"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

21‏/7‏/2013

أخيرا (إسرائيل) في أور -5

الحلقة السابقة
تحقيق:  عشتار العراقية
جورج فرج
ولد في الاسكندرية (مصر) ونشأ في نيو جرسي بالولايات المتحدة واكمل دراساته في الدكتوراه (انثروبولوجي)(2007) اضافة الى سبق حصوله على الماجستير في العلاقات الدولية والادارة العامة (2002) في كلية ماكسويل للمواطنة في جامعة سيراكوز.
دبلوماسي ومسؤول قنصلي في وزارة الخارجية الامريكية سابقا. خدم بهذه الصفة في اماكن متعددة في الشرق الاوسط بضمنها لبنان والبحرين والعراق. خدم في العراق (2004-2005) في مهام دبلوماسي ومترجم (معاصرا بول بريمر ونيغربونتي)
قبل ذلك عمل مديرا للعمليات الخارجية في الجامعة الأمريكية في القاهرة.
يعمل الآن مسؤولا عن البرنامج الاقليمي الخارجي في الجامعة الأمريكية في بيروت.(المصدر)
  كانت اطروحة الدكتوراه التي نال بها الشهادة حول موضوع شيعة الشتات  العراقيون الذين اسهموا في الادارة الانتقالية في العراق بعد صدام. (هنا بعض صفحات من الدراسة واعتقد انها جديرة بالترجمة)
والتي يقول عنها (تتناول الدراسة دور مجتمعات الشتات في الادارات الانتقالية الدولية. اركز فيها على الشيعة العراقيين في الشتات في الولايات المتحدة واوربا والذين عادوا الى العراق في مهام رسمية ضمن مجلس تنمية اعادة الاعمار العراقي (مختصره IRDC ) وهو فرع من سلطة التحالف المؤقتة. هذا المشروع مهم لثلاثة اسباب: الأول - انه يقدم دراسة عميقة وعن خبرة شهادة عيان للمضمون السياسي الاجتماعي للنجف في العراق وهي اقدس مدينة للمسلمين الشيعة في العام الذي اعقب مباشرة نهاية عملية حرية العراق. ثانيا - انه يسهم في نقاش اكاديمي مهم ولكنه نادر حول دور مجتمعات الشتات في الادارات الانتقالية خاصة في عراق مابعد الحرب. اخيرا انه يلقي الضوء على العراقيين العائدين الذين لعبوا دورا في جهود اعادة الاعمار مع سلطة التحالف المؤقتة .
المجموعة الرئيسية التي عملت معها كانت فريق مجلس تنمية اعادة الاعمار العراقي في النجف وكنت على صلة مستمرة وشخصية مع الرجال المحليين من النجف الذين يمثلون كل قطاعات المجتمع بضمنها : الدين والتعليم والسياسية.
البحث لهذا المشروع كان في النجف على مرحلتين : الاولى من ايلول 2003 الى مارس 2004 حين طلبت مني وزارة الخارجية ان اترك منصبي الدبلوماسي في البحرين لأخدم مع سلطة التحالف المؤقتة بوظيفة مسؤول الشؤون العامة في النجف. في كانون الثاني 2005 عدت الى وسط وجنوب العراق لمساعدة السفارة الامريكية في انتخابات 31 كانون الثاني 2005 (المصدر). إذن كان قد استغل وجوده في النجف (من 2004- 2005) مسؤولا دبلوماسيا لينهي مشروع الدكتوراه الذي نال عنه الشهادة في 2007.
وعن طبيعة مهامه في  النجف يشرح لنا ذلك السفير روبرت فورد الذي نقل ايضا مثله من البحرين الى العراق في نفس الفترة ، ولعلنا نذكر روبرت فورد انه كان السفير الامريكي في سوريا وطرد منها لأنه كان يحض المعارضين على (الثورة) على النظام. وقد كتبنا عنه سلسلة مقالات (دبلوماسي أم ارهابي) هنا وهنا وهنا. يشرح طبيعة المهام (الظاهرة) لأن المهام الخفية واضحة من ادراك مهمة روبرت فورد كما اوضحناها في سلسلة المقالات المشار اليها، وارتباط  الفترة التي عمل فيها فرج وفورد مع نيغروبونتي. وليس مستغربا أن يشرح فورد مهامه وفرج في النجف أمام محفل ماسوني في البحرين هو محفل (السلمانية)
 المصدر - موظفان من السفارة الامريكية في البحرين يساعدان قوات التحالف في مهمة اعادة بناء العراق. القائم بالاعمال روبرت فورد ومعه مساعد الملحق الصحفي والثقافي جورج فرج استقرا في النجف الاول لمدة ثلاثة اشهر والثاني لمدة خمسة اشهر (ثم مد جورج فرج اقامته في النجف حتى اكمال بحثه للدكتوراه) وقد عمل الرجلان على اعادة المدينة الى طبيعتها بعد الحرب وعملا على مشاريع مثل اعادة بناء المدارس (المقصود تجديد اثاثها وطلاء جدرانها فقط) والحفاظ على الآثار (التحف الموجودة في المراقد الدينية) وتقوية قوات الشرطة المحلية.
شرح ذلك السيد فورد وهو يتحدث الى اعضاء نادي الروتاري في السلمانية في البحرين خلال الغداء الاسبوعي في فندق الهلتون. وقد اوضح مهماتهما في العراق والاستقبال الذي حظيا به من الجمهور العراقي. وقد وصف فورد بغداد بانها مدينة تعود الى الحياة ولكنه اضاف ان هناك تذكيرا مستمرا بالعنف في البلاد
 "على جانبي الطريق ترون الحواجز الكونكريتية الضرورية بسبب المقاومة / المتمردين/ الارهابيين ، ايا كان الوصف الذي تطلقونه عليهم. حين تمر بالسيارة ترى المباني المدمرة وبين حين واخر مركبة عسكرية مدمرة ولكن في الاغلب هي مدينة طبيعية"
لقد ارسل فورد وفرج الى العراق من قبل وزارة الخارجية الامريكية المتلهفة لارسال متحدثين باللغة العربية. في النجف ساعدا في اطلاق برنامج اعمال عامة لتوظيف العاطلين بأموال الحكومة. وقد تم توظيف 3000 شاب باعمال كناسين وزبالين بالشوارع (يالها من وظائف كان ينتظرها الشباب العراقي) كما ساعدا في تغيير العملة العراقية القديمة التي كانت تحمل صورة صدام وساعدا في اقامة انتخابات محلية لتدريب الناس على الديمقراطية والانتخابات. يقول فورد "اهم شيء ان الناس كانت فرحة  بالانتخاب) (المصدر)
 ++
نعود الى حضور جورج فرج توقيع اتفاقية انشاء جامعة النبي ابراهيم في العراق. لقد جاء بصفته نائب رئيس البرنامج الاقليمي الخارجي في الجامعة الأمريكية في بيروت وهي الجامعة التي تساعد في انشاء جامعة النبي ابراهيم . أولا - يستقر في الذهن الآن أن من يشغل المناصب العليا في الجامعات الامريكية في بلادنا العربية هم موظفون سابقون في وزارة الخارجية الأمريكية وساعدوا في حروبها وفي مهام تجسسية بسبب اجادتهم للغة العربية. ثانيا - الجامعات الأمريكية وأهمها وأقدمها الجامعة الأمريكية في بيروت هي راعية نشر الماسونية في منطقتنا. وإنشاء جامعة أمريكية برعاية شخص مثل جورج فرج كانت له
ادوار مريبة في النجف والجنوب العراقي وقبلها في البحرين (والبحرين ليست فقط ماخور الخليج وإنما مستنقع الماسونية فيه، مثلا رغم أن المحافل الماسونية تقوم على التخفي الى حد استخدام اشارات معينة في المصافحة او غيرها للتعرف على بعضهم البعض، لكني لأول مرة أجد البحرين تتباهى علنا بماسونيتها بل أن نادي روتاري السلمانية هناك (الذي استضاف روبرت فورد)   له موقع على الانترنيت ينشر فيه اسماء كل اعضائه مع صورهم ونشاطاتهم. انظر هنا.
++
عودة الى إنشاء الجامعة. وقعت اخيرا على فيديو مقابلة مع د. زهير حمادي في برنامج (حديث آخر) لريكاردو كرم على قناة السومرية، اتضح منه بعض الأمور الهامة التي ربما كانت خافية عليّ حتى الآن.
1- أن معرفته بعادل عبد المهدي تأتي من جانبين : اولا - أن أصولهما من ناحية الأب تنحدر من لواء المنتفك. وأن الوالدين كانا في الحكومة (سواء في الوزارة او البرلمان) ايام الملكية والانتداب البريطاني. ثانيا كانا رفيقي دراسة في كلية بغداد. (وكذلك كان من رفاقهما: احمد الجلبي واياد علاوي، كنعان مكية، ليث كبة انظر هنا) والآن يضاف اليهم زهير حمادي. أليس من الغريب ان تخرج مدرسة واحدة كل هذا العدد من العملاء؟ ربما السبب أن اولاد الطبقة الحاكمة حينذاك كانت هي القادرة على ادخال اولادها في كلية بغداد ثم كل هؤلاء اتيح له فيما بعد لاكمال الدراسة في الخارج، واحراز الجنسيات الاجنبية، ثم الاستعانة بجيش اجنبي للانتقام واستعادة مُلك بائد.
2- يتضح أن زهير حمادي هو صاحب فكرة انشاء الجامعة الأمريكية في اور.
3- عند استعراض صور عائلته ، تبين أن سعد ورعد اللذين جاء ذكرهما في الشركة التافهة التي اسسها في امريكا وقد نشرت ملابساتها عند الحديث عنه في الحلقة الثانية من هذه السلسلة، هما شقيقاه، ولكن لم يأت ذكر عادل عبد الغني حمادي الذي يحمل نفس اسم ابيه ولقبه وشاركه في تلك الشركة وقد سجلته على انه شقيقه، فمن الصعب ان يأي شريك يحمل نفس الاسم ويأتي من الناصرية ايضا بالصدفة!!
4- أكد في حديثه أنه لم يأت على الدبابات الأمريكية !! وحين قاطعه مقدم البرنامج "ولكن الجيش الأمريكي مهد الأرض لمجيئك" اصر حمادي أنه ليس مثل الاخرين فقد جاء بمحض ارادته!! وهل جاء الاخرون قسرا؟؟
5- ذكر في نهاية اللقاء نقطة هامة جدا يبدو انها الفكرة الأساسية من انشاء جامعة امريكية باسم (النبي ابراهيم) وفي اور، في جنوب العراق. قال أنه الى جانب أقسام الدراسات العلمية والتقنية في الجامعة المقترحة، فقد فكر في إضافة قسم للدراسات المقارنة في الأديان الثلاثة : اليهودية والمسيحية والاسلام. (اعتقد أن هذا هو اصل تسميتها النبي ابراهيم - ابو الاديان الثلاثة) شفتوا الربط؟ وقال أنه كان متخوفا من كون المنطقة (شيعية) ولكنه حين التقى برجل دين بارز من الناصرية هو محمد باقر الناصري رحب بالفكرة. والسؤال هو: إذا كانت الفكرة طبيعية وبسيطة وعادية لماذا كان متخوفا ؟؟
قبله سبقه بول بريمر حين دعم ومول (جامعة الحلة الدينية ) الماسونية لصاحبها فرقد الحسيني القزويني (انظر ماذا تعني دراسات الأديان الثلاثة في العراق المحتل).
++
فيديو المقابلة في أدناه:

الغرب الإستعماري تقوده الصهيونية العالمية مهووس بفكرة خلق قيادات موالية من الصفوة، بواسطة تربية الشباب وتنشئتهم على حب القيم الغربية. ويتم ذلك عن طريقين : انشاء مدارس وجامعات غربية في المجتمعات التي يعتبرونها مغلقة ، وعن طريق برامج تبادل الطلاب بين الجامعات، وقد رأينا زهير حمادي ينشط في المجالين فكأنه مكرس لهذه المهمة. ولن نعجب فصفوة العملاء في العراق كما رأينا جاءوا من مدرسة كلية بغداد، ثم اكملوا تعليمهم اما في الجامعات الأمريكية في بيروت او الغرب. والتداخل الذي رأيناه في أكثر من مجال في هذه الحلقات لم يكن صدفة. حتى عمل جورج فرج اخيرا في قسم العلاقات الاقليمية الخارجية في جامعة بيروت لم يكن صدفة، فهو مرتب. وربما  يكشفه هذا الخبر:
تعاون مع الجامعة الامريكية في بيروت يسمح لبرنامج قادة من اجل الديمقراطية مختصره LDF ان يمتد الى الشرق الاوسط باللغة العربية
بعد اربع سنوات من ارسال مهنيين شبان يتحدثون الانجليزية من الشرق الاوسط وشمال افريقيا الى الولايات المتحدة من خلال برنامج قادة من اجل الديمقراطية ، قررت وزارة الخارجية الامريكية توسيع هذا البرنامج الناجح جدا بتوفير برنامج  مماثل يقام قي احدى الدول المستهدفة. وقد طلب من جامعة ماكسويل (هي الجامعة التي درس فيها جورج فرج) ان تطور هذا البرنامج الجديد باللغة العربية ليخدم القادة الصاعدين الذين قد لا يتقنون اللغة الانجليزية او غير قادرين على السفر الى الولايات المتحدة. الموقع الطبيعي لبرنامج قادة من اجل الديمقراطية بالعربية كان الجامعة الامريكية في بيروت وهي شريك لجامعة ماكسويل في تبادل الطلبة.
