لاعذر لكم: نبهتكم قبل ثلاث سنوات!!

قالتها لكم من قبل: عشتار العراقية
 في هذه القضية سر سوف تعرفونه حين تنتهون من قراءتها. ألقت عناصر الإف بي آي في شيكاغو القبض على فتى أمريكي عربي الأصل في الثامنة عشر من عمره، اسمه عبد الله أحمد التونسي. التهمة؟ تلبية (دعوة للجهاد في سوريا) على الإنترنيت في موقع اسلامي جهادي. كان الموقع مثل أي موقع جهادي: لغة بليغة حماسية ، صور جهاديين مسلحين، شعارات اسلامية "تعالوا انضموا الى اخوتكم الأسود للجهاد تحت راية الإسلام"
الولد المولود في أمريكا في عمر المراهقة والتأثر وحب المغامرة، وهو يريد أن يثبت نفسه أسدا من الأسود، وهكذا بدأ يسأل اصحاب الموقع عن طريقة الجهاد وسبل الانضمام الى اخوته في الجهاد. الموقع لم يكن يجند الراغبين في الذهاب الى سوريا فقط وإنما كان يعلم الزوار ايضا على كيفية تغطية آثارهم على الانترنيت وتفادي الوقوع في براثن السلطات تحت شعار "نحن ندرك الاعيب الكفار واساليب الحكومات  الجائرة"
 في 1 نيسان 2013 بعث التونسي رسالة الى مديرالموقع يعترف فيه بأنه يخشى الا يقبل في كتائب الجهاد بسبب هزالة بنيته، وقصره حيث لا يزيد طوله عن 5 أقدام و 6 انجات. . قال في رسالته "بشأن مهاراتي القتالية ، دعني اكون صريحا، ليس لدي اي مهارة، وانا ضئيل البنية جدا ولكني ادعو الله ان يكتب لي النجاح"
رد عليه مدير الموقع "لا تقلق، لدينا ثقة في الله انك سوف تقاتل وتجاهد لأنك مؤمن حقيقي."
ورتب الاثنان أن يسافر عبد الله الى تركيا من مطار اوهير الدولي في شيكاغو، حيث سوف يستقبله في تركيا عناصر من جبهة النصرة للوصول الى سوريا والقيام بواجب الجهاد..
في المطار ألقت الإف بي آي القبض عليه، ويواجه الان تهما عقوبتها السجن لمدة 15 سنة.
أين السر في هذه القصة؟ هل تراقب الإف بي آي المواقع الاسلامية؟ طبعا تراقبها. هل تخترقها؟ طبعا تخترقها. ولكن في هذه القصة بالذات، كان الموقع اصلا موقعا مزيفا من تأليف واخراج الإف بي آي من أجل ايقاع الشباب المسلم المولود في امريكا في الفخ.
ألم أكن السباقة منذ 3 سنوات لقول هذا لكم في سلسلة مقالات عن المواقع الإسلامية المزيفة؟ ولكن يبدو ألا أحد يصدق غار عشتار.
حسنا الآن مكتب التحقيقات الفدرالية يعترف بهذا ويدافعون عن هذه الطريقة المبتكرة في الاعتقال حسب النوايا، بل قيادة الشباب البريء الى حتفهم بالاقناع والترغيب، يقول مايك فاجيل وهو مستشار امني من شيكاغو ردا على اعتراضات البعض على هذا النوع من العمليات "هذه ادوات صالحة (مواقع الانترنيت) وأنا كشخص اخطط للطواريء، اذا استطعت منع شيء من الحدوث لن ازعج نفسي بما تكون عليه ردود الافعال" ويقول ان الانترنيت هو مكان منطقي لاصطياد الارهابيين المحتملين "نحن نرى اجيالا جديدة وصغيرة من المهاجمين وكلهم يعملون من خلال الانترنيت"
++
المشكلة ايضا في الموضوع أن عبد الله كان صديقا - كما تزعم الاف بي اي - لشاب  اخر في سنه اسمه  عادل داود وكان قد اعتقل في العام الماضي بتهمة محاولته القاء ما يعتقد انه قنبلة خارج بار في وسط المدينة . وكان داود قد وقع ا يضا في فخ عملية  بيارق مزيفة من الإف بي آي، حيث اعطوه مايشبه القنبلة ثم القوا القبض عليه. وكان تونسي  قد شك في المسألة وفي ان يكون العنصر الذي قدم القنبلة لداود من الشرطة، ولهذا لم يشارك صديقه تونسي في العملية ولكنه وقع في فخ آخر بعد سنة.
 ++ لقد حذرتكم من قبل، أليس كذلك؟ وكان ينبغي على الشباب العربي او المسلم المقيم في بلاد الحرية والديمقراطية رائدة العالم الحر والعدالة والنزاهة أمريكا أن يتعظ وأن يبلغ أصحابه .
هنا كتبت لكم عن المواقع المزيفة
وهنا سلسلة مقالات عن عمليات FBI المشابهة

والد ووالدة المتهم: مشكلتهما انهما لم يقرأ غار عشتار ويحذرا ابنهما