"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

10‏/7‏/2013

أخيرا (إسرائيل) في أور - 2

الحلقة السابقة هنا
تحقيق : عشتار العراقية
أريدكم أن تركزوا معي جيدا، لأن القضية متشابكة لا يعرف راسها من أساسها. وسأحاول أن أضع المعلومات أمامكم بقدر ما استطيع من وضوح. اليوم سنتناول شخصا آخر في صورة تأسيس جامعة النبي ابراهيم في اور.
الدكتور زهير عبد الغني حمادي (الشخص الثاني من اليمين) وهو يشغل حاليا مناصب :
مستشار نوري المالكي للشؤون (التعليمية)
مدير اللجنة العليا لتطوير التعليم - مرتبطة بمكتب رئيس الوزراء
مدير المبادرة التعليمية - مرتبطة بنائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي (سابقا)
عضو في جمعية (مجلس التنمية المستقل) لصاحبها عادل عبد المهدي.
قبلها عمل مستشارا لنائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي للشؤون الاقتصادية
قبلها في 2004 عمل امينا عاما لمجلس الوزراء (وزارة اياد علاوي).
قبلها عاش 40 سنة في امريكا ويحمل الجنسية الأمريكية
صهيوني الهوى (هو القائل أمام مؤتمر لجمعية امريكية مريبة معظم اعضاؤها من اليهود :" يعتبر عام 2003 للعراق بأهمية عام 1948 لاسرائيل . سوف يسجله التاريخ كبداية للديمقراطية في العراق" هذا هو الرجل الذي وضعوا مستقبل التعليم في يده!!
 يذكر احد المواقع ان حمادي ولد ودرس في بغداد ثم ترك العراق في الستينيات لدراسة الدكتوراه في العلوم السياسية في جامعة الينوي الجنوبية. وعاد الى العراق في 1968 ثم سرعان ماغادرها الى الامارات. في 1987 استقر مع زوجته في الولايات المتحدة حيث عمل مستشارا تعليميا ، ثم بدأ في التسعينيات (النضال) ضد صدام حسين حيث أسس في 1993 مع فريد ياسين منظمة اسمها (مفقود) للبحث عن 300 ألف مفقود عراقي على أيدي اجهزة أمن صدام (كذبة الارتزاق المعهودة) . في عام 1995 أخذ منحة من (صندوق وقف الديمقراطية ) لإقامة مركز للبحث عن المفقودين في المنطقة الكردية في شمال العراق. ولكنه اجبر على إغلاق المقر بعد سنة (لايذكر المصدر لماذا اغلق وارجح أنه شمع الخيط حين اكتشفت حكومة العراق الخلية المخابراتية في الشمال عام 1996) . ويقول المصدر أن حمادي عضو في المجموعة الوطنية العراقية iraqi national group  ولا ادري هل المقصود بها مؤتمر الجلبي؟  وكان ينوي  ان يعود الى بغداد بعد الأحتلال مباشرة لاقامة  اول سلسلة مراكز للبحث عن المفقودين. ولكنه في الواقع لم يرجع الا في كانون الثاني 2004 ولم نسمع انه اقام مراكز للبحث عن المفقودين.
 كان شريكه في نصبة البحث عن المفقودين واحد اسمه فريد ياسين (وصف بأنه مستشار تكنولوجيا من بوسطن) وقد قبضا في عام 2000 مبلغ 150 ألف دولار من وزارة الخارجية الأمريكية لإنشاء موقع على الانترنيت ولإدخال بيانات المفقودين.وقد  استطاعا ادخال اسماء وصور 9000 في الموقع الذي اقيم في عام 2002. وأبوكم الله يرحمه، لا وجدوا المفقودين ولا هم يحزنون. وغني عن القول أن الموقع نفسه لم يعد على الشبكة العنكبوتية mafqud.org (المصدر)
++
لايفوتني ان اذكر ان فريد ياسين الذي تعب كل هذا التعب في البحث عن المفقودين اصبح الان سفير العراق في فرنسا وفي الحديث عنه يقول احد المواقع ان دراسته كانت الطب ثم انخرط في النشاط السياسي وحقوق الانسان ثم استمعوا الى مافعله : عمل عند عودته الى
العراق رئيس التخطيط السياسي في وزارة الخارجية العراقية ثم مستشار دبلوماسي لنائب الرئيس عادل عبد المهدي. ومنذ 2010 صار سفير العراق في فرنسا وهو عضو في الجمعية الطبية الامريكية والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (المصدر )
اشجاب الطب الى الدبلوماسية؟
نعود الى حمادي..عاد الى العراق في كانون الثاني 2004 بعد أن اطمأن تماما من أسر صدام حسين (شلون شجاعة) .
وبعد (تسليم بول بريمر السيادة والريادة الى اياد علاوي في حزيران 2004) عين حمادي في منصب الامين العام لمجلس الوزراء . وفيما يلي مقتطفات من حوار معه اجراه صحفي في تشرين الثاني 2004 أثناء حرب تدمير الفلوجة (الثانية)

(القتال في الفلوجة هذا الاسبوع (تشرين ثاني 2004) وضعت علاوي تحت الاضواء الدولية . اعلن يوم الاحد ان الحكومة سوف تفرض حالة الطواريء في العراق لمدة 60 يوما . (ماعدا المنطقة الكردية). وايضا بدأ علاوي اجراءات طواريء في الفلوجة والرمادي واغلق حدود العراق مع سوريا والاردن واغلق مطار بغداد الدولي لمدة 48 ساعة.
هذه الاجراءات اتخذت لتمهيد المسرح يوم الاثنين لحوالي 10 الاف جندي امريكي وعراقي لدخول الفلوجة  وهي معقل لحوالي 3000 متمرد. يقول حمادي "حين جاءت الولايات المتحدة الى العراق في العام الماضي ، قاموا بالكثير من الاخطاء ومانراه الان هو نتائج كل ذلك . نحاول ان نلتقط الامور مرة اخرى ونتقدم الى الامام". في نيسان الماضي حين اجتاحت القوات الامريكية الفلوجة حركت تقارير المستشفى غضبا عاما في العراق والعالم العربي بسبب ارقام الضحايا المدنيين مما دعا ادارة بوش لايقاف الهجوم.
الان قامت الولايات المتحدة باحتلال المستشفى العام في الفلوجة الذي كان مصدر تقارير الضحايا التي كانت بالمئات حسب المستشفى.
يقول حمادي "الان في هذا الوقت التاريخي، اصبحت الفلوجة ملاذا للارهابيين من كل انحاء الشرق الوسط. اصبحت الفلوجة قاعدتهم حيث يتحركون الى انحاء العراق لقتل الناس والقيام بالاعمال الارهابية. لقد حان الوقت للقضاء عليهم"
الوقت حرج حيث سوف تقام  اول انتخابات منذ الاطاحة بصدام حسين في اواخر كانون الثاني.
وفي نفس الوقت يمتدح الانتخابات الامريكية ويقول ان "الغالبية العظمى من العراقيين رحبوا باعادة انتخاب بوش لأنه هو الذي بدأ هذا الحدث التاريخي وسوف يسعدهم ان يعود الى السلطة لانهائه" (المصدر)
 ++
اتوقف هنا فقط للتعليق على مغادرته العراق في اواخر الستينيات من القرن الماضي لدراسة الدكتوراه. وترويجه انه غادر العراق لمظلومية او اضطهاد. ولكن الواقع أن شقيقه عادل عبد الغني حمادي كان في السبعينيات محافظا للسماوة وكان رئيس نقابة المحامين من 1978 الى 1982. أي لم يكن هناك اي اضطهاد للعائلة. ولا يبدو أن الشقيق قد غادر العراق . في 2003 بعد الإحتلال أقام الشقيقان ومعهما اثنان آخران من العائلة لا ادري صلة القرابة هما رعد وسعد حمادي مع شريك لبناني الاصل امريكي الجنسية  اضافة الى شريك آخر ضابط متقاعد امريكي غريب الأطوار وسأحدثكم عنه اسمه شارلز بيليتز ، اقاموا شركة تكاد تكون وهمية من الشركات التي اقيمت من قبل المرتزقة الذين تدفقوا على العراق بعد الاحتلال للربح من الخراب. الشركة اسمها World wide development corporation (شركة التنمية العالمية). دعوني اخبركم عن هذه الشركة.
في هذه الشركة كان الرئيس هو اللبناني الامريكي توماس فضول (رجل قانون) ونائب الرئيس د. زهير حمادي وفي ادارتها ايضا رعد حمادي وسعد حمادي رئيس مؤسسة علوان في جدة بالسعودية ومحامي الشركة عادل عبد الغني حمادي وضابط العمليات تشارلز بيليتز  وللاتصال وضع عنوان زهير حمادي في ساحة الحرية بالكرادة بغداد.
وفي وصف الشركة نجد الآتي: تأسست لتطوير العمل في الشرق الاوسط.وانها تعمل في مجال الصيرفة والمال البناء والشحن والهندسة والقانون والاتصالات.الشركة يملكها بالتساوي امريكان من اصول عراقية ولبنانية
تقوم الشركة بمهام تسهيل التجارة الدولية والاستثمار بين امريكا والعراق وللمساعدة في تطوير وتحديث النظام القانوني في العراق.
وشركة عادل عبد الغني وشركاه هي الشركة القانونية الرائدة في العراق. وحمادي هو الشريك الاكبر في الشركة
 طبعا من الواضح أن الشركة - مثل كل شركات انتهاز الفرص- وضعت لنفسها مهاما متعددة واهمها تسهيل الاعمال للشركات الراغبة في العمل في العراق. ولكن الشيء العجيب أنه رغم كل هذه الخبرات فليس هناك موقع للشركة على الانترنيت الا
من خلال شركة صغيرة صاحبها هو شارلز بيليتز اسمها inklingsmedia
واسمها يدل عليها فهي شركة يمكن وصفها بأنها (تكتب لك العرائض وتصيغ لك الاعلانات ) صاحبها ضابط معوق سابق يقدم نفسه على انه (كولونيل سابق ومقاول سابق كان يقدم خدمات للجيش الأمريكي)
والملفت للنظر أن شركة عائلة حمادي كانت أحد زبائنه وهكذا فإن الصفحة الوحيدة للشركة على الانترنيت هي صفحة (النموذج) الذي يقدمه شارلز بيليتز على نوعية اعماله (اي كان يقدم اعلانا عن نماذج أعماله وماذا يستطيع أن يقدم لزبائنه وهكذا وضع صفحة نموذج لشركة بيت حمادي)  كما تجدون هنا
  ولكن العجيب ايضا أن ينضم هو شريكا لعائلة حمادي وفضول. وكأني بهم لم يستطيعوا دفع مصاريف اعلانه عن الشركة فقبلوا به شريكا.
وحين نبحث عن معلومات عن هذا الشريك نجده أنه كان (مقاول جيش سابق ومربي دواجن وكانت لديه شركة اعلانية صغيرة اضطر لبيعها بسبب ضيق الحالة الاقتصادية ثم اطلق شركته الحالية انكلنج ميديا) (المصدر)
++
أما توماس (توم) فضول (رئيس الشركة) فإننا نرى في معلوماته عجبا ايضا. ففي موقع نرى انه (محام في شركة فضول وشركاه )
ولم يذكر الموقع علاقته بشركة حمادي (شركة التنمية العالمية) ولا اي شركة اخرى
ولكن في موقع آخر للمعلومات الشخصية وهو زوم انفو نجد أنه رئيس شركة انكلنجز ميديا التي يصفها الموقع انها شركة صغيرة يملكها عسكري معوق سابق وفي خبرته لايذكر سوى انه (محام دولي).
إذن من الواضح أن الشركة التي اسسها زهير حمادي وعائلته اضافة الى اللبناني الامريكي فضول والعسكري الامريكي المعوق شركة تافهة وتكاد تكون وهمية تأسست بشكل ما، اقامها لهم العسكري /المقاول الامريكي بطريقة مريبة تماما. المهم أن زهير حمادي بعد دوره في تشجيع والدفاع عن تدمير الفلوجة في 2004، كما أسلفنا ، نراه في 2007 وقد اصبح (مستشارا) لنائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي. ورد ذلك في خبر نشرته واشنطن بوست حول تعرض عادل عبد المهدي الى محاولة اغتيال بقنبلة كانت تحت الكرسي الذي يجلس عليه حين سار نحو المنصة في احتفال جوائز في وزارة الاشغال العامة.وقد نقل مراسل الصحيفة عن زهير حمادي تفاصيل الخبر.

وفي  استعراض المناصب التي شغلها في العراق على موقع زوم انفو نجد أن زهير حمادي يذكر انه الشريك الاكبر في شركة التنمية العالمية - المدير التنفيذي للجنة العليا لتطوير التعليم المرتبطة بمجلس الوزراء ( نوري المالكي) - مستشار التعليم لرئيس الوزراء - والمدير التنفيذي لما يسمى (المبادرة العراقية).
+
الآن لدينا هذه العلاقة المتشابكة بين عادل عبد المهدي وزهير حمادي (ناهيك عن الشريك الآخر فريد ياسين الذي اصبح ايضا مستشارا لعادل عبد المهدي) فحين اسس عادل عبد المهدي منظمته الخاصة (مجلس التنمية المستقل) في بغداد في 2005 كما يذكر احد المواقع اصبح زهير حمادي عضوا في مجلس ادارتها. ثم عينه مديرا للمبادرة التعليمية التي قيل أن عادل عبد المهدي هو الذي انشأها منبثقة عن مكتبه. وفي نفس الوقت كان زهير حمادي يرأس (اللجنة العليا لتطوير التعليم) المرتبطة برئيس الوزراء المالكي.
الآن لدينا شيء عجيب. كان عمل المبادرة التعليمية هو ارسال طلبة عراقيين بمبالغ مهولة في بعثات الى الخارج ومعظمها الى  الجامعات الامريكية وأولها الجامعات في الولاية التي عاش فيها زهير حمادي. ثم نرى أن منظمة عادل عبد المهدي والتي يشغل فيها زهير حمادي منصب عضو مجلس ادارة وهي منظمة (مجلس التنمية المستقل) اخذت ايضا تبعث طلابا للدراسة في الخارج (انظر الجزء الأول من هذا التحقيق)!!! هذا التشابك والاختلاط بين الخاص والعام، والذي يقوم عليه شخص واحد هو عادل عبد المهدي بمساعدة شخص واحد ايضا هو زهير حمادي، دون رقابة من أحد تبدو مسألة مثيرة للشك وتسمح بالكثير من الفساد والنهب.الأجمل من كل هذا ان عضوا آخر في منظمة عادل عبد المهدي المعنية بارسال الطلبة الى خارج العراق هو د. بهاء ابراهيم كاظم ويشغل في نفس الوقت منصب مدير عام البعثات والعلاقات الثقافية في وزارة التعليم العالي. هل رأيتم شيئا أغرب من هذا؟ هذا معناه باختصار ان عادل عبد المهدي قد أقام وزارة تعليم عالي لحسابه الخاص ولكن بتمويل من الخزينة العراقية.
++
ومازلنا مع زهير حمادي وعادل عبد المهدي . لم نأت بعد على ذكر بقية الشخصيات المتصهينة أو انشاء  جامعة النبي ابراهيم في اور
في الحلقة القادمة : الاكاديمية الأمريكية الراعية لمبادرة التعليم التي سوف ترسل البعثات الى الخارج، مؤسسة محتالة ونصابة ويجري حلها من قبل الإدارة الأمريكية . ألم أقل لكم أن الغربان على أشكالها تقع؟  وسأحدثكم كيف حصل زهير حمادي على جائزته الدولية !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق