"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

25‏/8‏/2013

امريكا تستعد لاطلاق (فيلم العراق: الجزء الثاني) في سوريا

 بقلم : دانيال ماك آدامز
ترجمة : عشتار العراقية
فيلم العراق - الجزء الاول
إذا  كانت قد اعجبك فيلم التحضير للهجوم الأمريكي على العراق،  الحافل  بالحكايات الخيالية المثيرة عن مختبرات الاسلحة الكيماوية النقالة والاسلحة النووية لدى صدام ، فسوف يعجبك بالتأكيد "العراق، الجزء الثاني"، الذي يتكشف حاليا في سوريا. ففيه كل شيء مما يحبه دعاة التدخل ويأملون فيه: مزيج من كوسوفو، والعراق، وليبيا كلها مدمجة في واحد. بل تتضاعف إمكانية اندلاع حرب لانهائية أكثر فتكا مما يضيف بالنسبة لدعاة التدخل الاثارة والمتعة.

إليكم أحدث الأخيار
تسرع الآن الى المياه السورية، السفينة الحربية الامريكية الرابعة القادرة على اطلاق نفس النوع من صواريخ كروز التي حولت ليبيا الى انقاض ومهدت الطريق لانصار القاعدة للسيطرة على الدولة وهي جاهزة لاحداث نفس الدمار.
ويقوم تشاك هاجل- الذي يعتقد بعض المعلقين المناهضين للحرب بسذاجة انه سيضع نهاية للمغامرات العسكرية الامريكية - بحماسة لاعداد الخطط الهجومية للرئيس اوباما. في حين يدفع الاعلام العالمي وفي قلبه دعاة التدخل القادة الراغبين في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لمعالجة سوريا ب(تحرير) مدمر آخر.

ما الذي حرض على هذه التحرك الدرامي الفجائي خلال الايام القليلة الماضية باتجاه غزو غربي لسوريا؟ إنها كذبة.
مزاعم وقوع هجوم كيماوي قرب دمشق نتج حسب تقدير (اطباء بلا حدود) عن 300 وفاة. ولا نعلم اذا كان اي هجوم كيماوي قد وقع فعلا وايضا من غير الواضح من المسؤول لو حدث ذلك فعلا. ومع هذا فجأة نشاهد  تحركات حرب اخرى تقودها واشنطن ولندن وباريس. ما اسهل محركات الحروب في هذا الوقت. تقريبا مثل لعبة فيديو.

من المفترض ان نصدق انه خلال 72 ساعة بعد وصول فريق الامم المتحدة للتفتيش على اسلحة كيماوية - مع تعاون من الحكومة السورية - لتقييم مواقع مزاعم هجمات كيماوية سابقة ، ان تقوم نفس الحكومة السورية بشن هجوما جديدا على المدنيين على بعد بضعة اميال من مقر مفتشي الامم المتحدة. مع العلم  ان هؤلاء موجودون بطلب من الحكومة السورية ، فكيف تقوم تلك الحكومة نففسها بشن هجمات كيماوية قرب مقرهم؟

مالم يكن الاسد مجنونا انتحاريا وهو مالم يثبت عليه حتى الان ، فإن هذا الافتراض غير منطقي بالمرة. لماذا يخاطر باستجلاب غضب بقية العالم عليه - ولماذا ينفر حتى حلفائه ايران وروسيا - لمجرد مكسب هزيل: قتل 300 مدنيا في حرب حتى الموت ضد الجهاديين المدعومين امريكيا وسعوديا وتركيا؟ ليس هناك مبرر عسكري او اي مبرر اخر الا إذا كان الاسد واركان حكمه مجرد نسخة شرق اوسطية من عائلة السفاح مانسون . هل هذا مايراد منا تصديقه؟
 وهناك تقارير معقولة تأتي من الصحافة المؤيدة للحكومة في سوريا تقول ان المتمردين استخدموا مرات عديدة بضمنها امس موادا كيماوية خاما في معركتهم للاطاحة بالحكومة وقد اهملت نفس وسائل الاعلام الغربية بشكل متكرر تلك الاخبار في حين  تنشر كل لفظ يتلفظه المتحدث باسم المتمردين (المرصد السوري لحقوق الانسان).
ولكن رغم ان غالبية الصحف والمواقع كانت تلهث وراء اخبار التحضير للحرب لأنه يزيد من مبيعاتها ولكن القليل منها هو الذي دقق وحقق في مزاعم استخدام الكيماوي امس . مثلا هذا الموقع نقلا عن صحيفة هارتس (الاسرائيلية) التي قالت ان من يعرف القليل عن الحرب الكيماوية لا يقتنع بتقارير المتمردين السوريين عن استخدام السلاح الكيماوي:
قال دان كازيتا وهو ضابط سابق في فيلق السلاح الكيماوي في الجيش الامريكي ومستشار خاص بارز، ان هناك تفاصيل غائبة في الفيديو حتى الان "ولا واحد من المعالجين للحالات او الذين يصورونها يرتدي اي نوع من معدات الوقاية من الحرب الكيماوية. ورغم هذا لايبدو على اي منهم الضرر" وهذا كما يبدو ينفي وجود اي نوع من انواع العناصر الكيماوية التي تستخدمها الجيوش بضمنها غازات الاعصاب حيث ان هذه لا تتبخر فورا خاصة إذا كانت بكمية تقتل مئات من الناس ولكن يظل منها مايلوث الملابس والاجساد مما يشكل خطرا على اي ملامس بعد ساعات من  الهجمات الكيماوية وقد تسبب اعراضا من الاصابات مثل مشاكل في الرؤية والقيء وفقدان السيطرة على حركة الامعاء."
اما ستيف جونسون وهو كبير الباحثين في آثار التعرض للمواد الخطرة في جامعة كارنفيلد بانجلترة والذي عمل سابقا مع وزارة الدفاع البريطانية في قضايا الحروب الكيماوية يوافق بأنه "من تفاصيل رأيناها حتى الان ، فإن عدد كبير من الاصابات في مساحة واسعة يعني استخدام كمية كبيرة . وفي هذه الحالة نتوقع رؤية كثير من التلوث على الحالات الواردة وسوف تؤثر على اولئك الذين يعالجونهم بدون وقاية. ونحن لا نرى ذلك هنا" . اسئلة اخرى تظل بدون اجوبة خاصة مايتعلق بتوقيت الهجوم حيث  انه حدث في نفس اليوم الذي وصل فيه مفتشو الامم المتحدة الى دمشق للتحقيق في مزاعم استخدام سابق للاسلحة الكيماوية. وايضا غير واضح الهدف التكتيكي الذي يسعى اليه الجيش السوري هنا حين استطاع خلال الاسابيع القليلة الماضية دحر المتمردين الذين كانوا يزحفون على مناطق مركزية من العاصمة . ولكن اذا لم يكن هذا هجوما كيماويا فما الذي ادى الى وفاة الكثيرين بدون علامات اصابات خارجية؟

ربما في الوقت الذي  تقرأ فيه هذه المقالة ، تطير صواريخ توماهوك لتدك سوريا . لا تكرر خطأ تصديق الاكاذيب التي تبرر حربا اخرى  مبنية  على الاكاذيب والنتائج ستكون تدمير شعب سوريا. جريمة حرب اخرى تحت غطاء (تدخل انساني)
المصدر 

هناك 4 تعليقات:

  1. قال الجميع بعد ان اسقطوا دولة العراق الوطنية وتامروا عليها مع امريكا والكيان الصهيوني وايران
    اكلت يوم اكل الثور الابيض
    وها هم يدفعون ثمار مواقفهم وتامرهم واحدا بعد الاخر
    ليس تشفيا ولكن لانهم حتى بعد الغزو لم يتحركوا حتى لوقف المجازر التي ارتكبها الاحتلال بعد الغزو وبعد ان ثبت ان ليس هناك اسلحة دمار شامل او حتى مفقودين كويتيين او مقابر جماعية

    ردحذف
  2. كلامك صح وهذه حقيقة ارددها دائما. تعاون العرب على العراق ثم تعاونوا على ليبيا وعلى سوريا وعلى مصر وعلى تونس وعلى اليمن والكل يتساقط بأيدي بعضهم البعض. بعد ذلك حين يسقط الكبار ترجع امريكا والغرب على الصغار (الامارات والمشايخ والملكيات) بعد زوال الكبار الذين يمكن ان يدافعوا عنهم، وتلتهمهم باعتبارهم (الوجبة الحلوة) بعد مائدة عامرة بالوجبات الدسمة.

    ردحذف
  3. هذا تصعيد غبي من ادارة أوباما التي اثبتت سذاجتها السياسية في التعامل مع الداخل والخارج على حد سواء. أوباما اكثر غباءا من سلفه, ولولا لعبه بورقة المظلومية لما وصل الى السلطة.
    في حالة العراق كانت أمريكا تدعي معرفتها بمواقع تخزين الاسلحة الكيمياوية وأوهمت العالم بأن صواريخها الذكية لن تحيد عن أهدافها. أما في سوريا فليس هناك أهداف عسكرية معروفة لتوجه صواريخها اليها. إلا إذا كانت تنوي قصف مقرات الحكومة وهذا غير مبرر وغير مجدي. أوباما ساذج ومغرور وقد أوقع نفسه والعالم في ورطة التعامل مع الحركات الاسلامية المتشددة اعتمادا على ستراتيجية امريكا القديمة التي كانت تعتقد أن افضل من يوقف المد الشيوعي في الشرق الاوسط هو الحركات الاسلامية المتطرفة لانهما تعتبر الشيوعية الملحدة عدوها الاول.
    أوباما يتخبط, وأكاد اجزم أنه وقع في الحيرة ذاتها التي وقعت بها الشعوب العربية بسبب سياسته المتذبذبة التي باتت تدار من الرياض والدوحة. لم أعد أؤمن بان ما يحدث في الشرق الاوسط يسير وفق خطة امريكية مدروسة. المغرب العربي تائه لاأحد يدري الى أين يسير. العراق فوضى فقدت قوات الاحتلال قدرتها على التأثير في سياسته. مصر تتحرك دون ان تعير اهتماما لتصريحات البيت الأبيض. سوريا خرجت عن السيطرة واصبحت ورطة لااحد يجرؤ على الخروج منها. ايران اختفت من خارطة الصراع رغم انف أوباما. اليمن صار محمية لآل سعود. ولم يتبقى لحامل جائزة نوبل للسلام سوى التبجح بتفوقه العسكري بين الحين والآخر. العالم يعلم, والادارة الامريكية ايضا تعلم جيدا أنه ليس بمستطاع لا امريكا ولا اوربا خوض حرب أخرى بعد العراق وافغانستان. ولولا مليارات دويلات النفط لكانت امريكا اليوم تطرق ابواب العالم مستجدية. أوباما يأتمر بأمر آل سعود. لم يكن القذافي ليموت هذه الميتة البشعة لولا تطاوله على ملك السعودية ومحاولته اغتياله. وكادعبد الله صالح يلقى المصير ذاته لولا تدخل السعودية. واخوان مصر اخرجهم آل سعود. وحكومة بشار افضل للتوازن في المنطقة لو اتيح لامريكا ان تختار دون ضغط نفط الخليج. الوحيد الذي اكاد اسمعه يضحك ساخرا مما يحدث, هو بوتن الذي يتعامل مع الاحداث بهدوء ودون جعجعة.

    تحياتي

    ردحذف
  4. مقدمات الحرب على سوريا كلها اصبحت موجودة ولكني لا احس ان الامريثاني وهو الاهم كان مقدمون على الحرب لسببين. الاول فهو الوجود الروسي في سوريا وتمسك روسيا بمواقفها فروسيا اليوم اقوى بكثير من الاتحاد السوفييتي المريض في 91 كما لايمكن الاستهانه بايران والتي سوف تستميت في الدفاع عن الاسد لعلمها ربما انها التاليه على لائحة الدول المستهدفه
    السبب الثاني وهو الاهم هو غياب القاعدة اللوجستيه للاحتلال كي ينطلق منها مثا الدور التي لعبته امارات الخليج ابان الغزو على العراق

    لكن لا احد يعلم ياعشتار فكل شيء لعيون اسرائيل يهون والصعب يصبح بسيطا
    شخصيا لست متفائل ابدا بمستقبا المنطقة واتوقع ان الاسوأ قادم فالمنطقة يتم تجهيزها ( طائفيا وعرقيا ودوليا) لتكون معركة القرن الجديد

    محمد الشبامي

    ردحذف