"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

7‏/4‏/2013

كيف تعرف أن العراق مازال تحت الإحتلال -8

بعد 10 سنوات من الإحتلال حين يفقد المجتمع هويته العراقية الأصيلة ويتخبط بين مختلف التيارات الوافدة قسرا على العراق، يكون الإحتلال قد تمكن من العقول والنفوس، وليس الأرض فقط. تابع الصور.
حين ترى البعض يجلد نفسه بالسياط:
فهذه ليست عادة عراقية أو شعيرة اسلامية وإنما طقس مستورد من المتطرفين الكاثوليك في القرن الثالث عشر وقد حرمته الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في وقتها، ولكن استورده العراقيون عبر باكستان وايران، وبعد أن كان الحكم الوطني قد حرمه، أطلقه الاحتلال من حبسه ليعاود الظهور في كامل جاهليته ووحشيته تعبيرا عن إرجاع العراق الى القرون الوسطى.

حين ترى المرأة العراقية وقد قبعت خلف البوشية وهي تنتخب الحرية والديمقراطية في رمزية هي قمة التناقض:
تعلم أن هذا الزي مستورد من ايران وربما من افغانستان أيضا. وكانت المرأة العراقية (من فئة اجتماعية معينة) تلبسه أيضا بعد الاحتلال البريطاني. بعد كل احتلال تجد نساء عراقيات تحولن إما الى رقيق يباع ويشترى في القواعد العسكرية أو الى سجينات البيوت والبوشية.

أما هذا الزي الذي ترتديه نساء الرمادي وهن ذاهبات للإنتخاب:
فهو بالتأكيد ليس زيا عراقيا ولا اسلاميا وانما اقتباسا سعوديا.

أما أغرب المناظر في العراق فهو هذا:
الصورة ليست في شوارع نيويورك، وإنما في أبو نؤاس، في قلب بغداد. وهو مثل غيره من مشاهد مستوردة مباشرة من أسوأ ثقافات الإحتلال التي تأثر بها شباب عراقي .
الصور السابقة لا تقدم لنا (تنوعا حضاريا)  ولا (تعددية) ولا (زهرات في  بستان العراق) كما قد يصف المتثاقفون عملاء الاحتلال ماحدث في العراق من خراب اجتماعي وحضاري. وانما تعكس الصور فقدانا للهوية وتطرفا في الضياع، في مشاهد استيراد أسوأ مافي العالم ابتداءا من القرون الوسطى مرورا بجاهلية ايران وجاهلية السعودية الى الانحدار الأخلاقي والمجتمعي في الولايات المتحدة. وطالما هذه المشاهد موجودة فالعراق مازال تحت الإحتلال حتى يسترد هويته الحضارية العراقية العربية.

هناك تعليقان (2):

  1. ممتاز فعلا ان ترصدي هذه اللقطات التي تظهر ان العراق مايزال تحت الاحتلال..
    لعلها تكون وثائق تحت اليد لمن يجادل ان العراق تحرر من الاحتلال الأميركي.
    نعم رحلت الغالبية العظمى من القوات الغازية، ولكن الاحتلال بكل أساليبه وصوره الخبيثة مايزال باقٍ، فعليا.
    هذا بالطبع اضافة الى القوات العسكرية والعناصر الاستخبارية والمرتزقة، وكلهم مايزالون في الميدان، فعلا.
    وعلينا أن لاننسى ان هناك احتلالا اخر، ربما أصعب في الرصد، هو احتلال نظام ولاية الفقيه.
    تحياتي

    ردحذف
  2. شكرا اخي مصطفى للكلمات الطيبة والإضافة، طبعا لا أحد ينسى ان العراق واقع تحت احتلالات مختلفة كثيرة والمشاهد التي ارصدها هي نتاج تلك الاحتلالات. باختصار العراق ليس مستقلا ولا سيادة له.

    ردحذف