وقد وصلت اول مجموعة من هذا البرنامج المكونة من 12 زميل الى الجامعة الامريكية في بيروت في الصيف الماضي من الجزائر والبحرين والعراق والاردن والكويت ومصر ولبنان وعمان وقطر واليمن.وقد درس الطلبة نفس البرنامج الذي يدرس باللغة الانجليزية (ولكن هذه المرة درسوه بالعربية) وقد جمعت الدراسات بين الاكاديمية واالمهنية عبر المنظمات الموجودة في لبنان في مواضيع مثل آمال الديمقراطية في الشرق الاوسط ودور التعليم المدني في بناء الدولة و آليات الشبكات الاجتماعية على الانترنيت. ومن بين المتحدثين في الصيف الماضي كان رامي خوري وعصام  فارس مدير معهد السياسة العامة والشؤون الدولية في الجامعة الذي ساعد في تمهيد الطريق لعلاقة ماكسويل مع جامعة بيروت وخريج آخر من ماكسويل هو جورج فرج وهو الذي ينسق برنامج القادة باللغة العربية مع مديرة البرنامج رولا الصلح
وفي حفل الافتتاح علق رئيس الجامعة بيتر دورمان على التوقيت المهم للبرنامج في خضم الاحداث الدرامية في المنطقة . قال دورمان ان زملاء قادة من اجل الديمقراطية "يعملون على قضايا تتعلق بحقوق الاطفال والتنمية المستدامة وحرية الاعلام وتطوير القطاع الخاص - وهي كلها مهمة لقضايا تميز ما يسمى الربيع العربي" معتبرا ان احداث 2011 تذكر بأن "افعال الشباب العادي يمكن ان تقود  الى نتائج غير عادية"
 ولعل قرائي يتذكرون من ملف (احتلال العقل: الجامعة الأمريكية في السليمانية) كيف أن الجامعة نشطت في برنامج تبادل الطلبة ايضا والذي يستخدم ايضا مصطلح (القادة) وقد تم  ارسال العديد من الشبان العراقيين من  العرب والاكراد الى معاهد صهيونية في الولايات المتحدة من اجل اتمام غسيل العقول وتربية قادة جدد موالين يكونون في المستقبل خير راع لمصالح الغرب الاستعماري.(انظرالرابط في آخر الموضوع)
لعل خير ما اختم  به هو تعليق كتبه المدعو سكوت كنج الذي ساعد على منح جائزة (نفسا) لزهير حمادي على سبيل الرشوة، وقد كتب التعليق في مدونة تابعة لمشروع (نفسا) ردا على كاتب تناول موضوع مبادرة التعليم العراقية التي يديرها حمادي واستعداد جامعة آيوا لاستقبال اول وجبة من الطلاب العراقيين :" توم ، اعرف اشخاصا كثيرين يشاطرونك هذه المشاعر حول امكانية ان تمد هذه المبادرة  جسورا. نحن نخطط بالفعل لاستغلال بعض جنودنا العائدين من الحرب العراقية في البرامج التي يشارك فيها هؤلاء الطلبة  حيث يود هؤلاء الجنود ان يرووا للطلبة تجربتهم القتالية في العراق بشكل تربوي و ايجابي. "- المصدر
بمعنى آخر: احتلال عقول العراقيين هذه المرة.
هذا هو معنى التعليم الجديد في العراق الجديد. قتلوا وشردوا القيادات المتعلمة التي تؤمن بالوطن ويخلقون الان قيادات بديلة تؤمن بقتل الوطن.
وبهذه المناسبة من الأهمية بمكان قراءة الموضوعين التاليين:
التاريخ الأسود والمشبوه للجامعة الأمريكية في بيروت
ارسال طلاب عراقيين الى معاهد صهيونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق