"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

16‏/6‏/2013

البعد الأرمني في أحتجاجات اسطنبول

احتجاجات الأتراك ضد أردوغان أخذت بعدا آخر هذا الشهر وهو (الإبادة التركية للأرمن) ويبدو أن الأرمن يشاركون في الاعتصامات والإحتجاجات في ساحة تقسيم انطلاقا من احساسهم بالمظلومية التاريخية لاسيما وأن الحكومات التركية المتعاقبة ترفض الإعتراف بها. وتعرفون رأيي بأساطير الإبادات. فيها الكثير من المبالغة والتهويل والتحوير والإختلاق من أجل تحقيق مصالح سياسية. ولكني أنقل اليكم هذا البعد لتوسيع آفاق التحليل لما يجري في تركيا. الأرمن يقولون أن الحجر الذي بنيت ساحة تقسيم مسروقة من مقبرة وكنيسة لهم كانت في هذا المكان. ويطالبون الآن في  احتجاجاتهم ببناء نصب تذكاري يخلد الإبادة بدلا من بناء مركز تجارية كما كانت تزمع الحكومة عمله في الميدان. إليكم القصة التي نشرت اليوم على موقع أرمني:
 المصدر- طﺎﻟﺐ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻈﺎھﺮﯾﻦ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺗﻘﺴﯿﻢ ﻓﻲ اﺳﺘﻨﺒﻮل ﺑﻨﺎء ﻧﺼﺐ ﺗﺬﻛﺎري ﻟﻺﺑﺎدة اﻷرﻣﻨﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ ﻋﻮﺿﺎًﻋﻦ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺬي أﺻﺮ ﻋﻠﯿﮫ أردوﻏﺎن. وﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﺣﻘﯿﻘﺔ ﺗﺎرﯾﺨﯿﺔ ھﻲ أن اﻟﺴﺎﺣﺔ واﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ ﺑﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻜﻨﯿﺴﺔ اﻷرﻣﻦ، وﻗﺪ ﺗﻢ ھﺪم ﻣﻘﺒﺮة اﻷرﻣﻦ ﻓﻲ ﺣﻲ ”ﺑﺎﻧﻐﺎﻟﺘﻲ“ اﻟﻤﺠﺎور ﻟﺴﺎﺣﺔ ”ﺗﻘﺴﯿﻢ“ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻠﺪﯾﺔ اﺳﺘﻨﺒﻮل ﻓﻲ اﻟﺜﻼﺛﯿﻨﯿﺎت ﺑﻌﺪ إﺑﺎدة اﻷرﻣﻦ، وﺗﻢ ﺑﯿﻊ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺣﺠﺎرة اﻟﺮﺧﺎم اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﺮ وﺗﻢ اﺳﺘﺨﺪام ﻗﻄﻌﺔ اﻷرض ﻟﺒﻨﺎء ﻓﻨﺎدق ﻓﺎﺧﺮة ﻣﺜﻞ ھﯿﻠﺘﻮن ودﯾﻔﺎن وﻣﺒﻨﻰ اﻹذاﻋﺔ TRT، وﻛﺬﻟﻚ ﺣﺪﯾﻘﺔ ”إﯾﻨﻮﻧﻮ ﻛﯿﺰي“.
ﯾﺬﻛﺮ أن ﺣﻲ ”ﺑﺎﻧﻐﺎﻟﺘﻲ“ ﻛﺎن ﺟﺰءاً ﻣﻦ ﻣﻘﺒﺮة اﻟﻘﺪﯾﺲ ھﺎﻛﻮب، اﻟﺘﻲ اﻋﺘﺒﺮت أﻛﺒﺮ ﻣﻘﺒﺮة ﻟﻐﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺘﻨﺒﻮل. ﺣﯿﺚ ﺗﻢ ﺗﺸﯿﯿﺪ ﻣﻘﺒﺮة اﻷرﻣﻦ ﻓﻲ ”ﺑﺎﻧﻐﺎﻟﺘﻲ“ ﻋﺎم 1560 ﺑﻌﺪ أن وھﺒﮭﺎ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﺳﻠﯿﻤﺎن ﻟﻸرﻣﻦ.
ﺗﻌﺮﺿﺖ اﺳﺘﻨﺒﻮل اﻟﻰ وﺑﺎء ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﺔ، وﺑﺪأ اﻷرﻣﻦ ﺑﺪﻓﻦ ﺿﺤﺎﯾﺎ اﻟﻮﺑﺎء ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﺧﺎرج اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﺣﯿﻨﮭﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺸﻔﻰ اﻟﻘﺪﯾﺲ ھﺎﻛﻮب، اﻟﺬي ﺻﺒﺢ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺒﺮة اﻟﻘﺪﯾﺲ ھﺎﻛﻮب. وﺗﻢ ﺗﻮﺳﯿﻌﮭﺎ ﻋﺎم 1780 وﺑﻨﺎء ﺟﺪارھﺎ ﻋﺎم 1853م.
ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮات ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻮاھﺪ ﻣﻘﺎﺑﺮ اﻷرﻣﻦ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﺣﺪﯾﻘﺔ ﺳﺎﺣﺔ ﺗﻘﺴﯿﻢ. ﻓﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻈﮭﺮ اﻟﯿﻮم ﺑﺄﺑﻨﯿﺔ اﻟﻔﻨﺎدق اﻟﻀﺨﻤﺔ وﻣﺒﻨﻰ اﻻذاﻋﺔ واﻟﻤﺘﺤﻒ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺒﺮة اﻷرﻣﻦ ﺳﺎﺑﻘﺎً.
وھﻨﺎك رواﯾﺔ أﺧﺮى ﺗﺆﻛﺪ ﺑﺄﻧﮫ ﺗﻢ ﺗﺸﯿﯿﺪ ﻧﺼﺐ ﺗﺬﻛﺎري ﻟﻺﺑﺎدة اﻷرﻣﻨﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺒﺮة اﻷرﻣﻦ ﻋﺎم 1919.
وﻓﻲ ﻋﺎم 1933 ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺑﻠﺪﯾﺔ اﺳﺘﻨﺒﻮل ﺑﺪﻋﻮة ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ ﺑﺤﺠﺔ أن ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﺘﺒﻊ ﻟﻮﻗﻒ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﺑﺎﯾﺎزﯾﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﯾﻨﺒﻐﻲ إﻋﺎدﺗﮭﺎ اﻟﻰ اﻟﺒﻠﺪﯾﺔ ﻛﺒﺎﻗﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﺮ.ﻋﺒﺜﺎً ﺣﺎول ﺑﻄﺮﯾﺮك اﻷرﻣﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻘﻀﯿﺔ. وﺗﺄﺟﻠﺖ اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺒﻠﺪﯾﺔ واﻷرﻣﻦ ﻓﻲ اﺳﺘﻨﺒﻮل ﻟﻔﻨﺮة طﻮﯾﻠﺔ، اﻟﻰ أن اﺗﺨﺬت وزارة اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻗﺮاراً ﺑﻀﻢ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﻤﻘﺒﺮة اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ 850 أﻟﻒ ﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ اﻟﻰ اﻟﺒﻠﺪﯾﺔ، ﻟﺘﺒﻘﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ 6 آﻻف ﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ ﺗﺤﺖ ﺗﺼﺮف اﻟﺒﻄﺮﯾﺮﻛﯿﺔ، إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﺗﺴﺪﯾﺪ ﻣﺒﻠﻎ 3200 ﻟﯿﺮة ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺼﺎرﯾﻒ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ.
وﺑﺬﻟﻚ رﻏﻢ ﻛﻞ اﻟﺠﮭﻮد ﺗﻢ اﻻﺳﺘﯿﻼء ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺒﺮة اﻷرﻣﻦ، وﺿﻤﻦ ﻋﻤﻠﯿﺎت ﻣﻌﻘﺪة ﺗﻢ ﺑﯿﻊ اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ رﺋﯿﺲ اﻟﺒﻠﺪﯾﺔ، ﻟﺘﺒﺪأ أﻋﻤﺎل اﻟﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ذاﺗﮭﺎ.
ﻓﻨﺴﺘﺨﻠﺺ أﻧﮫ ﺑﯿﻦ ﻋﺎﻣﻲ 1939-1931 ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻜﻨﯿﺴﺔ اﻷرﻣﻨﯿﺔ ”اﻟﻘﺪﯾﺲ ھﺎﻛﻮب“ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺗﻘﺴﯿﻢ وﺗﻢ اﻻﺳﺘﯿﻼء ﻋﻠﯿﮭﺎ وھﺪﻣﮭﺎ ﻗﺴﺮاً، وھﺬا اﻟﺤﺪث ھﻮ ﺗﺠﺴﯿﺪ ﻟﻠﻌﻨﺼﺮﯾﺔ ﺿﺪ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻷﻋﺮاق، وﺗﺠﺴﯿﺪ ﻟﻠﻌﻨﻒ ﺿﺪ اﻟﺸﻌﻮب ﻏﯿﺮ اﻟﺘﺮﻛﯿﺔ.
