"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

19‏/10‏/2013

معلومات عبد الباري عطوان الخطيرة !!

غارعشتار
 كاتب مصري من المتابعين للغار ، ولكن ممن لا يعتنقون مبدأ هذه المدونة في التحري عن الحقيقة قبل نشر أي شيء حتى لو كان مما يفيد قضية نؤمن بها (لن أشير الى اسمه او مدونته) أعاد مؤخرا نشر موضوع نفاه الشخص المنسوب اليه وثبت تلفيقه، ولكنه مع ذلك نشره دون التحقق مع إضافة وصف (خطير جدا) قبل عنوان الموضوع جذبا لاهتمام القاريء، ثم قام بتوزيع المنشور على أوسع نطاق.
ولما كان من عادة بعض اصحاب المواقع والمدونات نشر اي شيء يصلهم دون البحث عن المصدر الأصلي او الاشارة اليه او حتى اشارة الى آخر مصدر، فقد اضطررت الى القيام بعملية بحث على جوجل بواسطة كلمات العنوان حتى وصلت الى الحقيقة.
الخبر منسوب الى عبد الباري عطوان، رئيس تحرير (القدس العربي) السابق والمفروض أنه نشره على صفحته على الفيسبوك. عنوان الموضوع هو (عبد الباري عطوان ينقل ماذا حدث داخل وزارة الدفاع فى 72 ساعة الأخيرة قبل المذبحة) والمقصود هو وزارة الدفاع المصرية والمذبحة المقصود بها ماقيل من (مذبحة) أمام مقر الحرس الجمهوري في القاهرة. من اول سطور يمكن لأي قاريء عادي أن يكتشف التلفيق حيث يقول عطوان (سوف يؤتى اليوم والله الذى نحكى فية للشعب المصرى عن ابطال مصريون فى المخابرات العامة والحرس الشخصى للسيسى نفسة ينقلون الينا مجريات الامور داخل وزارة الدفاع نفسها ويرفضون الانقلاب) فعلاوة على الاخطاء النحوية والإملائية والصياغية التي لايمكن ان يرتكبها عطوان، هناك الكذب في مسألة ان (الحرس الشخصي) للسيسي هم الذين ينقلون الى عطوان الاخبار، حيث لايمكن ان نتخيل في واقع الأمور أن يجلس وزير الدفاع داخل مكتبه مع بعض قادته للتشاور في قضية أمنية حساسة، ويحضر معه حراسه الشخصيون. والأكثرمدعاة للشك أن الشخوص الإخوانية (مرسي-بديع الخ) في السيناريو غير المحبوك كانوا يبدون مثل الأنبياء والصحابة في نطقهم بالألفاظ الحكيمة ، والمختصر المعتبر من الكلمات كما قال مرسي للمفاوضين من الجيش في النص (سامحكم الله اضعتم منى قيام الليل هباءا)، في حين ظهرت الشخوص المناوئة (قيادات الجيش) وكأنهم كفار قريش في الأفلام التاريخية فقد كانوا يزبدون ويرعدون ويهددون ويتوعدون ويتخبطون.
ذهبت في باديء الأمر الى صفحة عطوان على الفيسبوك (هنا) فلم أجد الموضوع منشورا في أي وقت منذ تأسيس الصفحة. ثم بعد بحث هنا وهناك اكتشفت أنه كذب الخبر ونفاه في عدة مواقع على الفيسبوك وتويتر. هذا الكلام منذ 3 شهور ومع هذا تجد من يعيد نشره الآن. وكأن الواحد من هؤلاء لا يصدق أن يجد شيئا ينصر وجهة نظره او البروباغندا التي يريد ترويجها. هداهم الله الى طريق الحق والحقيقة.
الموضوع الملفق هنا
تكذيب  آخر هنا 
تكذيب أيضا هنا 
لماذا اختاروا عبد الباري عطوان؟ أعتقد لأنه يظهر على قناة الجزيرة ويعبر عن آراء متعاطفة مع مرسي والإخوان المسلمين، ويعتبر ماحدث في مصر (انقلابا) ولكن  المفارقة أن نسب أكاذيب إليه يسيء لمصداقيته، وهذا كان ينبغي أن يكون آخر ما يفعله الإخوان في مؤيد لهم، إلا إذا كان مفبرك الموضوع من أعداء الإخوان ويريد ان يسيء الى عطوان، وفي هذه الحالة نسأل: أليس بين الإعلاميين الإخوان من هو ثاقب البصيرة بحيث يميز الغث من السمين؟ الضار من المفيد؟ يبين ماكو!!

هناك 18 تعليقًا:

  1. الغاية النبيلة لا يصح أن يسعى لها بوسائل رخيصة. بالتأكيد، النبلاء هم فقط من يفهمون هذا الكلام.
    أما باري عطوان فهو رجل المتناقضات، لذلك فهو يدفع ثمن ذلك الآن.

    ردحذف
    الردود
    1. والمصيبة أن ناشري الموضوع المفبرك اعلاه يصفون عطوان بـ (الكاتب العالمي والمفكر العربي) وهو لا هذا ولا ذاك. شنو يعني (كاتب عالمي)؟ هل لأنه يعيش في لندن وكان يرأس صحيفة تصدر هناك؟ أم لأنه يظهر في قنوات فضائية؟ وكيف صار مفكرا عربيا ؟ هل كلمة (مفكر) تمنح لأي شخص يدلي بهذا الرأي او ذاك؟

      حذف
  2. الى الأخ علي العلي ردا على تعليقه الذي لم انشره..
    نعم قصدي (الحكاية)

    ردحذف
  3. وكيف يمكن لثاقب البصيرة الذي يميز الغث من السمين أن يرضى أن ينتمي للاخوان المسلمين، وهم مجموعة مشبوهة التأسيس والدعم غاية ما تريد هو استلام الحكم بأي ثمن؟
    أما عبد الباري عطوان فهو متلون يميل لمن يدفع له أكثر. والصحيفة التي ادعى أنه مالكها كانت بتمويل قطري واضح، فهو لم يذكر قطر مرة واحدة خلال كل السنوات التي رأس فيها تحرير الصحيفة، ودعم ما حدث في ليبيا كما دعم ما يحدث في سوريا. لكنه بعد إقصائه من القدس العربي وانسداد باب رزقه تحولت كتاباته إلى مهاجمة دول الخليج وسياساتها في موقعه الجديد الذي ينشر فيه صحيفة الكترونية. فهو منافق من الطراز الأول، بل أن أحد العراقيين الشرفاء أطلق عليه منذ مدة أحسن وصف له وهو "العضروط"!
    المثل يقول "الأعور بين العميان ملك"، فمن يستطيع أن يصف حروفاً في جمل، وإن كانت غير مفيدة، يصبح مفكراً عربياً كبيراً وكاتباً عالمياً إلى ما ذلك من الأوصاف، ما دام من حوله أشباه أميين!

    ردحذف
  4. السيدة عشتار: كنت انت شخصيا ممن نشر موضوع جهاد النكاح الذي لفقته المخابرات السورية وكذّبه الشخص المنسوب اليه وثبّت تلفيقه (العريفي), من يقرأ مقالاتك يدرك انك في الواقع لديك افكار بعضها نبيل وبعضها الاخر محيّر جدا وخاصة دعمك اللا محدود لنظام طائفي مدعزم من ملالي ايران. وانحيازك الكبير ضد غالبية الشعب السوري واطلاق توصيفات غربية على الثوار مثل (ثوار الناتو) و(الارهابيين) مما تحفل به الصحف الغربية المصابة بالاسلاموفوبيا المزمنة. علما انه من الواضح لكل ذي عيان كيف ان الغرب لا يبالي اساسا بالشعب السوري والثوار بل بنظام الاسد حامي حدود اسرائيل

    ردحذف
    الردود
    1. اخي مصطفى
      أنا كنت آخر من نشر حول موضوع جهاد النكاح لأنه يدخل ضمن اختصاصاتي في متابعة تجارة الرقيق التي كتبت عنها ملفا كاملا في الغار. إذا كانت المخابرات السورية هي التي نشرت اخبار جهاد النكاح فلماذا اكد ذلك رئيس وزراء تونس ووزير الداخلية فيما بعد حين قالا أن فتيات تونسيات رجعن من سوريا حوامل ؟ كيف حكمت أن ادعم دعما لامحدود لنظام طائفي مدعوم من ملالي ايران؟ هل تعرف رأيي بالطائفية ؟ وهل قرأت رأيي بالحكام في سوريا والذي عبرت عنه اكثر من مرة؟ وهل انا فعلا ضد (غالبية الشعب السوري) أم ضد الأقلية الناشزة؟ وهل توصيفات (ثوار الناتو ) و(ثوار اسطنبول) و(ثوار موزة) متجنية ام أن ثواركم يأخذون الدعم فعلا من هؤلاء؟ وأين تجتمع قيادات هؤلاء الثوار؟ ومن اين تتسلح ومن اين تتمول؟ وهل ايران فقط من تساند نظام بشار الاسد أم هناك الصين وروسيا (وهما ابعد من يكونا انظمة طائفية ) هل تظن انك تخاطب مغفلين؟ الأمور واضحة وضوح الشمس ولا يمكنك ان تجملها بأي طريقة. كنت في اول الامر مع الثورة السورية حتى فقدت شرعيتها بالاستعانة بالغرب. ثم اسأل نفسك : هل هناك ثوار حقيقيون كل همهم هو تدمير بلادهم؟ وتدمير مؤسساتهم؟ ألم يفكروا انهم إذا جاءوا للحكم كيف سيحكمون بلدا مدمرا وبدون مؤسسات؟ ثم أين هم الثوار السوريون ؟ كل الذين نراهم شيشان ومغاربة وليبيون واوربيون وقوات خاصة وجبهة النصرة والقاعدة وكلها تنظيمات اقامها الغرب .

      حذف
    2. أيضا ، أخي مصطفى
      تقول (من يقرأ مقالاتك يدرك انك في الواقع لديك افكار بعضها نبيل وبعضها الاخر محيّر جدا)
      ما تصفه بكلمة (نبيل) هو كل ما تتفق معه في الرأي، أما (المحير) فهو ما لايوافقك. وهذه متلازمة نقع فيها جميعا ويبدو أن لاخلاص منها.

      حذف
    3. كثيراً ما يردد المتأسلمون مصطلح "النظام الطائفي في سوريا" ولا أفهم ماذا يقصدون بذلك. فرئيس الجمهورية علوي ونائبه ورئيس وزرائه ووزير دفاعه وغالبية الوزراء وقيادات الجيش والأمن من السنة. وفيهم المسيحيون بمختلف طوائفهم والدروز والله أعلم ماذا أيضاً. فما الذي يجعل النظام طائفياً؟ كون رئيسه ليس من طائفة معينة؟؟

      هل نستطيع أن نقول أن النظام السعودي طائفي لأنه يتكون من الوهابيين فقط؟ هل نقول أن النظام البحريني طائفي لأن الأقلية السنية تحكم الأغلبية؟ هل النظام الأردني أو الإماراتي أو القطري أو المصري أو المغربي أو السوداني إلخ... أنظمة طائفية لأنها تحكمها طائفة واحدة؟

      عيب أن يصدر هذا الكلام عن شخص يعتبر نفسه متعلماً إن لم يكن مثقفاً.
      وهل دعم إيران لسوريا سيء ودعم الغرب والصهيونية لمعظم أنظمة الحكم العربية أمر جيد يجب أن نقبله؟

      حذف
    4. اخي ابو هاشم
      انت لمست الجرح. نعم ان من مصطلحات الزمن الأسود الذي نعيشه (نظام طائفي) والمقصود به تحديدا (شيعي) وكأن الذي ينعت نفسه بأنه (سني) ليس طائفيا. وقد صادفت هذا المصطلح كثيرا، والواقع أن بعض المتثاقفيين يستخدمونه تجنبا للفظ (شيعي) باعتبار ان استخدام اللفظ الاخير قد يوقعهم في خانة (الطائفية) . يعني هي مسألة التحايل على اللغة. وواقع الحال أن كل من يصف نفسه وصفا (مذهبيا) هو (طائفي) سواء من هاي الصفحة او ذيج الصفحة . كل المذاهب الدينية هي خنادق سياسية ولا شيء آخر. كل من يتحدث باسم السنة او باسم الشيعة او اي طائفة اخرى هو شخص بعيد كل البعد عن الاسلام ، بل يسيء اليه اساءة بالغة، نرى نتائجها حولنا في كل مكان.

      حذف
    5. أختي عشتار

      الطائفية التي يستخدمها المتأسلمون هذه الأيام هي مجرد غطاء يبررون به تصرفاتهم، ولكي يظهر الأمر وكأن هناك صراع طائفي فعلاً وليس صراعاً سياسياً. ولو كان الأمر كما يدعون لما حارب الإسلاميون بكل تنظيماتهم النظام في العراق منذ استلام البعث للسلطة حتى الاحتلال. فصدام حسين والمقربون منه محسوبون على السنة وإن كان صدام حسين كما يعلم كل منصف غير طائفي.

      ألم تكن دول الخليج (السنية) التي مولت تدمير ليبيا وقتل القذافي وتمول اليوم الحرب في سوريا هي نفسها التي طالبت بفرض الحصار واستمراره على العراق؟ ألم تكن دول الخليج ذاتها هي القواعد التي انطلقت منها الهجمات ثم الاحتلال للعراق؟ فهل كان السبب طائفية النظام أيضاً، أم القرار الصهيوني بتدمير كل بلد عربي لا يقدم فروض الطاعة للصهيونية؟؟

      والحديث عن "غالبية الشعب السوري" يماثل الحديث عن "غالبية الشعب المصري"، في حين أن الإخوان وأتباع السعودية في كلا البلدين هم الأقلية وليسوا الأغلبية.

      وقد دأب الوهابيون ومن تبع ملتهم على اتهام كل من يعارضهم بمحاربة الإسلام وكأن أتباع ابن تيمية (الذي اعتبره فقهاء عصره من الحنفية والشافعية والمالكية خارجاً على الأمة) هم من يحددون من هو المسلم ومن هو غير المسلم. ولست أفهم كيف يمكن لأحد أن يتهمني، وأنا المسلم الذي يؤدي فرائض الله، بالأسلاموفوبيا. وهذا يذكرني باتهامي من قبل الصهاينة حيث أقيم، وأنا العربي، بمعاداة السامية. الهجوم خير دفاع كما يبدو وهو سلاح الضعيف الذي لا حجة له.

      مع التحية

      حذف
  5. انا لست من الاخوان المسلمين لابل انا اكرة عملية اشراك الدين بالسياسة ولاكني لاارى لماذا يوافق اي مناضل عربي يؤمن باحقية الشعب العربي في الاختيار وتقرير من هو الجدير بحكمة على الوقوف في وجه الاختيار المصري لمحمد مرسي والتمجيد لدكتاتورية الغباء العسكري بقيادة السيسي (مرسى صوت لة 53% من شعب مصر) في حين لم نسمع يوما بانتخابات عربية فاز فيها القادة الضرورة باقل من 99% من اصوات الناخبين .
    اليس من الاجدر بهؤلاء المناضلين والكتاب احترام رأي الاغلبية بدلا من التبجح بدعاوى غيبية سخيفة حول رؤئ المستقبل للشعوب الحية وخصوصا شعبنا العربي المصري.
    ولكل من يعلم ومن لايعلم فهانحن اليوم في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين ونحن اكثر تخلفا من اي عهد مضى كنتيجة حتمية لعدم استجابة المثقف العربي لاحترام تطلعات الشعب العربي للحرية والتطور الديمقراطي المتحضر لشعبنا العربي.

    ردحذف
    الردود
    1. اخي د. رائد
      لم تكن عملية انتخاب مرسي حرة، فهي جرت كالآتي:
      1- لا ادري كيف وضع مرس أمام شفيق (الذي كان يمثل نظام مبارك ) واعتقد ان ذلك جرى بطريقة مفتعلة من قبل المجلس العسكري. فمن ذهب الى الانتخاب كان امامه اما اختيار نظام مبارك او اختيار نظام رأى البعض انه شارك في الثورة ولو متأخرا. أنا من الناس الذين كنت ادعو الى مقاطعة الانتخاب بهذه الطريقة (الاختيار بين السي والاسوأ منه). وهكذا اضطر حتى من لا يؤمن بإشراك السياسة بالدين الى اختيار مرسي الذي لم يكن يعرفه أحد وقد شاع تعبير (عصرنا على أنفسنا ليمونة) اي اضطروا الى قبول السيء هربا من الاسوأ.
      2- تم تزييف وعي عموم الشعب الذي تغلب عليه الأمية بأن انتخاب مرسي هو انتخاب (الله ورسوله) كما فعلوا في العراق (انتخبوا الحسين وآل البيت) ومن لاينتخبه يذهب الى النار.
      3- الاحزاب العلمانية تقدمت الى الانتخابات متفرقة فتشتت الاصوات في حين أن الاحزاب الدينية وقفت وراء مرسي.
      4- نسبة 53% نسبة مراوغة، لايمكنك ان تقول (من شعب مصر) لأن شعب مصر تعداده 90 مليون فكأنك تريد أن تقول ان اكثر من نصف هؤلاء (اي حوالي 50 مليون) قد صوتوا له، في الواقع هي نسبة من يحق له التصويت وبما ان شعب مصر غالبيته اطفال وشباب دون سن التصويت واكثر القرويين لا يملكون حتى بطاقة هوية، فإن هذه نسبة من تقدم للانتخاب ومع تشتت الاصوات بين المرشحين اعتقد أن عدد من صوت لمرسي كان في حدود 12 مليون. في حين من خرج في 30 حزيران ضد مرسي كان في حدود 30 مليون.
      5- الصراع الان في مصر هو بين دكتاتورية دينية ودكتاتورية عسكرية فأيهما تفضل؟ أنا شخصيا لا ارى بأسا من دكتاتورية عسكرية ، فرنسا كانت في احسن حالاتها حين حكمها ديغول وامريكا ايضا حين حكمها ايزنهاور، ومصر حين حكمها جمال عبد الناصر.

      حذف
    2. الأخ الدكتور رائد
      التطور الديمقراطي الذي أشرت إليه هو سر مصيبتنا, لأننا ببساطة لم نمر بعد بمراحل هذا التطور وإنما نريد الطفر من الديكتاتورية المتسلطة (عسكرية, دينية, حزبية, عشائرية, طائفية) الى الديمقراطية السياسية المثالية مباشرة. لا المواطن العادي ولا السياسي ولا المثقف العربي يعي معنى الديمقراطية, لاننا لم نعشها, لم نناقشها, لم ندرسها , بل اقتبسناها من تجارب وأدبيات شعوب أخرى. تماما مثلما تبنينا الكثير من تكنلوجيا العالم دون أن نمر بمراحل تطويرها خطوة بخطوة كي يتم تأقلم مجتمعاتنا وفلسفاتنا معها. الامر الذي سبب لنا ما أسميه شيزوفرينيا الحضارة أو الثقافة. فنحن في حالة إنفصام ثقافي/حضاري في شخصيتنا. فمن جانب نتشبث بماضينا ونقدسه وندافع مستميتين عن كل عيوبه. حتى أن فينا من يريد إعادتنا إلى زمن الخلافة. ومن جانب آخر نريد تبني آخر ما توصلت اليه الحضارة بطفرة واحدة دون القبول بتبديل في مجتمعاتنا وطرق تفكيرنا.
      الديمقراطية يا سيدي ليست حكم الاغلبية (هكذا دون شروط). لأن ذلك يقودنا إلى حكم أغلبية دينية أو عرقية أو عشائرية. وهذا أمر يتعارض مع فكرة الديمقراطية. الأغلبية تعني الاغلبية السياسية. والاغلبية السياسية لايجوز لها أن تتخفى خلف دين أو عرق. هذا ما تحاول فعله الاحزاب الدينية عندما تلبس لباس السياسة وتتشدق بالديمقراطية.
      قبل أن نهرول مثل قطيع أغنام الى صناديق الاقتراع ونرفع سباباتنا المصبوغة بالأزرق بغباء متباهين بديمقراطيتنا الجديدة, علينا أولا أن نتعلم روح الحوار الديمقراطي ونناقش شكل الديمقراطية التي نريدها. وقبل ذلك يجب علينا القضاء على الامية وثقافة العمائم. طريق الديمقراطية أطول بكثير من المسافة بين دارنا وصندوق الاقتراع.

      تحياتي لك

      حذف
    3. أحسنت القول يا أمير المدمنين، ولكن لاحظ أن امريكا حين جاءتنا بالديمقراطية وهي تعلم أننا شعوب لا نعرف ولم نمر بالتربية الديمقراطية ، اختارت لنا المحاصصة والطائفية على أنها شكل الديمقراطية التي تريدها لنا. لم تنقل لنا ديمقراطيتها او اي ديمقراطية تربت عليها شعوب العالم الاول، وخدعتنا بأن الديمقراطية هي صندوق الانتخاب وينتهي الأمر.

      حذف
    4. أحسنت أخي أمير المدمنين.
      ومن قال إن الديمقراطية الغربية المزعومة تصلح لنا وهي لا تطبق حتى في الغرب الذي يريد فرضها علينا؟
      الديمقراطية التي تطبق في الغرب هي ليست حكم الأغلبية، بشرياً أو سياسياً، بل هي حكم النخبة (ELITE). وهذا يعني أن هناك مجموعة معينة من البشر في المجتمع تقود الآخرين لقناعتها بأنها متفوقة عقلياً وفكرياً على قيادة الآخرين، وأن الآخرين ليسوا سوى قطيع يقاد. والأمثلة على ذلك كثيرة، أبرزها أن الولايات المتحدة ما يزال يتناوب على حكمها حزبان فقط، ولن يستطيع أي تنظيم مهما كان أن يخترق هذا الاحتكار للسلطة.
      فأين كانت الديمقراطية حين خرج عشرات الملايين في أنحاء العالم معارضين لغزو العراق؟ أين كان حكم الشعب ورأيه؟ لماذا لم يعن رأي الشعب شيئاً للغرب؟

      ومنذ متى كان الإخوان المسلمون يؤمنون بالديمقراطية والانتخابات وهم نتاج تراث إسلامي قام منذ الحكم الأموي على التوريث دون الشورى؟؟

