"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

10‏/4‏/2013

كيف تعرف أن العراق مازال تحت الإحتلال -11

في البلاد المستقلة ذات السيادة، قد تسمع في أحيان متباعدة خبر القبض على جاسوس لدولة أجنبية، سواء كان من أهل البلاد أو أجنبيا يتخفى بشكل صحفي أو تاجر أو سائح وما الى ذلك. والتجسس يعتبر في مثل هذه البلاد قمة  الخيانة والغدر والخطرعلى الأمن القومي. ولكن في البلاد المحتلة، تقام محطات وأكشاك ودكاكين التجسس في العلن وبدلا من وجود عنصر او اثنين من الجواسيس، تجد مئات منهم، يسرحون ويمرحون في خان جغان، بل حتى يذهبون للقاء أي مسؤول من الحكومات التي ينصبونها في وضح النهار وفي عقر مكتبه، وبدون استئذان وهو يستقبلهم بصفتهم ضباط استخبارات الدولة الغازية ويقدم لهم المعلومات المطلوبة بدون أدنى وجع ضمير أو خوف أو ملامة. أو قد يهبطون على البلاد بطائرات خاصة وبدون تأشيرات أو تفتيش أو سؤال، يدخلون ويخرجون بأسمائهم الحقيقية أو بأسماء مستعارة. على كيفهم، من يستطيع أن يسائلهم؟ فإذا كان هذا هو الحال في العراق.. إذن الوطن مازال تحت الإحتلال.
المصدر -  العراق بعد الإحتلال في 2003 كان فيه أكبر محطة CIA في العالم وكان يحتشد في المحطة اكثر من 700 عنصر  يرتدون ملابس الجيش الأمريكي (حتى لا يلفتوا اليهم الأنظار، لأن الزي العسكري الأمريكي كان هو  الشيء العادي والزي المدني للأمريكي في العراق هو الاستثنائي الذي يجلب النظر. أليست هذه مأساة؟؟) ويتمتعون بالحصانة و يدخلون ويخرجون بين اروقة الوزارات العراقية على كيفهم. بعد انسحاب معظم القوات الأمريكية المقاتلة، قررت وكالة المخابرات المركزية الامريكية تخفيض عدد عناصرها الى 40% وهكذا  هبطت المحطة الى المركز الثاني في ضخامتها بعد أفغانستان.
التخفيض يعكس ستراتيجية اوباما في التقليل من الاعتماد على العناصر والقوات على الارض  والاستعاضة بعمليات اصغر تجمع بين الاستخبارات وقدرات العمليات الخاصة. وفي اواخر 2011 درس مسؤولو السي آي أي والبنتاغون بعض الخيارات للعمل في العراق ومنها التعاون بين السي آي أي وكوماندوز العمليات الخاصة للقيام بعمليات سرية تحت ادارة السي آي أي شبيهة بالترتيب الذي استخدم في الهجوم الذي قتل اسامة بن لادن في باكستان.
من جانب آخر، ولتأكيد السيادة والاستقلال فإن الحكومة العميلة في بغداد وضعت شروطا للتعاون من محطة السي آي أي منها:
1- أن يأخذ ضباط السي آي أي موعدا من اي مسؤول عراقي يريدون زيارته وليس كما كان يحدث في السابق.
2- ان يرتدوا زيا مدنيا وليس عسكريا (طبعا لأن العملاء أقنعوا الشعب أن القوات العسكرية الغازية قد غادرت).
++
الشرطان يتعلقان بالقشور والمظاهر امام الشعب، وليس بالجوهر، وهو وجود ثاني أكبر محطة تجسس في العالم. هل لديكم شك الآن في أن العراق مازال تحت الإحتلال؟

هناك 4 تعليقات:

  1. ابو ذر العربي10 أبريل 2013 في 3:16 م

    لان ايران هي وريثة التاج الامريكي في المنطقة كما كانت امريكا وريثة التاج الانكليزي في المنطقة
    لا امريكا ماتت ولا انكلترا ماتت ولكن ايران اعطيت دورا لخدمة مصالح الطرفين في المنطقة والعراق
    ولا اظن ان امريكا لا ترف لمن تعطي دورها البديل
    والحسرة على النائمين من العرب
    ولكم تحياتي

    ردحذف
  2. هذه هي السيادة والا بلاش!!!! نعم أصبحت السي آي أي تخضع لشروط الحكومة العراقية. ولم تترك الحبل على الغارب!!! الآن ولله الحمد لابد أن يأخذ رجال الاستخبارات الامريكيين موعدا مسبقا لأخذ المعلومات ولا يسمح لهم أن يأتوا كعسكريين.

    والله إنها مهزلة.

    ردحذف
  3. كيف تعرف ان العراق مازال تحت الاحتلال؟

    ان تظل تقرأ أن ايران هي العدو وان ايران حليفة أميركا في العراق.

    حين ينتهي العراقيون من هذا التفكير يصير العراق حرا

    مع العذر من أيا ذر

    ردحذف
  4. ابو ذر العربي14 أبريل 2013 في 12:00 ص

    اعتقد ان المصيبة الكبرى هو ليس في الاحتلال الامريكي الخارجي او العدو الخارجي بل المشكلة الكبرى هو من يغطي على الاحتلال من الداخل
    وعلى مر الازمان كانت الشعوب التي تحتل اراضيها تقوم بثوراتها وتنجح في طرد العدو المحتل ومهما طال الزمن
    ولكن العدو الخارجي اوجد له رديفا من العملاء من اهل البلد او من الدول المجاورة ذات التاثير المباشر على الشعب المحتل لتساعده على تنفيذ مخططه بنجاح
    ووجدت امريكا ضالتها المنشودة في بعض العملاء العراقيين اضافة الى النظام الايراني الذي وجد فرصته الذهبية ليكون شريكا في احتلال العراق مع امريكا او حتى مع الشياطين الحمر
    الشاهد هنا ان العراق وقع تحت احتلال مزدوج تماما كما كانت المعايير المزدوجة تتعامل مع القضايا العراقية والعربية
    تماما كما يفعل النظام السوري مع المقاومة وضد المقاومة وايران مع امريكا ومع المقاومة
    الا يوجد في هذا القول والفعل تناقضا بائنا وضوح الشمس ؟كيف نستطيع ان نقول ان هناك احتلال للعراق وبنفس الوقت نقول ان ليس لايران حكومة عميلة لامريكا تصنعها ايران ؟
    ارجو حل اللغز وتوضيحه فانا افترض ان ايران بريئه !
    ارجو من اختي الافتراضية ان لا تدخل في مقارنه بين ايران والدول العربية المحيطة بالعراق لان كلانا يعرف مواقف الدول العربية من العراق وهم مشاركين حتى النخاع في تدمير العراق واحتلاله
    ولكم تحياتي

    ردحذف