ﻓﻲ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ ﺗﻢ اﺳﺘﺨﺪام ﺣﺠﺎرة اﻟﻤﻘﺎﺑﺮ اﻷرﻣﻨﯿﺔ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﺤﺪﯾﻘﺔ ”ﻛﯿﺰي“، ﻟﺘﻜﻮن ارھﺎﺑﺎًﺟﺪﯾﺪاً ﺿﺪ اﻷرﻣﻦ وإھﺎﻧﺔ ﻋﻨﺼﺮﯾﺔ. ﻟﺬﻟﻚ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻋﺪم طﻤﺲ ﺣﻘﯿﻘﺔ ھﺬه اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ.
ﻓﻤﻘﺒﺮة ”اﻟﻘﺪﯾﺲ ھﺎﻛﻮب“ ﻟﻸرﻣﻦ ﻓﻲ اﺳﺘﻨﺒﻮل ھﻲ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﻨﻤﺎذج اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻛﺪ أن اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺿﺤﯿﺔ ﺗﻌﺮض ﻟﻠﻈﻠﻢ اﻟﺘﺮﻛﻲ ﺣﯿﺚ اﺳﺘﻐﻠﺖ ﻣﻘﺎﺑﺮ اﻷﻣﻮات ﻟﺒﻨﺎء ﺗﺮﻛﯿﺎ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ.
خارطة قديمة للميدان وماجاوره
شكرا للصديق د. عماد خدوري الى تنبيهي للموضوع أعلاه.
++
وكأن المصائب أبت ان تقع فرادى على رأس اردوغان ، فهاهو بطريرك الأرمن في لبنان يطير الى بابا الفاتيكان وفي 7 حزيران ليستخرج منه التصريح التالي:
جدد بابا القاتيكان فرنسيس اعترافه بالإبادة الجماعية الأرمنية خلال لقائه مع وفد من الأرمن الكاثوليك برئاسة الكاثوليكوس البطريرك نيرسيس بيدروس التاسع عشر يوم الأثنين الماضي.
وفي التفاصيل فقد التقى الباب مع أعضاء الوفد الأرمني وحين تحدث له إحدى المشاركات عن أنها من أبناء الناجين من المجازر رد عليها البابا قائلا: "أول إبادة جماعية في القرن العشرين كانت تلك التي تعرض لها الأرمن".
وكان البابا فرنسيس قد اعترف بالإبادة الجماعية الأرمنية قبل سنوات حين كان ما يزال كاردينالا في بيونس آيريس وذلك ضمن الفعاليات التي كانت تقام وقتها إحياء للذكرى الـ 91 للإبادة حيث قال: "تلك أخطر جريمة لتركيا العثمانية ضد الشعب الأرمني والإنسانية جمعاء".
وقد ردت الخارجية التركية على هذه التصريحات في بيان غاضب : "إنها "تصريحات إنطلقت من وجهة نظر أرمنية أحادية الجانب"  و"أنها تماثل تصريحات أطلقها البابا عندما كان رئيس أساقفة بيونس أيرس".
وأكد البيان أنه "كان من المنتظر من البابا، بالنظر إلى المسؤوليات التي يحملها منصبه الروحي، أن يسعى لتدعيم السلام عبر الأحداث التاريخية، بدلا من العمل على خلق العداوة وتعميقها"
واستدعت الخارجية التركية يوم الجمعة سفير الفاتيكان في أنقرة وطلبت منه تفسيرا لتصريحات البابا واصفة اياها بــ "غير المقبول"
  إلا أن البابا ذهب إلى أبعد ما يمكن ضاربا عرض الحائط الغضب التركي ومعلنا في الوقت عينه - وفقا لبعض وكالات الأنباء التركية - عن نيته زيارة العاصمة الأرمينية يريفان في أبريل/نيسان 2015 للمشاركة في مراسم إحياء الذكرى المئوية الأولى للإبادة الجماعية الأرمنية.
++
قصص الإبادة الأرمنية هنا
رأي يدحض الإبادة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق