الجزء الأول
قراءة وتحرير: عشتار العراقية
1943- إضراب عمال معسكر الحبانية
كان العمال العراقيون في معسكرات الجيوش البريطانية يتعرضون للإضطهاد والمعاملة القاسية والفصل الكيفي والجلد أحيانا، مع ظروف عمل قاسية. ولم تقتصر سياسة الانكليز على ايجاد فرق كبير بين اجور العمال العراقيين والعاملين الأجانب ولكن وفقا لسياسة - فرق تسد- كان هناك تباين في اجور العمال العراقيين أنفسهم على أساس طائفي.
كان العمال العراقيون يطالبون باستمرار بإزالة الفوارق والمفاضلة المصطنعة بين العمال الأجانب والعراقيين او بين العراقيين أنفسهم. كما طالبوا بزيادة الأجور وتأسيس نقابة خاصة لهم. ولما لم يستجب لمطالبهم اعلنوا الإضراب لعدة ايام اضطرت بعدها سلطات الاحتلال الى التراجع وتلبية قسم كبير من مطالبهم.
1944- 1952 نقابة عمال النسيج وفروعها في الموصل
بعد نضال متواصل خاصة بعد الحرب العالمية الثانية ، أجيزت نقابة عمال الغزل والنسيج في حزيران 1944 وانضم اليها اكثرية عمال النسيج اليدوي في باديء الأمر ثم عمال المشاريع والمؤسسات الصناعية الكبيرة وقد ترأس اول هيئة ادارية لها النقابي فخري مهدي السعيد. ثم تحسن نشاط النقابة بعد انتساب عمال المعامل الكبيرة (فتاح باشا، وصالح ابراهيم وشركة الغزل والنسيج العراقية - الوصي سابقا) وانتخب في الدورة الثانية النقابي صادق جعفر الفلاحي الذي كان نائبا للرئيس ، لرئاسة النقابة. فتحت النقابة فرعا لها في الموصل في ربيع 1946 وقد انتخب لرئاسة الفرع النقابي محمد شيت الياس ثم في الدورة الثانية انتخب النقابي سالم ذنون رئيسا للفرع. مارست نقابة الموصل النشاط لمدة سنتين ثم اغلقت بعد ان شن عليها اصحاب العمل وشرطة الامن حملات متواصلة .
ظل المركز العام يخوض كفاحا مريرا وقاد عددا من الإضرابات بين عامي 1948-1949 ولكن في عام 1952 تم حرق مقر النقابة في الكاظمية وأغلقت النقابة. وهكذا اتجه العمال الى العمل السري وشكلوا حلقات نقابية سرية انتشرت في أهم معامل النسيج ومشاريعه في بغداد وفي الموصل. ولعبت الحلقات دورا في تعزيز معنوية العمال ورفع وعيهم الطبقي حتى ثورة 1958 حيث عاودت النقابة نشاطاتها.
1945- إضراب عمال السكك الحديدية
في الفترة مابين 1944-1945 استطاع عمالنا من فرض تنظيمهم النقابي العلني واضطرت السلطات تحت ضغط عوامل داخلية وخارجية على إجازة 16 نقابة عمالية في بغداد والبصرة والعمارة وفتحت هذه النقابات فروعا لها في الموصل وكركوك، وكان من أبرز وأنشط النقابات المجازة نقابة السكك التي بلورت مطالب عمالها في تطبيق قانون العمل وزيادة الاجور وتحسين الاحوال المعيشية ، ولكن لما لم يجد اسلوب التفاوض لجأوا الى الاضراب العام وكان شاملا فلجأت السلطة الى اعتقال قادة الإضراب لأن الاضراب في السكة الحديدية يوقف احد الشرايين الحيوية في البلاد، وقد اعتقل رئيس النقابة آنذاك علي شكر وحجزت دار النقابة وهدمت صرائف العمال المضربين وشردت العوائل القريبة من منطقة الشالجية بعد قطع الماء عنها. ولكن الاضراب استمر 21 يوما وبعد مفاوضات مع الادارة اضطرت الادارة الانكليزية التي كان يديرها الجنرال سمث من قوات الاحتلال الى تلبية بعض المطالب، لكن سمث عمد بالتعاون مع الحكومة الى تشكيل لجان مختلطة عرفت باسم (لجان سمث) كبديل للتنظيم النقابي للسيطرة على العمال وتزييف ارادتهم وسحق تنظيمهم النقابي الحر وقد رفضها العمال وناضلوا ضدها. واضربوا هذه المرة ضد هذه اللجان ومن اجل فتح نقابتهم واعادة قادتهم الى العمل، وبسبب التأييد الجماهيري لعمال السكك اضطرت الحكومة الى اعادة النظر بهذه اللجان واجرى سمث استفتاء بين العمال فاختار العمال في اغلبيتهم نقابتهم ، ورغم انهم لم يستطيعوا اعادة فتح نقابتهم الا انهم قبروا لجان سمث وأعادوا قادة نقابتهم الى العمل.
1945 و 1946 - نضال عمال المطابع
في 16 شباط 1945 عقد اجتماع سري لعمال المطابع في احدى المطابع الأهلية لتدارس المطالبة بإجازة نقابة عمال المطابع وتشكيل هيئتها المؤسسة. تقرر اختيار 20 اسما من العناصر النشيطة وغير المعروفة نسبيا لدى رجال التحقيقات الجنائية للتقدم بطلب اجازة النقابة وحين حدث ذلك تركز نشاط العناصر الواعية في التنظيم النقابي الى مكافحة العناصر والتيارات الانتهازية والانقسامية داخل الحركة العمالية عامة والنقابية خاصة . وخلال اشهر قلائل اعتقل عشرات من عمال المطابع بذرائع مختلفة منها توقيع عريضة تأييد عمال السكك في مطالبتهم بنقابة، او الاحتفال بأول ايار او غير ذلك . وحين قامت نقابة السكك بإضرابها العام، تضامنت معها نقابة عمال المطابع حيث تعطل اصدار كافة الصحف في اليوم التالي مما مثل دعما ممتازا لعمال السكك المضربين ورفعا لمعنوية الطبقة العاملة في نضالها العادل.
1946- إضراب عمال البرق والبريد في بغداد
في الأعوام من 1944-1946 خاض عمال العراق العديد من النضالات والاضرابات تحت شعار (الخبز والحرية) من اجل تحسين اوضاعهم المعيشية، وفي مثل هذه الظروف بلور عمال البرق والبريد في بغداد مطالبهم التي كان ابرزها زيادة الأجور وتحسين الظروف المعاشية والكف عن الطرف الكيفي الخ . ولما فشلت محاولات العمال اعلنوا الاضراب لمدة اسبوع شلت خلاله اعمال البرق والبريد في انحاء العراق ولجأت السلطة الى حملة اعتقالات وتشغيل افراد من الجيش بدلا من العمال المضربين ، كما كانت تعتقل العمال وتجبرهم على العمل بحراسة الشرطة ، ولكن امام صمود العمال والتأييد الشعبي اضطرت السلطات الى تلبية بعض مطاليبهم وعاد العمال الى العمل ولكنهم فوجئوا بعد ايام بإلغاء نقابتهم واعتقال قسم من العمال والنقابيين النشيطين.
1946- إضراب عمال المطابع
في عهد حكومة أرشد العمري كانت البلاد تعج بموجة استنكار للقمع ، وفي هذه الظروف اضرب مرة اخرى عمال المطابع في بغداد مما ادى الى انقطاع الصحف عن الصدور ماعدا جريدة الاخبار لصاحبها جبران ملكون وجريدة العالم العربي لصاحبها سليم حسون ، حيث كانتا تطبعان في مطبعة الحكومة تحت حراسة الشرطة. دام الاضراب 9 ايام وكان ضمن المضربين قسم من عمال مطبعة الحكومة . كان على رأس مطالب الإضراب الكف عن غلق الصحف الوطنية، ولهذا اكتسب الاضراب اهمية سياسية وحضي بتأييد من الشعب والقوى الأحزاب الوطنية.
++
الجزء الثالث هنا
قراءة وتحرير: عشتار العراقية
1943- إضراب عمال معسكر الحبانية
كان العمال العراقيون في معسكرات الجيوش البريطانية يتعرضون للإضطهاد والمعاملة القاسية والفصل الكيفي والجلد أحيانا، مع ظروف عمل قاسية. ولم تقتصر سياسة الانكليز على ايجاد فرق كبير بين اجور العمال العراقيين والعاملين الأجانب ولكن وفقا لسياسة - فرق تسد- كان هناك تباين في اجور العمال العراقيين أنفسهم على أساس طائفي.
كان العمال العراقيون يطالبون باستمرار بإزالة الفوارق والمفاضلة المصطنعة بين العمال الأجانب والعراقيين او بين العراقيين أنفسهم. كما طالبوا بزيادة الأجور وتأسيس نقابة خاصة لهم. ولما لم يستجب لمطالبهم اعلنوا الإضراب لعدة ايام اضطرت بعدها سلطات الاحتلال الى التراجع وتلبية قسم كبير من مطالبهم.
1944- 1952 نقابة عمال النسيج وفروعها في الموصل
بعد نضال متواصل خاصة بعد الحرب العالمية الثانية ، أجيزت نقابة عمال الغزل والنسيج في حزيران 1944 وانضم اليها اكثرية عمال النسيج اليدوي في باديء الأمر ثم عمال المشاريع والمؤسسات الصناعية الكبيرة وقد ترأس اول هيئة ادارية لها النقابي فخري مهدي السعيد. ثم تحسن نشاط النقابة بعد انتساب عمال المعامل الكبيرة (فتاح باشا، وصالح ابراهيم وشركة الغزل والنسيج العراقية - الوصي سابقا) وانتخب في الدورة الثانية النقابي صادق جعفر الفلاحي الذي كان نائبا للرئيس ، لرئاسة النقابة. فتحت النقابة فرعا لها في الموصل في ربيع 1946 وقد انتخب لرئاسة الفرع النقابي محمد شيت الياس ثم في الدورة الثانية انتخب النقابي سالم ذنون رئيسا للفرع. مارست نقابة الموصل النشاط لمدة سنتين ثم اغلقت بعد ان شن عليها اصحاب العمل وشرطة الامن حملات متواصلة .
ظل المركز العام يخوض كفاحا مريرا وقاد عددا من الإضرابات بين عامي 1948-1949 ولكن في عام 1952 تم حرق مقر النقابة في الكاظمية وأغلقت النقابة. وهكذا اتجه العمال الى العمل السري وشكلوا حلقات نقابية سرية انتشرت في أهم معامل النسيج ومشاريعه في بغداد وفي الموصل. ولعبت الحلقات دورا في تعزيز معنوية العمال ورفع وعيهم الطبقي حتى ثورة 1958 حيث عاودت النقابة نشاطاتها.
1945- إضراب عمال السكك الحديدية
في الفترة مابين 1944-1945 استطاع عمالنا من فرض تنظيمهم النقابي العلني واضطرت السلطات تحت ضغط عوامل داخلية وخارجية على إجازة 16 نقابة عمالية في بغداد والبصرة والعمارة وفتحت هذه النقابات فروعا لها في الموصل وكركوك، وكان من أبرز وأنشط النقابات المجازة نقابة السكك التي بلورت مطالب عمالها في تطبيق قانون العمل وزيادة الاجور وتحسين الاحوال المعيشية ، ولكن لما لم يجد اسلوب التفاوض لجأوا الى الاضراب العام وكان شاملا فلجأت السلطة الى اعتقال قادة الإضراب لأن الاضراب في السكة الحديدية يوقف احد الشرايين الحيوية في البلاد، وقد اعتقل رئيس النقابة آنذاك علي شكر وحجزت دار النقابة وهدمت صرائف العمال المضربين وشردت العوائل القريبة من منطقة الشالجية بعد قطع الماء عنها. ولكن الاضراب استمر 21 يوما وبعد مفاوضات مع الادارة اضطرت الادارة الانكليزية التي كان يديرها الجنرال سمث من قوات الاحتلال الى تلبية بعض المطالب، لكن سمث عمد بالتعاون مع الحكومة الى تشكيل لجان مختلطة عرفت باسم (لجان سمث) كبديل للتنظيم النقابي للسيطرة على العمال وتزييف ارادتهم وسحق تنظيمهم النقابي الحر وقد رفضها العمال وناضلوا ضدها. واضربوا هذه المرة ضد هذه اللجان ومن اجل فتح نقابتهم واعادة قادتهم الى العمل، وبسبب التأييد الجماهيري لعمال السكك اضطرت الحكومة الى اعادة النظر بهذه اللجان واجرى سمث استفتاء بين العمال فاختار العمال في اغلبيتهم نقابتهم ، ورغم انهم لم يستطيعوا اعادة فتح نقابتهم الا انهم قبروا لجان سمث وأعادوا قادة نقابتهم الى العمل.
1945 و 1946 - نضال عمال المطابع
في 16 شباط 1945 عقد اجتماع سري لعمال المطابع في احدى المطابع الأهلية لتدارس المطالبة بإجازة نقابة عمال المطابع وتشكيل هيئتها المؤسسة. تقرر اختيار 20 اسما من العناصر النشيطة وغير المعروفة نسبيا لدى رجال التحقيقات الجنائية للتقدم بطلب اجازة النقابة وحين حدث ذلك تركز نشاط العناصر الواعية في التنظيم النقابي الى مكافحة العناصر والتيارات الانتهازية والانقسامية داخل الحركة العمالية عامة والنقابية خاصة . وخلال اشهر قلائل اعتقل عشرات من عمال المطابع بذرائع مختلفة منها توقيع عريضة تأييد عمال السكك في مطالبتهم بنقابة، او الاحتفال بأول ايار او غير ذلك . وحين قامت نقابة السكك بإضرابها العام، تضامنت معها نقابة عمال المطابع حيث تعطل اصدار كافة الصحف في اليوم التالي مما مثل دعما ممتازا لعمال السكك المضربين ورفعا لمعنوية الطبقة العاملة في نضالها العادل.
1946- إضراب عمال البرق والبريد في بغداد
في الأعوام من 1944-1946 خاض عمال العراق العديد من النضالات والاضرابات تحت شعار (الخبز والحرية) من اجل تحسين اوضاعهم المعيشية، وفي مثل هذه الظروف بلور عمال البرق والبريد في بغداد مطالبهم التي كان ابرزها زيادة الأجور وتحسين الظروف المعاشية والكف عن الطرف الكيفي الخ . ولما فشلت محاولات العمال اعلنوا الاضراب لمدة اسبوع شلت خلاله اعمال البرق والبريد في انحاء العراق ولجأت السلطة الى حملة اعتقالات وتشغيل افراد من الجيش بدلا من العمال المضربين ، كما كانت تعتقل العمال وتجبرهم على العمل بحراسة الشرطة ، ولكن امام صمود العمال والتأييد الشعبي اضطرت السلطات الى تلبية بعض مطاليبهم وعاد العمال الى العمل ولكنهم فوجئوا بعد ايام بإلغاء نقابتهم واعتقال قسم من العمال والنقابيين النشيطين.
1946- إضراب عمال المطابع
في عهد حكومة أرشد العمري كانت البلاد تعج بموجة استنكار للقمع ، وفي هذه الظروف اضرب مرة اخرى عمال المطابع في بغداد مما ادى الى انقطاع الصحف عن الصدور ماعدا جريدة الاخبار لصاحبها جبران ملكون وجريدة العالم العربي لصاحبها سليم حسون ، حيث كانتا تطبعان في مطبعة الحكومة تحت حراسة الشرطة. دام الاضراب 9 ايام وكان ضمن المضربين قسم من عمال مطبعة الحكومة . كان على رأس مطالب الإضراب الكف عن غلق الصحف الوطنية، ولهذا اكتسب الاضراب اهمية سياسية وحضي بتأييد من الشعب والقوى الأحزاب الوطنية.
++
الجزء الثالث هنا
(( كان على رأس مطالب الإضراب الكف عن غلق الصحف الوطنية، ولهذا اكتسب الاضراب اهمية سياسية وحضي بتأييد من الشعب والقوى الأحزاب الوطنية )).. الآن دخلنا بصلب الموضوع .. ننتظر الباقي .
ردحذففي الواقع أنه من قراءة هذا الكتيب يمكن ان نستخلص اساليب تنظيم حركة الجماهير، وربما نضع الدروس في نهاية الموضوع. أهم شيء طبعا ان يكون الهدف شيء مما يمس مصالح كل الجماهير من الشمال الى الجنوب. والشيء المهم الثاني هو الحفاظ على وحدة الجماهير وعدم انقسامها لأي سبب يمكن ان يفرقها (طائفي - عرقي - الخ)
ردحذفالدرس الثالث هو انك الوحيد كما يبدو الذي اهتم بهذا الموضوع. والكتيب اسمه (معارك طبقية) ولو كان اسمه (معارك طائفية) لتكأكأ القراء عليه وكل منهم يدلي بدلوه.
يزداد منسوب الفضول بداخلي حينما اشم رائحة التاريخ في اي موضوع بغض النظر عن السياسة والجغرافيا والنواحي الاخرى من ذلك الموضوع ، هذه واحدة ، والاخرى انني اطالع بذات الوقت موضوعاً مماثلاً في ناحية اخرى من العالم الافتراضي لازداد اطلاعاً ، اما عن تفردي في الاهتمام فاعزوه الى مشاغل الآخرين ولربماسيتكأكؤن على موضوعك الى الحد الذي سيصيح لسان حالك بهم : افرنقعوا عني ، مع خالص الحترام .
ردحذف