      حذف
    5. الأدهى من ذلك يا عزيزتي عشتار أن الأمريكان لم يكتفوا بإيهامنا بأن التعدد الطائفي والعرقي هو جوهر الديمقراطية, بل أوهمونا ايضا بأن الديمقراطية هي ثقافة الاختيار أو الاقتراع. وأنه مادام بإمكان المواطن الاختيار بين اخزاب متعددة, فإنه يمارس الديمقلراطية بأبهى صورها. وهذه مصيدة ذكية وخبيثة. لأن الديمقراطية ليست ثقافة الاقتراع أو حق الاختيار. الديمقراطية هي ثقافة القبول. القبول بوجود آراء وفلسفات متعددة, القبول بشروط اللعبة, القبول بالهزيمة وعدم اللجوء الى العنف. وإلا لو كانت الديمقراطية تعني حق الاختيار لكانت لجان القذافي الشعبية افضل من مارس الديمقراطية في العالم. فقد كانوا يختارون ممثليهم بحرية تامة. والامر ذاته ينطبق على حزب مبارك وحزب البعث. فكلاهما كان يختار قادة تنظيماته باقتراع حر لاغبار عليه. ولكن هل هذه ديمقراطية؟ بالطبع لا.
      في أمريكا, ورغم بؤس نظامها الديمقراطي, إلا أن الجميع متفق على أهمية مراسيم تسليم السلطة من الرئيس الخاسر الى الرئيس الفائز. هذه المراسيم يعلم الجميع بأنها تمثيلية, ولكنهم يدركون أهميتها كممارسة ديمقراطية تؤكد القبول بالهزيمة والانسحاب الى موقع المعارضة بروح ديمقراطية.
      ثقافة القبول هذه هي التي تفسر إستحالة التوفيق بين الحركات الدينية أو العرقية والنظام التعددي الديمقراطي. لأن لب فلسفتها وعماد تفكيرها يرتكز على رفض الآخر والايمان بأنها وحدها تمتلك الحقيقة ووحدها القادرة على قيادة المجتمع. وهذا ايضا ما يفسر لنا فشل الديمقراطية في بلدان العالم الثالث ونجاحها في اوربا, وفشل الديكتاتورية في أوربا ونجاحها في العالم الثالث. لأننا ببساطة شعوب تضع الولاء للدين والطائفة والعرق والقبيلة فوق الولاء للوطن. بينما لايعلوا على ولاء المواطن الاوربي لوطنه أي ولاء آخر. فامواطن الاوربي لايمتنع عن استخدام العنف ضد منافسيه السياسيين لانه جبان أو عديم الايمان, وإنما لقناعته أن العنف لايدمر خصومه السياسيين فقط, بل الوطن كله وبالتالي نفسه ايضا.

      تحياتي

      حذف
  6. لمزيد من التوضيح:

    1)عدد المصريين الذين لهم حق الإنتخاب: حوالي 50 مليون من اصل حوالي 85 مليون هم عدد سكان مصر (اي ان الذين لهم حق الإنتخاب يبلغون قرابة 60 في المائة).

    2) عدد الناخبين الذين ادلوا باصواتهم: حوالي 26 مليون اي 51% ممن لهم حق الإنتخاب او حوالي 30 % من السكان

    3)عدد الذين صوتوا لمرسي: 13,230,131 (51.7%)

    4)عدد الذين صوتوا لشفيق: 12,347,380 (48%)

    أي أن مرسي حصل على أصوات 15% من المصريين جميعاً!

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا ابو هاشم لتجشمك عناء البحث عن الارقام. وقد كان ردي عموميا ويدور حول نفس الفكرة، ولكني تكاسلت عن العودة الى الارقام ، باعتبار ان الكل يعلم ولا شك وقد تابع الانتخابات وعرف نتيجتها في حينها، ولكن يبدو أن بروباغندا الاخوان تصر على التمويه بذكر أن (اغلبية الشعب المصري) انتخبوه. وللعلم وكما بينت سابقا فإن الـ 15% التي ذكرتها انت وهي نسبة الاصوات التي حصل عليها مرسي، كانت في معظمها من المصريين الذين (عصروا على انفسهم ليمون) حتى لاينتخبوا شفيق وليس حبا في مرسي او من وراء مرسي.

      حذف