"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

26‏/7‏/2013

مصر مفتونة بزعيمها الجديد

بقلم: عشتار العراقية
دعونا من المجاملات أو المخاتلات أو المصطلحات . سواء أردنا أو لم نرد، سواء رضينا أو لم نرض، الحقيقة هي أن مصر وجدت زعيمها في شخص قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي. وهي مفتونة به. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على فشل "الديمقراطية"  التي تأتي بما لا تشتهي السفن من الوجوه الكالحة والفاسدة ، واستمرار حنين  الشعوب العربية الى (الزعيم) ذي الكاريزما الذي يحقق الأحلام.
وهكذا فأنا أرى أن الدعوة التي دعا بها السيسي الشعب المصري الى الاحتشاد هذا اليوم لتفويضه واصدار الأمر له (شوفوا طريقة التعبير المتواضعة) لمحاربة الإرهاب، كانت في الواقع دعوة لتأييد شخصه، والناس ستخرج لتأييده، مستحضرين شخصية جمال عبد الناصر حين خرج الشعب يطلب منه عدم التنحي. الاحتشاد الذي سيكون هو لشخص السيسي، بعد أن تعب الشعب من دعاة الديمقراطية التي لم يعد أحد يؤيدها - ياللمفارقة - سوى الاخوان المسلمين وهم ابعد الناس عن الديمقراطية بمعناها الحقيقي !!
وحسنا فعلت القنوات والفضائيات الخاصة المصرية بمنع المسلسلات الدرامية لهذا اليوم، فهل هناك افضل من متابعة الدراما التي يصنعها المصريون اليوم؟
السيسي قدم نموذجا لما يمكن ان يفعله في 30 حزيران/يونيو ومابعده، قال للناس عبر مصادر غير مباشرة : اخرجوا الى الشارع وانظروا ماذا يمكنني ان افعل. وكان مثل جراح اسنان ماهر خلع السن المسوسة قبل أن يعرف المريض ماذا جرى له. هذه المرة طلب بنفسه من الشعب (أن يخرج الى الشارع ليأمره) ، واعتقد أن الشعب - فرحا- بهذه المهمة العجيبة سوف يخرج ليأمره. وسوف نرى كيف ينتهي هذا اليوم.
الشعوب ، وليس شعوبنا فقط تحتاج الى قادة وزعماء ملهمين، وقد برز السيسي ، بشبابه وقوته وحسمه وغموضه والكاريزما ، زعيما مناسبا، خطف قلوب المصريين شيبا وشبانا. وقد اصبحت اغنية الاماراتي حسين الجسمي (تسلم ايدينك) والتي غناها في شهر نيسان 2013 إهداءً منه للجيش المصرى  ضمن أوبريت "مصراوى" بجامعة المستقبل والذى حضره الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع، وكأنها النشيد القومي للسيسي. تعاد وتكرر في القنوات المصرية فتشعل الحماسة..
وقد شارك الإخوان المسلمون - على غير قصد- بتصعيد شخصية السيسي عبر استهدافه بالهتافات المعادية وذكر اسمه في كل دعاء عليه، وحشر  اسمه في كل سطر من خطاب على منصة رابعة العدوية. بل حتى لأظن أن الوليد يخرج من بطن أمه الإخوانية وهو يصرخ (سيسي) !! وتعرفون أن الهجاء هو الوجه الآخر للمديح، وقد يرحب اي نجم مشهور في السينما او الرياضة  او السياسة بأي هجوم عليه ليزيد من النجومية، بل أنهم زادوا الطين بلة، حين قام بعضهم بإلصاق اغنية الجسمي على لقطات يظهر فيها محمد مرسي خاصة في احتفاله الفاشل في استاد القاهرة بانتصار اكتوبر الذي لم يكن طرفا فيه ،  وظهر فيه مثل بطل يركب سيارة مكشوفة يمر بها على جماهير الاخوان المسلمين والمؤيدين له المحتشدين في منصة الاستاد ومنهم ياللعجب قتلة السادات الذين اخرجهم مرسي من السجن، دون ان يدعو قيادات الجيش لذلك الاحتفال المفروض انه يحيي انتصارات حرب اكتوبر. وزعموا ان الجسمي غنى الاغنية خصيصا لمرسي، مما استدعى سخرية الناشطين المصريين على يوتيوب والفيسبوك .
ماذا سيحدث هذا اليوم؟ خشي المؤيدون لمرسي أن المقصود هو حصدهم بالقصف الجوي مثلا او بالدبابات، وتدبروا لهذا السيناريو باعلان النفير لحشد انصارهم في كل الشوارع والساحات الخ. هل سيحدث هذا؟
لا أظن، وإنما دعوة السيسي قد تكون مقصودة لاحداث هذا التأثير وهذا التصور فيدفعهم الى ارتكاب الأخطاء مثل البدء بالهجوم دفاعا  عن النفس.
وربما في ذهن هذا الرجل خطة  اخرى لا تخطر على البال ومرة اخرى سوف يقلع السن المسوسة قبل أن يعرف المريض ماذا حدث له.

هناك 3 تعليقات:

  1. أتمنى لكِ الإستمرار دائماً وابداً ونحن في إنتظار كلماتك الذهبية .. وأسأل الله أن يفرج كربتنا في العالم العربي والإسلامي

    ردحذف
  2. من البداية حكمت عمن إنتخبه الشعب حين شملته بالوجوه الكالحة وكأنك كنت يوما تحت سلطانهم وتأذيت كما تأذى الأتراك من زعيمهم !! أما الكاريزما فهي ليست من إرادة الشعب بقدر ما هي من إرادة الصليبيين الذين خططوا ويخططون حتى لا تخرج الدول المغلوبة على أمرها من تحت وصاياهم وهو للأسف ما تسرع السيد الشرعي في إظهاره وهو دون حماية تذكر غير أمله في الشعب الذي لم يجد بوقا يُظهر متعة حرية البداية التي لم يتذوقها منذ الفراعنة وإلى اليوم على أن الشعب كل الشعب يعلم جيدا خيانة ذاك القائد " جمال " الذي استطاعت الإمبريالية أن تقدمه على مر السنوات كزعيم للأمة العربية وفي حضوره حصلت كل الكوارث وتطورت لما نحن فيه وعليه .. ثم ما دليلك على أن الإخوان هم أبعد الناس على الديموقراطية الحقة .. فهل لك أن تعطينا نبذة من قاموسك القيم عن الديموقراطية الحقيقية وفي أي بلد تمارس عبر العالم ولعلك تعني بالحسن ما مارسته الأبواق السيسية ومؤيديه بمنع كل الفضائيات الأخرى أو بمعنى أصح كل معارض شريف لما يحدث وأنت تغير البوصلة للأفلام الدرامية التي لم تتوقف لحظة عن البث وإن من خلال الفضائيات المحسوبة على الخليج وهو الممول الرئيسي بأمر أمريكوصهيوني للإنقلاب الغاشم الذي لم تذكره ولو عابرا رغم كل الدول التي لم تعترف به إلى الآن ناهيك عن السواد الأعظم وهناك وفي كل مكان شرذمة خرجت بطابع خلاعي وتمويل عسكري وتصوير سنمائي أكدته كل الخبرات في عالم الصورة .. هي ليست أغنية يتيمة بقدر ماهي أغنيات وشعارات تترى تدعمها الأبواق الأزهرية وأحزاب الزور الفاسدين ومن في ركبهم بالدين ليّاً يستعين .. حاول الغبي دفعهم إلى الدفاع عن النفس لكنه تناسى أن الكل يعلم يقينا أن الإخوان لم يواجهوا في حياتهم بالسلاح غير بني صهيون واكتفى بالدعاية التي يسوقها الكثيرون حتى وهم في منآى عن الأمر فقط لأنهم يعشقون واردات العلمانية ولا يحسنون تذوقها إلا كما يتذوق المكبوت الجنس لأول مرة .. ضع على بطنك كما يقول المثل المصري بطيخة صيفي فصاحبك لا يملك عبقرية بقدر ما يملك استحمارا يعشعش في نفسه الضيقة فقط فهو ينفذ الأوامر كما اتفق عليها قبل الإنقلاب ربما بأعوام وقبل أن أودعك وأملي أن أجد مدافع أجوبتك تسقط مخزون ذاكرتي أن أختم القول الذي لن أتراجع عنه أنها حرب على الإسلام على غرار ماقاله وزير خارجية أمريكا مع بدء الحرب الزعومة على داعش التي لم يصفها إلا بالحرب على الإسلام حرفيا مما يدل أنها فعلا حربا بدأت من زمان وهي تحاربه على جميع الجبهات بدءا بمقرراتنا منذ السبعينات وعليه فالحرب على المسلمين جميعا قادمة مالم تواجهها الشعوب المسلمة دون اتكال على مندوبي الصليبيين

    ردحذف
    الردود
    1. سأجيبك على استفسار واحد: اين الديمقراطية الحقة؟
      انا لا اؤمن بالديمقراطية وليست هناك ديمقراطية اصلا في العالم. إطمئن.
      الشعوب لا تحتاج الى الديمقراطية ولا الى الحرية وإنما تحتاج الى ان تلبى حاجاتها المادية والى الامان.
      بقية المواضيع التي وردت في تعليقك كنت قد كتبت عنها كثيرا واعتقد انك قرأته مرارا في هذه المدونة.

      حذف