"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

24‏/5‏/2013

مصر ليست مالي؟

هذا مايقوله الصحفي المصري خالد السرجاني في مقالته هنا، والتي اريد أن اجتزيء منها المقاطع التالية، وهي نموذج لتشخيص ناقص لحالة. أول شيء، لدي حساسية من الذين يقولون (العراق ليست كالصومال) (سوريا ليست كالعراق) (مصر ليست مالي). كل من كان يقول هذا ابتلاه الله بأسوأ مما كان يتصور. الآن أظن ان أهل الصومال يقولون بكبرياء (الصومال ليست العراق) وهلم جرا. لكل بلد مفاتيحه ولكل شعب مهما بدا قويا متماسكا الخيط الذي يمكن أن تسحبه منه فينفرط العقد. تعرف هذا كل ربة بيت حاولت أن تفك نسيج بلوفر قديم من الصوف.
أول شيء تفعله أن تبحث عن الخيط الذي تستطيع منه أن تحول النسيج المحكم الى كرة صوف مرة اخرى. أحيانا قد تفشل في العثور عليه إذا كانت مستعجلة وليس لديها وقت للبحث، فتأتي بالمقص لتقص جزءا من النسيج، وهنا تجد نفسها أمام عدة خيوط، سوف تجرب أيها الخيط المفتاح وحين تجده ينتهي أمر البلوفر. من يستطيع تفكيك قميص من الصوف المنسوج الى خيوط سائبة، يستطيع حكم الشعوب.
إليكم مقاطع من مقالة السرجاني:

أى متابع لما حدث فى مالى وانتهى إلى التدخل العسكرى الفرنسى يعرف أنه بدأ من عدم سيطرة الدولة على شمال مالى، الذى وقع تحت سيطرة تنظيمين مواليين لتنظيم القاعدة، هما «حركة التوحيد والجهاد فى غرب أفريقيا» و«حركة أنصار الدين»، وساعد على انتشار وتمدد هاتين الحركتين تحالفهما مع تنظيمات الطوارق التى لها مطالب محلية ومستبعدة تماماً عن عملية التنمية فى مالى.
ومن يتابع نمو وسيطرة التنظيمات الجهادية المسلحة الموالية للقاعدة فى سيناء سيجد أننا نشهد نفس البداية، خاصة أن هذه الحركات تسعى للاستفادة من مطالب محلية لقبائل سيناء لكى تمتد وتنتشر وتسيطر على شبه الجزيرة، فى الوقت الذى تقف فيه الدولة المصرية عاجزة تماماً عن التعامل مع الموقف، سواء على صعيد السياسة أو الأمن أو التنمية. وإذا كانت فرنسا لديها مصالح استراتيجية فى منطقة الساحل الأفريقى، حيث تقع مالى، دفعتها للتدخل العسكرى المباشر لوقف تمدد القاعدة، فإن ما أخشاه هو أن هناك قوى إقليمية ودولية لديها مصالح استراتيجية قد تدفعها للتدخل، إذا ما امتد نفوذ التنظيمات الجهادية الموالية للقاعدة فى سيناء وعجزت الدولة المصرية عن التعامل معه. وأقصد بهذه القوى كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل".
++
حسنا، هذا توصيف للحال: منطقة حيوية من بلاد ما، لأهلها مظالم، وهناك تنظيمات متطرفة تستغل المظالم وتبسط سيطرتها على ذلك الجزء من الأرض، فتأتي دول لها مصالح للتدخل العسكري للقضاء على تلك البؤر، طالما أن الدولة صاحبة المكان لاتستطيع ذلك.
ولكن مانسي الكاتب أن يقوله، هو أن (القاعدة) لم تأت الى شمال مالي لأن لأهلها مظالم، ولم تأت لأن الدولة ضعيفة، ولم تتدخل الدول الاستعمارية لوقف تدخل القاعدة. فما يسمى القاعدة لا تذهب الى كل بلاد يشتكي اهلها من الظلم وإلا لذهبت اولا الى فلسطين التي يشكو اهلها من اكثر من 65 سنة. القاعدة (ارسلت) الى هناك لأن شمال مالي فيه نفط. وإذا ارسلت (القاعدة) الى سيناء فلأن هذه المنطقة تشرف على ممر مائي دولي مهم. وإذا كانت الدول الإستعمارية تسارع هنا وهناك الى تطهير (القاعدة) فذلك لأنها تريد ان تسيطر بنفسها او بواسطة وكلائها على مصادر الطاقة أو الممرات المائية لنقل الطاقة. وبغير (القاعدة) لايكون لهذه الدول الاستعمارية مبرر (أمام شعوبها والعالم)  للتدخل وارسال الجيوش او الطائرات الى هذا البلد أو ذاك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق