريب الذي يزعم الحرية وحقوق الانسان.
5- الغضب الأكبر لأن أمريكا بعد ان خربت حياة الشابين في العراق، واصلت تدميرها لهما على أرضها بدون أن يردعها أحد.
++
من المهم أن اترجم لكم تعليقا وضعه أحد القراء الأمريكان على القصة اعلاه يقول فيه "على الاكثر إن هذين الرجلين بريئان وقد تم الايقاع بهما بعملية لسعة sting فدرالية انتهت باعتقالهما. حتى لو كانا مذنبين فإنهما لم يتهما بمهاجمة مدنيين او اي شخص على الارض الامريكية . كل التهم هي دعم مقاومة شرعية لاحتلال عسكري اجنبي للعراق. لاارى في هذا ذنبا.
حرب العصابات ضد اهداف عسكرية تحتل بلادك ليس ارهابا. انها مقاومة شرعية لاحتلال عسكري وهي بالضبط تشبه ماكان سيفعله الكثير منا لو ان الولايات المتحدة تعرضت لاحتلال عسكري من قبل قوة اجنبية."

أدعو قراء هذا الموضوع الى قراءة ملف العمليات المشابهة والمسماة Sting في هذا الملف

هناك 20 تعليقًا:

  1. تخيلوا معي لو أن هذا المخبر كلف هؤلاء الحمقى بقيادة الشاحنة الى مكان ما داخل الولاية, ثم قام بتفجيرها عن بعد. هل سيشك احد حينها بان العملية ارهابية وان المنفذين من اصل عراقي مسلم؟ الصور والتسجيلات تثبت بما لايقبل الشك صحة ذلك.

    ردحذف
  2. لا بد من الاعتراف بان الشابين حمقى فعلا ومغفلين لذلك القانون لا يحمي المغفلين
    لمجرد الاعتراف بجريمتهم يكفي لادانتهم . فالاعتراف سيد الادلة حتى وان كانوا ابرياء . لان من الفطنه ان لا اتعامل مع اي غريب داخل الاراضي الاميركية بمثل هذه الامور وحتى وان كان لي فيها رأي او مبدا او حتى ايمان مطلق

    ردحذف
    الردود
    1. في القانون الأمريكي انك إذا قبض عليك ولديهم كل الادلة (التي اختلقوها في هذه الحالة) تستطيع ان تعقد صفقة مع المحققين: تعترف على نفسك وعلى غيرك من المتهمين فيخففون عنك الحكم. وهذا مافعله المدعو وعد مع انه حين تقرأ القصة تجد انه الاكثر ذنبا..(حتى قيل ان بصمات اصابعه موجودة على عبوة ناسفة لم تنفجر في في بغداد والبصمات محرزة في ارشيف الاف بي آي) ورط شابا اصغر منه سنا واقل تجربة ثم وشى به واعترف قبله وأخد حكما أقل.

      حذف
    2. واعتقد أنه كان من السهل خديعة الشابين .. اولا كانا في حاجة الى شغل حتى لو كان (تحميل بضاعة) ، وربما قال لهم المخبر : جمعنا اسلحة لارسالها الى العراق وارجو ان تقولوا لي رأيكم فيها. افحصوها . هل هي نافعة؟ وطبعا كل هذتا يجري داخل شاحنة مقفلة فيها كاميرا. وبسبب حاجتهما للعمل ولاثبات انهما خبيران يصلحان لتحميل اسلحة (والحمولة جرت على عدة مرات) فتحا الصناديق وفحصا الاسلحة حتى لو لم يكونا يعرفان شيئا عنها. يكفي ان يحملاها بأيديهما حتى تلتقط الكاميرا الصور. ولإثبات (التواطؤ) لئلا يدافعان عن نفسيهما بأنهما حملا صناديق في شاحنة دون ان يعلما مافي داخلها.

      حذف
  3. أعتقــد أنَّ هولاء الأثنين إضافة لغبائهم قد طغى عليه طمعهم من أجل
    الحصول على المزيد من المال بأية طريقة لسد أحتياجاتهم من كل ما هم منه محرومين
    نتيجة محدودية مواردهم من مزالولة أعمالهم الأعتيادية التي ربما تكاد لا تكفيهم
    وخصوصا وهم متزوجين ولديهم أطفال فسقطوا في أحد فخاخ المغفلين .
    قبل أيام وبالصدفة تابعت أحد برامج إحدى القنوات التلفزيونية الأميركية ولأول مرة وكانت هي
    آخر مرة لما أكتشفته من تحايل الشرطة على المواطنين وبنذالة لأسقاطهم في ما نقول عنه بفخ المغفلين
    وخصوصا الشباب منهم الذين ليس لهم مورد دائم أو عمل أو حتى الطلاب ، فيضع مجموعة من قسم الشرطة سيارة حديثة جدا ومفتوحة الأبواب ومفتاح التشغيل في مكانه وما أن يمر أي واحد ممن يسيل لعابه على
    سرقتها حتى يتلفت في كل الأتجاهات والشرطة في أكثر من سيارة يقفون بعيدا عنها ويراقبون ويتابعونه
    حتى يدخل فيها وينطلق بها وهم يجرون من خلفه ويسيطرون على أقفال أبواب السيارة المسروقة
    بواسطة الرموت من قبل الشرطة ومن بعد مسيرة شارعين يأمرونه بالتوقف وهو يحاول فتح الباب
    للهزيمة ولكنه محصور حصرة الكلب بالجامع فيعرف أنه قد صادوه وهو ألنجر ثم يقودونه الى
    المحكمة والقضاء .
    لا أدري وفق أي نظام إجتماعي أو قانوني أو حتى إنساني يتخصصون بنصب الأفخاخ للناس للإيقاع
    بهم بعد رميهم صيداً ثمينا في طريقهم وهم أصلا ليست لديهم النية المسبقة بالسرقة كبشر عاديين
    وخصوصا أن في البرنامج الذي تابعته تبين أن أكثرهم ليست لديهم سوابق وهي المرة الأولى التي
    حاول فيها تلك السرقة ، هذه الأفخاخ تُنصب لأبنائهم وفي بلدهم فكيف هي الأفخاخ وكميتها لأبناء
    من دمروا بلادهم وأحتلوها ومنحوهم فيزة اللجوء ليراقبوهم في كل حركاتهم حتى يسقطونهم كما سقط
    هولاء الأغبياء .
    " القانون لا يحمي المغفليــن "

    ردحذف
    الردود
    1. في ظنهم أنهم يكشفون مبكرا (استباقيا) عن المجرمين. ولكن في واقع الأمر أن كل انسان يمكن ان يتحول الى لص او قاتل او منتهك أي قانون لمجرد تهيئة الفرصة له. شوفوا مايحدث حين تنطفيء الكهرباء في أشد البلاد حضارة. يتحول الجميع الى الفرهود، وربما إذا لم تتهيأ الفرصة فقد يظل الانسان مستقيما حتى نهاية عمره. فطريقتهم هذه لا تكشف الاشرار كما يعتقدون وإنما تكشف النوازع الانسانية الطبيعية. ولكني اعتقد ان الشرطة تفعل ذلك في امريكا حتى تمتليء السجون، لأن السجون الان بزنس قائم بذاته وتديره شركات مرتزقة خاصة.

      حذف
  4. كلامك سليم سيدة الغــار " أنهم يظنون " ويعملون عليه لأستباق الكشف عن المجرمين
    ولكنهم في البداية والنهاية ناس طبيعيون يساقون حسب نوازع أنفسهم في الأمتلاك
    لأشياء يحلمون بها ومحرومين منها كما يشاهدون البعض منهم يمتلكونها في مجتمعاتهم .
    وهذا ما حدث فعلاً في أحداث الشغب عام 2011 في ضواحي لندن والتي كانت في بدايتها
    مسيرات سلمية في مدينة توتنهام إحتجاجا على مقتل شخص من قبل أحد أفراد الشرطة فأمتد لمدن رئيسية أخرى راقية لثلاث ليالي على التوالي بالرغم من الزخم الكبير لقوات مكافحة الشغب والأطفاء فتحولت الى أعمال كسر المحلات الكبيرة وبدأت عمليات السلب والنهب لكل ما يصادفهم من ملابس وأحذية حتى لأجهزة التلفزيونات الحديثة ، وبعد إنتهاء الموضوع وحدوث تلك الخسائر الفادحة من الممتلكات والسرقات تم تحديد بعض المشتبه بهم وقدموهم للمحاكمات على أساس السرقات والتي كانت الكاميرات العامة والخاصة قد صورتهم .
    وهنا السؤال حين قلتِ في مثل هذه الأحداث يمكن لأي إنسان طبيعي أن يتحول الى لص أو قاتل ومنتهك للقانون ، من الجانب التربوي للحدث قامت القناة الثانية لل بي بي سي بعمل تقرير ومقابلة
    مع بعض الشباب الذين أخفوا في التصوير ملامح وجوههم لعدم مسائلتهم قانونيا لأنهم لم يتم أعتقالهم وفق أي أدلة ومن ضمنها التصوير بالكاميرات ليتوصلوا من خلال حوارهم عن أسباب قيامهم بالسرقة لغرض عرضها على المسؤولين في الحكومة من أجل توفير فرص العمل للشباب والأعتماد على مواردهم في الحياة كجزء من إيجاد الحلول لواقع الشباب في مجتمعهم وحمايتهم في عدم إنتهاك القانون
    والأستفادة من طاقاتهم ، وليس كما يحدث من قبل شرطة أميركا الحرة وتوريط الشباب للزج بهم في السجون بحجة كشفهم للأشرار كما يعتقدون وهم واهمون .
    بعكس العراق الجديد .. تاركين الحرامية يسرحون ويمرحون ويه كهرمانة
    وللابرياء شديد العقــاب .

    ردحذف
    الردود
    1. الطبيعة الانسانية لا يردعها عادة اخلاق او وازع ضمير او التزام بدين الخ وإنما تردعها القوانين والخوف من منفذي القانون مثل الشرطة ورجال الامن . هؤلاء هم عماد أي حضارة. ولكن في الولايات المتحدة وبهذه الضبطيات الاستباقية فقد تغير مفهوم ضبط المخالفين الى خلقهم خلقا لغرض في نفس يعقوب. كما قلت السجون اصبحت بزنس والفساد عم وانتشر في هذه المجتمعات التي تزعم العدالة وحقوق الانسان والديمقراطية حيث ينجو القوي بجرائمه ويقع الضعيف والفقير ومن لا حماية له في قبضة الشرطة بجرائم لم يفكر بارتكابها اصلا لولا إغراء وتحايل نفس هؤلاء الشرطة.

      حذف
  5. سيدة الغـــار
    من يوم أمس فاتني أن أخبرك عن حصول تغيير في حجم الكلمات للمواضيع
    والتعليقات بشكل نحيف ليس كما كان قبل يومين بأستثناء العناويون فهي باقية
    بشكلها السابق وبحروف متينة ، هي مجرد ملاحظة والعلم ...
    مع التقدير

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا للملاحظة ، لقد عملت نظام تخسيس للكلمات بنفسي أمس . هل الخط الان اكثر وضوحا أم كان سابقا أفضل؟ هل ارجع الامور كما كانت؟

      حذف
    2. إحدى أمتيازات غـارك الثميــن هو حجم الكلمات السـابق لما يضفي وحسب رأي
      المتواضع أكثر أُلفة وأقرب للنفس لكل ما يُطرح فيه ليكون لكل كلمة تأثيرها
      حسب أهميتهـا في التعبير والتحليـل .
      خالفـي هذه المرة سيـدة الغنـاء أم كلثـوم حين صدحـت أيام الزمن الجميـل
      وعايزنا نرجع زي زمان قُـل للزمان أرجع يا زمان


      حذف
  6. اختنا عشتار لا اظن ان من تربى عل العفة والاخلاص يقع في في المصايد بسهولة . اذا اردت ان تتاكدي من امانه ابنك في البيت الا تتركين نقودا احياناً وبتعمد على الطاوله او فوق التلفزيون لتتاكدي بان لا احد من ابناك يمد يده ويسرق ؟ أو لماذا لا يسيل لعاب الجميع على ماكينه الصرافه التي تنتشر في الشوارع اوعلى المصارف ومحلات بيع المصوغات و المجوهرات وغيرها الكثير . فلا اظن ان نزيها يسيل لعابه لما هو ليس له . هذه حقيقة لابد ان نعترف بها . . او بمعنى آخر هل يجوز لي كل ما هو متاح للسرقه ان اسرقه ؟ ان كان صحيحا فلماذا الانظمة والقوانين لحماية ممتلكات الناس .ولماذا وجدت الشرطة اساسا ً . انا لا ادافع عن القوانين الامريكية ولكن لا اتفق مع المغفلين لاي سبب كان

    ردحذف
    الردود
    1. ياله من مثال!! هل هناك من يفعل ماتقوله ليتأكد من امانة أبنائه؟؟ كنت اظن ان فلوس العائلة هي للجميع . لو كنت سأترك نقودا على الطاولة او على التلفزيون فذلك حتى يأخذ منها من (ابنائي) من هو محتاج بدون أن يحرج نفسه بالسؤال. هناك بعض الناس يفعلون ذلك ولكن ليس مع ابنائهم وانما مع العاملين معهم في البيت (خادمة - سائق - طباخ) للتأكد من أمانتهم لأنهم غرباء الخ ولكن هؤلاء يعرفون هذه الحيلة ولهذا لايمدون ايديهم للفلوس.

      حذف
    2. وكيف لمن يعلم السياره ليست له ومع ذلك ياخذها كونها مفتوحة الابواب اليس هذه سرقه
      واذا كانت الاموال للجميع فما كان هناك داع لا لبنوك ولا لحصه كل على قدر عمله او اختصاصه ولتكن الخزينة مفتوحه والكل ياخذ ما يشاء دون حساب .اليست هذه هي اموال العائلة ؟ طالما هي للجميع . وان كان من الابناء فعلا لص وممكن ان يسرق الا يصح التاكد من من هو السارق ؟ وما فرق السائق او الخادمة او اي كان من اي مواطن في البلدوحتى ان كان ابن العائلة ؟ والمثل ينطبق على الجميع وليس على الابناء فما ذكر الابناء الا تقريب للصورة . وطالما يعرف الحيله اذن لماذا يمد يده ويسرق ؟؟ افلا عندما يفعلها وقتها يكون فعلا لص ويستحق العقاب . ؟؟؟.

