"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

28‏/9‏/2013

أين الخطأ؟ اخوان سنة وشيعة هذا الوطن مانبيعه.

غارعشتار
تعليق عشتار العراقية
طالما سمعنا هذا الشعار الرنان، وربما دمعت عيون بعض العاطفيين لدى سماعه باعتباره قمة التوحد في العراق. وهناك من دعى لما يسمى (صلاة موحدة) أيام الجمع، وكأن هذا هو أقصى المطلوب وأسمى هدف. وكل هذه خزعبلات باطل يراد بها حق. ومنذ متى يمكنك ان تنال حقا بالباطل؟
ماذا يعني (اخوان سنة وشيعة) ؟
 يعني ببساطة أنك تعترف وتقر وتبصم بالعشرة على التقسيم الاحتلالي لبلادك ولمجتمعك ولهويتك العربية، لأنهم لم يقسموا حسب المذاهب الدينية الا العرب الذين يشكلون 80% من شعب العراق، والذين يتكلمون اللغة العربية . الأكراد لم يقسموا الى سنة وشيعة ، ولم يقسم التركمان الى سنة وشيعة، الآن اختفت العروبة من الدستور الاحتلالي، وصار هناك جنس جديد اسمه شيعة وجنس آخر اسمه سنة، قالوا ان جنس الشيعة 60%  وجنس السنة يادوب 15-20% في حين ان الأكراد يشكلون ربع السكان (اكثر من جنس السنة) وهم يتلاعبون في الهيمنة (الرئاسة والخارجية  ورئاسة الاركان ومناصب المحافظين في المناطق المتنازع عليها) بإشعال أوار الحرب الطائفية بين جنس الشيعة وجنس السنة، ويفرضون لغتهم كلغة رسمية الى جانب العربية في كل الوثائق ومنها الجوازات في عملية خرقاء سخيفة لم تحدث في أي من بلاد العالم.
تذكرون أني وقفت اتفرج لما سمي (ثورات وانتفاضات في العراق) لأنها كانت ببساطة حركات طائفية بامتياز ، السنة ينتفضون بسبب تهميشهم !! وقلت لكم مرارا .. هذه ليست ثورات ولن تحدث ثورة حقيقية قبل عشرين سنة من الآن، حتى ينهض عراقي من رماد التشرذم الطائفي هذا.
كنت انتقد استخدام ألفاظ طائفية في وصف مظاهرات ساحة التحرير في بغداد ثم الاحتشادات في (الانبار وصلاح الدين وغيرها من المناطق التي يقال عنها - سنية). وربما اتهمت بأني اثبط واحبط المجهود (الثوري). ودافع البعض من أن واقع الحال في العراق اصبح طائفيا وينبغي ان نلعب هذه اللعبة الطائفية، وكنت ارى أن اللعب بنفس شروط الاحتلال ليس ثورة.
مؤخرا، وجدت  ابتعادا عن استخدام الألفاظ الطائفية (استخدم كلمة طائفية بمعناها الحقيقي وليس بمعنى استخدام من يعتبر نفسه سنيا لوصف حكومة المالكي باعتبار ان الطائفية = الشيعية. في حين ان الطائفي هو كل من يقبل على نفسه ان تكون هويته المذهبية أو الدينية أو العرقية مقدمة على عراقيته)، ولكن هذا الابتعاد المحمود (التكتيكي) يفضحه أن اصحاب العمائم (السوداء والبيضاء) هم الذين يتصدرون المشاهد وهم الذين يتحدثون عن نبذ (الطائفية)!!! مع أن ارتداء ملابس دينية معينة تعكس مذهبك وتصدر المسرح السياسي هو قمة الطائفية.
نعود الى (ثوار) العراق الطائفيين، إليكم بيان وصلني من (حركة تحرير الجنوب) التي يرأسها عوض العبدان وكنت قد كتبت فيه جنجلوتية هنا
البيان تعرفه من عنوانه (سنة وشيعة العراق يعلنون توحدهم). ارجوكم اقرأوا البيان كلمة كلمة ، وانظروا الكلمة الوحيدة المفقودة التي لم يذكرها البيان ولا مرة:
سنة وشيعة العراق يعلنون التوحد في وجه إرهاب المالكي عقب الكشف عن تورط قيادات في وزارة الداخلية بالتفجيرات الدموية التي ضربت المدن العراقية
اشتعل نار الغضب الشعبي في العراق ضد نوري المالكي وحكومته بعد الكشف عن تورط جهات في وزارة الداخلية العراقية بالأحداث الدموية والتفجيرات التي هزت العديد من المدن العراقية مؤخرا وراح ضحيتها آلاف الأبرياء ، فما هي إلا ساعات عقب كشف وكالة الأخبار العراقية " واع " عن ما تسرب من معلومات حول محاولة نوري المالكي تنفيذ عملية اغتيال بحق مقتدى الصدر وتوريط السنة بهذه الحادثة لإشعال الحرب الأهلية في العراق إلا وان تم الكشف عن تورط قيادات في وزارة الداخلية العراقية بمسلسل التفجيرات الدامية التي هزت كافة المدن العراقية وحصدت آلاف الضحايا الأبرياء من سنه وشيعة العراق ، وعقب الإعلان عن هذا الخبر قام الآلاف من أهالي مدينة الصدر الغاضبون بإغلاق كافة الدوائر الحكومية في المدينة وطرد نواب التحالف الوطني ، مطالبين الأجهزة الأمنية تسليم القيادات الأمنية التي تلطخت أيديها بدماء العراقيين للقضاء ورحيل نوري المالكي وحكومته التي قتلت وجوعت أبناء الشعب العراقي .
ويبدوا أن الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة المالكي بدلا من تصنع الأمن في العراق وتتكفل بحماية المواطنين العراقيين ، أصبحت مصدر قلق وخطر امني للعراقيين ، فتورط الأجهزة الأمنية وقيادتها بقتل المواطنين وإرهابهم من خلال التفجيرات والاغتيالات يضع عدة تساؤلات حول شرعية حكومة المالكي ولصالح من تنفذ عمليات الاغتيال والتصفية بحق المواطنين العراقيين ، وهي نقطة استدراك لكل أطياف الشعب العراقي من سنه وشيعه وأكراد ومسلمين ومسيحيين ، لا مكان اليوم للفرقة ، لان الكل ضحايا لهذا العميل الفارسي وحكومته ، ويجب أن تتوحد الرؤية والهدف لإنقاذ عراقنا وشعبنا من هذا المستنقع الخطير ، وان يتوحد الشعب العراقي في وجه إرهاب المالكي وحكومته (انتهى البيان)
++
طبعا الكلمة الوحيدة المفقودة هي (العرب) وتتوضح خاصة في الجملة الأخيرة (التي لونتها بالأصفر) (نقطة  استدراك لكل أطياف الشعب العراقي من سنة وشيعة وأكراد ومسلمين ومسيحيين، لا مكان اليوم للفرقة).
انظروا كيف وضع المعادلة :
سنة وشيعة وأكراد (يقصد أن يقول عربا واكرادا كما كنا نقولها سابقا ودائما)
مسلمين ومسيحيين (هذه صحيحة للمقارنة بين ديانتين)
إذن الأكراد أمامهم (سنة وشيعة) وليس عربا!! هل رأيتم حجم المؤامرة؟؟
++
هذه لغة الاستعمار وليست لغة ثورة تحرير!!
++
ملاحظة: لئلا يقال أني اهتم باللغة على الأحداث، أنا أول من قال لكم منذ سنوات ان من يقتل في مناطق (السنة) هم السنة، ومن يقتل في مناطق (الشيعة) هم الشيعة، لأن فرق الموت لا دين ولامذهب لها. فهذه الأخبار تعتبر بايتة بالنسبة لما توصلت اليه مبكرا.

هناك 4 تعليقات:

  1. (سنّه وشيعه) أصبح واقعا مفروضاً على الشعب العراقي بعد الإحتلال وأنا أعتقد أن ما كتبته حركة تحرير الجنوب ليس تكريساً للطائفية بل لتغيير هذا الواقع المؤلم الذي آل اليه العراق وقس على ذلك الشعارات انما هي تنديد بالطائفية ودعوة لنبذ الاقتتال ولمّ شمل البيت العراقي.

    ردحذف
    الردود
    1. هذه هي الجملة التي اسمعها من المدافعين عن بقاء الوضع على ماهو عليه (اصبح واقعا مفروضا) كيف يكون واقعا ما جاء بإرادة المحتل؟ أين روح المقاومة والتحدي إذن؟ إن استخدام لغة المحتل هي اول درجة على سلم تسليم العقل ثم الارض للغزاة. القضية مثل أن يفشل ابنك في الدراسة فتظل تصفه بالغبي .. غبي غبي .. بعدها يرسخ في نفسه انه غبي فعلا ولا نجاة له من ذلك الغباء. أن ترضى بما وصفك به الاحتلال يعني انه لاطريق للنجاة بعد ذلك. من قال أن العرب في العراق هم (سنة وشيعة) ؟ الا يحتمل ان يكون العربي مسيحيا او يهوديا أو حتى ملحدا؟ وهل سنة وشيعة اصبحت قومية؟ أو عرقا؟ أين كلمة العرب؟ هل تتكلمون العربية أم تتكلمون لغة اخرى؟ هل سنة وشيعة عرب أم هنود؟ وهل كان في الدين الاسلامي ايام الرسول سنة وشيعة؟ ومن اخترع هذه التسميات في الأصل؟ وهل هناك شعب في العالم اسمه شعب سني أوشعب شيعي؟ وهل من المفروض أن ينقسم اي شعب يعيش على ارض واحدة وله تاريخ واحد وتراث واحد ألى طوائف وملل ونحل وتسميات وهويات مختلفة؟ كيف نرضى بأن يفرض علينا مثل هذا الواقع؟ وكيف نردد نفس التسميات إذا اردنا محاربة هذا الواقع؟

      حذف
  2. الاحتلال هو صاحب المشروع الطائفي وتمكن بنجاح تام من انتقاء العناصر المسوقة والمنفذة لهذا المشروع وهؤلاء نجحوا الى حد ما في تفكيك اللحمة الوطنية والدفع الى الاصطفافات على اسس طائفية تدعمها منابر هذا الطرف او ذاك واسسوا لمفاهيم دخيلة على الخطاب السياسي والثقافي العربي بل ومرفوضة جملة وتفصيلا لكنهم فرضوها على عامة الناس ممن لم يتوفروا على القدر المناسب من التعليم والخبرة ضمانا لبقائهم في مراكز السلطة والنفوذ مع اليقين التام انهم سيفقدون تلك المكاسب في حالة فقدان تاثير تلك المفاهيم والثقافات الدخيلة في عقول الناس الذين اصبحوا منجذبين الى الطائفة اتقاء لشرور الطائفة المقابلة رغم رفض الغالبية العظمى منهم لهذا الواقع ... لااحد ينكر الهوس الطائفي المتحكم بالرموز المتصدرة للمشهد السياسي كونه السلاح الامضى للبقاء وما تحت اياديها من موارد تسخرها باتجاه الشحن والاصطفاف الطائفي لكن المجتمع العراقي بحاجة ماسة الى جهة تمتلك القدرة والوعي التام بالواقع وتخاطب الناس بطريقة تبتعد عن الشعارات والحماسيات والتثوير الفارغ الغير مكتمل العناصر ، طريقة تستنهض فيهم روح المواطنة ونبذ المفاهيم الدخيلة التي ترفضها الانسانية والعروبة وترفضها الاديان ، طريقة تعتمد العلم في قراءة الواقع كما هو وليس كما نتمنى او نتصور والمباشرة في احتوائه ووضع الخطط المدروسة بعناية فائقة لمخاطبة الناس وتوعيتهم وتغيير اتجاهاتهم نحو الوجهة العراقية العربية الصحيحة ، والله اعلم .

    ردحذف
    الردود
    1. لن تجد تلك الجهة التي تمتلك القدرة والوعي الآن في العراق. انتظر جيلا جديدا بعد 20-30 سنة.

      حذف