"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

20‏/11‏/2013

صفقة اوباما - ايران : السر في الشركة!!

غارعشتار
نبوءة : عشتار العراقية
تساءل أحد الكتاب (كيف ستغير صفقة اوباما ايران خارطة العالم الستراتيجية) ولكن ماقدمه من مظاهر يتوقعها ليست كل شيء. قبل 4 سنوات تساءلت أنا (لماذا يغازل اوباما ايران؟) ويفضل أن تقرأوا الموضوع كاملا وهو ليس طويلا ، ويتركز على نفوذ شركة اكسلون للطاقة في إدارة اوباما، قلت لكم في نهاية الموضوع بالنص:

والآن عندك شركة طاقة نووية سوف تحكم البلاد. فماذا تظنون سيكون موقفها من ايران؟ تخرب لها مفاعلاتها النووية ام تبني لها ماتريد من مفاعلات بشرط ان يكون على ايدي أبناء الشركة الغيارى، وليس على ايدي الروس والفرنج ؟ سوف يقنع اوباما الايرانيين بتغيير احمدي نجادي بآخر اكثر اعتدالا في نظر اسرائيل، وسوف يفتح هذا المعتدل الأبواب لشركة اكسيلون للتربح من بناء مفاعلات للطاقة (السلمية) في عموم ايران ، التي سوف تصبح حليفة مرة أخرى . ولإسكات العرب سوف يقنع اوباما حكام الخليج بصرف اموالهم على بناء مفاعلات منافسة لإيران ، وطبعا سوف تبنيها شركة اكسيون وأخواتها. كانت شركات السلاح كل شوية تبيع لهم سلاح لايعرفون مايفعلون به، والان شركات الطاقة سوف تبني لهم مفاعلا خردة في قصر كل شيخ وأمير.
أرجو أن تتذكروا هذه النبوءة في قادم الأيام .
$$$
تحقق مما قلته حتى  الآن في شكل الصفقة المنتظرة مع ايران والتي بعدها سوف نرى دخول شركة اكسلون (وربما يكون رئيس مجلس ادارتها او رئيس مستشاريها في حينها اوباما) السوق الإيرانية، ولكن منذ كتابة ذلك التساؤل في شباط 2009 ، وبالضبط في كانون الأول 2010 رأينا الشق الأخير من تعليقي يتحقق: اقتحام الشركة لدول الخليج (استكملت دول مجلس التعاون الخليجي وهي مملكة البحرين ودولة الكويت وسلطنة عمان ودولة قطر والمملكة السعودية والامارات العربية المتحدة توقيع العقد مع شركة لايت بريدج وشريكها شركة اكسلون جينيريشن وهي فرع تملكه كاملا شركة اكسلون . الدراسات سوف تستغرق فترة 6 شهور وسوف تنتهي في الربع الثاني من عام 2011. وصرح كريستوفر كرين رئيس ومدير عمليات شركة اكسلون "بالعمل مع لايت بردج نتطلع الى تقديم النصيحة لمجلس التعاون الخليجي من اجل تطوير بنى تحتية نووية آمنة ومأمونة  لدعم احتياجات المنطقة من الطاقة . سوف نساعد دول مجلس التعاون الخليجي تطوير خارطة طريق الطاقة النووية ونساعدهم في التخطيط للمدى البعيد وستراتيجية التنفيذ ) - المصدر
وفي 11 ايلول 2013 نجد سعي شركة اكسلون لبناء 16 مفاعل نووي في السعودية :
شركة اكسلون  تعمل مع شركتين اخريين للفوز بصفقة بناء البرنامج النووي السعودي. كجزء   من الستراتيجية السعودية لتنويع مصادر الطاقة المحلية. الصفقة تتضمن بناء 16 مفاعل لتحلية المياه وتوليد الطاقة الكهربائية- المصدر

هناك تعليق واحد:

  1. لاشك أن دافع اغلب القرارات السياسية هو التربح الاقتصادي, سواءا على مستوى دول أو شركات أو أفراد, شريطة أن لايتقاطع العامل الاقتصادي مع الاهداف السياسية الستراتيجية. هذا ما نراه واضحا في اغلب الصراعات الدائرة في العالم اليوم, وتجلى على وجه الخصوص في الحالة العراقية. فمع أن التربح الاقتصادي كان احد اهم اسباب قرار احتلال العراق, إلا أن ذلك لم يكن ليتم لولا توافقه مع الاهداف السياسية الامريكية المتمثلة في التواجد العسكري في العراق وتدمير قوته العسكرية التي باتت تشكل تهديدا حقيقيا لحلفائها في المنطقة. شرط التوافق هذا لا أراه متوفرا في الحالة الايرانية لاسباب كثيرة منها:
    أولا: مها بلغ حجم التعاون والتواطؤ بين ايران وامريكا وحلفائها, فان وجود ايران قوية في المنطقة يشكل تهديدا ستراتيجيا للحلف الامريكي. والاتفاقية النووية المزعومة بين الطرفين مهما كانت تفاصيلها ستؤدي حتما الى ايران اكثر قوة واستقرارا. وهنا يتقاطع العامل الاقتصادي مع العامل السياسي.
    ثانيا: التقارب الامريكي الايراني لايمكن بأي شكل من الاشكال ان يقوض الحلف الايراني الروسي او يحل محله. التعاون بين ايران وحلفاء روسيا اقوى بكثير من اغراءات امريكا و تهديداتها.
    ثالثا: لقد عرضت دول عديدة,(روسيا, المانيا, فرنسا) وبموافقة امريكا, على ايران التعاون مع شركاتها للخروج من الازمة النووية لكنها رفضت. ايران تعلمت من الدرس العراقي ولن تسلم اسرار مشروعها النووي لاي شركة او دولة. ولذلك ارى ان الموافقة على اشراك شركة امريكية في هذا المشروع امر بعيد عن الواقع.
    رابعا: على الرغم من الجعجعة التي تثيرها امريكا حول تشديد العقوبات على ايران فان تأثير هذه العقوبات يبقى محدودا. أي ان ايران في الحقيقة غير مضطرة حاليا على القبول باتفاق لايخدم مصالحها. بل على العكس, فان امريكا هي التي تقف موقف المضطر والمحاصر. ثم أنه لم يعد باستطاعة امريكا اقناع او اجبار اصدقائها الاوربيين بتبني سياستها كما كان الامر في عهد بوش.
    خامسا: الاتفاق مع ايران يعني هزيمة للحلف الامريكي في المنطقة كلها. اي ان عليها القبول بالهزيمة في سوريا لصالح الحلف الروسي, الامر الذي قد يؤدي الى اضطرارها للتخلي عن مناطق ستراتيجية أخرى واضعاف حلفائها. وهذا امر صعب التصديق.
    لذلك اميل الى الاعتقاد بان المباحثات النووية مع ايران ليست سوى مناورة من جانب امريكا لكسب الوقت والتقاط النفاس علها تجد مخرجا آخر لورطتها في سوريا. فالمباحثات تدور في حلقة مفرغة كما لو أن ذلك متعمدا لاطالتها اطول مدة ممكنة. ثم ان الصراع في سوريا مازال قائما ولم نر اي بادرة تشير الى بدء انتهائه. وكذلك مسألة الاسلحة الكيمياوية التي تراوح في مكانها وكأن حسمها مستحيل. كل ذلك يمكن تفسيره على أن الامر لايتعدى سوى هدنة مؤقتة يحتفظ كل طرف خلالها بما حصل عليه من انجازات.
    والله اعلم

    ردحذف