"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

31‏/8‏/2013

في مصر: صحفيون ضد الإنقلاب

غارعشتار
في مصر شكل بعض الصحفيين من أنصار مرسي حركة (صحفيون ضد الإنقلاب) وقد شاركوا في منصة رابعة، وبين حين وآخر يصدرون بيانات (ضد الإنقلاب) . آخر هذه البيانات كان ضد اجراء السلطات المصرية في مداهمة مكاتب إعلامية لقنوات فضائية ووكالات اخبارية أجنبية  من التي تبث ضد الحالة الراهنة في مصر. ومن بينها : الجزيرة والاناضول والاقصى وغيرها. البيان يبدأ هكذا:
تدين حركة "صحفيون ضد الانقلاب" استمرار الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الانقلابية في التضييق على الزملاء الصحفيين أثناء ممارسة مهام عملهم ومداهمة عدد من المكاتب الإعلامية العاملة بمصر، واحتجاز عدد من الصحفيين العاملين بها، دون توجيه اتهامات محددة وفقا لتصرفات تتم خارج إطار القانون فى إطار ممارسات قمعية بوليسية غير مسبوقة
 بقية البيان هنا
مسألة (دون توجيه اتهامات محددة) مبالغ بها شوية، لأن الجميع يرى بأم عينيه ويسمع بأم أذنيه ماتفعله هذه القنوات في مصر. إنها بصراحة تتخذ موقفا ضد ما اختاره الشعب في غالبيته ، وتحرض على الدولة المصرية بكافة مؤسساتها، أو إذا لم تعجب هذه الجملة أحدكم فلنقل أنها تتخذ موقفا مؤيدا ومحاربا الى جانب فريق ضد فريق آخر من الشعب المصري، وهذا لايجوز في قناة (أجنبية) حتى لو كان العاملون فيها مصريون، خاصة في ظروف دقيقة قد تؤدي الى حرب أهلية. هذا يدخل في باب (التجسس) و(تهديد الأمن القومي). وكل الدول بما فيها من تسمونهم (دول ديمقراطية) تتخذ كافة  الإجراءات ضد هذا النوع من التجسس. وإذا لم يكن أحدكم يصدق أن الصحفيين يمكن ان يكونوا جواسيس، أدعوه أن يقرأ (كيف يكون الصحفي جاسوسا بدون أن يعلم أو ربما يعلم). وأتذكر أني حين كنت من هواة قناة الجزيرة أثناء تغطيتها (التي رأيتها في وقتها منصفة) للحرب على العراق، قال لي أحد الصحفيين المصريين أن الأسئلة التي تسألها الجزيرة في حواراتها مع شخصيات عربية او اجنبية في مواقع مهمة (مثل قادة الجهاد والمقاومة أو مناصب حكومية الخ) فإن اسئلتها تقترب من التحقيقات الأمنية. فهي تستفسر عن الأماكن والخطط الخ. وفي وقتها سخرت من قوله واعتبرته يعاني نوعا من عقدة الإضطهاد. والآن وبعد أن درست نشأة ومسيرة قناة الجزيرة (اقرأ الملف هنا) يمكنني أن أصدق أي شيء.
وبمناسبة حركة (صحفيون ضد الانقلاب) ، فإني اتذكر - خلال وجودي في مصر- أن المصريين كانوا يمتازون بميزة كنت أحسدهم عليها مقارنة بما فعلته (المعارضة) العراقية بالوطن. ولعلي أشرت الى تلك الميزة في موضع سابق في هذه المدونة. كان المصري قبل (الثورة ) ، لايسمح لأجنبي أن يشتم حسني مبارك او يتحدث ضده. وقد لمستها شخصيا في مواقع كثيرة، كما كنا نرى هذا واضحا في الحوارات التلفزيونية لمعارضين في خارج مصر. وكنا إذا جلسنا مجلسا مع معارضين مصريين يبدأون في انتقاد حكومتهم او رئيسها حسني مبارك ، ولكن إذا جاريتهم في الانتقاد، توقفوا فجأة ونظروا اليك باستياء ، وإذا كانوا اصدقاء فإنهم سيوقفونكم عند حدك لأن الأمر يخصهم وهم احرار في الانتقاد كما يشاءون ولكن ليس للغريب ان يفعل ذلك. كان المصري يعامل (دولة مصر) كما تعامل الأم ابنها (ضناها) فهي قد تضربه او تشتمه أو توبخه، ولكن ويل الغريب إذا فعل ذلك. ولكن كل هذا قد تغير (مع انفلات المعايير والقيم والأمن) حتى أنهم يصدرون بيانا يدافعون فيه عن القنوات والصحفيين الأجانب الذين يلعنون كل يوم مصر وأهل مصر وجيش مصر وشرطة مصر. ويخططون كل يوم كيف يمكن بذر الفتنة والتفتيت والتدمير بواسطة قنواتهم واعلامهم. أعتقد أن هذا أفظع ما حدث لمصر، ولبعض المصريين ، لقد فقدوا تلك الميزة . لم تعد مصر (ضناهم) !!

هناك 5 تعليقات:

  1. اصبح الاخضر الدولاري ضناهم ، ليس الكل وانما الذين عرضوا ذممهم واقلامهم للبيع .

    ردحذف
  2. احدى محاولات الاخوان للتعبير عن الرفض لما حدث باسم الصحافيين او منظمات مدنية اخرى

    ردحذف
  3. أستاذة أولا الفرز غير موضوعي من هم مع الانقلاب بقوا وطنيين . ومن هم يرفض الانقلاب جاسوس او غير وطني !
    و ثانيا ممكن يكون الجواب هل تساؤلك كما يلي
    لان الرافض لا يجد له متنفس إلا في هذه القنوات . هل ممكن ان يكون ضيفا على قنوات رجال الاعمال الذي اعتادوا مص دم الغلابة و أدمنوه؟ طبعا مستحيل . و قنواته المصرية أغلقت . فأين يذهب ؟ أه يبقى في بيته مثل الشاطر " عبد " .
    هل نقلت هذه القنوات مظاهرة واحدة من مظاهرات أمس ؟ إنه من المضحك حينما حاولت أتابع القناة المصرية الأولى بالامس و إذ بها تنقل منطقة ماسبيرو شوارع خالية تماما حتى من القطط و استمر النقل طويلا لا أدري إلى متى .
    لم يقف المصري سابقا في " سره " خمس مرات ليصوت و منهم من يقطع المسافات و يسافر ليقترع و يضع صوته . ثم بين ليلة و ضحاها يرمى صوته في الزبالة لان جزء من الشعب غير راض . و كأن جزء وصي على الجزء الآخر !!
    لم تحدث مجازر و يهرس المئات و يحرق بعضهم أحياء و يرشون بالغاز كالحشرات في صناديق سيارات الأمن و يموتون و لا بواكي لهم و لم و لم و لم .. هذه الجرائم هي الاولى في تاريخ مصر . و لو قيل لي تخيل هذا يحدث في مصر " قبل شهر " ما كان خيالي ليسعفني . ما حدث ليس بالأمر الهين ما حدث كفيل بتشكيل الوعي المصري بشكل أو بآخر .

    ردحذف
    الردود
    1. جياد .. انت تزداد غير موضوعية في دفاعك عن قضية انت تعرف بطلانها.
      اولا- أنا ركزت على قضية واحدة من معايشتي للمصريين وهي تميزهم السابق بعدم السماح لغير المصري بانتقاد حكومتهم حتى لو كانوا على خلاف معها. وفي مايحدث الان من السماح للأجانب بسب كل ماهو مصري ، يعتبر خيانة لأنفسهم اولا قبل خيانة وطنهم.
      ثانيا - قولك ان القنوات لم تأت بصور المظاهرات غير صحيح, وأكبر دليل امامك: الفيلم الذي اضعه هو من صحيفة (المصري اليوم) هل تعرف لمن تتبع هذه الصحيفة؟
      ثالثا - اكثر القنوات المصرية الخاصة والحكومية كانت مركزة على مظاهرة مسجد الاستقامة، ومسجد مصطفى محمود طوال الوقت.
      رابعا - لعلك لا تنتبه الى استهداف المتظاهرين لمراسلي ومصوري القنوات التي لايحبونها بتكسير الكاميرات وضرب المراسلين وآخرهم كانت صحفية من مراسلي قناة من القنوات، واستهداف صحفي اسمه شريف سمير في قناة اون تي في ، حيث يرقد الان في المستشفى مكسور العمود الفقري ومشروخ الجمجمة. هل هذا تصرف متظاهرين يريدون الظهور في القنوات؟
      خامسا - تعود مرة اخرى على حكاية الانتخابات والصناديق. وأذكرك ان العراقيين ايضا راحوا ووقفوا (سرة) بل بعضهم زحف على بطنه (تأكيدا على الخضوع والعبودية للحسين حتى ينتخبوه في الصناديق) وكما انتخب العراقيون الحسين وعلي انتخب المصريون الله ورسوله. وانظر اين اصبح العراقيون وانظر اين اصبح المصريون تحت حكم الاخوان المسلمين. هل هذا ماتعتبره ديمقراطية؟ عزيزي .. نحن في بلاد متأخرة، كل البلاد العربية لن ترى او تعرف الديمقراطية قبل 100 سنة على الاقل. ولو كانت المسألة ديمقراطية، لماذا تتحول الى ارهاب وحرق كنائس ومدارس ومساجد ومراكز شرطة ، وقتل الجنود في سيناء؟
      سادسا - با لنسبة للمجازر، فأنت ايضا تبالغ كما قالت الجزيرة قتل 5000 واصيب 10 الاف. مبالغات ما أنزل الله بها من سلطان. انت تردد المبالغات بدون أي تدقيق او تحقيق في الملابسات.
      أما مسألة تشكيل الوعي المصري فتأكد انه بدأ يتشكل ولكن ليس في الإتجاه الذي تتوقعه.

      حذف
  4. لقد إنحرفت بوصلة هؤلاء المجموعة .. و صارت تجاه أعداء مصر

    ردحذف