"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

2‏/8‏/2013

إنقلاب

ليس في مصر، هذه المرة الانقلاب في أمريكا، أو هذا مايقوله بول كريج روبرتس وهو خبير في السياسة والاقتصاد وقد شغل منصب مساعد وزيرالخزانة الامريكية في عهد ريجان ، وهو محاضر ومؤلف.
بقلم بول كريج روبرتس
ترجمة : عشتار العراقية (خصيصا لغار عشتار)
المقالة الأصلية هنا
لقد حدث انقلاب في امريكا ولكن الشعب الأمريكي يتردد في الاعتراف بذلك. يفتقر النظام الحاكم في واشنطن اليوم  للشرعية الدستورية والقانونية. الامريكان يحكمهم مغتصبو السلطة الذين يزعمون ان الرئيس فوق القانون وان الدستور الامريكي مجرد (قطعة ورق).
إن الحكومة اللادستورية هي حكومة غير شرعية. وقسم الولاء ينص على الدفاع عن الدستور "ضد كل الاعداء الاجانب والمحليين" كما اوضح بجلاء الآباء المؤسسون. والعدو الاول للدستور هو الحكومة نفسها. السلطة لاتحب القيود وتعمل باستمرار لتحرير نفسها من  كل قيد.
 النظام في واشنطن سلطة مختطفة. نظام اوباما مثله مثل نظام بوش/تشيني لاشرعية له. والامريكان مضطهدون على يد حكومة غير شرعية لاتحكم بالقانون  والدستور وانما بالأكاذيب والقوة الصارخة. ويرى  اولئك الذين في الحكومة أن الدستور الامريكي هو "القيد الذي يربط ايادينا"
إن الحماية الدستورية الوحيدة التي تركها نظام بوش/اوباما قائمة هي التعديل الثاني، وهو تعديل لا معنى له باعتبار الفرق الشاسع في امتلاك السلاح بين الحكومة والمواطنين. فهل يستطيع مواطن لديه سلاح بسيط من حماية نفسه وعائلته من 2700 دبابة تمتلكها
وزارة الامن  الداخلي او من طائرة بدون طيار او من قوة سوات مسلحة تسليحا شديدا وبالدروع الواقية؟
ومثل العبيد في العصور المظلمة. يمكن بسلطة اي شخص مجهول في هيئة الرئاسة القاء القبض على مواطنين امريكان ورميهم في   سجن حيث يخضعون للتعذيب بدون اي دليل يقدم لمحكمة او اي معلومات لاقارب المواطن حول مكان احتجازه. او يمكن وضعهم في قائمة منع السفر بدون اي تفسير. وكل اتصالات الأمريكان ماعدا الحديث المباشر وجها لوجه في مكان غير مراقب ، يمكن اختراقها وتسجيلها من قبل وكالة ستاسي القومية حيث يمكن تكييف الحديث لانتاج (متطرف محلي).
واذا كان رمي مواطن امريكي في السجن يشكل معضلة كبيرة ، يمكن ببساطة اللجوء الى تفجيره  بصاروخ نوع هيلفاير يطلق من طائرة بدون طيار، بدون الحاجة لتقديم اي تفسير حيث أن القتيل بالنسبة  للطاغية اوباما، مجرد اسم على قائمة.
لقد أعلن رئيس الولايات المتحدة  أنه يمتلك هذه الحقوق المحرمة دستوريا وقد استخدمها نظامه لقهر وقتل المواطنين الامريكان. إن زعم الرئيس ان ارادته فوق القانون والدستور هي معلومة معروفة. ومع ذلك ليس هناك  مطالبة باتخاذ اجراءات اتهامه فالكونغرس متهاون والعبيد خاضعون.
من الاشخاص الذين ساهموا في تحويل رئيس جمهورية مسؤول ديمقراطيا الى قيصر هناك (جون يو) الذي كوفيء على خيانته بقبوله في منصب استاذ قانون في جامعة كاليفورنيا ، كلية الحقوق. وزميل يو في الخيانة (جي سكوت بايبي) كوفيء بتعيينه قاضيا فدراليا في محكمة الاستئناف الامريكية -الدائرة التاسعة. الان لدينا استاذ قانون يدرس الطلبة ان الرئيس فوق القانون ولدينا قاض فدرالي يحكم بنفس الشيء.
لقد نجح انقلاب الرئاسة ضد امريكا .
السؤال هو : هل سيدوم ذلك؟
اليوم تتكون الرئاسة من كذابين ومجرمين وخونة . يبدو  ان كل شرور الارض تجمعت في واشنطن. وكان رد  فعل واشنطن على ادلة ادوارد سنودن ، الذي كشف تصنت وكالة الأمن القومي على الداخل والخارج في مخالفة تامة للقانون المحلي والدولي ، قد اوضح لكل العالم ان واشنطن تضع نزعة الانتقام فوق القانون والحقوق الانسانية.
بناء على اوامر واشنطن رفض صنائعها في الدول الاوربية  السماح بمرور طائرة الرئاسة البوليفية وهي تحمل الرئيس موراليس واجبرت الطائرة على الهبوط في النمسا وتفتيشها. اعتقدت واشنطن ان ادوارد سنودن قد يكون على متن الطائرة . فاعتقال سنودن كان اكثر اهمية بالنسبة لواشنطن من احترام القانون الدولي والحصانة الدبلوماسية (لرئيس اجنبي) .
إذن كم سيمضي من الوقت قبل ان تأمر واشنطن صنيعتها في بريطانيا لارسال فريق سوات لجرجرة جوليان اسانج من السفارة الاكوادورية في لندن وتسليمه الى السي آي أي لتعذيبه؟
في 12 تموز التقى سنودن في مطار موسكو بمنظمات حقوق الانسان من حول العالم. وصرح بأن استخدام سلطة غير الشرعية في واشنطن يمنعه من السفر الى اي من الدول الامريكية اللاتينية التي عرضت عليه اللجوء. لهذا السبب قال سنودن انه قبل بشروط الرئيس الروسي بوتن وطلب اللجوء الى روسيا.
الأمريكان الغافلون والشباب منهم الذين لم يعيشوا الماضي لايعرفون مايعني هذا. خلال حياتي المهنية كانت روسيا السوفيتية هي التي تطارد من يقول الحقيقة، في حين ان امريكا كانت تمنحهم اللجوء وتحاول حمايتهم. اليوم واشنطن هي التي تطارد من يقول الحقيقة
وروسياهي التي تحميهم.
والجمهور الامريكي هذه المرة لم يهضم اكذوبة واشنطن أن سنودن خائن.وتبين الاستطلاعات ان اغلبية الامريكان يعتبرون سنودن مجرد مبلغ عن جريمة.
وليس امريكا هي التي تضررت من تسريبات سنودن ، وانما العناصر المجرمة في الحكومة الامريكية الذين قاموا بانقلاب على الديمقراطية وعلى الدستور والشعب الامريكي، هم الذين تضرروا. ومن يطالب بعقاب سنودن هم المجرمون الذين استولوا على السلطة وليس الشعب الامريكي .
نظام اوباما مثله مثل نظام بوش/تشيني لاشرعية له . والامريكان مضطهدون على يد حكومة غير شرعية. ليس بالقانون  والدستور وانما بالأكاذيب والقوة الصارخة.
وفي نظام الطاغية اوباما، ليس سنودن وحده المستهدف وانما كل امريكي يقول الحقيقة في هذه البلاد. ووزيرة الامن الداخلي جانيت نابوليتانو التي كوفئت على خدماتها للطاغية بتعيينها مستشارة في جامعة كاليوفورنيا هي التي قالت ان الامن الداخلي انتقل من التركيز على الارهابيين المسلمين الى (المتطرفين المحليين) وهو مصطلح مطاط وغير محدد يمكن ان يشمل كاشفي الحقائق مثل برادلي ماننج وادوارد سنودن الذين يحرجون الحكومة بكشف جرائمها. إن المجرمين الذين استولوا على السلطة بشكل غير شرعي في واشنطن لا يمكن ان يحيوا الا اذا قمعت الحقيقة او أعادوا  تسمية الفعل على انه جريمة خيانة.
إذا أذعن الامريكان للانقلاب فسوف يضعون انفسهم في قبضة الطغيان.
 ++
تعليق عشتاري: الحمد لله أني انشر الترجمة بالعربية ، وإلا لتهافت على الغار الأخوان الأمريكان مؤيدين للانقلاب في أمريكا او معارضين له، مع أن مترجم الكفر غير كافر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق