"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

26‏/3‏/2013

بغداد: عاصمة ثقافة الوفاة العربية

سعدي يوسف أحد آخر المعارضين المحترمين كتب في موقعه
أيها المثقفون العرب : إذهبوا إلى بغداد المحتلّة لترقصوا في دم العراقيّين ...
عصابة العمائم العميلة المتسلطة على العراق ، لم تجد غير الثالث والعشرين من آذار ( مارس ) ، موعداً
لافتتاح ما سُمِّيَ بغدادَ عاصمةً للثقافة العربية .
أيّامُ الله كثيرة.
لكنّ الثالث والعشرين من آذار هو يومٌ من أيام الشيطان .
هو يوم سقوط بغداد تحت سُرُفاتِ دبّاباتٍ أميركية تقطع الجسر المهيب على دجلة .
هو يوم جزمة الجنديّ الأميركيّ على رقبة العراقيّ.
هو يوم قُتِلَ  مليون عراقيّ .
هو يوم الهيروشيمات الثلاث العراقية .
ماذا ستقولون لأنفسكم أيها المثقفون العرب المدعوّون ؟
كنتم تذهبون إلى بغداد أيام صدّام ، ونحن في المنفى.
واليوم تذهبون إلى بغداد المحتلّة ، ونحن في المنفى .
تذهبون إلى أربيل المحتلة ، ونحن في المنفى.
أليس من حقّي أن أسألكم : لماذا؟
لكنكم لستم الوحيدين .
ستجدون معكم مثقفين عراقيين ممالئين للاحتلال وعصابة عمائمه الحاكمة ...
ستجدون معكم  مثقفي السي آي أي العراقيّين ...
ستجدون مثقفي العراق الجبناء
ستجدون مثقفي العراق الانتهازيّين !
آنذاك تكتمل الحفلة.
تكتمل الحلقة :
ارقصوا في دمنا ، إذاً ، ارقصوا في دم العراقيين المراق !
*منصف المزغنّي ، الشاعر التونسيّ ، كان مدعوّاً دائماً إلى مهرجان المربد أيّام صدّام .
المزغنّي اتصل بي قبل أيام (كانت وصلتْه دعوةٌ مؤخراً ) :
أذهبُ أم لا أذهبُ ؟
أجبته : لا  آمُـرُكُم ، ولا أنهاكم !
قال المزغنّي : لن أذهب .
*
أمّا أنتم ، صحافيّي الارتزاق وشعرائه ، قوّادي الرداءة ، فاذهبوا إلى بغداد المحتلّة .
اذهبوا إلى جحيمكم !
++
كان قد كتبها قبل الإحتفال باسبوعين، وكأنها نبوءة لمن سوف يذهب الى بغداد للرقص على دماء العراقيين وكانت قد نزفت في تفجيرات قبل أيام من الرقص.
وربما كانت تلك التفجيرات قد جاءت في وقت مناسب للرقص. وسوف أقول لكم كيف.
تعمدت حكومة الاحتلال أن يكون موعد افتتاح بغداد عاصمة الثقافة، ليس فقط كما قال سعدي في نفس يوم احتلال بغداد،  وإنما جاء نفس موعد انعقاد مؤتمر (المقابر الجماعية) الذي رعاه حزب عمار الحكيم. والمسألة لم تكن صدفة، وإنما انظروا ماقاله أبو رغيف الناطق باسم مهرجان الرقص.
قال المتحدث الرسمي لمشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية نوفل ابو رغيف ان " تزامن مؤتمر المقابر الجماعية وفعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية ضروري لان يجد العرب ان هناك احتفاءا بثقافة الوفاء وتكريسا لها " .
واضاف في تصريح صحفي انه " من المهم بمكان التوقف عند محطة انطلاق وتزامن هذين الحدثين الكبيرين وهما مؤتمر المقابر الجماعية وانطلاق فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية وبتزامنهما سيجد العرب خلال تواجدهم في البلاد ان هناك احتفاءا بثقافة الوفاء وتكريسا لهذه الثقافة".
واوضح انه طالما غيب الحديث تلك الجريمة التاريخية ومرتكبها ، والان وفي ظل الانفتاح العراقي على العرب وتواجدهم في مختلف المهرجانات وعودة العراق الى حضوره العربي المؤثر فالامر يعد علامة وفاء حقيقية يجدر بجميع المعنيين التذكير بهذه الجريمة وان يتوقفوا عند هذا الحدث وان يستثمروا فرصة الحضور العربي في كرنفال بغداد عاصمة الثقافة العربية وتسليط الضوء وتكريس الحديث عن الجريمة والتوقف عندها والالتفات لضحاياها ورفع الحيف عنهم "  - المصدر

ثقافة الوفاء؟ ربما كان يريد أن يقول (ثقافة الوفاة) ؟
طيب .. إذا كان هذا هو القصد في بطون القائمين على المناسبتين، لماذا دعوا راقصات الدرجة العاشرة لثقافة الوفاة هذه؟ انظروا الصورة:

اللي لابسة الثعلب الأسود والباروكة هي الراقصة درجة عاشرة المصرية لوسي، مع الاعتذار للمتزمتين حيث لا اعرف الى أي مدى الديكولتيه مفتوح تحت الثعلب. جاءت للرقص على الجثث حسب عادة العراقيين كما شرحها مستشار الزيف القومي في حينها. وبرفقتها ممثلة ايضا لا  اعرف اسمها يبدو أنها توقعت ان تكون المناسبة وطنية للعظم فارتدت العلم المصري: استخدمت اللون الاحمر منه في فتحة مغرية ، ووضعت النسر على بطنها ومايليها، ولا ادري ماذا فعلت بالأسود.
بكلمة أخرى :  كما توقعت يا سعدي يوسف، لم يأت المثقفون العرب الحقيقيون وانما الراقصون فقط. لم تستطع خزانة الحكومة العميلة أن تستجلب من مصر على الأقل أفضل من لوسي في وفد ترأسه عفاف شعيب الممثلة المعتزلة منذ عشرين سنة.

هناك تعليق واحد:

  1. هم اغبياء ويعتقدون ان الآخرين كذلك ، ربما ضحكوا على البعض من مغيبي العقول في العراق لكنهم محال ان يجدوا صدى لادعاءاتهم عن المقابر الجماعية والمظلومية في نفوس الآخرين على امتداد الساحة العربية الذين يعرفون الحقائق كما هي ،وهذا الغبي المسموم ابو رغيف واحد ممن المنضوين تحت عباءة المجلس اللااسلامي بدأ بعد (التحرير) اذاعيا في قناة الفرات الفضائية قادما من (الشقيقة) ايران حاملاً غدداً سميّـة واطناناً من الشتائم وبذيء الالفاظ ، ثم برز كشاعر ليصبح بعدها مديرا عاما لدائرة الشؤون الثقافية التي اشرفت على (مهرجان) بغداد عاصمة الثقافة العربية الذي انقلب وبالاً على اهل بغداد الذين ارغموا على قبول الاختناقات المرورية والقطع المفاجيء للطرق من اجل مرور (مواكب) الضيوف الكرام ، فلا غرابة في أن ينبري مثل هذا الصعلوك لنفث سمومه والتصريح بما يضمره هو ومن لف لفه من دجل وافتراءات مكشوفة .

    ردحذف