"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

28‏/8‏/2013

ورطة (الثوار) المصريين: إزدواجية المعايير

غارعشتار
يدهشني أن المصريين مثلا لم يحسموا موقفهم مما يحدث في سوريا. فالحكومة تؤيد استدعاء الجامعة العربية لتدخل مجلس الأمن (المقصود أمريكا وحلفاؤها) ثم تصدر بيانا تقول انها تؤيد (الثورة) السورية ولكنها لا تؤيد التدخل العسكري الخارجي. ولعل هذا موقف الكثير من المتثاقفين المصريين والاحزاب السياسية، ولكن يقولونها على استحياء، لأنهم بدأوا يعون أن الإخوان  الذين يحاربونهم في الداخل المصري هم انفسهم (او فروعهم) وراء (الثورة) السورية. وأن هؤلاء (الثوار) الباحثين عن الشرعية في حضن البيت الأبيض، هم أنفسهم الذين يستدعون الغرب هنا وهناك وفي ليبيا فعلوها وقبلها جربوها في العراق. ولا أدري بأي طريقة يكيف المتثاقفون هؤلاء موقفهم الإنتهازي والمتقلب في ورطتهم الفكرية، فهم لابد لهم من تأييد (الثورة) السورية، لإن نفيها يعني نفي (الثورة) المصرية!! طيب كيف تعتبر مايحدث من إرهاب وتدمير في سوريا من قبل المدعين بالاسلام (ثورة)، في حين انك تنكر تسمية مايقوم به نفس هؤلاء المتأسلمين في بلادك من حرائق وقتل وتفجيرات (ثورة) وتعتبره إرهابا؟ ثم ألا تجد الحكومة المصرية أن تأييد استدعاء مجلس الأمن من قبل الجامعة العربية في كل مرة ضد دولة عربية بدئا بالعراق وانتهاء بسوريا، يعني ان الدور التالي على مصر؟

أليس من الغريب أن توافق مصر التي تستشعر (مؤامرة) على جيشها، على ضرب مرافق الجيش السوري تمهيدا لتحجيمه وتدميره كما حدث في العراق؟ أليس من الغريب أن (آل سعود) المتحمسين الى حد الهوس بتدمير الجيش السوري، يؤيدون جيش مصر الى حد استعدادهم لتسديد فواتيره في حالة امتناع الولايات المتحدة؟ هل كان هذا ثمن الصوت المصري في قرار الجامعة العربية ضد سوريا؟ لو كنت مصرية لخشيت من موقف السعودية الموالي لي في الوقت الذي يعملون بكل جد لتدمير أخي. ولسألت ألف مرة ماهو الهدف؟
حتى أجد من يتصف بقليل من الشجاعة لمواجهة هذه الإزدواجية والشيزوفرونيا، فلن يصلح حال مصر. الثورات الحقيقية تتطلب شجاعة الفكر والفعل والقول والموقف.

هناك 13 تعليقًا:

  1. تحليل دقيق وجريء أيضاً.. لكن تعال فهِّم حجي أحمد أغا..
    شكرا جزيلا

    ردحذف
  2. المشكلة في رأيي تكمن في سوء فهم أو سوء إستخدام مصطلح (ثورة), إما عمدا لالباس الباطل لباس الحق, أو عن غير قصد بسبب التوق الى التغيير, أي تغيير, يبعث على الامل بغد أفضل.
    ما حدث ويحدث في العالم العربي أقرب الى الثأر منه الى الثورة. والذين مهدوا وخططوا لما يسمى بالربيع العربي هم بالاحرى طلاب ثأر لا ثوار. الثائر الحقيقي هو من ينتفض انتصارا للعدل وثأرا للمظلومين في الوطن, كل الوطن, ولشعوب العالم كلها بعد ذلك. أما طالب الثأر فهو من ينتفض ثأرا لنفسه, لعائلته, لطائفته أو لعرقه (قوميته). ثم أن الثائر الحقيقي لايضمر حقدا شخصيا لرأس النضام الحاكم أو لممثليه واتباعه, حتى وإن طاله ظلمهم شخصيا. الثائر يترفع عن فكرة الثأر لما وقع عليه من ظلم, لانه ببساطة شديدة أختار ذلك بمحض إرادته, وهو فخور بما أصابه وغير نادم عليه. أما طالب الثأر فجل همه ايذاء من آذوه شخصيا وتعويض نفسه عماخسره بسببهم, ولايهمه ثمن ذلك.
    هذا الفرق يتجلى لنا واضحا في الحالة العراقية. فألذين طبلوا للاحتلال كانوا جميعا ودون استثناء إما ممن طالهم أذى النظام شخصيا لسبب أو لآخر. وكان همهم الوحيد الانتقام من صدام حسين أو من احد رموز نظامه شخصيا, وتعويض ما خسروه ماديا بأي ثمن, حتى وإن كان ثمن ذلك احتلال البلد وتدميره. أو من المغامرين الانتهازيين الذين وجدوا في الاحتلال فرصتهم للسرقة والاختلاس. أما الثوار الحقيقيون فكانوا يرفضون الاحتلال على الرغم من أن ذلك يعني بقاء النظام الذي ينشدون تغييره والذي آذاهم شخصيا, لانهم ببساطة لاينشدون الثأر لانفسهم.
    ألاخوان المسلمون الذيلن حلقوا لحاهم ولبسوا الجينز وخرجوا الى ميدان التحرير لاسقاط مبارك كانوا طلاب ثأر لاثوار. والذين مثلوا بالقذافي ساعة القاء القبض عليه, كانوا ايضا إما طلاب ثأر أو انتهازيين لاثوار. والذين يطبلون للتدخل الخارجي في سوريا اليوم من الصنف ذاته.
    إن الانتباه الى الفرق بين الثأر والثورة ليس بالامر الهين, ويتطلب وعيا استثنائيا الذات وبالعالم. ولعل ذلك ما يفسر لنا حيرة الكثيرين وتذبذب مواقفهم مما يحدث في عالمنا العربي. وحتى النخبة المثقفة (المتثاقبة) لاتعي بالضرورة هذا الفرق, وإن وعته لاتمتلك الشجاعة الكافية لاتخاذ موقف واضح.
    مازلت أذكر الهجوم الشرس الذي كان يتعرض له كل من كان يجرؤ على معارضة احتلال العراق, وكيف كانت الاتهامات بالخيانة والعمالة لنظام صدام تنهال عليهم من كل الجهات. حتى أن بعضهم تم اتهامه في عرضه وشرفه. الارهاب ذاته مورس ضد الذين عارضوا التطبيل لصواريخ الناتو في ليبيا. والآن نرى سيل الاتهامات والشتائم ذاته يقع على رأس كل من يعارض الدعوة الى التدخل العسكري الخارجي في سوريا.
    الثورة تتطلب وعيا ونكران ذات. الثأر أنانية وتعصب أعمى.

    تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. أنا معك 100%
      الثورة تحتاج الى فكر حتى تصبح ثورة أما الثأر فلا يحتاج الا الى أحط النوازع البشرية.

      حذف
  3. http://hanisyria.wordpress.com/2013/08/28/الهجوم-الأميركي-على-سورية-ليس-مفاجئا/

    أتمنى على السيدة عشتار قراءة هذا الموضوع وبالذات آخر جزء وتعطينا رأيها متفضلة..
    مع كل الود والاحترام

    ردحذف
    الردود
    1. أخي محمد
      قرأت المقالة المنشورة في مدونة هاني وهي مكتوبة بحماسة، والحماسة تعترض التحليل الدقيق. وهاني رغم صغر سنه، يحلل تحليلات ممتازة في بعض الأحيان. هو مثلا هنا يعتبر أن ايران لو ارسلت جيشها الى سوريا لامتنعت امريكا واسرائيل عن شن هجوم. مع أن ايران تستطيع ان تساعد بطرق اخرى ليست من بينها ارسال جيوش. الحروب الان لاتعتمد كليا على الجيوش البرية.
      ايضا هو ينهي المقالة حول دور السعودية مع مصر بشيء شبيه بما كتبته انا في الموضوع اعلاه، ولكن الجيش المصري في موقف حرج فهو ربما يستشعر ان هناك رغبة لجره في الصراع السوري-الدولي. ولهذا يتصرف بحذر شديد في هذه المسألة. وربما الموقف المصري الرسمي الملتبس يصب في هذا الاتجاه. تذكرون ان آخر اجتماع جماهيري عقده مرسي في استاد القاهرة حين اعلن بين انصاره من دعاة العنف والجهاد مع الامريكان ضد العرب، مقاطعته لسوريا واعلان الجهاد المصري ضد سوريا (شعبا وجيشا). كان يريد توريط الجيش المصري في هذا للقضاء عليه. وربما كانت (الثورة الانقلابية) عليه لهذا السبب.

      حذف
  4. هاني مدون جيد وموضوعي وتحليلاته منطقية

    ردحذف
    الردود
    1. فعلاً...
      أنا معجب جداً بأسلوبه وبطريقة تفكيره وان كنت لا اتفق معه في بعض الجزئيات

      حذف
  5. طبعا الثوار الذين تعنينهم سيدتي هم الطرف المنتصر في المشهد المصري " الحكومة " . هل تريدين من الحكومة المصرية و مؤيديها أن يتخذوا موقف ( قومي ) من الحرب على سوريا ؟! كيف ؟ و لماذا ؟ "بأمارة" موقفهم من حصار غزةو شيطنة الفلسطينيين بل و كل الشعوب العربية و آخرها المغربي . بأمارة موقف الثوار من حكومة السعودية " الرجعية " قبل و بعد 3/7 .
    الأزمات كاشفة ، و الأزمة المصرية اليوم خير مثال" ياما" أسقطت من أقنعة و شخوص وستسقط.

    ردحذف
  6. اخي سفيان
    ليس هناك ثوار من كلا الطرفين. ولهذا وضعت (ثوار) او (ثورة) بين قوسين. ماشهدناه في الربيع العربي : حشود بدون قيادة ولكن ساعدت هذه الحشود : الحلف الاستعماري القديم والجديد + الخلايجة+جيش البلاد المعنية احيانا+ قناة الجزيرة
    وهذه (ثورة) مصنوعة. كأن يقول واحد لجماعة من الناس: كل المطلوب منكم الخروج الى الشوارع وعلي الباقي. ويحسب للناس انهم ابدوا نشاطا غير طبيعي في الخروج الى الشوارع كما في حالة مصر. حيث يدهشني تكرار خروجهم وهذا عنفوان جيد ولكنه ليس ثورة. لأن الثورة لابد لها من قيادة واهداف تتحقق الى النهاية (وليس هدف إزاحة الحاكم فقط) ولابد لها من فكر وراءها (ربما تتوفر هذه الشروط حاليا في مصر، فهناك قيادة شئنا ام ابينا حتى لو كانت من قبل الجيش، وهناك اهداف ينبغي ان تصل الى نهايتها). انا لم اطلب من الحكومة المصرية اتخاذ موقف قومي من سوريا، لم تعد هذه القيمة موجودة، ولكن كان المطلوب (حفاظا على النفس) الابقاء على الجار.

    ردحذف
  7. أعتقد أن الموقف الحالى لأمريكا و حلفائها الأوروبيين و عملائهم حول العالم يصب فى إتجاهين مستغلين العنف و الدم المتدفق فى سوريا : الإتجاه الأول هدم الدولة السورية و جيشها و البدء فى تقسيمها لخدمة إسرائيل مباشرة ..... الإتجاه الثانى هو تقليم أظافر إيران التى طالت أكثر من اللازم و تحجيمها لصالح تعظيم دور تركيا ..... تمهيدا للإنفراد بمصر ..... لكنهم أهملوا عوامل من شانها إفشال هذه الخطط

    ردحذف
    الردود
    1. نعم أنا معك. ولكن امريكا وحلفاءها وعملاءها هم من خلقوا الفوضى في الدول العربية كي تستطيع بعد ذلك بعد انهدام الدول الدخول والاستيلاء على مقدرات الشعوب. وأنا معك أن هناك عوامل جديدة في المنطقة اهمها الموقف الروسي والصيني وايضا الموقف المصري بعد التغييرات الاخيرة.

      حذف
  8. http://m.youtube.com/watch?v=Ih_4qd2wIXA&feature=youtu.be&desktop_uri=%2Fwatch%3Fv%3DIh_4qd2wIXA%26feature%3Dyoutu.be

    ردحذف