"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

10‏/8‏/2013

الحل في العراق: إعادة الإحتلال العسكري؟

كاتب هذا التقرير في واشنطن بوست قد يكون من بنغلادش او باكستان او الهند، لأنه في كل تعريفاته بنفسه يتبرأ من شرقيته ويذكر ارتباطاته الأمريكية فقط، اسمه أشيش كومار سن، وعلى الأكثر هو من  الهند لأنه في مدونته هنا اكثر المواضيع لديه هي تلك المكتوبة عن الهند. في هذا التقرير الذي يبشر فيه بإعادة ارسال القوات الأمريكية الى العراق (وكأنهم خرجوا اصلا من العراق) يخلط الحابل، فأكثر ما اعتبره حقائق، لا تأخذوه مأخذ الجد، حيث انه  استند الى أقوال  المحللين (الاستراتيجيين) اليهود المتصهينين في المراكز البحثية الأمريكية فقط. ولكن من الضروري معرفة ماذا يفكرون.

بقلم: أشيش كومار سن
ترجمة : عشتار العراقية
اصل التقرير هنا
الأمن في العراق ينحدر بسرعة مخيفة وارهابيو القاعدة هناك لا يحركون الخيوط فقط وانما يشعلون فيها النار.
اكثر من 1000 عراقي قتلوا في التفجيرات واطلاق النيران في الشهر الماضي.مما جعل شهر تموز اكثر الاشهر فتكا منذ ان وصل العنف بين السنة والشيعة ذروته من 2006-2008، كما قالت الامم المتحدة
في يوم الخميس اقتحم مسلحون منزل ضابط شرطة في تكريت وقتلوه وزوجته و3 اطفال. ثم حين تقدم الجيران من المنزل فيما بعد انفجرت سيارة مفخخة وقتلت 8 اشخاص - وهو تكتيك تتبعه القاعدة رغم ان الجماعة الارهابية لم تعلن مسؤوليتها عن الهجوم.
في الاسبوع الماضي وحده قتل او فجر اكثر من 85 عراقيا.
يقول انطوني كوردسمان وهو محلل عسكري في مركز الدراسات الستراتيجية والدولية:"اننا بالتأكيد نرى تصاعدا للقاعدة في العراق" وقد قالت وجسيكا لويز مديرة البحوث في معهد دراسات الحرب في تقرير اخير لها ان القاعدة في العراق "تضع شروط المعركة في العراق الان لأول مرة منذ 2006"
وانحدار العراق نحو الفوضى بدأ بعد انسحاب القوات الامريكية في 2011 وكانت تلك القوات تؤمن البلاد بعد انفجار العنف الطائفي.
القاعدة في العراق ومعظم عناصرها من المتطرفين السنة ادعت مسؤوليتها عن عشرات من الهجمات القاتلة في جهودها الجارية منذ فترة طويلة لزعزعة حكومة نوري المالكي الشيعية. وتمردها هو جزء من موجة بزوغ الجماعات المرتبطة بالشبكة الارهابية في البلدان العربية مؤخرا.
هذا الاسبوع كانت السفارة الامريكية في العراق والقنصليتان في البصرة واربيل من بين عشرات من المرافق الدبلوماسية الامريكية التي اغلقت ابوابها في الشرق  الاوسط واسيا وافريقيا تحسبا لهجمات ارهابية وشيكة . وقد عادت المرافق في العراق الى فتح ابوابها يوم الاثنين.
يقول كنيث كاتزمان محلل شؤون الشرق الاوسط في جهاز البحوث في الكونغرس (إن الثورة السنية المتصاعدة في العراق قد اشعلت تمرد القاعدة في العراق اضافة الى حقيقة ان الولايات المتحدة ليست موجودة هناك لتقديم المعلومات الاستخباراتية او دعم القوات الامنية او استمرار تدريب في مستويات المهارة" (كل كلامه كذب : لأن هناك استخبارات وهناك تدريب وهناك دعم)
اقتحام السجن
الحالة الامنية المتدهورة في العراق لا تفاجيء مراقبي ومحللي الشرق الاوسط، فالجنرال المتقاعد ديفد بترايوس حين كان قائدا للعمليات في العراق توقع مثل هذا التدهور حين شهد في الكونغرس في ايلول 2007 قائلا "إن انسحابا قبل موعده لقواتنا سوف تكون له نتائج كارثية"
كما قال في شهادته بأن" انسحابا سريعا سوف ينتج عنه تدهور سريع في المبادرات الامنية المحلية، وسوف تستعيد القاعدة في العراق ما خسرته من وجود على الارض وحرية المناورة وسوف يحدث زيادة في العنف والمزيد من التشريد الطائفي العرقي و تدفق اللاجئين وتحالف المصالح بين المجاميع العراقية والقوات الخارجية لهزيمة خصومهم وتفاقم التحديات الإقليمية خاصة فيما يتعلق بإيران. "
وقد انسحبت القوات الامريكية بسرعة من العراق في كانون اول 2011 بعد ان فشلت بغداد وواشنطن في التوصل الى اتفاق حول الوضع القانوني للقوات الامريكية في البلاد.
يقول السيد كاتزمان ان برامج  المساعدة الامنية المشتركة توقفت فيما بعد لأن الحكومة العراقية لم تكن راغبة في تلبية اي من الشروط الامريكية لاستمرارها.
"ظن العراقيون انهم يستطيعون تحقيق الامن وحدهم وانهم لا يحتاجون الرعاية الامريكية بعد الان"
في هذه الاثناء تصاعد مستوى العنف منذ كانون الثاني.
في 23 نيسان  قتلت قوات الامن في مدينة الحويجة في شمال العراق ، عشرات من السنة المحتجين على سياسات المالكي المرتبطة بحكومة الولي الفقيه في ايران ، وقد ادى ذلك القتل الى اطلاق شرارة التجنيد في صفوف القاعدة.
كما امتلأت صفوف القاعدة في العراق بما يقدر بـ 800 مقاتل بضمنهم قادة ارهابيون محكومون بالاعدام هربوا من سجن ابي غريب غرب بغداد في 21 تموز. وكان بين المسلحين الذين حرروا السجناء انتحاريون.
يقول كاتزمان " اقتحام السجن كان ضربة قاصمة، لاتؤكد فقط ان للقاعدة عناصر كثيرة كافية وانما ان لديها القدرة على التدريب والتخطيط والتحرك بدون اكتشافها واستخدام السلاح. انه مثال خطير جدا على امتلاك القاعدة الان لحرية الحركة اكثر مما كانت اثناء الوجود العسكري الامريكي في العراق"
لقد جعل قائد القاعدة في العراق ابو بكر البغدادي من اولوياته انقاذ المقاتلين المعتقلين في حملته (تحطيم الأسوار) التي اعلنها في خطاب له على الانترنيت قبل عام. كما انه تعهد أن تستعيد جماعته السيطرة على الارض في العراق حسب (معهد دراسات الحرب)

عودة القوات الامريكية ؟
من بين نفوس العراق البالغة 32 مليون هناك حوالي 60% شيعة و 32 % سنة (مرة اخرى يكذبون بطريقة ملتوية: متناسين ان الاكراد والتركمان سنة ايضا) والبقية مسيحيون او من اديان اخرى.
ومن شهادة بترايوس في 2007 (المصدر الرئيسي للصراع في العراق هو المنافسة بين المجتمعات  العرقية والطائفية من اجل السلطة والموارد. وهذه المنافسة سوف تستمر ولكن حلها هو مفتاح استقرار طويل المدى في العراق الجديد. السؤال هو هل تستمر المناقسة بعنف اكبر او اقل) (من الذين خلق هذا الصراع بالدستور الطائفي وبالمحاصصة ؟)
وكانت زيادة القوات في 2007 قد قللت من تدهور الأمن بسبب التوترات الطائفية وفي وقت انسحاب القوات الامريكية في 2011 كانت القاعدة قد تلقت ضربات كبيرة.
ويقول كوردسمان (كان مؤسس الجماعة ابو مصعب الزرقاوي الاردني منافسا لاسامة بن لادن خلال الحرب في افغانستان ولكن "اصبح من المناسب سياسيا الانضواء تحت رايته" وقد قتل الزرقاوي في ضربة جوية امريكية في 7 حزيران 2006.
"لقد رأيتم القاعدة في العراق تستوعب عناصر لاعلاقة لها تقريبا بايديولوجية بن لادن. لقد كانوا معارضون سنة للشيعة والكرد في العراق. وقد تواصلوا ووثقوا العلاقات مع حركات مماثلة في سوريا، ولكن ليس هناك شك في أنها مازالت تستخدم اسم القاعدة. مازالت جماعة متطرفة ومستوى العنف يتزايد باستمرار "
لقد وحدت القاعدة في العراق قواها مع جبهة النصرة في سوريا وهي جماعة صنفتها الولايات المتحدة على انها ارهابية، للقتال للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.
وقد أشار تحليل لشركة الاستشارات الامنية سوفان جروب  Soufan Group الى أن "مكاسب التدخل الامريكي في العراق يمكن ان يهدد ويتحول العراق الى ملاذ جديد آمن للقاعدة" إذا اعادت القاعدة اشعال الصراع الطائفي وزعزعت حكومة المالكي"
ويقول التحليل ان عودة الحرب الطائفية السنية الشيعية في العراق سوف تؤثر بشكل مهم على تراث السياسة الخارجية لادارة اوباما.
ويمكن للعنف ان يعيد القوات الامريكية الى العراق.
وقد اوصى الجنرال مارتن دمبسي رئيس هيئة الاركان المشتركة بارسال مدربين عسكريين امريكان لمساعدة بناء القدرات العسكرية العراقية.
ولكن ماريا فاتابي وهي محللة في (مجموعة الازمات الدولية ) مقرها في بغداد قالت ان على الحكومة العراقية  ايجاد حلولها الخاصة.
قالت السيدة فاتابي "هذه ليست لحظة طلب المساعدة الامريكية ولكن لحظة البحث عن حلول. وافضل بداية هي ان تفاوض الحكومة على وقف النار مع المسؤولين المحليين السنة في المحافظات المعنية . إن التعاون مع المسؤولين المحليين والعشائر والدعم من السكان المحليين هي افضل الطرق لتقليل جاذبية المجاميع المسلحة وتحسين الامن"
وقيام حكومة المالكي بتهميش خصومها السياسيين السنة قد زاد النار اشتعالا.
وقد حكم على السني البارز في الحكومة الشيعية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بالاعدام غيابيا السنة الماضية بعد ان وجدته المحكمة مذنبا في تشغيل فرق موت. وقد هرب الهاشمي من العراق معلنا ان الاتهامات باطلة.
ويقول كوردسمان (لو كانت الولايات المتحدة قد تركت العراق وفيه حكومة وحدة وطنية لم تكن سترى نفس العشائر التي ساعدت في القضاء على القاعدة ، تقوم تدريجيا بدعمها مرة اخرى بسبب التوتر بين السنة والشيعة. ويخشى السنة استغلال الحكومة الشيعية لهم فهي لا تهتم فعلا ببناء سياسي يمنح السنة الحصة المناسبة من المال والسلطة السياسية).
++
تعليق:
هذه هي إذن مشكلة العراق؟ حصة من المال والسلطة للسنة؟ من أجل هذا يحدث الموت والتفخيخ والتفجير؟ ما أسهل حل المشكلة إذن؟ أم أن (زعزعة الأمن) من قبل (القاعدة) هو تمهيد لعودة القوات الأمريكية؟
نتذكر جيدا كيف أن القوات الأمريكية قبل (الانسحاب) كانت تطبل وتزمر ل(جاهزية) القوات الأمنية العراقية لاستلام ملفات الأمن، ثم أنها تركت مدربين ومستشارين أمريكان رسميين ومرتزقة في كل عطفة شارع عراقية، كما أن ملف تدريب القوات اصلا هو بيد حلف الناتو منذ 2004، والأجواء والطيران بيد الأمريكان والمراقبة كذلك بالطيارات بدون طيار والمناطيد الخ. وأهم من كل ذلك أن من يحرك خيوط (القاعدة) في العراق والمنطقة كلها هم الأمريكان، ومن يصرف على (القاعدة) هي قطر والسعودية ومن يقدم لها اللوجستيات هي تركيا والأردن وغيرها من الدول الضالعة في تدمير الدول العربية. أين هي المشكلة ؟ هل تكون هذه معركة انتخابية بين (الجمهوريين) و(الديمقراطيين) في الولايات المتحدة لارباك اوباما؟ هل يدعم الجمهوريون صنائعهم (الصحوات) في العراق لاحياء فرق الموت المسماة القاعدة؟ لاننسى أن الصحوات هم الآن (ابطال) (ثورة) السنة !!
هذا تفكيربصوت عال. كل شيء محتمل طالما أن الأمر ليس بأيدي العراقيين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق