"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

5‏/6‏/2013

إضحك مع المصريين: برنامج الكاميرا الخفية في اجتماع سري للغاية

تعليق: عشتار العراقية
المصريون هذه الأيام يعيشون أزهى عصور الكوميديا والبرامج الهايفة رغم أن رمضان لم يصل بعد. منذ يومين لاتتوقف السخرية مما حدث في الإجتماع  الخطير بين الرئاسة والمعارضة لبحث مسألة تقرير مصير وأمن قومي مائي بعد أن قررت إثيوبيا إقامة سد على النيل. ولسوء حظي  لم أتابع إلا قليلا من المؤتمر على بعض القنوات المصرية حيث كان احد مساعدي الرئيس المصري يستعرض للحاضرين تقرير لجنة ما حول امكانيات واحتمالات وخطورة السد الإثيوبي، وكان كلما قرأ جملة من التقرير باللغة الفصحى يعود ليفسرها باللهجة العامية ، ثم يقاطعه الرئيس مرسي ليشرح بالأمثلة والإيضاحات (الهندسية) ماهو المقصود من هذا، ولما رأيت أن المسألة طالت أكثر من اللازم حولت الريموت كونترول الى فيلم مصري قديم من أيام الأبيض والأسود، دون أن أعلم أني أفوت على نفسي أجمل برنامج كوميديا من نوع (الكاميرا الخفية) إذيع بعد انتهاء تفسير وشرح وتوضيح التقرير. مستعدة أن أضرب نفسي مائة جلدة بأثخن زنجيل استطيع شراؤه من أية مكتبة عامرة في العراق على هذه الخسارة.
وبرنامج الكاميرا الخفية انتشر في مصر في سنوات ماضية، وكان برنامجا يعتمد على تسخيف وتسفيه المواطن سيء الحظ الذي يقع في قبضة اصحاب هذه البرامج ويظهره غبيا وجاهلا وأحمق وحمارا، ثم بعد كل هذا وبعد أن يكشف له مكان الكاميرا ، يسأله مقدم البرنامج : نذيع؟ فيقول المواطن المضحوك عليه : ذيع.
إلا أن مقدم البرنامج هذه المرة لم يسأل المضحوك عليهم "نذيع؟" وإنما فاجأهم بعد وقوعهم في الفخ وكشف جهلهم وحماقتهم بأنهم على الهواء مباشرة. هؤلاء كانوا  (المعارضة) والشخصيات (العامة) التي دعاها الرئيس مرسي لمناقشة مسألة أمن قومي سري للغاية، على الهواء مباشرة، وأمام أنظار الملايين من الأعداء والأصدقاء.
تشبيه (الكاميرا الخفية) هو من عندي ولم يستخدمه أحد آخر على حد علمي، ولكن المصريين تذكروا على الفور، الممثل محمود عبد العزيز في فيلم الكيت كات، في دور الشيخ الأعمى الذي يفضح علاقته الجنسية بجارته بدون ان يعرف أن ميكرفون الجامع مفتوح وأن الحي كله استمع الى الفضيحة.
الإجتماع كله كان عجيبا. مسألة أمن قومي تناقشها شخصيات سياسية ودينية عامة وليست شخصيات متخصصة علميا في قضايا السدود والأنهار الخ. ثم هناك من يقرر أن يذيع جلسة سرية على الهواء مباشرة. ثم هناك من ينسى أن يقول للحاضرين ذلك، فيدلي كل منهم بآراء غبية وعبيطة وجاهلة: من يقول نضرب السد بطائرات، ومن يقول نزعم اننا سنشتري طائرات استخباراتية لنرهب اثيوبيا، ومن يقول نملأ سفارتنا هناك برجال المخابرات، ومن يقول نحدث قلاقل من خلال التأثير على القبائل، ومن خلال دول مجاورة لإثيوبيا. وكان اكبر المساخر أن يقترح رئيس حزب أن يقسم جميع الحاضرين على عدم الإدلاء بتصريحات حول المؤتمر أمام الإعلام !! وكان  المسكين مبثوثا على جميع وسائل الإعلام في الدنيا. طبعا السلطات الإثيوبية سجلت المؤتمر باعتباره دليلا على سوء النية المصرية لتقديمه عند الحاجة الى جهات قانونية دولية.
اقرأوا وشاهدوا هنا وهنا ، بعض النكات والسخرية والكاريكاتير. وأفضل تفسير لهذه الكاميرا الخفية في اجتماع بالغ السرية هنا.

هناك تعليق واحد: