"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

23‏/3‏/2013

الثورة العراقية الكبرى: لماذا لم تكن من أجل النفط؟

تعليق عشتار العراقية
في مقالة انطونيا يوهاز التي نشرتها قبل قليل هنا، هناك إشارة الى احتجاجات بين حين وآخر يقوم بها أهالي المناطق التي احتلتها شركات النفط في الجنوب، ويمكن الاطلاع بشكل أكثر تفصيلا على تلك الاحتجاجات هنا وهنا ، ولكن بطبيعة الحال لم تنتبه القنوات والوكالات والفضائيات لهذا الحدث المهم، ولم يتحرك رجال الدين او العشائر لسرقة مواردنا وهي قضية محورية وعليها يتوقف مستقبل البشر والحجر في العراق. وكان يمكن لقضية مثل هذه أن تجمع العراقيين على قضية وطنية، بدلا من التناحر الطائفي على تهميش هذا المكون او تصعيد ذاك. كما لم تقم ثورة عراقية كبرى على توقيع معاهدة الاستسلام للنفوذ الأمريكي في العراق، ولم تقم احتجاجات على المطالبة بتعويضات من المحتل لتخريب البنية التحتية والزراعة وهي اصل الحياة في العراق. واليوم اسمع اخبارا أن جماعة المقابر الجماعية والأنفال وحلبجة المتنازع عليها، فازوا الفوز العظيم حين أعلن في الامم المتحدة اعتبار المقابر الجماعية (انظر ملف المقابر الجماعية في الغار) "نكبة تاريخية"، علما أنه لم يجر أي تحقيق دولي محايد على مسألة المقابر الجماعية : عددها ، هويتها ، صحتها من عدمه، وهي قضية قائمة على الشائعات والتهويل والبروباغندا بالضبط مثل قضية الهولوكوست. ولم يتحرك أي عراقي (من الأحزاب العميلة المشاركة في العملية الاحتلالية المتحمسين لتعويض اصحاب المقابر الجماعية) لحث الأمم المتحدة على استصدار قرار بتجريم استخدام الولايات المتحدة اسلحة الدمار الشامل في العراق من جنوبه الى شماله والمطالبة بتعويضات عن نشر السرطانات والتشوهات الجينية التي ستظل الأجيال العراقية تعاني منها حتى يوم القيامة، وهي قضية موثقة علميا وتحدث كل يوم أمام أنظار العالم. وكانت هذه قضية وطنية شاملة أيضا تستأهل ان يثور الناس من أجلها. كما لم تقم أية ثورة بسبب سن دستور كتبه الصهاينة للعراق، بل ذهب الجميع طواعية للاستفتاء عليه حسب أفضل الأساليب الديمقراطية.
  حين يثور العراقيين من أجل قضية وطنية تتعلق بمصير دولة ووطن وشعب وأرض، ستكون تلك هي الثورة الحقيقية.
النفط هو شريان الحياة (الى جانب المياه) والعالم يتقاتل ويحارب ويعيد رسم الخرائط من أجل الاستيلاء على منابع النفط في كل مكان، خاصة في شرقنا المنكوب، فلماذا ياترى لم تقم الثورة العراقية من أجل الحفاظ على ثرواتنا؟ والدفاع عنها؟ لماذا لم يثر العراقيون عند اجراء الحكومة العميلة دورات التراخيص لبيع مستقبلنا لشركات الاحتلال؟ كانت السرقة واضحة وقد كتب عنها الكثيرون عراقيين وعربا وأجانب.
لماذا علينا أن نثور لأن حماية العيساوي أصابها الضر؟ ولماذا هذه كانت القشة التي قصمت ظهر البعير وكل المصائب الأخرى لم تقصمه؟

هناك تعليق واحد:

  1. اعتقد بان التضليل والتجهيل السياسي للامة هما مقومان من مقومات السيطرة على المنطقة العربية مرتبطان بسياسة الارتزاق والهرولة الاستهلاكية للشعوب المنهوكة القوى الضائعة الراكضة وراء تعبئة بطونها حتى لو كان ذلك على حساب كرامتها
    سياسة صهيونية امبريالية بامتياز
    للحفاظ على مصالح الامبريالية في المنطقة وبدعم شعبي عربي وليس بدعم حفنه من العملاء والماجورين
    ولكم تحياتي

    ردحذف