"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

17‏/1‏/2013

الثورة العراقية؟

لم يحن وقتها بعد، ومعذرة لكل الأصدقاء المؤمنين بأن مايحدث في العراق هو ثورة. هذا رأيهم ولي رأيي. مازلت عند قولي أن الثورة العراقية الحقيقية لن تقع قبل عشرين سنة من الآن. للثورة حسبما أفهمها شروط، وهي لم تتوفر - برأيي - في الاعتصامات والتظاهرات الحادثة الآن. أتابع مثلكم كتابات الأصدقاء عن (الثورة) ، وأشعر بالحيرة. ومما يزيد الطين بلة عندي تشبيه بعضهم لما يحدث في العراق على انه استمرار لثورات (الربيع العربي) وتعرفون رأيي بذلك الربيع المصنوع. يبدو لي أن الأصدقاء من الكتاب والناشطين المؤمنين بأن هذا هو (الربيع) العراقي يفعلون ذلك لأنهم يرحبون بأي حراك شعبي ضد حكومة الاحتلال. وحتى أكون اكثر وضوحا وأتمنى أن أكون مخطئة وأن يكون الاصدقاء على صواب، أذكر لكم الأسباب التي تجعلني أقف هذا الموقف:
1- أن يكون الحراك قد انطلق أول الأمر لنصرة أحد أقطاب العملية الاحتلالية : رافع العيساوي
2- أن يكون الحراك قد انطلق من (مظلومية) (السنة)، وليس مظلومية شعب بكامله.
3- أن يكون الحراك بمباركة أمريكية - تركية -خليجية (أي المحور الذي شارك في تدمير العراق) وهو المحور الذي شارك في مايسمى (الربيع العربي) ويمكن أن نتأكد من هذا من متابعة اتجاهات القنوات الإخبارية الأمريكية والخليجية.
4- أن يكون العشائر ورجال الدين هم الذين يقودون هذا الحراك، أي القوى التي مرجعيتها غيبية مثل رجال الدين او مرجعيتها اعراف ماقبل نشوء الدولة والمدنية متمثلة بالعشائر. وإذا كانت المقارنة تأتي الى البال بثورة العشرين فتلك كانت قبل قيام الدولة الحديثة. كلا القوتين لا علاقة لهما بالقرن الواحد و العشرين. كيف يقبل المثقفون بثورة يقودها رجل دين  او شيخ عشيرة؟
5- اطلعت على صور نشرتها بعض مواقع الأصدقاء عن (الإمكانيات المقدمة للمتظاهرين او المعتصمين) ومنها موائد الطعام (صور اطباق طعام ممتدة) وصور خيام مكتوب عليها (مضيف عشيرة كذا وكذا)، وقد كان المشهد شبيها الى حد بعيد بل يكاد يكون نسخة من المواكب الحسينية (موكب السيد فلان وعلان) ، مما يخطر على البال أن المسألة لا تعدو ان تكون استعراض قوة (سنة) أمام (شيعة) . الثوري الحقيقي (سواء كان حسينيا أو أنباريا) لايهتم بمعدته، ولا يجد وقتا للتفكير في الأكل خاصة انه خرج لنجدة أعراض الأسيرات، بل يضع دمه على راحته ويفتح صدره للنار. وفي الواقع لم نجد في أي ثورة في تاريخ العالم صورا للموائد. ولو استطاع أي شخص أن يأتيني بصورة تشي غيفارا وهو يتصدر مائدة مثل هذه في أحراش وغابات أمريكا اللاتينية لصدقت أن هؤلاء ثوار.
6- إذا اهتمت قناة "العربية" وقناة "الجزيرة" بمتابعة (الثورة العراقية) فلن تكون ثورة حقيقية، لأن قطر والسعودية ساهمتا في تدمير العراق في حربين 1991 و2003 ولن تعنيهما حقا مصلحة الشعب العراقي.
7- إذا اهتم مسعود برزاني بتشجيع (ثورة) الانبار والموصل وكركوك .. فهي ليست ثورة حقيقية، وإنما هي مقدمة وتمهيد لاعلان استقلال كردستانه. أليس هذا واضحا وضوح الشمس؟

الثورة الحقيقية لن يقوم بها (سنة) ضد حكومة (شيعية) ، وانما يقوم بها الشعب العراقي ضد حكومة عميلة فاسدة نصبها الإحتلال. الثورة الحقيقية لن تكون جزءا من مخطط الشرق الأوسط الكبير، فالثورة الشعبية العراقية ستكون ليس فقط ضد  الحكومة وضد الدستور وانما  ايضا ضد الفدرالية والانفصالية والتقسيم والتشرذم وضد دويلات الطوائف التي أراها تتشكل في الأفق.
***
مواضيع ذات صلة
مرة اخرى: الثورة العراقية الكبرى؟
الثورة التي أريدها

هناك 8 تعليقات:

  1. تحية لعشتار اولا
    وكل ما تفضلت به صحيح مائة بالمائة
    ولكن اخ من لكن
    ان الثورة الحقيقية في العراق لن تستطيع الوقوف متفرجة على ما يحدث في محافظات العراق المختلفة ضد حكومة العملاء وسوف تخوض صراعها مع اعدائها سواءا كانوا صحولت ام عملاء للاحتلال في الحكومات ام محتلين
    ولهذا لم تعلن المقاومة العراقية ان الفعل هو فعلها ولكن ايدت وتبنت الدفاع عن جماهير الشعب وتبنت مطاليبه العادلة
    وكذلك فان صفحات المقاومة سوف لن تتوقف الا عند طرد العملاء والمحتلين وحتى لو ركب موجة الاحتجاجات غير الجذرية اناس معروف ولائهم للمحتلين او مشروعهم الاحتلالي فلن تتو قف المقاومة عن الاصطدام معهم في فترات معينه لاحقة
    الا اذا لا سمح الله غيرت المقاومة اهدافها واستراتيجيتها باعادة العراق الىافضل مما كان ايام الحكم الوطني
    وهذا على ما اعتقد ليس مطروحا
    ولكنها لعبة يلعبونها العملاء ضد بعضهم كحكام اما الشعب فليس هنا الا صاحب مطالب مشروعه تنتهي بانهاء الاحتلال واعوانه من كل الصنوف
    معك على الصراحة والوضوح والجراة
    ولكم تحياتي

    ردحذف
  2. طبعا أنا أتفق معك في كثير من النقاط . خاصة الأولى . و لست متفائل للاسف .
    لكن دعونا نعتبر هذا الحراك مجرد إحماء قبل اللعبة . و تمرين لإحياء جذوة الوطنية " المطفية " في نفوس العراقيين خاصة الجيل الصغير الذي لم يُرب و لم يدرس وفق قيم وطنية قويمة .

    و من إجابيات هذا الحراك عودة الراية العراقية الأصيلة . وأكثر ما أسعدني رؤية أطفال و شباب صغير يرفعها في زهو دون وجل.

    من جهة أخرى أعتقد من الخطأ اعتماد شروط ثورات القرن الماضي على هذا الزمن .
    و بالنسبة للشيوخ و الوجهاء دورهم كان و مايزال مهم في كل ثورات العراق من ثورة الكيلاني لثورة 58 إلى ثورة 17ـ 30 من تموز المجيدة .. لم يتصدروا الواجهة حينها لوجود قادة و رموز سياسيين . لكن دورهم في التحشيد لا يمكن تجاهله .

    ردحذف
  3. اخي التميمي
    لا اعرف ما المقصود بالوجهاء. هل هم الاغنياء؟ هل هم العائلات الكبيرة؟ هل هم المشهورون؟ هل هم رجال المال والشركات؟ هل هم طبقة غير طبقات الشعب؟ لا أعرف معنى لهذه التسمية.
    أنا ايضا فرحت لرؤية العلم الوطني، ولكن لا تنسى ان اعلاما اخرى رفعت الى جانبه منها علم السعودية وعلم تركيا وعلم كوووردستان واظن ايضا علم سوريا الذي يرفعه (ثوارها)؟
    اختلط الحابل بالنابل. وإذا كانت الثورة غير واضحة وملتبسة ويركب موجتها كثيرون لا رابط بينهم فهي ليست ثورة.

    ردحذف
  4. بالعكس انا لا اطبق شروط ثورات القرن الماضي وانما كل الثورات التي حدثت في نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين كانت مصنوعة في أمريكا. ذكرني بثورة حديثة قام بها شعب من الشعوب بإرادته؟
    من يطبق شروط الماضي هو من يعتقد أن الشيوخ (ومنهم شيوخ الدولار) يمكن أن يحيوا تقاليد ثورة العشرين. اشعر بالخجل من أن نركن امرنا في هذا الزمن الى العشائر. وأنا من جيل غادر العشائرية أبا عن جد، منذ زمن بعيد. بل لا اعرف لي شيخا او عشيرة. كان ينبغي القضاء على نظام العشائر منذ القرن الماضي، فهو نظام بدائي يعتمد على الأعراف وليس على القوانين، ويجعل الفرد خاضعا لحكم شيخ العشيرة وليس لحكومة مدنية ينتخبها الشعب.

    ردحذف
  5. صحيح الانتفاضه او الثوره ليس فيها بوادر ثوره لكن دعونا نتفائل وندعم بشحذ الهمم بدل ان نتكلم عن سلبياتها فالعراقيين محتاجين لدعم ومسانده في مسعاهم بدل ان نحكم على انتفاضتهم بالفشل المسبق
    المهم هناك شراره وهذا هو المهم وانا اوافقك الراي بان تدخلات رجال الدين يجب ان لا يكون لها تاثير على مسار الانتفاضه وعلى الشباب ابعادهم باي وسيله

    ردحذف
  6. أتمنى من صميم قلبي أن تكون السيدة عشتار على خطأ..
    أقولها بكل أسف، وأعتذر عن قولها..

    ردحذف
  7. اخت عشتار تحبة طيبة
    من غير الممكن ان تحدث ثورة في العراق على القياس الذي نريده دفعة واحدة والسبب ان السلطة مدعومة من الخارج , وهناك ولاءات كثيرة داخل البلد يصعب توحيدها , وهناك سياسة فرق تسد فهذا سنس وهذا شيعي , وهناك اطراف كثيرة تشعر بنهايتها في الثورة العراقية فتستميت في دس الفتن لتأخير الثورة .
    لكني اتمنى ان يكون هذا الحراك هو كرة الثلج التي سوف تكبر بعد ان ينكشف كل شيء ويظهر زيف الادعاء ولمس العجز والشلل الذي يصيب البلد ليصحوا ابناؤه ويتوحدوا في ثورة عراقية حقيقية وانا معك في انها تحتاج وقت .وشكرا لك

    ردحذف
  8. شكرا اخي مصطفى وانا ايضا اتمنى ان اكون على خطأ ولكن للاسف ايضا كل ماأراه الآن مهما قلبت الأمر من كل وجوهه، هو ارهاصات حرب أهلية قادمة تمهيدا لنشوء دول الطوائف التي تنبأت بها في الغار منذ وقت طويل. مهما درست وتعمقت وحللت، ارى أن الهدف الأصلي هو مد الهلال او لا ادري اي شكل هندسي للخندق السني بقيادة تركيا والخليج مقابل الخندق الشيعي بقيادة ايران وتوابعها. الوقود مثل كل مرة هم شعب العراق المظلوم، وان استمر هذا الاستقطاب فلن يتحرر العراق وانما كل الذي سوف يحدث هو استقلال المنطقة الغربية (السنية) لترتبط جيوسياسيا مع القيادة السنية في مشروع الشرق الأوسط الكبير.

    ردحذف