"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

5‏/9‏/2013

إنفراد: إنبوب النفط الذي رفضه صدام حسين وتنفذه حكومة الاحتلال

غارعشتار
كل المشاريع النفطية التي أرادتها الولايات المتحدة من عملية تدمير العراق، تنفذها الآن حكومة الإحتلال. آخرها ماجاء في هذا الخبر الذي نشر أمس 4 ايلول 2013:
بقلم جون لي
ترجمة : عشتار العراقية
نشرت وول ستريت جورنال وكذلك رويترز أن العراق اختار قائمة تصفية تدرج 12 شركة دولية لبناء انبوب تصدير نفط بقيمة 18 بليون دولار الى الاردن . وقد اختارت وزارة النفط العراقية هذه الشركات من قائمة تحوي اكثر من 80 شركة دولية ، والتي قدمت مؤهلاتها لبناء جزء من انبوب نفط طوله 1080 ميل من البصرة الى ميناء العقبة الاردني على البحر الأحمر. الشركات في قائمة التصفية هي :
لوكويل (روسية)
شركة النفط الوطنية الصينية
شركة ماروبيني (اليابان)
شركة متسوي (اليابان)
شركة تويوتا تسوشو (اليابان)
شركة بنج لويد (الهند) بالشراكة مع شركة ماس جلوبال الدولية (العراق)
سابيم (ايطاليا)
 شركة جدايو الدولية (كوريا الجنوبية)
شركة المقاولين المتحدين (اليونان(
شركة بيتروفاك (بريطانيا) بالشراكة مع شركة ستروي جاز للاستشارات (روسيا)
شركة جو جواز (الهند) مع شركة لارسين وتوبرو (الهند) وشركة فيوس كابتال (دبي)
اوراسكوم (مصر) بالشراكة مع شركة بتروجيت (مصر)

 من المفهوم أن شركة مشاريع النفط الحكومية سوف تدعو هذه الشركات لاستلام شروط المناقصة ثم تقدم عروضها في حدود تشرين الثاني او كانون الاول.
   وقد وقع العراق والاردن اتفاقية مبدئية في نيسان لبناء جزء الانبوب الذي سوف يمتد من محطة الضخ في حديثة في غرب العراق الى العقبة. بقية الانبوب والذي يتمد  لمسافة 680 كم سوف يوصل محطة ضخ في البصرة الى المحطة في حديثة وسوف تقوم وزارة النفط العراقية ببنائه وتمويله.
يأمل العراق بهذا الانبوب ان يكون اقل اعتمادا على محطات تصدير الخليج العربي ليكون طريقا بديلا في حالة قامت ايران باغلاق مضيق هرمز.
 وهناك جزء ثالث من الانبوب يمتد الى ميناء بانياس السوري على البحر الابيض فقد تم تأجيله بسبب الصراع في سوريا. وقدرة الانبوب ستكون 1.25 برميل في اليوم. (المصدر)
++
ترجمة وتحقيق عشتار العراقية
في 1983 كانت شركة بكتل Bechtel الأمريكية قد عرضت على الرئيس صدام حسين بناء الإنبوب، لكنه رفض، وربما يكون رفضه هو سبب حرب تدمير العراق، خاصة إذا عرفنا أن شركة بكتل هي من أوائل الدول التي دخلت العراق بعد الإحتلال.
تم كشف القصة المثيرة التي تحفل بالأسرار في يوم احتلال بغداد في 9 نيسان 2003 (هنا) بقلم ديفد لندورف ، وكنت قد ترجمتها في موقع (دورية العراق) الذي أقيم قبل احتلال العراق بعدة أشهر (ولم يعد الآن على الانترنيت)، وأعدت الاشارة الى التقرير باختصار في (غار عشتار) هنا في 2009،  ولكني اوردت الموضوع ضمن ملف عن التعليم في العراق تحت الاحتلال (وضمن الحديث عن شركة بكتل). وأعيد نشره هنا لارتباطه بالموضوع أعلاه. ولمن لم يقرأه من قبل، أعدكم انه ملف يحوي الكثير من الأسرار التي لايمكنكم تخيلها.
++
لشركة بكتل علاقة وثيقة بالمخابرات المركزية الامريكية وبكل الادارات الأمريكية وقد ساعدت الشركة المخابرات في الاطاحة بحكومات لا تناسب توجهاتها المصالح الأمريكية ، وفي المقابل تساعدها المخابرات في الحصول على عقود بدون منافسة مع الحكومات العميلة الجديدة . على سبيل المثال ، ساهمت بكتل في جمع المعلومات التي ساعدت على تنفيذ المخابرات الامريكية للانقلاب على مصدق في ايران عام 1953 وعلى سوكارنو في اندونيسيا . ومن قائمة الباب الدوار في بكتل مايلي:
- كاسبر واينبرغر وزير دفاع ريغان – كان كبير مستشاري شركة بكتل
- جورج شولتز وزير خارجية ريغان – كان رئيس شركة بكتل
- كنيث ديفز نائب رئيس سابق للتطوير النووي ونائب وزير الطاقة في عهد ريغان ورئيس مفوضية الطاقة الذرية – عضو مجلس ادارة بكتل حاليا
- وليام كيسي رئيس مفوضية الامن تحت نيكسون ورئيس بنك التصدير والاستيراد تحت فورد ورئيس حملة انتخاب ريغان ورئيس السي آي أي تحت ريغان – كان مستشارا في بكتل.
- ريتشارد هيلم مدير السي آي أي تحت نكسون – اصبح مستشارا في بكتل
- روبرت هولنغسورث مدير عام الطاقة الذرية تحت نكسون – مدير خدمات الافراد في بكتل
- بيرتر فلانغان المستشار السياسي للبيت الابيض تحت نكسون - شريك في مؤسسة ديلون ريد وشركاهما للاستثمارات وهي احدى فروع بكتل.
- وليام سايمون وزير الخزانة في عهد نكسون – مستشار في بكتل
- دونالد رامسفيلد وزير الدفاع اثناء الغزو والاحتلال – ذهب في الثمانينات مندوبا عن بكتل لمقابلة الرئيس صدام حسين
- دانيال تشاو في الهيئة الاستشارية لبنك التصدير والاستيراد الامريكي - نائب رئيس بكتل
- جاك شيهان عضو مجموعة استشارية للبنتاغون تسمى (هيئة السياسة الدفاعية) واعضاؤها يرشحون مباشرة من وزير الدفاع – نائب رئيس بكتل
- اندرو ناتسيوس (مدير USAID) كان مشرفا على مشاريع بكتل سابقا.
وقائمة لاتنتهي من اصدقاء بكتل في الادارات الامريكية واصبحوا بعدها موظفين فيها . والكثير ممن عمل في مفوضية الطاقة الذرية عملوا في بكتل بحيث لا يمكن القول من اين يبدأ القطاع العام واين ينتهي القطاع الخاص.
وللدلالة على هذا اليكم مثالا أخر : عين جورج بوش رايلي بكتل رئيس مجلس ادارة شركة بكتل، رئيسا لمجلس التصدير الرئاسي وهي لجنة استشارية للرئيس بوش في قضايا التجارة الدولية ، بعد تعيينه مباشرة أعلن بوش عن خطته لإقامة منطقة حرة أمريكية في الشرق الأوسط.
قصة شركة بكتل مع الرئيس صدام حسين 
في الفترة مابين 1983 و 1988 قامت ادارة ريغان وبكتل (من خلال وزير الخارجية جورج شولتز الذي بعث دونالد رامسفيلد مرتين الى العراق) بالضغط الشديد على صدام حسين لقبول خط انابيب تنشئه بكتل من العراق الى خليج العقبة في الاردن.
حين ابدى صدام حسين مخاوفه من تعرض الانبوب المقترح الى تخريب (اسرائيلي). جاءت بكتل بشريك هو بروس رابوبورت وهو مدير سويسري له علاقات مع (اسرائيل). وحاول ان يحصل على وعد من (اسرائيل) بعدم التعرض للانبوب ، قام رابوبورت بالاستعانة بمحام هو روبرت والاش ولديه علاقات وثيقة مع السيد ميس المدعي العام الامريكي حينذاك. فيما بعد كتب والاش مذكرة الى ميس يقول فيها ان بعض ريع الانبوب سوف يذهب الى حزب العمل الحاكم في (اسرائيل).
فيما بعد تم التحقيق من قبل محقق خاص في تورط السيد ميس كجزء من تحقيق عام في مجمل أفعال السيد ميس، وقد اضطر الى الاستقالة على اثرها.
رامسفيلد في اول زيارة الى بغداد 20 كانون اول 1983
كان رامسفيلد قد ذهب الى بغداد في كانون اول 1983 لمقابلة الرئيس صدام حسين باعتباره مبعوث الرئيس الامريكي للسلام في الشرق الاوسط، ولكنه في الحقيقة كان يريد بحث موضوع انبوب بكتل. وقد افرج مؤخرا عن برقية سرية في وزارة الخارجية وحصل عليها معهد الدراسات السياسية في واشنطن قد فصلت اللقاء في بغداد بين رامسفيلد والرئيس العراقي.
حين رفض صدام حسين بسبب (اسرائيل) ، رأس جورج شولتز (رئيس بكتل سابقا والمستشار فيها حاليا ) لجنة تحرير العراق. وكانت بكتل اول من دخل العراق واستلم عقودا لاعادة بناء الدمار . (انظر المشاركين في لجنة تحرير العراق)
في 16 نيسان 2003 استلمت بكتل اول واكبر عقود اعادة الاعمار في العراق ويساوي 20 بليون دولار ويتضمن اعادة بناء مادمروه من بنى تحتية من الكهرباء الى المجاري الى المدارس.
 دعونا نتأمل التالي: هل كان رفض صدام حسين لانشاء انبوب النفط هو سبب الإطاحة به؟ بعدها ومنذ 1988 اصبح العراق واحدا من (محور الشر) ، واقيم عليه حصار بدأ منذ ذلك العام، ودفعت الكويت لمضايقة العراق اقتصاديا ، و لم تمض سنتان حتى كانت الحرب الأولى والدمار الأول والحصار الشامل ثم الغزو والاحتلال ودخول بكتل منتصرة الى العراق مرة اخرى. ونسأل السؤال المحتم : ياترى لو كان صدام حسين قد وافق على إنشاء انبوب بكتل، هل كانت امريكا ستفكر في (تحرير العراق) ؟ وأيضا يجرنا هذا الى السؤال: ولو كانت طالبان وافقت على انشاء انبوب يونوكال ، هل كانت أمريكا ستفكر في (تحرير افغانستان) ؟
للطرافة: انظروا ماذا نشرت الصحف الامريكية ونقلت عنهم جريدة الشرق الأوسط عن سبب زيارة رامسفيلد تلك ولقائه مع صدام حسين، اخفاءا للسبب الحقيقي.(هنا)
++
إذن مالم تستطع شركة بكتل تحقيقه أيام صدام حسين، ينفذ نفس المشروع الآن (ولو بدون شركة بكتل) ولكن وصول الانبوب الى العقبة، يعني أن (اسرائيل) داخلة على الخط.

هناك 7 تعليقات:

  1. امريكا تدخل كل لعبةفي الشرق الأوسط بوجهها القبيح السافر لانها بكل ثقة تملك الدعاية والمال والترسانة العسكرية وبالتعاون ومجموعة الخليج الدافعة وانظمة الانبطاح العربي الاخرى وجامعة الذل العربي وبالتالي فتم كشف المستور او لا فان العرب لايقرؤن التاريخ ولا يتعضون من تجارب الشعوب ومايحدث في سوريا الان خير دليل على جهل العرب المطبق وجهالتهم

    ردحذف
  2. المصالح الاقتصادية هي الغرض الاوحد لكل حروب امريكا ، واعتقد ان محطة (T1) هي المقصودة في التقرير كمحطة ضخ غرب العراق ولكنها تبعد عن مدينة حديثة بحوالي 40 كم في الجهة المقابلة لها باتجاه الحدود العراقية السورية من جهة القائم ، ومنها يجري تصدير النفط الخام الى الاردن وسوريا

    ردحذف
  3. أعتقد أن العامل الاقتصادي في تدمير العراق واضح وجلي. وهو الذي استعدى الشركات النفطية صاحبة النفوذ عليه، نظرا لاستقلال القرار السياسي العراقي. والعامل الآخر هو جدية العراق في خلق دولة حديثة و نموذج عربي يواجه هذا النفوذ. وثالثا هو تصميم العراق على بناء دولة قوية مصممة على هزيمة الكيان الصهيوني ودحره بشكل نهائي.

    ردحذف
  4. هناك شيء احب ان اقوله ولااعرف هل هو صحيح ام لا وهو لماذا يبني العراق الخط الممتد من البصرة الى حديثة بطول 680 كم والعراق اساسا يملك انبوب يمتد على نفس هذه المنطقة الا وهو الخط الاستراتيجي الذي تم بنائه في السبعينات الا يمكن الاستفادة من هذا الخط واعادة احيائه بدلا من بناء خط جديد يكلف العراق المليارات من الدولارات .اتمنى منك اخت عشتار التاكد من معلوماتي ان كانت صح ام غلط.

    ردحذف
    الردود
    1. هذا الانبوب انتهى من الناحية العملية وتآكلت معظم اجزائه وبنت وزارة النفط خطين آخرين غيره واحد منهم قد يربط بهذا المشروع الجديد ان نفذ

      حذف
  5. اخي غير معرف
    الذي اعرفه انه كان للعراق خطان واحد يمتد الى سوريا وينتهي عند البحر المتوسط وهذا قطعته سوريا اثناء الحرب مع ايران واعيد استخدامه اثناء اعوام الحصار ولكنه الان متوقف بسبب الاوضاع في سوريا. والخط الاخر كان يمتد عبر السعودية وينتهي في البحر الاحمر ولكن السعودية استولت عليه بعد حرب الكويت. فإذا اراد العراق استخدامه عليه تحسين علاقاته مع السعودية ثم بالنسبة لخط سوريا ينبغي ان تكون الاوضاع هادئة اولا. على العموم لو أن هناك قارئا يعرف معلومات اكثر ياريت يرفدنا بها.

    ردحذف
  6. استاذي العزيز انا ممتن لنشر مثل هكذا اخبار ولكن دعنا نناقش الموضوع بشفافية نحن نعرف بان صدام خسر كل اوراقة بعد غزو الكويت فكان من الاجدر به ان يستخدم مثل هذه الورقة على الاقل للنشر فقط (انا عراقي) او حتى لغرض دعم معنوية المقربين منه فقط0 مع الاتحية0

    ردحذف