"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

14‏/11‏/2013

مسيرة عميل "ديمقراطي": من دبلوماسي الى بندقية للإيجار -4

غارعشتار
الحلقة الثالثة
تحقيق: عشتار العراقية
مايكل ويرنغ
كنت قد أنهيت الحلقة الثالثة بوعد البحث عن (الهيئة الاستشارية العراقية) في شركة جي فور إس، والتي لا نعلم من خبرها سوى تعيين مايكل ويرنغ Michael Wareing  رئيسا لها وهو ( المفوض الخاص السابق من رئيس الوزراء البريطاني لاعادة اعمار جنوب العراق  ورئيس مفوضية تطوير البصرة وسوف يجمع في الهيئة كبار اعضاء شركة جي فور إس فرع العراق مع كبار القادة العراقيين.)
حسنا ليس هناك أية أخبار عن الهيئة او عن الشخصيات العراقية التي جمعها مايكل ويرنغ فيها سوى الإشارة السابقة. ولكني علمت انه جيء به شاهدا في لجنة تحقيق تشيلكوت عن مشاركة بريطانيا في الحرب على العراق. وانصبت شهادته على جهوده لإعادة إعمار البصرة بصفته مفوضا لهذا الغرض من رئيس الوزرء البريطاني في حينها، واتضح أن أهم جهد حققه هو إقامة مؤتمر في لندن في نيسان 2009 ، يقول في شهادته " المؤتمر حضرته 250 شركة بضمنها شركات امريكية واوربية ومن دول اخرى وكان هناك 170 عراقيا بضمنهم رئيس الوزراء المالكي ونائبه برهم صالح وتقريبا كل الوزراء (الوزارة كلها راحت المؤتمر بالرئيس ونائبه؟ شايفين الرشوة الجماعية؟) وقد تم عمل هائل من البزنس وكثير من الشركات التي حضرت المؤتمر  تعمل في العراق الان وقد فازت بالعقود مثلا شركة  G4S الشركة الامنية فازت بعقد واليوم هي التي تقوم بالأمن في مطار بغداد، ولديها 900 شخصا على الارض في مطار بغداد يديرون كل العمليات الامنية والان تتقدم الشركة للحصول على عقد في البصرة" (بمعنى أنه هو الذي قرب في المؤتمر الشركة من مجلس الوزراء العراقي وساعدها على الحصول على عقد المطار، ولهذا كوفيء بعد سنة في 2010 بتعيينه رئيسا للهيئة الاستشارية العراقية (التي يبدو ليس فيها غيره) للشركة) . (المطار استولت عليه اضافة الى شركة جي فور إس شركتان اخريان بريطانيتان، وهذا يورط وزير النقل هادي العامري كما سوف نكشف فيما بعد في موضوع منفصل). المصدر 
++
في المؤتمر أعلاه كان حاضرا فيه ايضا حسين الأزري قريب أحمد الجلبي ورئيس البنك التجاري العراقي حينذاك. ولهذا أهمية سوف نعرفها فيما بعد، حيث أني اعتقد أن الجلبي وأزلامه يلعبون في البصرة لعبتهم الكبيرة.
++
دعونا الآن نمسك خيطا آخر في مسلسل شركة نوري البدران (المرابط).. وهو مازن وجيه شريكه الأول وصاحب شركة اسمها (هارلو انترناشنال) ، وكنا ذكرنا نبذة عن حياته كما أوردها في صفحة فريق شركة المرابط (انظر الحلقة الثانية من هذا الملف)
من أبرز الأعمال التي فاز بعقودها مازن وجيه كانت: 
عقد مشروع بسماية لبناء 100 ألف وحدة سكنية مع شركة كورية جنوبية اسمها (هانهوا)
عقد مع الحكومة العراقية لتجديد مكتب رئيس الوزراء المالكي
عقد لتجديد فندق الرشيد استعدادا لقمة وزارة الخارجية ثم القمة العربية.
وحتى نعرف الفساد المستشري من المفيد أن نعرف التواريخ التالية:
في 27 نيسان 2011 قام المالكي بأول زيارة (اقتصادية) الى كوريا الجنوبية وكان معه ضمن الوفد الوزاري مازن وجيه.
في 25 آيار 2011 فازت شركة هانهوا الكورية بعقد بسماية بقيمة 8 مليار دولار(بفضل جهود مضنية من مازن وجيه كما يقول في موقع شركته)
وفي نفس الفترة (منتصف 2011) فازت الشركة بعقد تجديد مكتب رئيس الوزراء المالكي.
في خلال شهر حزيران - تموز 2011 تولت شركة هارلو  تأهيل فندق الرشيد (العقد ارسي على شركة هارلو بتوجيه من وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي و(قبض الكومشن بواسطة السفير المهندس زيد عزالدين الذي يعمل في القنصلية العراقية العامة في مانشستر في المملكة المتحدة البريطانية- المصدر) (وقال مازن وجيه، مدير ادارة شركة «هارلو انترناشونال» البريطانية التي أعادت ترميم الفندق، إنه «تم استيراد كل شيء من المملكة المتحدة، من الثريات مروراً بالسجاد الفخم». وأضاف: «لقد كان هذا تحت اشراف مجموعة كيمبينسكي، التي وافقت على معظم التصاميم». وأشار الى ان «إعادة البناء كلفت ما بين 60 الى 65 مليون دولار»، مضيفاً ان «الشركة - كيمبينسكي- ومقرها سويسرا ستدير الفندق بعقد مع شركته» المصدر
في كل هذه المشاريع كانت شركة المرابط حاضرة كما نرى ماكتب من انجازات للشركة على موقعها:
(شركتنا الام هارلو انترناشنال فازت بعقد كبير مع الحكومة العراقية لتجديد فندق الرشيد الى مستوى 5 نجوم  لاستضافة  قمة وزارة الخارجية حيث يستقبل 125 سفير عراقي من  انحاء العالم. وقد طلب من شركتنا المرابط ان تقدم قوة حراسة عراقية منظمة ومدربة ومحترفة توافق تطلعات الحكومة العراقية وفي اقل من  30 يوما جندت  المرابط ودربت وسلحت قوة عراقية من 110 حارسا وقادة فريق ومشرفين لمساندة قوات الحكومة .
في منتصف 2011 بدأت شركة هارلو انترناشنال تجديد مكتب رئيس الوزراء في بغداد وقامت المرابط بكامل مسؤولية الامن خلال المدة التي استغرقها التجديد في هذا المكان الحساس.
منذ بداية 2011 قدمت وزارة النفط وهيئة الاستثمار الوطنية اسم شركتنا لعدد كبير من شركات النفط والخدمات الدولية التي شاركت في اجتماعات خطط دخول السوق في بغداد والبصرة. . تستغرق الزيارة عادة بين 4-7 ايام وتتطلب تسكين عالي  المستوى في المنطقة الخضراء اضافة الى التحرك الآمن حول بغداد (وتعدد الشركة على موقعها طريقة تأمين الوفود من ساعة استقبالهم في المطار الى توديعهم) ونرى من النص أن وزارة النفط وهيئة الاستثمار الوطنية ضالعتان في الترويج لشركة المرابط بين الشركات المتطلعة للعمل في العراق.
أحسن من يحدثنا عن فساد مشروع بسماية وعلاقات مازن وجيه بنوري المالكي وابنه وغيرهما من خفايا اخطبوط الفرهود في العراق هو الكاتب علي القريشي في عدة مقالات عن هذا الموضوع حصرا، وحتى لا اكرر التفاصيل الدقيقة التي اوردها يرجى
 الاطلاع على كتاباته في الروابط التالية:
فساد ضخم في بسماية عمولته 750 مليون دولار بطله المالكي وابنه
الرد الصاعق على هيئة الاستثمار في بسماية
في اواخر ايلول 2013 نجد هذا الخبر:
اكد مصدر برلماني ان اكثر من 100 نائب بدأوا حملة لجمع التواقيع بغية تشكيل لجنة تحقيق خاصة بملابسات مشروع بسماية السكني. واضاف المصدر ان مهمة اللجنة البرلمانية التحقيقية هي دراسة العقد المبرم بين هيئة الاستثمار الوطنية العراقية وشركة هنوا الكورية ومدى قانونية ان تقوم الهيئة بتوقيع عقد بناء 100000 وحدة سكنية في منطقة بسماية مع شركة استثمار كورية في حين ان الاستثمار يعني ان تاخذ الشركة الكورية الارض عن طريق الهيئة وتقوم بكافة المصاريف والاعلانات واستثمار اموالها وبيعها الى المواطنين العراقيين مباشرة في حين ان الذي حصل هو خلاف ذلك عبر قيام الحكومة بتمويل المشروع من المصارف الحكومية العراقية بقرارات غير قانونية من مجلس الوزراء وكذلك التحقيق بقيمة العقد الذي بدأ ب7 مليارات دولار وانتهى ب 7 مليارت و 750 مليون دولار وهنالك شبهات فساد حول المبلغ الاضافي وسعر المتر المربع الذي سيباع الى المواطن ب700 دولار للمتر المربع. يضيف المصدر ان تسعيرة المتر المربع في الاسواق السائدة هو 500 دولار للمتر المربع الواحد بناء درجة اولى.
المصدر اضاف..ان المشروع بدا منذ اربع سنوات فيما بقيت نسبة الانجاز تراوح مكانها عبر بناء مجمع العاملين الكوريين..ونحن نقول متى يبنى مجمع بسماية للعراقيين؟!.
المصدر اكد ان التحقيق سيشمل المقاول العراقي مازن وجيه ومدى قانونية ان يكون مقاولا ثانويا وماهي اسرار دخوله على الخط!!.
وسيتم التحقيق في قانونية استمرار رئيس هيئة الاستثمار وكالة حيث السن القانونية التي بموجبها يحال على التقاعد!!.
++
أرجو من القاريء الفطن ألا يظن أن برلمان الدواب يحقق في فساد لأنه نزيه ويحب العدالة وخير المواطن، وإنما هذا التحرك بالتأكيد دافعه خصومة او منافسة على منصب او رشوة او تربح. فهذه هي الدوافع التي تحرك هؤلاء الضباع.
++
شيء ملفت للنظر في حقيقة اسم مازن وجيه، فهو في موقع (مجلس الاعمال الوطني العراقي) يكتب أن اسمه باِلإنجليزية هو:
Mazin M. Wajih Al- Khalidi
مازن م. وجيه الخالدي
أي ان اسمه الوسطي يبدأ بحرف (م) ولكنه في نفس الموقع يكتب اسمه بالعربية على أنه : مازن صبيح وجيه.
++
ولكن أهم ماينبغي أن نهتم به هو قائمة  الشركات المرتبطة بها شركة مازن وجيه، والمنشور في هذه الصفحة من موقعه ، وهي في أغلبها إما شركات وهمية او بلا قيمة، خاصة الشركات العراقية او اللبنانية او الأردنية، فهي شركات لا توضح اصحابها او مجالس اداراتها او لا تذكر عنوانا سوى رقم هاتف أو بريد ألكتروني. وكأنها شركات من نوع (وان مان شو one man show) اي ليس فيها غير شخص ربما يعمل هنا وهناك بشكل فردي وأقام له موقعا افتراضيا. هناك شركة يفترض انها عراقية ولكني لم اجد لها اي خبر على الانترنيت باللغة العربية حتى اسمها لا أعرف كيف انطقه (Bahoo) فهل هو (باحو؟ بحو؟ باهو؟ بهو؟) ولعل احدكم قد سمع بها فيفيدنا. الشيء الغريب ان الشركة تشترك مع شركة هارلو التي يملكها مازن وجيه بنفس قائمة الشركات المرتبطة التي نوهنا عنها في أعلاه (انظر هنا).. فهل المسألة أن الشركتين بالصدفة تعرفان نفس قائمة شركات معينة؟ أم أن أحداهما تغش عن الاخرى؟ أم أن الواحدة سلفت الأخرى قائمة شركائها؟ أم أن الشركتين يملكهما مازن وجيه؟
في آخر قائمة الشركات المرتبطة بشركة وجيه، نجد شركة نعرفها جيدا وهي Northern Gulf Partners التي كتبنا عنها ملفا كبيرا يبدأ من هنا.
في تحقيقاتي، أحاول دائما أن أجد العلاقة ، وأن أجمع الشخوص والخيوط، وعليكم الاستنتاج.
من زمان قلت لكم أن جماعة ايران (المجلس الاسلامي الاعلى) والمتحالفين معه ميالون الى بريطانيا أكثر من أمريكا. وهكذا فإن المشاريع التي تنتعش في الجنوب، او التي تشترك فيها شخصيات تنتمي لائتلاف عمار الحكيم هي على الأكثر من حصة الشركات البريطانية. في هذه الحلقات وجدنا التالي:
1- عملاء من أصل عراقي عاشوا او عملوا في بريطانيا
2- الشركات الأمنية مثل G4S و Aegis والتي انتقل بعض موظفيها ليصبحوا شركاء وموظفين في (المرابط)، هي شركات بريطانية 3- الشركتان الأمنيتان المذكورتان في نقطة 2 هما من أعضاء مايسمى مجلس الأعمال العراقي البريطاني والذي يضم أيضا غرفة تجارة البصرة وغرفة تجارة اربيل، اضافة الى شركات ومؤسسات كثيرة اخرى سوف نأتي على ذكرها في حينها، ويرأس هذا المجلس امرأة تعرفونها: نعم ليس هناك غيرها لعبت في الجنوب منذ أيام الأهوار وكانت على صلة وثيقة مع حزب الحكيم منذ نشأته في ايران، والان تلعب في الشمال ايضا: البارونة إيما نكلسون.. وهي على فكرة المرأة التي وراء فساد هادي العامري كما سوف نقص عليكم.
4- هناك علاقة بين كل هؤلاء وبين أحمد الجلبي من خلال أزلامه سواء في بنك التجارة العراقي او في شركة NGP  التي استولت على بوابة البصرة.
5- إن مقالتنا هذه هي أول كشف (باللغة العربية ) عن علاقة البدران - وجيه - ضباط بريطانيين سابقين/مرتزقة أمنيين بالشركة الأمنية (المرابط) وبهذا يكون هذا الملف هو المرجع الأول لهذا النوع من الفساد: أن يستغل وزير داخلية (عراقي) منصبه وصلاته ليتربح فيما بعد من وزارة داخلية (خاصة) يقود بها مرتزقة اجانب للتغلغل في مفاصل  الحياة والأماكن الحساسة من البصرة الى بغداد.

هناك 3 تعليقات:

  1. جزاك الله خير وبارك بجهدك في كشف الجانب الغير منظور من الفساد الحكومي والسرقات وهو بلا شك الاكثر تبديدا لثروات العراق والاقسى على شعبه كونه يمثل اضاعة متعمدة لفرص تاريخية للنمو الاقتصادي قد لاتتهيأ في المراحل اللاحقة .

    ردحذف
  2. يقال ان الموظف الامني المعتدى عليه في قضية انزال الراية الحسينية في البصرة منتسب لشركة G4S .

    ردحذف
    الردود
    1. نعم هو من شركة جي فور اس وسوف اكتب عنه موضوعا اليوم.

      حذف