      حذف
    3. بصراحة لا استطيع أن افهم التفتيش في النوايا هذا. أنا اعرف الجريمة أنها جريمة لأنها وقعت فعلا. لو عندي خزنة مقفولة في البيت وفتحها احدهم عنوة وسرق الفلوس، فهذه جريمة ، وينبغي ان ابحث عن السارق حتى لو كان ابني. ولكن ان اضع الفلوس على الطاولة لاغراء ابنائي واتركها عدة ايام حتى يمد احدهم يده عليها لأعرف من باستطاعته السرقة وادخله السجن، فهذا يفوق فهمي. لاحظ أن الشابين في هذه القصة كانا يظنان انهما يفعلان عملا نبيلا وهو ارسال مدد لمجاهدين في بلادهم المحتلة (القصة كانت قبل ماقيل من انسحاب الجيش الأمريكي من العراق) وايضا القيام بعمل (تحميل بضاعة على لوري) واستيفاء اجره لأنهما كانا يعملان في وظائف ضعيفة . والمخبر كرر ا لعملية معهما اكثر من مرة (عشر مرات) فهو بالنسبة لهما مورد رزق مستمر لفترة. طبعا تكرار المرات لاثبات (السبق والترصد والقصد) في المحكمة . يعني إذا رجعنا الى مثال الفلوس على الطاولة، ان يأخذ منها احد الاولاد مرة واحدة قد تفسر لاسباب كثيرة منها احتياجه الشديد في تلك المرة وعدم تكراره لذلك. ولكن ان يمد يده ويأخذ النقود في كل مرة تضعها على الطاولة، هذا يجعل منه سارقا. ولكن قصدي عن الحديث عن الطبيعة البشرية، هو أن الانسان ضعيف وكثير النوازع ولايمكن ضبطه من الانجراف وراء الخطأ الا بالقانون ، ولهذا ترى الاديان تخوف من النار وجهنم اكثر مما تغري بالجنة. فإذا تزعزغ القانون او سقط (كما يحدث بعد الاحتلالات او في ظروف الكوارث او الربيع العربي) فإنك ترى زيادة الجرائم والحوادث والانتهاكات.. لماذا لم تظهر هذه الجرائم اثناء حكم القانون؟ لأن الناس يختلفون بقوة (الاخلاق) او (المباديء) التي غرزت فيهم ، وهذه لايمكن ان تبقى الى الأبد في كل الظروف إذا لم يكن هناك قوانين تردعها. أبسط مثال على هذا تجده في قوانين المرور. افترض ان كاميرات الشوارع التي تضبط المخالفات رفعت، وأن شرطة المرور اختفوا لمدة اسبوع في المكان الذي تعيش فيه، وأن وجدت نفسك فجأة في شوارع مفتوحة لا اشارات ولا شيء ينظم السير. هل تعتقد انك سوف تظل على حالك .. تقف بالسيارة انتظارا لاشارة في حين يسرع الجميع من حولك وتتحول الشوارع الى (حارة كل من ايدو الو) كما يقول السوريون. هل من المعقول مثلا ان تطفيء مدينة ما انوارها ليسود الظلام ثم تفتح ابوابها المتاجر ويختفي اصحابها وحراسها، حتى نعرف من السارق الذي سوف ينتهز الفرصة؟ مع افتراضنا انه لن ينتهز السرقة الا من تعود السرقة فقط؟ او من له استعداد للانحراف؟
      واقعيا .. سوف يمد ايديهم اناس لم يتصوروا ان يسرقوا في يوم من الايام. خاصة إذا رأوا حشودا من الناس يدخلون تلك المتاجر ويخرجون منها بما خلف وزنه وغلا ثمنه.
      القصد .. لعبة الإغواء التي تقوم بها الإف بي آي مع من تشك بهم، تمتد على عدة اشهر كما رأينا في كل القصص في الملف المنشور في الغار بتصنيف sting ويظل المخبر يروح ويجيء على الشخص ويصاحبه ويتزاور معه حتى تضعف ارادة الشخص ويوافق على القيام بالعمل. مثل ان تدق باب احد النساك امرأة عارية، اول مرة يمكن يقول لها (استغفر الله انا لست من هذا النوع) ويغلق الباب بوجهها. ولكن اذا جاءت مرة اخرى واخرى وقدمت له من المبررات التي تساعده على نسيان محاذيره ونسكه فسوف يضعف في النهاية. سؤالي هو: لماذا نعرض الناس الى هذه المحنة ؟ ثم هل من العدالة ان نعمل على إضعاف صمودهم بوجه الاغراء ثم نسجنهم مدى الحياة لأنهم ضعفوا امام اصرارنا وعملنا الدؤوب لاثبات انهم يمكن ان يرتكبوا المعاصي؟ لا غرو أن امريكا تمتلك اكبر عدد من السجون في العالم واكبر عدد من المساجين المظاليم.

      حذف
  7. برايي الشخصي اجد ان الخط السابق افضل من الان وقد يكون بسبب رؤيتي الخاصة للخط بوضوح اكثر

    ردحذف
  8. بالنسبة لهؤلاء المغفلين الاثنين الذين حوكموا في امريكا فلا داعي لنقاش حول وضعهم لانهم ليس من المعقول ان تستضيفهم امريكا محتلة بلادهم وتعطيهم اللجوء ويعملو بنفس الوقت في ارسال سلاح عن طريق رجال لا يثقون بهم ومن امريكا بالذات فالقضية تنتهي عند حكمهم بسبب الغباء
    وهم ضحية انفسهم وجهلهم وكما قيل في المثل
    الجاهل عدو نفسه

    ردحذف
  9. لاعزاء للمغفّلين ... لكن
    { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ }

    ردحذف