"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

12‏/7‏/2013

في مصر: ثورة أم انقلاب عسكري؟

تعليق: عشتار العراقية
انشغل الطرفان في مصر  المعارض والمؤيد في تكريس الوقت والجهد والمال لتوضيح وجهات النظر أمام ماما أمريكا بالرسائل والوفود والتويتات واللافتات باللغة الإنجليزية. المعارضون يقولون لها أن ماحدث في مصر انقلاب عسكري ، والمؤيدون يقولون انها ثورة شعبية.
يبدو أنه في عرف الديمقراطية الأمريكية أن كلمة (انقلاب عسكري) كلمة قبيحة، ولهذا كان المعارضون يلصقونها بالمؤيدين وهؤلاء يحاولون جهدهم لدفعها عنهم.
ياخسارة الوقت والمحاولة..
ياأهلنا في مصر.. أمريكا نفسها يحكمها جنرالات العسكر في البنتاغون وشركات السلاح تعاونها شركات جيوش المرتزقة . ميزانية البنتاغون هي أكبر الميزانيات في الولايات المتحدة ، وهي الأكبر في العالم. والجنرالات حين يتقاعدون يذهبون الى مجالس إدارات شركات السلاح او شركات الأمن الخاصة، أو رؤساء هذه الشركات ينتهي بهم الأمر- عبر الباب الدوار - الى سدة الحكم في الإدارة الأمريكية. إن من يحكم أمريكا الآن هو المجمع العسكري/الصناعي الذي حذر منه ايزنهاور. ولهذا حروب أمريكا لا تنتهي لأنها باب رزق هؤلاء. وهذه الشركات هي أكبر ممول في الانتخابات الرئاسية والنيابية في أمريكا.
لم أجد من يقول لأمريكا ذلك، بل الكل يتزلف لها. ولكن قليلا من التبحر في حال أمريكا يمكن أن يزيح هذه الغشاوة عن العيون. وإذا اردتم رأيي في ماحدث في مصر، فإني افضل أن أصدق أن الجيش ساعد الشعب في الثورة على حكم استبدادي باسم الدين. فإذا  أصر البعض على انه انقلاب عسكري، اقول له إذن إنه انقلاب مبتكر، وانا أحب الابتكارات والإبداعات.
وللشعب المصري أذكرهم بمثالين على حكم الدين وحكم العسكر.
المثال الأول : النموذج الديمقراطي الذي تفضله أمريكا لشعوبنا وهو الحكم باسم الدين كما فرضته على الشعب العراقي بتنصيب أحزاب دينية حولت صناديق الانتخاب الى مقدس ديني يطوف عليها الإمام علي (كرم الله وجهه) بنفسه. مثله مثل جبريل عليه السلام الذي يطير فوق صناديق الإخوان المسلمين. لأن هذا النموذج من الديمقراطية لا ينفع إلا مع الشعوب الجاهلة التي لاتعرف من الصناديق إلا صناديق النذور في الأضرحة الدينية حين يشتكي لها المظلومون منهم. فصندوق الانتخاب بالنسبة لهم بالضبط هو صندوق النذور للأولياء الصالحين الذين سوف يحققون لهم المراد. في العراق صورت لهم الأحزاب الدينية أن التصويت لصالح الأحزاب الدينية هو نصرة للمذهب ولأهل البيت ضد الكفار النواصب. وفي مصر صورت الأحزاب الدينية للشعب أن التصويت لهم هو نصرة لدين الله ولرسوله ضد الكفار العلمانيين. وإذا سألت أي ناخب بسيط من الشعب المصري مؤيد لمرسي: لماذا تنتخبه لأجابك : لأنه حافظ للقرآن. هو أول رئيس مصري حافظ للقرآن. على هذا القياس، كان يمكن ان ينتخبوا أي فتى في العاشرة من عمره من الذين ينالون جوائز حفظ القرآن في المسابقات السنوية. ماعلاقة حفظ القرآن بإدارة دولة؟ ولكنها نظرية صندوق النذور.
المثال الثاني: حكم الجيش في ثورة (او انقلاب؟) 1952 بقيادة جمال عبد الناصر ومجلس قيادة الثورة. العهد الوحيد الذي حققت فيه مصر انجازات داخلية وخارجية. بالطبع مع اخفاقات وانكسارات ونكسات، وشيء من  القمع. ولكن المنجزات المعنوية والمادية كانت هي الراجحة. فما الضير أن يساعد الجيش الشعب أو يساعد الشعب الجيش في انقلاب على أن تسود حسنات عهد جمال عبد الناصر مع تجنب السيئات وتعلم الدروس والوعي باختلاف الزمان والقوى الخارجية والداخلية المؤثرة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق